(٧٤) دولة المهدي (عجّل الله فرجه) دولة العباد الصالحين
دولة المهدي (عجّل الله فرجه) دولة العباد الصالحين
الشيخ حسين النجاتي
ورد في تفسير القمّي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الاَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ إنًّ في هَذَا لَبَلاغا لّقَومٍ عابِدينَ﴾ قال: ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾: (القائم (عليه السلام) وأصحابه) ففي هذه الدولة الكبرى يتسلّط وينتصر القوم الصالحون على القوم الفاسدين، ويسيطرون على مواهبهم وإمكانياتهم، وهؤلاء الصالحون يملكون جميع مؤهلات الصلاح والإصلاح، فهم مؤهلون من ناحية التقوى والورع والخوف من الله (عزّ وجل)، ومؤهلون من ناحية العلم والوعي، ومؤهلون من ناحية التدبير والإدراك والتنظيم الفردي والاجتماعي، ومن أراد من العابدين أن يحقّق بغيته وهدفه في هذه الحياة فما عليه إلا أن يكون متصفاً بصفات الجندي الذي يستعد ليلتحق بصفوف جيش هذه الدولة الصالحة، فبلاغ وبُغية العبد الصالح أن يكون جندياً في هذه الدولة العظمى التي بشّر بها القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) حين قال: لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
وبلاغ وبُغية ومطلوب العبد الصالح أن يكون جندياً في دولة ﴿الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ حيث (يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر به الدّين، ويميت الله به (أي المهدي (عجّل الله فرجه)) وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهاء الحقّ حتى لا يُرى أين الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).