البحوث والمقالات

(١٩٩) مهدويات معصومية / المهدوية المحمدية النبوية

مهدويات معصومية/ المهدوية المحمدية النبوية

السيد محمد القبانجي

ذكر الصدوق (قدس سره) في كماله رواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلُقاً، تكون به غيبة وحيرة تضلُّ فيها الأُمم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين: 286/ باب 25/ ح1].
أولى أهل البيت (عليهم السلام) وعلى رأسهم سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله وسلم) أهمّية خاصّة لمنقذ البشـرية ومهدي الأُمم، فلا غرابة أن نجد أكثر من (500) رواية عن طريق الخاصّة والعامّة رويت عن لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقط فضلاً عن العشـرات بل المئات عن لسان الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، حيث وضَّحت هذه الروايات الشـريفة الكثير من أبعاد وجوهر وأهداف العقيدة المهدوية، وركَّزت على المصداق الأوحد لهذا المفهوم المهدوي. ونحن في هذه السلسلة من (مهدويات معصومية) نحاول وبجهد المقلّ الاستنارة بكلمات أهل البيت (عليهم السلام) النورانية لإلقاء ضوء، وإضافة بصمة، وإعطاء إشارة لطبيعة هذه العقيدة الإسلاميّة المهمّة من خلال شرح مختصر لرواياتهم الشريفة.
وحينما نتأمَّل في هذه الرواية المهدوية النبوية نلاحظ أنَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد ركَّز على ثلاثة أبعاد في العقيدة المهدوية، حيث يسلِّط البعد الأوَّل الضوء على توضيح الشخصية المهدوية، بينما يتكفَّل البعد الثاني في بيان وتوضيح حال الأُمَّة في عصـر هذه الشخصية، أمَّا البعد الثالث والأخير فيتمحور في خلاصة الهدف المشـروع الذي تنهض به تلك الشخصية.
إذن فأمامنا ثلاثة أبعاد استعرضتها الرواية الشـريفة ببيان رائع ووصف دقيق يعطينا صورة واضحة وجليّة لعصر الظهور المقدَّس.
البعد الأوَّل: التعريف بالشخصية:
وفي هذا البعد الجوهري يرشدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى الفحص والبحث عن ذات الشخص وعن منهجه، فلا يمكن الاعتماد على ركيزة واحدة، بل لا بدَّ من النظر إلى السالك والسلوك والناهج والمنهج.
التعريف بالصفات الشخصية للمهدي (عجّل الله فرجه):
فأعطى (صلّى الله عليه وآله وسلم) للأُمَّة ثلاث علامات في سمات المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه):
الأُولى: النسب:
إنَّ هذه الشخصية يجب أن تكون من ذرّية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، واكتفى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) بهذا القدر من تشخيص النسب في هذه الرواية تاركاً التفاصيل لأحاديث أُخرى صدرت منه (صلّى الله عليه وآله وسلم) ومن أهل بيته (عليهم السلام)، حيث تنصّ (427) رواية على أنَّه من أولاد علي وفاطمة، و(208) رواية تنصّ على أنَّه من ذرّية الحسين عليه السلام، و(160) رواية تنصّ على أنَّه التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)، فهذه العلامة تنفي وتكذِّب كلّ ادّعاء خارج عن هذه الضابطة النسبية.
