أقسام المكتبة الادبية
الشعر القريض

أقائم بيت الهدى الطاهر

أقائم بيت الهدى الطاهر

السيد حيدر الحلي

أقائم بيت الهدى الطاهر
وكم يتظلم دين الاله
يمد يدا تشتكي ضعفها
نرى منك ناصره غائبا
فنوسع سمعك عتبا يكاد
نهزك لا مؤثرا للقعود
ونوقض عزمك لا بائتا
ونعلم أنك عما تروم
ولم تخش من قاهر حيثما
ولابد من أن نرى الظالمين
بيوم به ليس تبقى ضباك
ولو كنت تملك أمر النهوض
وإنا وإن ضرستنا الخطوب
ولكن نرى ليس عند الاله
فلو تسأل الله تعجيله
لوافتك دعوته بالنهوض
فثقف عدلك من ديننا
وسكن أمنك منا حشا
إلى م وحتى م تشكو العقام
وكم تتلظى عطاش السيوف
أما لقعودك من آخر
وقدها تميت ضحى المشرقين
يردن بمن لا بغير الحمام
وكل فتى حنيت ضلعه
يحدثه أسمر حاذق
بان له إن سرى مستميتا
فيغدو أخف لضم الرماح
أولئك آل الوغى الملبسون
هم صفوة المجد من هاشم
كواكب منك بليل الكفاح
لهم أنت قطب وغى ثابت
ضماء الجياد ولكنهم
كماة تلقب أرماحهم
وتسمى سيوفهم الماضيات
فان سددوا السمر حكوا السما
وإن جردوا البيض فالصافنات
فثمة طعن قنا لا تقيل
وضرب يؤلف بين النفوس
ألا أينك اليوم يا طالبا
وأين المعد لمحو الضلال
وناشر راية دين الاله
ويا بن الألى ورثوا كابرا
ومن مدحهم مفخر المادحين
ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام
تدارك بسيفك وتر الهدى
كفى أسفا أن يمر الزمان
وأن ليس أعيننا تستضئ
على أن فينا اشتياقا إليك
عليك إمام الهدى عز ما

لك الله حلمك غر البغاة
وطول انتظارك فت القلوب
فكم ينحت الهم أحشاءنا
وكم نصب عينيك يا بن النبي
وكم نحن في لهوات الخطوب
ولم تك منا عيون الرجاء
أصبرا على مثل حز المدى
أصبرا وهذي تيوس الضلال
أصبرا وسرب العدى راتع
نرى سيف أولهم منتضى
به تعرق اللحم منا وفيه
وفيه يسوموننا خطة
فنشكوا إليهم ولا يعطفون
وحين التقت حلقات البطان
عجبنا إليك من الظالمين
وبتنا نود الردى كلنا
أجل يومنا ليس بالأجنبي
فباطن ذاك الضلال القديم
إلى الان تعمق تلك الجراح
فعنك انطوى أي تلك الخطوب
أيوم النبي ومن هاهنا
غداة قضى فغدا العالمون
وهب وما نام حقد القلوب
فأضرمها فتنة لم تدع
غدا الدين أهون لما ذكت
أذلك أم يوم أضحى الوصي
وعنه تقاعد صحب النبي
فما في مهاجرة المسلمين
ولا في قبيلة أنصارهم
بني قيلة بعدت قيلة
أيصبح فيكم بلا عاضد
وقهرا إلى شيخ تيم يقاد
وتبتز فاطمة بينكم
وأنتم حضور ولم تغضبوا
وحين قضت بيعة الغاصبين
غدت عثرة الوحي لم تخل منهم
ترى غيلة الشرك أنى تحل
وحتى غدوا بين مقبورة
وبين قتيل بمحرابه
وميت بري منه سم العدو
وبين صريع بصيخودة
قضى والهداية في مصرع
ومن ساهر الهم يبغي النهوض
مصائب يفطرن قلب الجليد
فهل ينشد الصبر في مثلها

 

كم الصبر فت حشا الصابر
إليك من النفر الجائر
لطبك في نبضها الفاتر
وشرك العدى حاضر الناصر
يثيرك قبل ندى الامر
على وثبة الأسد الخادر
بمقلة من ليس بالساهر
لم يك باعك بالقاصر
سوى الله فوقك من قاهر
بسيفك مقطوعة الدابر
على دارع الشرك والحاسر
أخذت له أهبة الثائر
لنعطيك جهد رضى العاذر
أكبر من جاهك الوافر
ظهورك في الزمن الحاضر
بأسرع من لمحة الناظر
قنا عجمتها يد الأطر
غدت بين خافقتي طائر
لسيفك أم الوغى العاقر
إلى ورد ماء الطلى الهامر
أثرها فديتك من ثائر
بظلمة قسطامها المائر
أو درك الوتر بالصادر
على قلب ليث شرى هاصر
بزجر عقاب الوغى الكاسر
لطعن العدى أوبة الظافر
منه لضم المها العاطر
عدوهم ذلة الصاغر
وخالصة الحسب الفاخر
تحف بنيرها الباهر
وهم لك كالفلك الدائر
رواء المثقف والباتر
برضاعة الكبد الواغر
لدى الروع بالأجل الحاضر
وسدوا الفضاء على الطائر
تعوم ببحر دم زاخر
أسنتها عثرة الغادر
وبين الردى إلفة القاهر
بماضي الذحول وبالغابر
بتجديد رسم الهدى الداثر
وناعش جد التقى العاثر
خميد الماثر عن كابر
وذكرهم شرف الذاكر
عن السيف منهم يد الساهر
فقد أمكنتك طلى الواتر
ولست بناه ولا آمر
بمصباح طلعتك الزاهر
كشوق الربى للحيا الماطر

غدا البر يلقى من الفاجر
فأنساهم بطشة القادر
وأغضى الجفون على عائر
وكم تستطيل يد الجائر
نساط بقدر البلا الفائر
نناديك من فمها الفاغر
بغيرك معقودة الناظر
ولفحة جمر الغضا الساعر
قد أمنت شفرة الجازر
يروح ويغدو بلا ذاعر
على هامنا بيد الاخر
تشظي العظام يد الكاسر
بها ليس يرضى سوى الكافر
كشكوى العقيرة للعاقر
ولم نر للبغيي من زاجر
عجيج الجمال من الناحر
لننقل عنهم إلى قابر
من يوم والدك الطاهر
مضمره عين ذا الظاهر
وأوجع منها نوى السابر
فتحتاج فيه إلى الناشر
أتينا بهذا البلا الغامر
وكل له دهشة الحائر
ولكن رأى فرصة الثائر
رشادا لباد ولا حاضر
لدى القوم من سحمة الصاهر
يرى فيئه طعمة الفاجر
ومالوا إلى بيعة الماكر
له بعد طه سوى الهاجر
له حيث أفرد من ناصر
وما ولدت، عن رضا الغافر
وصي الرسول ولا وازر
بكف ابن حنتمة العاهر
بحيلتها من أبي الطاهر
فيا بؤس للملا الحاضر
باذواء فرع الهدى الناضر
ولا حلبة الشاة من ضائر
بنجد من الأرض أو غائر
بملحدها في الدجى الساتر
خضيب الشوى بالدم القاطر
حشا ملؤها خشية الفاطر
تريب المحيا بها عافر
ووسد والرشد في قابر
منتظر دعوة الامر
وينضخن دمعا حشى الصابر
وما مثلها دار في خاطر

الشعر القريض : ٢٠١٣/٠٥/٢٢ : ٤.٩ K : ٠
: السيد حيدر الحلي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.