(١٠٩) سلاح الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور
سلاح الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في عصر الظهور
حسن عبد الأمير الظالمي
لا شك أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيخرج في عصر عصيب تُملأ فيه الأرض ظلماً وجوراً من سلاطين الشر ودعاة الكفر والإلحاد، وهم لا يسلمون له طوعاً أو حباً به، وإنما سوف يقابلونه بآلاتهم الحربية وقواهم العسكرية، فلابد للإمام (عجّل الله فرجه) أن يستعد لهم بما أوتي من قوة، فكيف يكون سلاح الإمام (عجّل الله فرجه) عند ظهوره؟
هناك ثلاثة آراء في نوعية سلاحه (عجّل الله فرجه) الذي يستخدمه لتحقيق الانتصار هي:
الأول: يقول إننا مع الروايات التي وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي ورد فيها ذكر السيف والخيول والأسنة وغيرها مما تعارف عليه أهل ذلك الزمان، كالرواية التي وردت عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب والفرس إلّا السيف»، فإن السيف هو آلة الحرب التي ينتصر بها الإمام (عجّل الله فرجه)، وفي أحد الكتب الحديثة الصدور يقول الكاتب: إن السيف يوقف الدبابة عن الحركة ويهم على الطائرة فيسقطها، ولا يمكن الركون إلى هذا الرأي لأن الإمام (عجّل الله فرجه) لا يلغي الرصيد البشري من الحضارة ولا يعقل أن يقوم السيف بمثل هذه الأعمال إلّا عن طريق الإعجاز.
الثاني: أن المعجزة الإلهية التي تعد الإمام بالنصر قادرة على تعطيل الآلة الحربية المعادية وإيقاف الأسلحة المتطورة عن أداء عملها، وهذا الرأي يستند إلى المعجزة بشكل كامل ولا يمكن الركون إليه، لأن الإمام (عجّل الله فرجه) كما تدل الروايات يستند إلى قوته الذاتية مصاحبة للتأييد الإلهي.
الثالث: وهو ما يذهب إليه بعض المعاصرين، وملخصه أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يخرج مقاتلاً بسلاح عصره الذي يظهر فيه والذي يقاتله به المعادون لحركته، ويحمل الأسلحة المتطورة التي يحملونها، بل وأحدث منها مع ما يمتلكه من مقومات النصر الأخرى كالتسديد الإلهي وقوة الإيمان.
وهو ما ذهب إليه السيد محمد الصدر (قدس سره) فقال: (من الواضح بالضرورة أن المهدي يستعمل سلاح عصره على المعنى الرمزي الذي يراد به أي سلاح).
ويقول الشيخ خليل رزق: لابد من حمل السيف على المعنى الرمزي الذي يراد به أي سلاح.
ويقول الشيخ محمد السند: لا ريب أن الإمام لا يرجع الناس إلى حالة متخلفة، ولا محالة أن تكون أسلحته تبعاً للتطور البشري.
ويقول الكاتب حبيب إبراهيم: إذا قدر للإمام أن يخرج والحضارة المعاصرة لا تزال قائمة بما تشتمل عليه من وسائل قوة وسلاح متطور فمن الجائز أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيواجه الطغيان بنفس السلاح الموجود آنذاك.
ولو لاحظنا الروايات التي تشير من بعيد إلى سلاح الإمام (عجّل الله فرجه) نجدها تؤكد هذا المعنى، فهناك قباب من نور، وخيول مجنحة، وفرسه الذي يرى من قبل أهل المشرق والمغرب، وأنصاره الذين يخاطبونه فيجدون ما يريدونه بين أيديهم وهم يستخدمون سيوفاً ليست كسيوف صدر الإسلام فهي تقد الجبال وتشطرها.. وهي تؤكد الرأي الثالث.