(٩٩) أثر الرقابة بعلاقتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
أثر الرقابة بعلاقتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
د. بشرى العطار
إن من بنود علاقتنا بإمامنا الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه)، علاقة الرقابة:
فإن الثابت عند أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن أعمال الخلائق كلها تعرض على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وكما ورد من توقيع الإمام: «ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره عنكم، لَمَا تأخر عنكم اليُمن بلقائنا».
إنّ من آثار الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) على أهل الأرض هو متابعته لأنصاره، وكيف هي أوضاعهم وأحوالهم فيقوّم مسارهم ويبارك خطواتهم لتهيئتهم لإقامة دولة العدل، وكما ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): «يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره».
الإنسان الرسالي عليه أن يعيش هذه الرقابة وكأنَّه يضع نفسه في قاعة امتحان ويعلم أنّ نتيجة الرقابة إمّا النجاح أو الفشل، فالذي ينجح يزداد قرباً من الإمام (عجّل الله فرجه) والعكس صحيح، أمّا كيف يكون ناجحاً؟ فهو عن طريق بناء ذاته.
إنّ الطريق لبناء الذات هو محاسبة النفس، فإن لم يكن الإنسان آمراً على نفسه فسيكون مأموراً لها، كأن يراجع المكلف نفسه في آخر النهار من كل يوم في درجة خشوعه في الصلاة الواجبة، وهل كانت له همّة في أداء صلاة مستحبة، وهذا على الصعيد الشخصي، أمّا على الصعيد الاجتماعي فماذا قدّم من تذكرة وتوعية لمن يشاركه العيش من أهل أو أولاد؟ وما هو عطاؤه للمجتمع بشكل عام؟
وإيجازاً لما سبق نقول: إنّ الإنسان المنتظر حقاً للإمام (عجّل الله فرجه) عليه أنْ يربي نفسه أولاً، ويربي أهله، ومن يهمّه أمرهم ثانياً، وبصورة كأن الإمام (عجّل الله فرجه) فيها هو الرقيب على تصرفاته، فإنه ولي الله الأعظم، وولي الناس، وولي جميع أفعال الخلائق.