(١٥٢) الغيبة الصغرى التسمية والبداية
الغيبة الصغرى التسمية والبداية
علي أسعد
ما هي الغيبة الصغرى: هي الفترة التي كان فيها المسلمون يتصلون بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بواسطة نواب عينهم ليكونوا مراجع للمسلمين في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم.
التسمية: سميت الغيبة بهذا الإسم لغياب الإمام (عجّل الله فرجه) أو عدم ظهوره بين الناس. ولأن فيها نواباً خاصين للإمام (عجّل الله فرجه) وأنها انتهت بوفاة الرابع منهم.
عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل).
وقد أسماها الشيخ المفيد (قدس سره) بالغيبة القصرى, قال في الإرشاد: (فأما القصرى منها فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وانعدام السفراء بالوفاة).
بداية الغيبة الصغرى: ولم يتفق الباحثون في بداية وقوعها ولهم في ذلك رأيان:
الأول: ما يقوله الشيخ المفيد من إنها بدأت منذ ولد (عجّل الله فرجه), وعليه الشيخ الطبرسي حيث يقول: (فكانت الغيبة الصغرى أربعاً وسبعين سنة ثم وقعت الغيبة الكبرى) وعلى هذا الرأي بعض المتأخرين حيث عدوا بدايتها منذ ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) فتكون مدتها أربعاً وسبعين عاماً.
الثاني: وعليه أكثر الباحثين, حيث يعتبرون بدايتها منذ وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وتولي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مقاليد الإمامة, وبذلك تكون مدتها 69 عاماً ويستندون بذلك إلى أدلة هي:
1. إن الإمام العسكري (عليه السلام) كان يري ولده إلى خواص أصحابه في هذه الفترة.
2. إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يكن متقلداً مسؤولية الإمامة ولم يتربع على كرسي الخلافة الإلهية وإنما تولاها بعد أبيه, والتحدث عنه باعتباره إماماً مفترض الطاعة في عهد إمامته.
3. تشهد الوقائع التاريخية إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في حياة أبيه العسكري (عليه السلام) لم يوقع أي توقيع ولم يصدر أي أمر إلا بعد وفاته حيث قابل وفد القميين ونصب لهم سفيراً من قبله ورد على أسئلتهم وذلك دليل على قيامه (عجّل الله فرجه) بمهام الإمامة.
4. لما كانت الصفة اللازمة لهذه الفترة هي قيام السفراء والنواب الأربعة فقد أنهى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هذه الفترة برسالته إلى سفيره الرابع السمري بان (لا توص لأحد من بعدك) وهذا دليل الملازمة بين تعيين الأول وإنهاء لفترة الرابع.