ألفٌ وأنتَ وراء الحجبِ مستتر يا أيُّها النور ماتت في محاجرنا قد كفّنتها أكفُّ اليأس واحترقت عشنا نسلّي بك الايتام نخبرُها عشنا نعزّي الثكالى في مآتمها لا تسألنّ سوى جرحي الّذي ارتعشت ينبيك أنّ رجالاً عاهدوا فمشوا وأنّ أطفالنا قدّامنا صُلبوا وأنّ نسوتنا جُرّعنها غصصاً يشدّ جرح السبايا في توسّلها الدّارُ بعدك في ظلماء موحشةٌ والدّينُ بَعدك ركنٌ هدّه وثنٌ ندري بأنك تدري كلّ ما خبئت وأنّ عينيك ما نامت على وجع الـ يا سيّدي والعذابُ المرُّ يأكلُنا رحنا إليك نكيل العتبَ نُكثره فواً إذا هدرت في القلب صرختُه لا بدّ من فجرك النديان مبتسماً
وألف جيل مضى كلٌّ قد انتظروا الاحلام وهي ربيع ناعم غضر شفاهُها اليابسات الصفر يا مطر بأنّ قلبك خلفَ الدّار يصطبر بأنّ دمعك مثل القطرِ ينهمر فيه الدّماء الّتي بالوجد تستعر على اللظى وإلى الامال قد عبروا يستصرخون فلم يسمعهم بشر حرّى.. وآلمهنّ السبي والعثر أنّ الامام يراها وهي تُحتقر قد عاف سمّارَها في ليلها القمر وراح يعبث في ساحاته الكفر أيامنا السود تأسى حيث تستتر ذاوين شوقاً ولا أودى بها السهر وكلّما انهدّ جرحٌ أو دجا خطر وأنت أحنى ولكن عاقك القدر أو كاد من لَهَبات الجدب ينفطر على الضفاف يناجي وجهَه الزهر