(١٤١) هل للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ذريّة وأولاد؟
هل للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ذريّة وأولاد؟
السيد ضياء الخباز
يتوقف إثبات نسب الشخص في الفقه الإسلامي الشيعي الاثني عشري على ضوابط مسلَّمة يقرُّها الفقهاء، وذلك بثلاثة طرق:
الطريق الأول: هو (إقرار الأب)، فإن هذا الإقرار يثبت الانتساب، وتترتب عليه الأحكام الشرعية من توارث وحرمة.
والطريق الثاني: هو (الاستفاضة المفيدة للعلم)، أي أن تكون هناك شهرة عند الناس بأن هذا الإنسان ينتسب إلى هذا الشخص أو إلى تلك العشيرة.
والطريق الثالث: هو شهادة (عدلين ذكرين)، وذلك إنْ شهدا بأن فلاناً هو ابن فلان، وأنه ينتسب إلى القبيلة المعنية. فهي شهادة كافية على إثبات النسب. كما يقول الفقهاء.
ويمكننا أن نطبق هذه الضوابط الثلاثة على من ادّعى النبوة والانتساب للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كادِّعاء (أحمد إسماعيل كاطع) (مثلاً)، فليس هناك أب يشهد لهذا المدَّعي بأنه ابن الإمام (عجّل الله فرجه). فالطريق عليه من هذه الناحية مغلق تماماً.
أمّا من طريق الاستفاضة المفيدة للعلم، فنقول: إن هذا المبدأ يثبت خلاف المدّعى، لأن المدّعي معروف في مدينته (البصرة) أنه ينتمي إلى فلان من الناس وإلى أُسرة وإلى عشيرة معينة، أهل البصرة يعرفون ذلك.
أمّا الطريق الثالث، وهو شهادة عدلين، لا تكون مقبولة إلّا بشروط، منها: أن يكون الانتساب ممكناً، أي أن لا يكون هناك مانع عقلي ولا شرعي من هذا الانتساب، كأن يكون الفارق بين من يدعي البنوّة وبين أبيه بالسنين، فارقاً بسيطاً لا يمتنع معه أن يكون أحدهما أباً للآخر.
نقول: إننا من خلال الروايات نستطيع أن ننفي وجود ذرية للإمام (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة، فكل من يزعم أنه من ذريته فهو كاذب.
هناك رواية يقول الحسن الوشاء، دخل علي بن أبي حمزة على الإمام الرضا (عليه السلام) فقال له:
أنت إمام؟ فقال (عليه السلام) له: «بلى»، قال: إني سمعت من جدك جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه يقول: (لا يكون الإمام إلّا وله عقب) - في تعريض واضح للإمام الرضا (عليه السلام) لأنه في ذلك الوقت لم يكن قد رُزق بذرية - فقال له الإمام (عليه السلام): «أَنسيت يا شيخ أم تناسيت، ما هكذا قال جعفر بن محمد (عليه السلام)، وإنما قال: لا يكون الإمام إلّا وله عقب، إلّا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنه لا عقب له»، ويقصد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حيث رجعة الإمام الحسين (عليه السلام) بعد الظهور المبارك.
قد يقول قائل ويدَّعي: إنَّ هناك نصوصاً تصرّح بعد الإمام (عجّل الله فرجه) أئمة من ولده، فكيف يتم التوفيق بين هذه الروايات، وبين غيرها التي تنفي ذلك.
فهنا يقول العلماء: إنه لا يعتد بمثل هذه الروايات مثار الاعتراض، لأنها مجهولة السند أصلاً، كرواية (السلام على ولاة عهده والأئمة من ولده).
أو رواية يعقوب بن يوسف الطراد والتي تقول: (اللهم صل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده). أو رواية تلك التي كانت تدّعي أنها جارية في بيت الإمام العسكري (عليه السلام)، وأنها تلتقي بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فنقلت عنه هذه الصلاة.
إذن فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا عقب له، فكل من يدّعي أنه من ذريته (عجّل الله فرجه) فهو كاذب مدلّس، وهذا هو صريح الروايات.