إليك أيا رباه أرفع شكوتي تقاطر سيل المنكرات وأقبلت تغلغلت الأحقاد وامتد زحفها تصرّم حبل الود وانفصمت عرىً وبتنا على جفن الهوان أذلةً وفتَّ بعزم السائسين تهالكٌ على حسك السعدان باتت مراكبي فيوميّ مسودٌّ ووجهي مُغَبّرٌ وسيفيَ مثلومٌ ورمحي مُكَسّرٌ فحتام يا رباه أبقى مكبلاً إلهي وهذا الذنب ذنبي فإنني وتبت فيا رباه خذ بي إلى الهدى بسطت إليك الكف والقلب ضارعاً رجوتك هيء للمسيرة قائداً إماماً تمرس بالطبابة مُلهَماً يجود على الدنيا بظل عدالةٍ وثبت فؤادي كي أفيء لظله إمامَ الهدى للنور طال انتظارنا تساورنا ريح الشمال بقيظها ونحن كما الأغنام سيقت لربوة ضعافٌ ولا حامٍ جياعٌ ولا غذى زحوف جيوش الغرب سَلّت «صليبها» وقومي مع الأوغاد تجري خيولهم
ومنك أيا رباه أطلب نصرتي مناهج زيغٍ أجّجت نار غيرتي وهاجت أعاصيرٌ أطاحت بمنعتي وغطى أديم الأرض نهج القطيعة وقد كان فوق الشمس مجدك أمتي على زخرفٍ هانت لديه كرامتي وهدمت الأعداء أسوار قلعتي وحرفيَ في سجنٍ يكمِّم صرختي وزنديَ منهدٌّ لوهن عزيمتي وتهدر في غير الميادين طاقتي جنيت على نفسي وخنت قضيتي وسدد على درب الرشاد مسيرتي أروم انعتاقاً من متيهي وضيعتي يضيء لنا درب الحياة الوضيئة عليماً بأدواء النفوس المريضة ويهزم جوراً حل في كل رقعة رشيداً حميداً مستنير البصيرة ركوباً على أمواج بحر التشتت وتلفحنا ريح الجنوب بقسوة أحاطت بها الذؤبان من كل وهدة فكل كلاب الأرض هاجت لقصعتي لصلب «هلالي» المستباح وحرمتي «وسائسها» لاهٍ بخمرٍ وقينة