(١٩٠) الولاء والانتماء بين الدين والقومية
الولاء والانتماء بين الدين والقومية
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
للرد على ما يثار من تشكيكات وشبهات في العقيدة المهدوية من على شاشات الفضائيات المأجورة/ فضائية (صفا) نموذجاً
منذ أن اوجد الله سبحانه وتعالى البشرية على سطح هذه الأرض حفظ لها حالة الولاء والانتماء للقومية والقبيلة قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ﴾، فجعل هذا الولاء من سبل الارتقاء بالبشرية للوصول إلى حالة من التعارف تذوب معها الانعكاسات السلبية لهذه الولاءات، قال تعالى: ﴿لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم﴾،ليبرز في الأخير ولاء واحد وانتماء فارد وهو ذاك الولاء العقدي الديني المعبر عنه في القرآن الكريم بالتقوى.
وقد ذمت الشريعة أن يكون الولاء للقومية والقبيلة على حساب الدين، بينما مدحت الولاء الذي يرسخ حالة الإيمان.
ومن المؤسف حقاً أن نجد في الزمن الذي ينبغي أن تذوب فيه كل الولاءات في ولاء واحد فيما لو تقاطعت مع ولائها للدين، وهو ذاك الولاء الذي يكون السلك الواصل والخيط الرابط بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، من يتهم الآخر بالاصطفاف خلف الولاء القومي والقبلي مستغلاً ذلك لضرب دينه ومعتقده.
حيث نجد أكثر من يتهم أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من مشايخ البترو دولار ومن على شاشات الفضائيات الفاضحة يقول: بأنهم أتباع للقومية الفارسية على حساب الدين والمذهب، وأعداء للقومية العربية الإسلامية، وهذه بضاعة راجت في الفترة الأخيرة كثيراً وأصبحت تهمة التشيع هي الفارسية على حساب القومية العربية.
وفي الحقيقة إننا نجد أن هذا الاتهام هو محاولة لتشويش الواقع، وإظهار الصورة على خلاف ما هي عليه، وما ذلك إلا خوفا من الانتشار الشيعي والإقبال المنقطع النظير من قبل البشرية على هذا المذهب المبارك، في مقابل الانحسار الواضح لأتباع المذهب السلفي الوهابي والمتهمين صراحة بالعداء للبشرية وتمزيق الإنسانية.
وهذا أمر بات يؤرق وعاظ السلاطين وأصحاب الدكاكين فلم يجدوا بدا ولا مسلكا ليبيضوا صفحة ولائهم الأسود على طول التاريخ إلا بلصق التهم، وكيل ما هم متلبسون به للآخر.
فأثناء متابعتي لبعض هذه الفضائيات سمعت أحد المشايخ يقول:
(اقسم بالله العظيم الذي يرانا أن كثيراً من علماء الشيعة يعلمون إنها خرافة -المهدوية- ولكن لا يستطيعون ولا يتجرأون على إظهار ذلك!. أنا أريد تعليقاً على معنى أن يقول (يزدجرد) المهدي من ولدي، ويكتبونها في كتبهم، أليست هذه هي المجوسية؟. إن يزدجر يعرف أن ولده سوف ينتقم).
ثم يقول (هذا الشيخ) (لذلك عرفت السر في قتل المهدي للعرب، هذه الرواية تسقط كل مسيرة المهدي وهي مذكورة في البحار)،انتهى.
وقبل التعليق نضع كلام هذا الشيخ في نقاط، ثم نرد عليها الواحدة تلو الأخرى، فهو يحاول من خلال كلامه السابق إرسال عدة رسائل مفادها هي:
أولاً: كان ادعاءه إن (يزدجرد) ملك الفرس قال إن المهدي من ولدي وإن المهدي (عجّل الله فرجه) سينتقم له (أي ليزدجرد) من العرب.
ثانياً: إن السر وراء رواية قتل المهدي للعرب هو الانتقام ليزدجرد ردا على ما حصل له في معاركه مع المسلمين.
ثالثاً: إن هذا الشيخ يعتقد أن هذه الرواية التي يدّعي إنها موجودة في البحار كفيلة بإسقاط سيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بأكملها.
رابعاً: إن من يؤمن بهذه العقيدة فهو مجوسي وعدو للعرب.