الثانية: الاسم والكنية:
حيث صرَّحت هذه العلامة بموافقة اسم المنقذ وكنيته لاسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيته (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وبمعرفتنا لهذه العلامة تتضيَّق الحلقة كثيراً للتعرّف عليه، فهي تنصّ على أنَّ اسم مهدي الأُمم والمنتظر الموعود يواطئ اسم وكنية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). وقد حاول بعض مرضى القلوب الدسّ والتزوير في مضمون هذه الرواية، فزاد فيها: (واسم أبيه اسم أبي)، وهي رواية ضعيفة ينصُّ علماء الجرح والتعديل على ضعفها، وأنَّ هذه الزيادة جاءت من الرواي (زائدة) حيث قال الكنجي: (وقد ذكر الترمذي الحديث في جامعه ولم يذكر: (واسم أبيه اسم أبي)، وذكره أبو داود في معظم روايات الحفّاظ والثقات من نقلة الأخبار: (اسمه اسمي) فقط، والذي روى: (واسم أبيه اسم أبي) فهو زائدة وهو يزيد في الحديث، وإن صحَّ فمعناه: واسم أبيه اسم أبي أي الحسين (عليه السلام) وكنيته أبو عبد الله، فجعل الكنية اسماً، كنايةً منه عن أنَّه من ولد الحسين دون الحسن، ويحتمل أن يكون الراوي توهَّم قوله: (ابني) فصحَّفه فقال: (أبي)، فوجب حمله على هذا جمعاً بين الروايات) (أُنظر: كشف الغمَّة 3: 227).
وهنالك ردود وافية كافية لبيان ضعفها وعدم معارضتها للروايات الصـريحة بخلوّها من هذه العبارة: (واسم أبيه اسم أبي) لا نريد الاسترسال في عرضها خشية الخروج عن منهجية البحث.
الثالثة: التشابه في الشمائل:
وهي الضابطة الثالثة التي رسمها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) للتعريف بشخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذاتية، حيث تنصّ على تشابه الملامح واتّحاد الشمائل بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وبما أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد وضَّحت شمائله وصفاته الجسدية لآلاف المسلمين وقد نقل ذلك بالتواتر، فيكون من السهل جدَّاً التعرّف على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من خلال استعراض صفات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فإن لم تتوفَّر فيه فهو كاذب لا محالة، وإن توفَّرت فيه فتعطينا بعداً إيجابياً واطمئناناً نسبياً يضاف إلى بقيّة ما ذكره رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في التعرّف عليه (عجّل الله فرجه) حتَّى نصل إلى القطع واليقين بصدق المهدي (عجّل الله فرجه).
التعريف بالمنهج:
وهنا تصـرّح الرواية المهدوية النبوية بأنَّ منهج مهدي الأُمم يجب أن لا يتقاطع مع منهج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقالت: (أشبه الناس بي خُلُقاً)، فالخُلُق الرسالي المحمّدي هو عينه يتجلّى في الخُلُق المهدوي المحمّدي، وليس المقصود من الأخلاق هنا مفهومها الضيّق كما قد يتصوّرها البعض، بل المقصود منها عموم المنهج الذي خطّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) باختلاف أبعاده وتنوّع مستوياته ممَّا يشمل أخلاقه في السلم والحرب وعلى مستوى الفرد والمجتمع، والصبر على البلاء وتحمّل الخطوب والتعالي على صغار الأُمور وسفاسفها بحيث يكون مصداقاً ثانياً لقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
وهنا نكتة مهمّة ينبغي الالتفات إليها، وهي حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ومواجهته لأعدائه، فالبعض يحاول تصوير حركته بأنَّها حركة دموية بامتياز، لا تعرف إلَّا لغة السيف والسيف فقط، وهذا التصوّر يعطي أبعاداً غاية في السلبية على أتباعه فضلاً عن الآخرين، بينما نجد البعض ونتيجة لردّة الفعل من التصوير الأوَّل يحاول سلب حركة الإمام (عجّل الله فرجه) من هويّتها الواقعية ويصوّرها حركة مثالية نرجسية مفروشة بالأزهار والورود، وهذا مجافٍ للواقع أيضاً، بل مخالف لحركة الأُمم وكلّ حركات الإصلاح في العالم، والصحيح أنَّ حركة الإمام (عجّل الله فرجه) كجدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فهو يقوم بالقسط والعدل والحكمة والرحمة، فربَّما يتمثَّل ويستدعي العدل في بعض الاستثناءات والمنعطفات - أثناء حركته - إراقة الدم، وربَّما لا يقتضـي ذلك، فإنَّنا نجد أنَّ حركة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) الإصلاحية كانت كذلك تختلف باختلاف الظروف والمناخات والأزمنة، فقد حارب النبيّ وسلَّ سيفه بوجه الكافرين والمعاندين، وسامح (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أحيان كثيرة أُخرى، فقال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) [سنن البيهقي9: 118]، ولعلَّنا نوفَّق في بحوث أُخرى لإيضاح الفكرة بشكل أفضل وأوسع تفصيلاً.
البعد الثاني: بيان حال الأمّة في زمانه (عجّل الله فرجه):
والمقصود من زمانه (عجّل الله فرجه) هو من يوم ولادته إلى يوم ظهوره (عجّل الله فرجه)، وفي هذا البعد تركّز الرواية المهدوية المحمّدية على ثلاث خصائص:
الأُولى: الغيبة:
حيث نرى أنَّ هذه الخصوصية أخذت جانباً كبيراً من التأصيل لها والتركيز عليها في مرويات أهل البيت (عليهم السلام) جميعاً، وشغلت مساحات واسعة في أدبيّاتهم (عليهم السلام)، ممَّا يدلّل على أهمّية الغيبة بالنسبة لهم وغرسها في عقيدة أتباعهم لعلمهم بأنَّها أساس الشبهات ومرتكز التشكيكات التي يحاول أعداؤهم بثّها في صفوف أتباعهم، ولذلك نجد أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) اعتبروا الإيمان بغيبة مهدي الأُمم من الإيمان بالغيب ومصداقاً أجلى لقوله تعالى: ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: 1و2]، وجعلها من أبرز علائم الإيمان والتقوى، ولذا قدّمت على ﴿يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.
وربَّما يكون من المفيد الإشارة إلى أنَّ المقصود بالغيبة هنا هي مقابل الظهور وليس في مقابل الحضور، إذ إنَّه (عجّل الله فرجه) حاضر دائماً مع الأُمم، وحضوره حضور فاعل إيجابي حركي ريادي، وليس حضوراً هامشياً جانبياً غير فاعل.
فالعمل الدؤوب منه (عجّل الله فرجه) في تسديد الأُمَّة ورعاية شؤونها والمثابرة على إصلاح أُمورها بالقدر المستطاع وبما لا ينافي الغيبة من جهة، محاولة منه (عجّل الله فرجه) تجنيب الأُمَّة أقلّ خسائر ممكنة في ظرفية غيبته وعدم ظهوره، وهذا ما نصَّ عليه بتوقيعه (عجّل الله فرجه) للشيخ المفيد (قدس سره): إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء. [الاحتجاج 2: 323].
تداعيات الغيبة:
أشارت الرواية الشـريفة إلى حدوث تداعيات سلبية من وراء غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تنسحب على واقع الأُمَّة حتَّى واقعنا المعاصر، وتتمثَّل هذه التداعيات على نحوين:
الأوَّل: حصول الحيرة لدى أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام):
وهي من الإفرازات المباشرة التي حدثت وتجلَّت في الساحة الإمامية بعد شهادة أبيه العسكري (عليه السلام) حتَّى أصبحت ظاهرة استدعى الإشارة إليها من قِبَل أهل البيت (عليهم السلام) من خلال العشـرات من المرويات المهدوية الشريفة حتَّى نقل الصدوق (قدس سره) عن أبي غانم أنَّه قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن علي (عليهما السلام) يقول: (في سنة مائتين وستّين تفترق شيعتي)، ففيها قُبِضَ أبو محمّد (عليه السلام) وتفرَّقت الشيعة وأنصاره، فمنهم من انتمى إلى جعفر، ومنهم من تاه، ومنهم من شكَّ، ومنهم من وقف على تحيّره، ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله. [كمال الدين: 408/ باب 38/ ح 6]، ممَّا يؤكِّد حصول الحيرة ليس لدى الرأي العامّ فقط وإنَّما تسـرَّب إلى خواصّ أهل البيت (عليهم السلام)، وإن اختلفت فتراتها بين الأفراد، فالبعض سرعان ما انزاح عنه ضباب الحيرة وانجلى عنه غبارها ببركة نور شمس مهدي آل محمّد (عليهم السلام)، والبعض الآخر بقي لفترات أطول، والبعض الأندر بقي في حيرته ولم يهتد إلى سواء السبيل حتَّى وفاته.
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: كأنّي بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشـر الشيعة. [الإمامة والتبصرة: 122/ح 119].
ويمكن القول إنَّ الحيرة والتيه عن معرفة إمام زماننا قد ولّى زمانها، إذ أنّها حدثت بين الشيعة أبّان الغيبة وبعد شهادة العسكري (عليه السلام) ثمّ عاد الحقّ إلى مستقرّه، ولكن هذا لا يعني زوال الحيرة، بمعنى صعوبة اتّخاذ القرارات المصيرية الصائبة سواء عند أجلَّة القوم وأكابر الشيعة كالنوّاب العامّين من الفقهاء ومراجع الدين وصولاً إلى الإنسان المكلَّف البسيط، فالجميع يحسّ ويستشعر هذا الفقدان الأليم والفراغ القاتل الذي لا يملؤه إلَّا ظهوره المقدَّس أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء. فالجميع يتطلَّع إلى اليوم الذي يحفُّ به المؤمنون بمهدي الأُمم وهو يؤم الملأ.
الثاني: ضلال الأُمم والمجتمعات:
الإفراز الثاني لغيبة الإمام (عجّل الله فرجه) هو انحراف الأُمم، وليس المقصود بها أُمَّة الإسلام فحسب، بل يعمّ غيرها أيضاً، وهذا إفراز طبيعي للانحراف عن أهل البيت (عليهم السلام) عموماً مع ظهورهم وحضورهم بين أظهر الأُمَّة، ولذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنَّما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلَّف عنها غرق. [بصائر الدرجات: 317/ باب13 /ح4)، فكيف الحال وأنَّ إمامهم غائب عنهم؟
ولعلَّ محاولات البعض في النيل من العقيدة المهدوية بالقول مع هذه الإفرازات السلبية والتي تمثَّلت بحيرة أوليائه من جهة وضلال المجتمعات من جهة أُخرى: ألم يكن الأجدر بالإمام أن لا يغيب، ويكون كآبائه الكرام متحمّلاً لمسؤولياته اتّجاه أُمَّته، فضلاً عن أتباعه؟ نعم، لعلَّ أمثال هذه الترّهات تلقى آذاناً صاغية عند ضعاف النفوس والذين في قلوبهم مرض، لكنّا نعلم أنَّ إحدى حِكَم الغيبة وثمراتها هي: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ﴾. [آل عمران: 141].
فالاختبار والامتحان أصبح على أشدّه، ولذا عبَّرت الروايات عن المؤمنين بالغيبة بأنَّهم كالكبريت الأحمر، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: إنَّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أُمَّتي وخليفتي عليها من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً إنَّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر. [كمال الدين: 288/ باب26/ ح7]، ومن قبل جعلته الآية القرآنية من مميّزات المتَّقين كما سبق.
البعد الثالث: أهداف الظهور المقدَّس:
فبعد خروج الأُمم بشكل سريع ومفاجئ مع أحداث متلاحقة مترابطة كالخرز يتبع بعضه بعضاً، كما جاء في تعبير الروايات المهدوية، يكون أساس هدفه وحركته المهدوية هو القسط والعدل ودفع الظلم والجور، وسنتعرَّض في مقالات لاحقة إلى ذكر الفوارق بين هذه المفاهيم. ولكن المهمّ هنا التركيز وباختصار على وحدة الهدف والغاية واتّحادها مع جميع الرسالات السماوية وحركة الحقّ ضد الباطل والتضادات الكونية والاجتماعية والفردية والتدافعات البشـرية واختلاف الإرادات، فالهدف والغاية التي هي السبب في خلق الخليقة وهو الوصول إلى كمال المعرفة والعبودية الحقّة، قال تعالى: ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وسوف يتحقَّق على يد صاحب العصـر والزمان وهو عين منهج رسول الله وآبائه (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/٠٦/٠٤ : ٣.٨ K : ٠
: السيد محمد القبانجي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.