لقاء مع السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
المقال: لقاء مع السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
الكاتب: ضياء رزاق شمران
الناشر: مجلة الولاية
تاريخ النشر: العدد 75 من المجلة بتاريخ 8/10/2015
موقع النشر: www.alwelayh.com
=============
لقاء مع السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
تمثل قضية الامام المنتظر(عليه السلام) واحدة من اهم المفردات المطروحة على الساحة العلمية بجميع مفاصلها، فالجميع يعتقد باليوم الموعود الذي يعم فيه العدل والرخاء والسعادة للإنسانية جمعاء.
وبين الاطروحات المختلفة التي ظهرت على الساحة الإسلامية تبرز الاطروحة الشيعية الإمامية الاثني عشرية في تشخيص ابعاد هذه القضية من جميع جوانبها. وقد تصدى لهذه الجوانب العديد من المراكز والمؤسسات العلمية التي استطاعت الى حد ما ابراز الكثير من الأمور التي كانت تثار حولها الاشكاليات المختلفة، ومن بينها برز مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام).. مجلة الولاية التقت بمدير المركز سماحة السيد محمد القبانجي لتتعرف من كثب على أهم الانجازات التي نفذها للوصول الى الواقع الحالي.
لو تحدثوننا أولاً عن السيرة الذاتية لسماحتكم بإيجاز:
السيد محمد ابن الشهيد السيد حسن السيد علي القبانجي، ولدت عام 1970م ونشأت في اسرة عرفت بالعلم والجهاد والشهادة، إذ اعدم النظام البائد الكثير من أفراد أسرتي منهم اربعة من اخوتي، ونال والدي السيد حسن شرف الشهادة في الانتفاضة الشعبانية عام 1991م.
في عام 1982م دخلت سلك الحوزة العلمية وعمري لا يتجاوز الثالثة عشر مع مواكبتي للدروس الأكاديمية الى الخامس العلمي.
تتلمذت على يد اساتذة اكفاء في المقدمات والسطوح والبحث الخارج، منهم السيد علي الشيرازي والشيخ علي الدهنين الاحسائي والشهيد السيد محمد تقي الخوئي والشيخ الميرزا جواد التبريزي والشيخ باقر الإيرواني.
لي عدة مؤلفات منها: ثقافة الانتظار وتطلعات في الرؤية والانتماء، وثلاثية المعرفة المهدوية في المنتظر والمنتظر والانتظار، ولي بعض المخطوطات في ابواب متنوعة من المعرفة.
أسهمت في تدريس المقدمات عدة سنوات في حوزة قم المقدسة، ولي نشاطات ومشاركات في الكثير من المراكز العلمية والثقافية، وقد اسست مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) في النجف الأشرف برعاية من المرجعية العليا.
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) ما الغرض الأساس من إنشائه؟
قبل الحديث عن مفاصل العمل وبيان الخطوط العريضة الحركية للمركز وتوضيح فعالياته لترسيخ الأهداف المتوخاة نرى أنّ من المفيد التنبيه الى الأسباب والأهداف الداعية للتأسيس:
أولا: ان مشروع الإمام المهدي(عليه السلام) قضية عالمية تستحق الاهتمام سواء على المستوى النظري أو على الصعيد العملي.
ثانيا: ان قضية الإمام المهدي(عليه السلام) تشكل الحلقة النهائية للأطروحة الشيعية المعبرة عن الفهم الأصيل للإسلام والتي تعتبر الإيمان بالخاتم محمد صلى الله عليه واله والعترة من بعده هداة البشرية وسادة الأنام قاطبة بنحو وحدوي لا يمكن ان ينفك او ينفرط، فدعمها والدفاع عنها وغرسها في قلوب المؤمنين عبارة أخرى عن الدفاع عن كل الكيان الشيعي إذ بدونه ينحل عقد الإمامة المتمثل بالاثني عشرية.