خامساً: يحاول هذا الشيخ بكل طاقته أن يميز بين العرب والفرس، ويتهم التشيع بأنه فارسي، وإذا واجه استفهاماً بأن هناك شيعة عرب يقول و -كما صرح في لقاءات أخرى سمعتها منه- أن من يعتقد عقائد الفرس فهو ليس بعربي وليس له ولاء للعرب، وإنما هو فارسي وإن كان من أصل عربي.
هذا ما يمكن استخلاصه من حديث هذا الشيخ أما الرد عليه فيكون في محاور:
المحور الأول: القومية والانتماء للدين، وأيهما المقدم على الآخر:
عندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان أراد من خلقه له أن يصل به إلى أفضل نقطة وأعلى مرحلة من الكمال وشرع في سبيل تحصيل هذا الوصول سبلا سماها بالشرائع والأديان وجعلها حداً فاصلاً بين من يصل ومن يتخلف عن تحصيل الغاية وأودع هذه الشرائع والأديان قوانين تضمن للجميع فرصة الوصول المناسبة للأفراد دونما تمييز، وجعل التنافس بين مخلوقاته في القدرة على استثمار الشريعة والدين من أجل تحقيق الهدف، فجعل المميز في ذلك ما يمكن أن يحصله الفرد بجهده وطاقته وإمكاناته، ولم يجعل مميزاً من المميزات حالة قهرية عند بعض دون البعض الآخر كاللون والعرق والزمان والمكان، لأن جعل لون خاص أو عرق خاص أو زمان خاص أو مكان خاص مميزا بين الأفراد وباعثاً لتحصيل الكمال والهدف والغاية يستلزم منه بحكم العقل الظلم، وحيث أن الظلم يتنافى مع التوحيد فلا بد من نفيه، فلا بد من نفي هذه المميزات القهرية، وهذا ما نطقت به جملة كثيرة من الآيات والروايات التي تجعل المائز هو التقوى المتاح للجميع، والعمل الصالح القادر على إتيانه الكل ولم تجعل المائز قبيلة أو لونا أو غيرها.
نعم إن طبيعة التشكل البشري تستلزم قهراً التعدد القبائلي واللغوي والعرقي وهكذا، لكن الله سبحانه وتعالى لم ينظر لذلك فيجعله عنصر تنافس إلى الكمال، بل مدح سبحانه بأفضل المديح من أذابه وانطلق منه إلى العناصر التي أتاحها للوصول إلى الأهداف.
فنجزم من خلال معطيات الأدلة المتنوعة إن الانتماء ليس لقومية ما وإنما هو للدين، وإن المقدم من بينهما هو الولاء الديني والارتباط الإلهي الذي يفوق كل ارتباط ويلزم الموالي بقطع كل العلائق من دونه وإلا عد الإنسان في نظر الله تعالى مشركاً متخذاً غير الله بديلاً.
المحور الثاني: المنهج في إثبات الأخبار والاحتجاج بها:
إن كل من له أدنى معرفة بالآثار والأخبار التي وردت عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته (عليهم السلام) يعلم أن هناك طرقاً علمية متقنة يجب سلوكها للوقوف على الوقائع وتحديد الموضوعات واستنباط الأحكام وتحديد المفاهيم وضبط العقائد واتخاذ المعارف، وإن هذه الطرق العلمية مودعة في الكتب المتخصصة ومتاحة لروادها وأنهم على علم ودراية بها وبكيفية استخدامها.
فأية حالة تشويش أو تزييف للحقائق وقفز على الوقائع وتصدير للأحكام دون المرور بتلك الطرق أمر مكشوف ومستقبح.
ولكن الذي يحصل في هذه الأيام انه هناك جماعة اتخذوا الهرج والمرج والتشويش والصياح وسيلة لطمس الحقائق وأضعاف النور وبهت الواقع.
فلو وردت رواية فإنها لا تحدد عقيدة فضلاً عن حكم إلا بعد أن تخضع لتلك الطرق وإذا خضعت له فان تصميم المعارف والعلوم يخضعها مرة أخرى ليرى هل إنها تصلح لإثبات مادة من مواده ومسألة من مسائله أم إنها لا تصلح لذلك.
وعلى سبيل المثال فان هذه الرواية رواية واحدة وإن كانت صحيحة سنداً أي إنها سارت في الطريق العلمي وتخطته ووصلت إلى النهاية لكنها لا تثبت عقيدة مع صحتها بل إنها تتجه إلى جادة الأحكام الشرعية ليُستنبطَ منها حكم شرعي.
