البحوث والمقالات

(٢٠٧) أسباب طول العمر للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بين العلم والأديان

أسباب طول العمر للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بين العلم والأديان

علي أكبر مهدي بور

للأطباء وعلماء البيئة دراسات وتجارب خلصوا فيها إلى جملة من الوصايا تؤثر في إطالة عمر الإنسان، ويبدو بعضها بسيطاً جداً ولكنه ذو أثر كبير في هذا المجال، نشير في هذا الفصل إلى مجموعة منها:
1- الاطمئنان الروحي:
يعتبر الاطمئنان الروحي من أكثر العوامل أثرا في إطالة عمر الإنسان، ولذا نجد أن المتدينين هم أطول الناس أعماراً، لما يحملون من اعتقاد بالله (عزَّ وجل) يورثهم الاطمئنان.
ولإثبات هذا الادعاء يكفينا أن نلقي نظرة على الإحصائية التي قدمها الدكتور (وليم بارك) الطبيب الأمريكي المعروف حول الموت في العالم حيث يقول: بلغ معدل الموت في العالم في كل دقيقة (62) شخصاً وفي كل ساعة (3767) شخصاً وفي كل يوم (90410) شخصاً وفي كل سنة (33) مليون شخص.
وفي أوربا نجد أن في الألف شخص، هناك شخصاً واحداً يصل عمره إلى المائة سنة، وهناك عشرة أشخاص في هذه الألف تصل أعمارهم إلى السبعين سنة، ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين تصل أعمارهم إلى السبعين عاما نجد أن في الألف شخص منهم يوجد (43) شخصاً من رجال الدين و(40) شخصاً من الفلاحين و(29) شخصاً عالماً وكاتباً و(26) شخصاً أستاذاً ومعلماً و(24) شخصاً طبيباً. فيظهر من هذه الإحصائية أن علماء الدين يمثلون ضعف الأطباء الذين يعمرون، وهذا خلاف المتوقع لأن الأطباء أكثر من غيرهم معرفة بالأمور الصحية، ولكن الاطمئنان الروحي الموجود لدى علماء الدين لا يوجد في أية طبقة من طبقات المجتمع.
وإذا تركنا طول عمر علماء الدين للاحظنا أن الأفراد المتدينين هم أكثر الناس عمراً على الأرض، ولإثبات ذلك ننقل لكم هذه الإحصائية التي تقول: إن نسبة الأشخاص الذين يدخلون في القرن الثاني من أعمارهم في الاتحاد السوفيتي تصل إلى عشرة أشخاص من كل مائة ألف، في حين تصل هذه النسبة في (أذربيجان) السوفيتية البلد المسلم إلى (84) شخصاً في كل مائة ألف.
يتضح من هذه الإحصائية الارتباط الغريب بين طول عمر الإنسان والاطمئنان الروحي الناتج من العقائد الدينية.
2- عامل الوراثة:
إن لعامل الوراثة الأثر المعروف في طول العمر، وهناك على مدى التاريخ عوائل يتمتع أفرادها بأعمار هي أطول من أعمار بقية الناس.
ومن الدراسات الجميلة في هذا الموضوع ما قام به (ريموند بيرل) حيث ذكر اسم عائلة مجموع عمر سبعة أظهر منها هو (699) سنة، فيما توفي اثنان منهم بحوادث مفاجئة.
وفي إحصائية جديدة نشرتها شركات التأمين قام بها (دبلن) و(هربرت ماركس) ظهر فيها تأثير عمر الرجال الصالحين في أولادهم.
وإن لعامل الوراثة من القوة بحيث يظل معه تأثير العوامل الأخرى كالبيئة والعادات في حياة الإنسان أقل شأناً.
3- عامل التغذية:
يعتقد علماء التغذية أن طول عمر الإنسان يرتبط كثيراً بنوع التغذية والظروف الإقليمية التي يعيشها، وقد توصلوا إلى هذا الاعتقاد بعد دراسة طول عمر ملكة النحل الذي يعادل (400) ضعف من أعمار بقية النحل.
فقد قام عالم البيئة الفرنسي المعروف (بلوفر) بدراسات واسعة ومثيرة في حياة ملكة النحل الطويلة والتي ترافقها قوة وحيوية مستمرة بهدف اكتشاف أسباب القوة وطول الحياة، وكان من نتائج دراسته انه وجد أن ملكة النحل تتناول على طول عمرها غذاءً خاصا يسمى (جلة) تهيئه لها العاملات من النحل، في حين أن بقية أفراد الخلية لا يتناولون من هذه المادة إلا خلال الثلاثة أيام الأولى من عمرهم، وبالتالي فان قدرة الملكة وجمالها وطول عمرها يكمن في هذا الغذاء الخاص.
