البحوث والمقالات

(١٨٣) القائلون بولادة المهدي (عجّل الله فرجه) من إعلام أهل السنة

القائلون بولادة المهدي (عجّل الله فرجه) من إعلام أهل السنة

عبد الله علي الحسين

أجمعت الشيعة الامامية على ولادة الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) وإنه الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام)، ثاني عشر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فالأئمة عندهم -حسبما نص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)- إثنا عشر: أولهم الوصي علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
وقد ذهب جمع غفير من علماء وأعلام أهل السنة إلى عين ما تقول به الشيعة الإمامية، من ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) المنتظر وانه محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام)، لكنه غائب عن الأنظار، بينما اكتفى فريق بذكر ولادة محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه) مع إنكار مهدويته أو السكوت عنه، ويظهر من هؤلاء الذهاب إلى ولادة المهدي (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان، ويلزم من كلامهم خلو الأرض من إمام وحجة في هذه الفترة الطويلة من الزمان، وهذا خلاف قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)، المتواتر في مضمونه عند الفريقين، والدال على وجود إمام في كل عصر وزمان.
وسيتضح للقارئ الكريم أن جل من قال بولادة محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه) من المنكرين أو الساكتين عن مهدويته لم يقل بوفاته، بل التزم الصمت إزاء ذلك سوى البعض الذين تكهنوا بذلك رجماً بالغيب.
وهذا بنفسه دليل يؤكد ما ذهب إليه الشيعة الإمامية، من إن الإمام (عجّل الله فرجه) حي غائب عن الأنظار.
ثم أن البعض ممن زاغت أبصارهم وعموا في طغيانهم، راحوا ينكرون ولادة محمد بن الحسن مدعين أن الحسن العسكري مات من غير عقب! ولا شك في أن ذلك كان محاولة يائسة لدحض عقيدة الاثني عشرية.
وليس هذا البحث في واقعه إلا ردا على هذه الفرية الخاوية التي حاول أصحابها طمس النور الإلهي المشرق ولكن أنى للظلام أن يطفئ جذوة النور؛ وأنى للباطل أن ينتصر على الحق؛ وإذا كانت جولة الباطل ساعة، فصولة الحق إلى قيام الساعة.
فتعال -عزيزي القارئ- وانظر إلى فيوض الرحمن وأبصر بعينيك كلمات القوم المتظافرة الدالة على ولادته (عجّل الله فرجه)، فأنه رد قاطع على كل من عميت بصيرته وسولت له نفسه أن يحرف الحقيقة ويدنس قلمه بأكاذيب مفضوحة.
ولأجل أن تكون الرؤية واضحة وجلية عند قارئنا العزيز ارتأينا أن نقسم الأقوال إلى قسمين، يتضمن الأول طائفة من أقوال علماء أهل السنة الذاهبين إلى ولادة محمد بن الحسن العسكري (عجّل الله فرجه) المنكرين لمهدويته أو الساكتين عن مهدويته (عجّل الله فرجه)، ويتضمن الثاني طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السنة الذاهبين إلى ولادة محمد بن الحسن وأنه المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
وواضح لدى قارئنا أن نقطة الاشتراك بين الطائفتين تتركز في أنهما يتفقان على ولادته (عجّل الله فرجه) الشريفة.
القسم الأول: هم المنكرون لمهدويته، أو الساكتون عن ذلك، منهم:
1) ابن الأزرق الفارقي (تب عد 577هـ). في تاريخه (تاريخ ميافارقين).
2) شهاب الدين: ياقوت بن عبد الله الحموي (ت 626هـ). في كتابه (معجم البلدان).
3) ابن الأثير الجزري: في كتابه (الكامل في التأريخ).
4) أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن خلكان (ت 681هـ). في كتابه (وفيات الأعيان) تحت عنوان الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه).
5) المؤرخ الشهير أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (ت 732هـ) ، في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر) عند ذكره لوفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
6) زين الدين عمر بن المظفر المعروف بابن الوردي (ت749هـ). في تاريخه عند ذكره لوفاة الحسن العسكري (عليه السلام).
7) صلاح الدين خليل بن أبيك الصفدي (ت 764هـ): في كتابه (الوافي بالوفيات) عند ترجمته للإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
8) الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ): في (لسان الميزان) عند ترجمته لجعفر بن علي.
9) حسين بن محمد الديار بكري القاضي المؤرخ (ت 966هـ) . في كتابه (تاريخ الخميس).
10) أبو المجد عبد الحق الدهلوي البخاري (ت 1052هـ). في رسالة خاصة بمناقب الأئمة (عليهم السلام).
11) خير الدين الزركلي (ت 1396هـ). في كتابه (الإعلام).
12) عارف أحمد عبد الغني: في كتابه (الجوهر الشفاف في انساب السادة الأشراف).
القسم الثاني: طائفة من أقوال علماء وإعلام أهل السنة الذاهبين إلى ولادة محمد بن الحسن، وانه المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه):
1) أحمد بن الحسن النامقي الجامي (ت 536هـ). نقلا عن كتاب (ينابيع المودة).
2) محي الدين محمد بن علي المعروف بابن عربي الطائي الأندلسي (ت 638هـ). في كتابه (الفتوحات المكيه).
3) كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت 652 هـ). في كتابه (مطالب السؤول).
4) يوسف بن فرغلي المعروف بسبط ابن الجوزي الحنفي (ت 654هـ). في كتابه (تذكرة الخواص).
5) شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي (ت 747هـ). نقلاً عن كتاب (أئمتنا) الناقل عن كتاب (معراج الوصول إلى معرفة فضائل آل الرسول (عليهم السلام)).
6) سليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي (ت 1294هـ). في كتابه (ينابيع المودة).
7) عبد السلام الترمانيني: في (أحداث التاريخ الإسلامي).
8) يونس أحمد السامرائي: في كتابه (سامراء في أدب القرن الثالث).

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/٠٦/٠٣ : ٣.٦ K : ٠
: عبد الله علي الحسين
التعليقات:
لا توجد تعليقات.