وعلى هذا الأساس فلو جاءتنا رواية واحدة صحت أو لم تصح فإنها لا تبني عقيدة، فهل يا ترى ما قدمه هذا الشيخ يصح أن يكون رواية، فضلاً عن أن تكون صحيحة. حتى يأتي بعد ذلك ليفرع عليها حكماً بل عقيدة، لا بل ويجعلها معولاً به ليهدم مذهبا! فأي منطق هذا وأي عالم يحترم نفسه يتكلم بمثل هذا الكلام.
المحور الثالث: حال العرب عند ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) في الروايات التي يعتمدها المذهب الذي ينتمي إليه هذا الشيخ ويتدين به وهو المذهب الوهابي:
إن الروايات التي ترويها المصادر التي يتدين بها هذا الشيخ تذم العرب أيّما ذم، وتنكل بهم أيما تنكيل فتجعل المدينة ومكة أشرف بقاع الإسلام، خالية منهم عند خروج عدوهم وعدو الله، وأنهم بمنأى كذلك عن أرض خليفة الله ومهد خروجه إذ إن الروايات التي ترويها صحاحهم ومسانيدهم تؤكد على ضعف دور العرب عند ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان. وإليك جملة منها:
جاء في صحيح البخاري ج8 س88-90 :
باب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (ويل للعرب من شر قد اقترب).
وجاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير - للمناوي - ج 6 - ص 476 – 477، 9647 – في باب (ويل ) كلمة تقال لمن وقع في هلكة ولا يترحم عليه بخلاف (ويح) كذا في التنقيح (للعرب) يعني المسلمين (من شر قد اقترب) والخطاب للعرب.
وجاء في مسند أحمد - للإمام أحمد بن حنبل - ج 2 - ص 291، عن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ولن يستحل البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب.
وجاء في فتح الباري ج 13 - ص 80
وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من الحلية بسند حسن صحيح إليه قال لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة.
أقول فأين المليار مسلم من أبناء العامة، أم أن الوهابية هم الناجون فقط وهل إن عددهم اثنا عشر ألف؟؟؟
وجاء في صحيح مسلم ج 8 - ص 207، وعن جابر بن عبد الله يقول أخبرتني أم شريك إنها سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل).
وعند ابن ماجة في هذه الرواية زيادة تتحدث عن كون العرب القليل يتواجدون في بيت المقدس.
إذ يقول: في سنن ابن ماجة ج 2 - ص 1360، (...حتى ينزل عند الظريب الأحمر، عند منقطع السبخة. فترجف المدينة بأهلها ثلاثا رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفى الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص). فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال (هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلى بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى (عليه السلام) بن مريم الصبح. فرجع ذلك الإمام (عليه السلام) ينكص، يمشى القهقرى، ليتقدم عيسى يصلى بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلى بهم إمامهم). فهل العرب الموجودون الآن في أرض الجزيرة وعددهم بالملايين يدخلون في طاعة الدجال أم أنه يحصل شيء آخر لا نعلمه؟
فأين عرب الحجاز وشبه الجزيرة العربية.
وجاء في مسند أحمد بن حنبل - ج 5 - ص 31، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يقول لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال من بقي من بني فلان فعرفت انه يعني العرب لأن العجم إنما تنسب إلى قراها).
فهذا اعتراف صريح وواضح بان الذم الوارد في الروايات من مصادرهم يقصد به العرب.
وبذلك لا يجوز لهم أن يقولوا إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يهلك العرب أو إن روايات مصادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تريد أن تنتقص من العرب أو تذمهم. وتبين إن هناك عداءاً شخصياً بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأتباع مدرسته للعرب.
فقد اتضح من خلال هذه الأخبار أن الذم للعرب وارد في الروايات من مصادرهم.
واتضح وسيتضح بشكل مفصل انه ليس هناك عداء للعرب بل أن المتحدث والملايين من أبناء جلدته من أشد الناس دفاعاً عن العرب وهم عربيو الأصل إلى الآف السنين، ولكن عندما تتعارض هويتان الهوية الإسلامية التي بها نحاسب عند الله سبحانه وتعالى والهوية العربية فإننا نرتبط بهويتنا الإسلامية أكثر، وهذا الذي فعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما ضيق العرب عليه الخناق فهاجر بدينه وقدم الهوية الدينية على الهوية القبلية.
المحور الرابع: هل تكفي رواية واحدة في إسقاط عقيدة؟! وهل فعلاً أن هذا الخبر موجود؟ ويظهر منه المضمون الذي ذكره الشيخ؟
ذكرنا في المحور الثاني في إثبات منهجية الأخبار أن الروايات التي تثبت العقائد ليست بمستوى الروايات التي تثبت الأحكام الفقهية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإننا عندما نراجع هذا الخبر نجد أن الراوي له هو العلامة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار) جزء 51 ص 134 حيث قال في الباب 11 باب نادر فيما أخبر به الكهنة وإضرابهم فما وجد من ذلك مكتوباً في الألواح والصخور، ثم ذكر هذا الخبر قائلاً روى ابن عياش في المقتضب عن الحسين بن علي بن سفيات البزوفري عن محمد بن علي بن الحسن قال: البوشنجاني عن أبيه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن النوشجاني بن البودمردان قال لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعاً وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل خرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف في باب الإيوان وقال السلام عليك أيها الإيوان ها انذا منصرف عنك وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه قال سليمان الدليمي فنقلت لأبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن ذلك وقلت له: ما قوله أو رجلاً من ولدي. فقال: (عليه السلام): ذلك صاحبكم القائم (عليه السلام) بأمر الله (عزَّ وجل) السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده.
فهذه الرواية هي التي يستدل بها (شيخ صفا) تجد إنها لا سند لها وإنما أودعها المجلسي كتابه لأنه كتاب جامع للأخبار والآثار سواء صحت أم لم تصح.
ونحن نطرح تحدينا لهذا الشيخ ونقول له من كل واحدة مئة نذهب إلى جوامع أخباركم وآثاركم وتذهبون إلى جوامع أخبارنا وآثارنا فالواحدة علينا بمئة ونرى من سيثبت عقيدته؟! إذ لو إننا رجعنا إلى صحاح كتبهم كالبخاري ومسلم فضلاً عن غيره من الصحاح الثمانية ومجاميع الأخبار الأخرى لوجدنا المئات بل الآلاف من الأخبار التي تتحدث عن أمهات العقيدة في التوحيد والنبوة والعدل، والالتزام بها يخرم دينكم ويذبح اعتقادكم من الوريد إلى الوريد، فهل يقبل هذا الشيخ بهذا التحدي أم أنه سوف يقول: إن للعلم أصولاً ولاقتفاء أثر الأخبار قواعد!
المحور الخامس: القتل الذي يحصل عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ما هو الملاك فيه؟ هل القومية أم عدم الإيمان به (عجّل الله فرجه)؟، وبما جاء به من تصحيح للإسلام، وأن المهدي (عجّل الله فرجه) عند الوهابية خليفة الله، وهل يصح لنا أن نعترض على خليفة الله أم نأخذ منه الأحكام.
إن القتل الذي يحصل عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) نحاكمه وفق نظرنا وإتباعنا لأصول مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إنه الإمام المعصوم الذي لا يفعل عن هوى أو عصبية أو ميلا إلى عرق أو قومية فما يصدر من أفعال لا محالة تمثل إرادة الله (سبحانه وتعالى) وعند غيرنا، فان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إذا خرج فعنوانه عندهم خليفة الله فهل يا ترى لو فعل ما فعل أيعترض عليه أحد؟ ألا يكون هذا الاعتراض اعتراضاً في مقابل النص، ألا يكون جرأة على الله بالتعدي على خليفته؟
إذن فالمسألة ليست بأهواء وعصبية، وليست خاضعة للمحاكمات التشويشية والصياح ونعيق الغراب، إنما هي مسألة علمية تخضع لموازينها وتحاكم بأصولها.
وها هي نتيجتها:
1- الرواية ضعيفة السند بل لا سند لها.
2- إن رواياتهم شديدة الذم والتنكيل بالعرب زمن الظهور، فهل هم من وهابية الفرس والمجوس أم سيتخذون قومية أخرى؟
3- إننا نجد أن الباعث وراء ذلك كله هو الخوف من هذه النهضة الفكرية الدينية الاجتماعية للتشيع خوفاً من أن تجتاح الأوطان وتطيح بالعروش.