ثالثا: تختلف قضية الإمام المهدي(عليه السلام) عن قضايا غيره من الأئمة(عليهم السلام) من عدة جهات:
أ. إن الإمام(عليه السلام) حيٌّ معاصر لنا، وهذه القضية مهمة إذا تحققت في وجدان الفرد ووجدت طريقها في كيان الأمة فسوف يختلف واقعها كثيراً لما هو أفضل.
ب. بسبب الملابسات الحادثة إبان ولادته(عليه السلام) ونشوئه والغيبة الصغرى وكذلك طول الفترة في الغيبة الكبرى لذا تعرضت قضية الإمام المهدي(عليه السلام) لموجة من التشكيكات العنيفة واثيرت حولها الشبهات بها يزيد بكثير على ما كان موجودا في عصر الأئمة الآخرين(عليهم السلام).
ب. باعتبار ان قضية الإمام المهدي(عليه السلام) قضية اسلامية عامة بل انسانية عالمية نجد الكثير ممن يرغب فيها ويطمع ان تكون على طبق رؤاه وأفكاره وموافقة لمدرسته فكل يجر النار الى قرصه، لذا كان لا بد من تحديد وبيان المدرسة الصحيحة ومعالمها وفق المناهج العلمية المتّبعة.
د. ضبابية الثقافة المهدوية في المجتمع العراقي بالخصوص بسبب اسقاطات النظام البائد ومحاربته لكل معالم التشيع على جميع الصعد واهمها قضية الانتظار والمنتظر(عليه السلام) باعتبار انها تشكل معلما يبعث الروح الإيجابية الرافضة للظلم والممهدة للظهور المنقذ الأعظم.
هـ. إننا نجد بعض ذوي النفوس الضعيفة يحاولون جاهدين بشتى الطرق والوسائل قديما وحديثا تقمص هذه الشخصية العظمى أو أحد اتباعه لنيل قسط من حطام هذه الدنيا الفانية والوصول الى مآربه الشخصية بدون رادع من دين وخوف من آخرة.
فلهذه الأسباب المهمة وغيرها أسس هذا المشروع في عام 2003م برعاية مشكورة من سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني حفظه الله، ومباركة من المرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني دام ظله الوارف ليكون دليلا يضيء الدرب للمنتظرين.
علمنا ان لمركزكم نشاطاً فعالاً تجاه المؤسسات التربوية في العراق، لو تحدثوننا عن هذا الامر:
ان المجتمع العراقي بجميع شرائحه بحاجة ماسة في العصر الراهن الى الكلمة الهادفة والفكرة الأصيلة وتعلم لغة الحوار وتبادل الثقافة باسلوب عصري خال من العنف والغاء الآخر، من هنا يتجلى دور الأستاذ التربوي في تقويم المجتمع من خلال ترشيده للحركة الفكرية للطالب، بمختلف مراحله ولاسيّما أن العراق بل العالم اجمع قد انفتح على ألوان من الثقافة المختلفة وأطياف من الأفكار المتضاربة فكان لا بد للكادر التدريسي في العراق من ان يأخذ بيده المبادرة لتأصيل الفكر وترشيد لغة الحوار والتفاهم والنهوض بالأمة الى ما تصبو اليه من رقي للعراق على جميع الصعد ورفض حالة الشذوذ ولغة تصفية الآخر فكريا وجسديا على نحو ما تمارسه بعض الحركات المنحرفة حين أعوزها سلاح الفكر والمعرفة فالتجأت الى اشاعة الفوضى والرعب في قلوب المؤمنين تحت تسميات ومدعيات مقدسة تنتسب للإمام المهدي(عليه السلام)، إذ يراد من خلالها التمويه على الجمهور من جهة وتشويه الصورة المبدعة لحركة الإمام المهدي الداعية للسلام.
ومن هذه المنطلقات المهمة أخذ مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) زمام المبادرة للوقوف بوجه هذه الحركات الهدامة التي تحاول ان تشتت الصف الواحد للجسم العراقي في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة .
وللوصول إلى مجتمع شبابي مهدوي كان ولابد من الانفتاح على الشريحة الواسعة للطلبة الأعزاء والطالبات المكرمات في محافظة النجف الأشرف وعموم المحافظات الأخرى، لذا قام المركز ببرنامج ثقافي مهدوي لثلاثين مدرسة من المدارس الثانوية في النجف وضواحيها، وذلك لإقامة ندوات متخصصة في ثقافة الانتظار وكل ما يتعلق في الإمام المهدي(عليه السلام) من تأصيل العقيدة ورد الشبهات، وتم تحقيق ذلك بتنسيق وتعاون تام بين المركز والمديرية العامة للتربية في النجف الاشرف.
ما هي نشاطات المركز على الصعيد الإعلامي؟
بسبب الحاجة الملحة لنشر الثقافة المهدوية وعدم وجود وسيلة مقروءة بين أيدي جمهور القراء العراقيين في هذا الصدد، وتلبية لتزايد الطلب من المهتمين بالقضية المهدوية لاصدار صحيفة تهتم بالشأن المهدوي، قام المركز باصدار صحيفة باسم(صدى المهدي عليه السلام) تكون في مواجهة الصحف المنحرفة المسيرة بأقلام مسمومة، فتوصل للقارئ ما يختص بعقيدة الانتظار بشكل سلسل ولأبعد نقطة ممكنة.
وهكذا انطلقت هذه الصحيفة تصدع بعقيدة الانتظار في الأول من جمادى الآخرة 1430هـ وتأمل ان تقدم للقراء الكرام وللمجتمع المهدوي ثقافة مهدوية أصيلة تثبت الفكر وترد الشبهة وتهيء النفوس استعداداً وتمهيدا لظهور القائم المنتظر.
وانطلاقا من أهمية الانترنت القصوى في تسهيل تقريب وجهات النظر في جميع أنحاء العالم استفاد المركز من الشبكة العنكبوتية للإسراع في ايصال المعلومة الحقة والأصيلة الى عموم القراء، وذلك من خلال انشائه موقعا تخصصيا في الإمام المهدي(عليه السلام) بعد الموقع الأول في هذا الشأن على شبكة الانترنت، ليكون واجهة اعلامية تعكس رؤية الطائفة الفكرية والعقائدية وجميع ما يرتبط بقضية الإمام عليه السلام، ويحتوي الموقع على ستة فروع رئيسة تابعة له هي: الموقع باللغة العربية، الموقع باللغة الانكليزية، الموقع باللغة الفارسية، والمنتدى الحواري، وصحيفة مدى المهدي(عليه السلام)، ومجلة الانتظار، وقد بلغ عدد زوار موقع الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) أكثر من(1.834.000) زائر.
وقام المركز بإنشاء منتدى الكتروني متخصص في القضية المهدوية وتمت المباشرة بانجاز هذا المشروع، وأصبح يمثل واحة غنية بالمعلومات التخصصية والاطروحات الفكرية والحوارات الناضجة عن القضية المهدوية فضلا عن البرامج المهدوية والصفحات الأدبية المشرقة في الانتظار وبلغات متعددة بالإضافة الى اللغة العربية.
ما نشاطات المركز في موسم الحج الى بيت الله الحرام؟
انطلاقا من الموقعية التي تتضمنها مكة المكرمة في كونها منطلقاً للظهور المقدس لصاحب العصر والزمان الذي يملؤها قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا كان للمركز دور فاعل في الترويج للثقافة المهدوية بين أوساط الحجاج في الحملات العراقية وغيرها مما كان لها تأثير ملحوظ في ربط الأمة بقائدها وإمامها الغائب الحاضر.
إذ أقام المركز لمدة ثلاث سنوات برامج متنوعة من إقامة المهرجانات والندوات والمسابقات وإجراء الاستبيانات وعقد اللقاءات مع مختلف الشخصيات والأطياف في هذه المواسم المباركة.