(١٥١) الانتظار
الانتظار
مجيد الحيدري
(الانتظار الذي كثرت التوصية به والحديث عنه, لم نسمع به على مستوى لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو على لسان واسطة الفيض علي (عليه السلام) اللذين لقبا نفسيهما بـ(أبوي هذه الأمة) فحسب, بل سمعناه من كل المعصومين (عليهم السلام) الذين ألفنا حديثهم, حيث أوقفونا على ضرورة وأهمية الانتظار.
فما هي وظائفنا في هذا المقطع الزمني؟ وكيف نعد أنفسنا لاستقبال هذا الضيف العزيز الذي ننتظره؟
للإجابة على ذلك.. وفي سبيل توضيح قضية الانتظار وجعلها أكثر شفافية, نعرض لعناوين هي كالتالي:
1- حقيقة الانتظار:
فالانتظار لا يعني الانزواء والتحرز عن معاشرة الناس, وليس هو رفض الطواغيت والاعتراض عليهم فقط, بل هو سلوك وعمل مقدام, ومن هنا عبر عنه في لسان الروايات بأنه أفضل وأحب الأعمال.
2- ضرورة الانتظار:
حيث بلغ الاعتقاد بظهور المصلح الأكبر والتأهب والاستعداد لنهضة عالمية كبرى درجة من الأهمية أعتبر فيها الأئمة (عليهم السلام) الانتظار نوعا من الاستراتيجية التاريخية الهامة والحساسة في هذه البرهة الزمنية, وان الحياة الواقعية للشيعة رهينة تلك المرحلة الخطيرة.
3- أبعاد الانتظار:
إن الرسالات العظمى والأمور الخطيرة بحاجة إلى ثوابت وقواعد راسخة, كما إنها بحاجة إلى تهيؤ واستعداد مسبقين, وان لهذا التهيؤ حدوداً وأبعاداً ينبغي للإنسان أن يحسب لكل منها حساباً خاصاً.
4- آداب الانتظار:
إن لا يكون منتظر ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) لا ابالياً, بل لا بد أن ينعكس ذلك (الانتظار) على سلوكه وجميع حالاته, وان عليه أن يحاول تحقيق تلك الآداب عملياً.
5- آثار الانتظار:
الانتظار والتهيؤ يستتبعان الصبر في مواجهة المشاكل, والذكر قبال الفتن, والبصيرة عند الشبهات.
6- انتهاء أمد الانتظار:
وأخيراً ينتهي أمد الانتظار ويطلع الفجر ويزول الظلام. (وذلك بظهوره (عجّل الله فرجه) ليملأ الأرض عدلا وقسطا).