وبعد دراسة تركيب هذه المادة العجيبة ظهر إنها تحتوي على الكاربون والهيدروجين والآزوت والاركسترول وفيتامينات (B) ومقدار من حامض (البانتوتنييك).
4- قلة تناول الطعام أو الاعتدال فيه:
وبالإضافة إلى الاعتناء بنوع الغذاء من المهم أيضاً التحكم بحجمه، فان له الأثر البالغ في تقصير أو إطالة عمر الإنسان.
إن التخمة هي إحدى العوامل المهمة جداً في موضوع قصر عمر الإنسان، ونلاحظ أن الأفراد الذين عبرت أعمارهم حد المائة سنة هم غالباً من الذين يقللون تناول الطعام.
5- عامل المحيط:
إن العيش في محيط خال من الضوضاء، وبعيد عن السموم والمكروبات، وفي منازل تتمتع بالتعرض لأشعة الشمس بقدر كاف، كل ذلك يؤدي إلى طول عمر الإنسان وسلامته.
6- الهواء الطلق:
إن استنشاق الهواء الطلق، والاستفادة من النسيم المنعش وقت طلوع الفجر، والعيش في المناطق الخضراء التي تكثر فيها الأشجار، كل ذلك يؤدي إلى إطالة عمر الإنسان، فيما يؤثر السكن في الغرف الضيقة والفضاء المحدود في تقصير عمره.
7- البرودة:
ظهر من دراسة حياة الذين دخلوا القرن الثاني من أعمارهم الحياة في المناطق الباردة تؤدي إلى طول عمر الإنسان أكثر من المناطق الحارة.
8- العمل:
كذلك العمل والسعي يؤثران في إطالة عمر الإنسان فيما تؤدي قلة العمل والخمول إلى تقليل عمره، ولا نجد من الذين عمروا في هذه الأرض من كان لا يمارس العمل بشكل واسع.
إن التقاعد في فترات الشباب وترك العمل يؤثر في تقليل عمر الإنسان وسرعة شيخوخته.
9- نوع العمل:
بالإضافة إلى مقدار العمل فان نوع العمل يؤثر أيضاً على عمر الإنسان وقد ذكرنا في فصل الاطمئنان الروحي إحصائية أظهرت الاختلاف بالأعمار بين صفوف العاملين.
10- ترك التدخين:
إن الاعتياد على التدخين وإضافة إلى الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والجسمية والروحية الناجمة عنه، فإن له الأثر الكبير في تقصير عمر الإنسان، ومع الأسف يعتبر التدخين في مجتمعاتنا علامة على نضج الشاب وتقدمه، في حين انه بدأ بتخريب بدنه من أول حياته، ويحدونا الأمل أن تستيقظ الشعوب فتبعد هذه العادات المضرة من حياة شبابها.
11- كثرة المشي:
إن أثر المشي على طول عمر الإنسان أمر لا شك فيه، وهناك من المعمرين من يعتقدون أن السبب الرئيس في إطالة أعمارهم هو المشي.
12- وجود برنامج لحياة الإنسان.
13- وجود هدف مشخص للإنسان.
14-التناسب والتعادل بين العمل والاستراحة.
15- نوع القيلولة، وخصوصاً للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين إلى الخمسين سنة.
16- لبس الحذاء المريح وذي اللون الجميل.
17-تناول أفضل الطعام منذ الصباح الباكر.
18-الاستفادة من المواهب الطبيعية.
19-تنظيم النوم من حيث الوقت والمقدار.
20-الرياضة التنفسية.

إضافة إلى عوامل كثيرة أخرى.
من هنا يتضح أن الإعجاز ليس هو السبب الوحيد في إطالة العمر، فإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار هذه العوامل من قضية تعامل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) معها نجد إنه الفرد المثالي فيها جميعاً، مما يعني أن هناك عدة عوامل، علمية وطبيعية، فضلاً عن الاعجازية تجعل من طول العمر أمراً متقبلاً بمنئى عن الاستبعاد والاستهجان.

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/٠٦/٠٤ : ٥.٣ K : ١
: علي اكبر مهدي بور
التعليقات:
: sسمانورمى
: مصر
: اطال الله اعمارنا فيما يرضيه
: ٢٠١٥/٠٣/١٣