(٢٠١) موقف أهل الحجاز من الإمام (عجّل الله فرجه) وقت الظهور
موقف أهل الحجاز من الإمام (عجّل الله فرجه) وقت الظهور
مجتبى السادة
يتَّضح موقف ساكني مكة المكرمة والمدينة المنورة وردّات أفعالهم بالنسبة لظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وبداية تحركه من منطقة الحجاز بعدّة تصرفات يقدمون عليها، فبسبب الفراغ السياسي والصراع الداخلي على السلطة في منطقة الحجاز في فترة قبيل الظهور، تنشط القوى المعادية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) لعدم وجود منافس قوي لهم في المنطقة، فتقوم هذه القوى بعدّة أعمال بمساعدة بقايا شرطة النظام الحاكم آنذاك، وتبين لنا هذه الأعمال مدى كرههم وعدائهم للإمام (عجّل الله فرجه) وأتباعه، ومن تلك التصرفات:
- بعد النداء السماوي في رمضان وخروج السفياني في رجب، قبل الظهور بعدة أشهر، يقوم المؤمنون بالتوافد إلى مكة رغبة واشتياقاً في مناصرة الإمام (عجّل الله فرجه)، فيدخل أهل مكة الشك والريبة من هؤلاء المؤمنين والأنصار، فيهمون بالقضاء عليهم ويتآمرون عليهم، كما توضح لنا رواية أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وحينها يتم القبض على كثير من المؤمنين وإيداعهم السجون.
- ارتكاب بقايا النظام الحاكم آنذاك والجماعات التكفيرية جريمة بشعة في مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذلك بقتل فتى هاشمي وشقيقته (محمد وأخته فاطمة) وصلبهما على باب مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكل ذلك إظهاراً لحقدهم على أتباع وأعوان الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه).
- في الخامس والعشرين من ذي الحجة، قبل الظهور بـ١٥ يوماً يقوم الإمام (عجّل الله فرجه) بإرسال رجل هاشمي مندوب عنه للناس في مكة المكرمة في عملية اختبار وجس نبض وتهيئة للثورة المباركة، فيدخل سفير الإمام محمد بن الحسن (ذو النفس الزكية) الحرم المكي ويقف بين الركن والمقام، ويبلّغ الناس المتواجدين في الحرم المكي رسالة شفوية من الإمام (عجّل الله فرجه)، فيقوم بقايا شرطة النظام الحاكم في الحجاز بارتكاب جريمة شنعاء لا تقل عن سابقتها، وذلك بقتل رسول الإمام (عجّل الله فرجه) في الحال، بين الركن والمقام في المسجد الحرام في يومٍ حرام.
من هذه الأحداث وغيرها نجد أن أهل الحجاز في تلك الفترة لا يرغبون في ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، ولا تخفى تلك الرغبة على القائد العظيم، ولذا نجده يعبر عن ذلك بصراحة، كما صرحت به الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل: «يقول القائم لأصحابه: يا قوم، إن أهل مكة لا يريدونني، ولكنني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم».