رَعْياً لِصُبْحِكَ هذا الواعدُ الغَرِدُ تهفو لمقدمِهِ الدنيا التي اتَّقدت جالت على صدرها الأمواج عاتيةً وأوهنتها الدياجي، كلّما طفقتْ طالت بأحشاء هذا الليل رحلتها وبين أحضانها الأرزاءُ تُرضعها ما إن تفيق من المأساةِ في بلدٍ فراوحت تقرأُ الأيام أسئلةً: أما لهذا الحصاد المرِّ من أمدٍ؟ فتلكَ أياميَ الحُبلَى التي شُغِفتْ ليلٌ يمُور وأنواءٌ وعاصفةٌ تخبو، فأجمعُ أشلائي التي انتشرتْ أكلّما قلت هذا البرُّ يا سُفُني وكلّما شعّ في عيني بصيصُ سَنا متى ألملمُ أحلامي فأرْسِمُها متى أشمُّ عبيرَ النورِ في رِئَتي متى أحسُّ انهمارَ الغيثِ يغمرني متى تُمدُّ إلى قيدٍ وَهيْتُ لهُ متى انطفاءُ غليلٍ فَتَّ في كبدي شاختْ على عتباتِ الغيبِ أسئلتي لكن وُعِدتُّ بأن الله مُنْتَقِمٌ بدولةٍ من خيوطِ الوحيِ قد نَسَجتْ وقائمٍ تُسرِجُ الآفاقَ طلعتُه يقومُ بين يَدَيْهِ العدلُ ملحمةً وحين يُنفَخُ في أصْوارِ دعوتِه هي الظماء إلى محرابِه ازْدَلَفتْ: وراح ينصبُّ من ميزابِ رحمتهِ والحق قد مدَّ ممَّا ناله رَهَقاً يُهْنِيكِ يا هذه الدنيا فإنَّ لهُ حجَّتْ لِكَعْبَتِها الأرواح مذ عَلِمَت وأنها البحرُ بالخيراتِ عامرةٌ وأنها زمزمُ الأنْداءِ مُشْرَعَةً بُورِكْتِ يا هذه الدنيا بمشرقِ مَنْ يا أيها (القائم المهديُّ) إنَّ بنا عشناك عشقاً، صموداً، رفعةً وهدىً وعاش أسلافُنا معناك في دمهم فأنت أكبرُ من آمالنا أمَلاً جئنا نجدد عهداً.. بيعةً.. ثقةً
تهفو لمقدمهِ الدنيا وتحتشدُ بالموبِقاتِ، وما تَنْفَكُّ تَتَّقِدُ وراح ينحتُ في أعضادها الزبدُ تحل من عقدِ الظلماء.. تنعقدُ واغتال أحداقها الإرهاقُ والسهدُ حتى إذا فطمتَ أشبالَها.. تلدُ إلاّ أعان على ضرّائها بَلدُ أمَا لهذا الهوان المستميت غدُ؟ أم أنّه السيل يستشري ويَطَّرِدُ؟ بالنائباتِ، على كلّ المُنى رصَدُ تظلُّ من هولها الآمال ترتعدُ فوق الضّراوةِ، من ماتوا ومن فُقدوا راحت عن المرفأ المأمونِ تبتعدُ؟ من كُوّة الفجرِ.. حالت دونهُ لُبَدُ؟ مشارقاً بالغد الوضاء تنفردُ؟ ويرحَلُ الوهمُ من عينيَّ والرمدُ؟ لطفاً، ويمسحُ عني كلما أجدُ؟ يَدُ النجاة.. وكم تُثْري الوجودَ يَدُ تزيدُ فورتَه الآهاتُ والكمدُ؟ وطالَ دونَ بلوغِ الغايةِ الأمدُ من الطُغاةِ.. ومن جاروا، ومن جحدوا ثوبَ الحياةِ، فلا زيغٌ ولا صددُ وطوعُ إمرتِهِ الأنحاء والأمد وجُنْدُ منهجهِ الإيمانُ والرشدُ إلى الخلاصِ فمن آلامها تَفِدُ اَلقلبُ والروحُ والأنفاسُ والجسدُ ريٌّ رويٌّ هنيءٌ سائغٌ بَرَدُ كلتا يَدَيْهِ من الألطاف يبتردُ ذكرى على هامةِ الأيامِ تنعقدُ أن المآب عليها هانئٌ رغَدُ شُطآنه، أينما يمَّمته تَردُ ما رُدَّ ـ إن جاءها مُستَرْفِداً ـ أحدُ فِداهُ أنفسنا والمالُ والولدُ شوقاً إليك بعُمْر العُمْرِ يطّردُ برغم من كابَروا بغياً ومن حسدوا حتى ورثناه مذخوراً لمن وُلِدوا ونَصْبُ عينِك ما نلقى وما نجدُ فكلُّ أيامِنا في حبكم جُدُدُ