(١٨٥) مكانة الحجاز في عصر الظهور باعتبارها منطلقاً لحركة الإمام (عجّل الله فرجه)
مكانة الحجاز في عصر الظهور باعتبارها منطلقاً لحركة الإمام (عجّل الله فرجه)
مجتبى السادة
تكمن أهمية منطقة الحجاز بوجود الكعبة المشرفة (قبلة المسلمين)، ومثوى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه، ومن هنا ظهر لنا سبب اختيارها منطلقاً لحركة ونهضة الإمام (عجّل الله فرجه) وبدء ظهورها ونشأتها من مكة المكرمة (البيت الحرام) ومن ثم توجهها إلى المدينة المنورة، وذلك للاستفادة من هدفين:
الأول: هو إيصال رسالة إلى شعوب العالم بأن منطلقات حركة الإمام (عجّل الله فرجه) منطلقات دينية وأهدافها إسلامية، وأن (الإسلام) هو الأيدولوجية والدستور لحركته وأنه (عجّل الله فرجه) تابع ومجدد لشريعة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
كذلك يستوعب العالم من شعاره (عجّل الله فرجه): «يا لثارات الحسين» - عند ظهوره المقدس - معالم مدرسته الفكرية.
ومن هنا كان الظهور من قلب العالم الإسلامي، ومن قبلة المسلمين، ليحظى الإمام (عجّل الله فرجه) بفرصة إيضاح رسالته وأهدافه للعالم كافة من بداية انطلاق حركته.
الثاني: هو الاستفادة من مكانة الكعبة المشرفة عند المسلمين، فعندما تكون بداية حركته (عجّل الله فرجه) من أقدس وأطهر بقعة لديهم، فإن هذه الحركة تحظى باهتمام ومتابعة مستمرة من جميع المسلمين وبمذاهبهم وأطيافهم كافة لمكانة مكة المكرمة (القبلة) لديهم، وهنا يضمن الإمام (عجّل الله فرجه) استماع المسلمين على الأقل لبياناته وخطبه، وحينها يصل صوته وأطروحته لجميع المسلمين.
من هذه النقاط وغيرها يتَّضح لنا عبقرية القائد ونجاح استراتيجية حركته، بعكس ما لو كانت بداية انطلاقها من أية مدينة إسلامية أخرى، أو من أية عاصمة سياسية أخرى، فقد لا تحظى حركة الإمام (عجّل الله فرجه) حينها من المتابعة الإعلامية والسياسية والجماهيرية، وخاصة في بداية ظهورها وهي لم تكتمل أسباب قوتها بعد، ولم تتشكل هيكليتها وعناصرها.