يمثِّلُكَ الشوق المُبَرِّحُ والفكرُ ولو غبتَ عنّي ألف عام فإن لي تراك بكل الناس عيني فلم يكن وما أنت إلاّ الشمس ينأى محلها تمادى زمان البعد وامتدَّ ليله ولو لم تعللني بوعدك لم يكن ولكن عقبى كل ضيق وشدة وإن زمان الظلم إن طال ليله ويطوى بساط الجور في عدل سيدٍ هو القائم المهدي ذو الوطأة التي هو الغائب المأمول يوم ظهوره هو ابن الامام العسكري محمد كذا ما روى عنه الفريقان مجملا فأخبارهم عنه بذاك كثيرة ومولده ((نورٌ)) به يشرق الهدى فيا سائلا عن شأنه اسمع مقالة ألم تدر أن اللّه كوَّن خلقه وما ذاك إلاّ رحمة بعباده ويعلم أن الفكر غاية وسعهم فأكرمهم بالمرسلين أدلَّةً ولم يؤمن التبليغ منهم من الخطا ولو أنّهم يعصونه لاقتدى الورى فنزههم عن وصمة السهو والخطا وأيدهم بالمعجزات خوارقا ولم أدرِ لِمْ دلَّت على صدق قولهم ومن قال للناس انظروا في ادعائهم ولو أنهم فيما لهم من معاجزٍ لغالى بهم كل الانام وأيقنوا كذلك تجري حكمة اللّه في الورى وكان خلاف اللطف، واللطف واجب أينشىء للانسان خمس جوارح وقلبا لها مثل الامير يردها ويترك هذا الخلق في ليل ضلَّةٍ فذلك أدهى الداهيات ولم يقل فأنتج هذا القول، إن كنت مصغيا، وإمكان أن يقوى وإن كان غائبا وإن رمت نجح السؤل فاطلب مطالب ال ففيه أقرّ الشافعي ابن طلحة وجادلَ من قالوا خلاف مقاله وكم للجوينيِّ انتظمن فرائد ((فرائد سمطين ((المعاني بدرّها فوكل بها عينيك فهي كواكب وردْ من ((ينابيع المودة)) موردا وفتّشْ على ((كنز الفوائد)) فاستعن ولاحظ به ما قد رواه ((الكراجكي)) وقد قيل قدما في ابن خولة إنه وفي غيره قد قال ذلك غيرهم وما ذاك إلاّ لليقين بقائم وكم جدَّ في التفتيش طاغي زمانه وحاول أن يسعى لاطفاء نوره وما ذاك إلاّ أنّه كان عنده وحسبك عن هذا حديث مسلسلٌ بأن النبيّ المصطفى كان عندهم فأخبر جبريل النبي بأنه وان بنيه تسعة ثمّ عدَّهم وأن سيطيل اللّه غيبة شخصه وما قال في أمر الامامة أحمد فقد كاد أن يرويه كل محدث وفي جلها أن المطيع لامرهم ففي ((أهل بيتي فلك نوح)) دلالة فمن شاء توفيق النصوص وجمعها وأصبح ذا جزم بنصب ولاتنا وآخرهم هذا الذي قلت إنّه وقولك إن الوقت داع لمثله وقولك إن الاختفاء مخافة فقل لي لماذا غاب في الغار أحمد ولم أُمِرَتْ أم الكليم بقذفه وكم من رسول خاف أعداه فاختفى أيعجز ربّ الخلق عن نصر دينه وهل شاركوه في الذي قلت إنه فإن قلت هذا كان فيهم بأمر من فقل فيه ما قد قلت فيهم فكلهم وإظهار أمر اللّه من قبل وقته ال وليس بموعود إذا قام مسرعا وإن تسترب فيه لطول بقائه ومكْث نبيِّ اللّه نوح بقومه وقد وُجِدَ الدجالُ في عهد أحمد وقد عاش عوج ألف عام وفوقها ومن بلغت أعمارهم فوق مائة وما أسعد السرداب في سرِّ من رأى سيشرق نور اللّه منها فلا تقل فإن أخَّرَ اللّه الظهور لحكمة فكم محنة للّه بين عباده ويعظم أجر الصابرين لانهم ولم يمتحنهم كي يحيط بعلمهم ولكن ليبدوا عندهم سوء ما اجتروا وإني لارجو أن يحين ظهوره ويُحيى به قطرُ الحيا ميِّتَ الثرى ((فتخضرُّ من وكَّاف نائل كفه)) ويَطْهُرُ وجه الارض من كل مأثم وتشقى به أعناق قوم تطوّلت فكم من كتابيٍّ على مسلم علا ولولا أمير المؤمنين وعدله فلا تحسبنَّ الارض ضاقت بظلمها وذا الدين في ((عبد الحميد)) بناؤه إذا خفقت بالنصر رايات عزه وعنه سل اليونان كم ميت لهم وكم جحفل إذ ذاك قبل لقائه عشية جاء المسلمون كتائبا ببيض مواض تمطر الموت أحمرا فلا يبرح السلطان منه مخلدا وخذه جوابا شافيا لك كافيا وما هو إن أنصفته قول شاعر ولو شئتُ إحصأَ الادلةِ كلَّها فكم قد روى أصحابكم من رواية وفي بعض ما أُسْمِعْتَهُ لك مقنع وإن عاد إشكال فعُدْ قائلا لنا
فلا حُجُبٌ تخفيك عني ولاستُر رجأَ وصال ليس يقطعه الدهر ليخلو ربع منك أو مَهْمَهٌ قفر ويشرق من أنوارها البرُّ والبحر وما أبصرت عيني محياك يا بدر ليألف قلبي في تباعدك الصبر رخاء وإن العسر من بعده يسر فعن كثب يبدو بظلمائه الفجر لالوية الدين الحنيف به نشر بها يذر الاطواد يرجحها الذر يلبيه بيت اللّه والركن والحجر بذا كله قد أنبأ المصطفى الطهر بتفصيله تفنى الدفاتر والحبر وأخبارنا قلَّت لها الانجم الزهر وقيل لظامي العدل مولده (نهر) هي الدر والفكر المحيط لها بحر ليمتثلوه كي ينالهم الاجر وإلاّ فما فيه إلى خلقهم فقر وهذا مقام دونه يقف الفكر لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضرّ إذا كان يعروهم من السهو ما يعرو بعصيانهم فيهم وقام لهم عذر كما لم يدنس ثوب عصمتهم وزر لعاداتنا كي لا يقال هي السحر إذا لم يكن للعقل نهي ولا أمر فإن صحّ فليتبعهم العبد والحرّ على خصمهم طول المدى لهم النصر بأنّهم الارباب والتبس الامر وقدرته في كل شيء له قدر إذا من نبيٍّ أو وصيٍّ خلا عصر تحسُّ وفيها تُدْرَكُ العين والاثر إذا أخطأت في الحسِّ واشتبه الامر بظلمائه لا تهتدي الانجم الزهر به أحد إلاّ أخو السفه الغر وجوب إمام عادل أمره الامر على رفع ضرِّ الناس إن نالها الضرّ سؤول فمن يسلكه يسهل له الامر برأي عليه كل أصحابنا قرُّوا فكان عليهم في الجدال له نصر من الدرّ لم يسعد بمكنونها البحر تحلَّت لان الحلي أبهجه الدرّ لدرِّيها أعياني العدُّ والحصر به يشتفي من قبل أن يصدر الصدر به فهو نعم الذخر إن أعوز الذخر من خبر الجارود إن أغنت النذر له غيبة والقائلون به كثر وما هم قليل في العداد ولا نزر يغيب وفي تعينه التبس الامر ليفشي سرَّ اللّه فانكتم السرُّ وما ربحه إلاّ الندامة والخسر من العترة الهادين في شأنه خبر لعائشة ينهيه أبناؤها الغرّ وجبريل إذ جاء الحسين ولم يدروا سيقتل عدوانا وقاتله شمر بأسمائهم والتاسع القائم الطهر ويشقى به من بعد غيبته الكفر وأن سيليها اثنان بعدهم عشر وما كاد يخلو من تواتره سفر سينجو إذا ما حاق في غيره المكر على من عناهم بالامامة يا حبر أصاب وبالتوفيق شُدَّ له أزر لرفع العمى عنّا بهم يجبر الكسر ((تنازع فيه الناس واشتبه الامر)) إذا صَحَّ لِمْ لا ذبَّ عن لبه القشر من القتل شيء لا يجوزه الحجر وصاحبه الصديق إذ حَسُنَ الحذر إلى نيل مصر حين ضاقت به مصر؟ وكم أنبياء من أعاديهم فروا على غيرهم؟ كلا فهذا هو الكفر يؤول إلى جبن الامام وينجرُّ له الامر في الاكوان والحمد والشكر على ما أراد اللّه أهواؤهم قصر مؤجل لم يوعد على مثله النصر إلى وقت ((عيسى)) يستطيل له العمر أجابك أدريس وإلياس والخضر كذا نوم أهل الكهف نصَّ به الذكر ولم ينصرم منه إلى الساعة العمر ولولا عصى موسى لاخَّره الدهر وما بلغت ألفا فليس لهم حصر وأسعد منه مكة فلها البشْر ((له الفضل عن أم القرى ولها الفخر)) به سبقت في علمه وله الامر يُمَيَّزُ فيها فاجرُ الناسِ والبَرُّ أقاموا على ما دون موطئه الجمر عليم تساوى عنده السرُّ والجهر عليهم فلا يبقى لاثمهم عذر لينتشر المعروفُ في الناس والبرُّ ((فتضحك من بشر إذا ما بكى القطر)) ويمطرها فيض النجيع فَتَحْمَرُّ ورجس فلا يبقى عليها دم هدر فتأخذ منها حظها البيض والسمر وآخر ((حربيٍّ)) به شمخ الكبر إذن لتوالى الظلم وانتشر الشرُّ فذلك قول عن معايبَ يَفْتَرُّ رفيع وفيه الشرك أربعهُ دثر فأحشاء أعداه بها يخفق الذعر له جدثان الذئب والقشعم النسر بنو الاصفر انحازت وأوجهها صفر مؤيّدة بالرعب يقدمها النصر ورقش صلال تحتها الدهم والشقر ولا يخل من آثار قدرته قطر معانيه آيات وألفاظه سحر ولكنه عقد تحلَّى به الشعر عليك لَكَلَّ النظمُ عن ذاك والنثرُ هي الصحو للسكران والشُبَهُ السكر إذا لم يكن في أذن سامعه وقر ((أيا علماء العصر يا من لهم خُبْرُ))