(٢١٢) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والجهود النبوية
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والجهود النبوية
الشيخ حسان سويدان
لقد بعث الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة للعالمين، إذ بعث لتكميل النفوس الناقصة، وهو الإنسان الكامل بكل ما لهذه الكلمة من معنى، و هو أحد أهم من تسنى له ان يحيي هذه السنن ويبلغها للناس وللبشرية ويعمل على تثبيت دعائم معارف القرآن الكريم في البشرية على وجه العموم، وفي الأمة الإسلامية على وجه الخصوص، وان تبقى رسالة تتناقلها الأجيال، لأن هذا الدين سيظهره الله (سبحانه وتعالى) على الدين كله ولو كره الكافرون أو ولو كره المشركون.
إن أوج المعطيات العظيمة لولادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولبعثته ولبزوغ فجر الإسلام لا يعطي عطاءاته الكاملة إلا في ظل حفيده وسبطه الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) الذي وعد الله به في كتابه المجيد وعلى لسان رسوله العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى السنة آبائه الطاهرين الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، هذا الإمام العظيم المدخر لإقامة الأمت والعوج والذي سيقيم حلم الأنبياء (عليهم السلام)، سيقيم دولة العدل الإلهية، سيمكنه الله (سبحانه وتعالى) والصالحين الذين معه ليقيموا دين الله (عزَّ وجل) في هذه الأرض كما وعد ﴿اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾، ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾، وسيتجلى بشكل كامل الوعد الإلهي لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أو ولو كره الكافرون سيتجلى في امتداده الطبيعي على يد هذا الحجة الإلهية العظيمة الغائبة، التي نأمل من الله (سبحانه وتعالى) ونرجو أن تكون ولادة ظهوره (عجّل الله فرجه) قريبة لأن المؤمنين والمسلمين والصالحين طال صبرهم.
أترى أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الحكيم الذي وصفه الله (سبحانه وتعالى) بأنه كان أهلاً لهذه الرسالة، وقد اصطفاه واختاره الله، يترك أمته هكذ، لا يعيّن خلفاءه لا يعيّن أوصياءه، يقول أنه سيولد لكم في آخر الزمان رجل وأنتم عليكم أن تبحثوا عنه وأن هذا الرجل الذي لا ندري من هو أبوه ومن هي أمه، هذا الرجل الذي سيأتي عيسى (عليه السلام) روح الله وكلمته فيصلي خلفه إي خلف هذا الرجل المجهول، أيتناسب هذا مع حكمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمة خالقه وباعثه (سبحانه وتعالى)، إذن هذه الأمور لابد من الوقفة عندها.
وهناك علامات حتمية اجتمعنا على صحتها وثبوته، وعلائم عامة هي امتلاء الأرض بالفساد، إلى أن يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً إلى ما هنالك من هذه القضايا العامة التي اعبّر عنها عادة بالعلائم العامة، بمعنى تهيئة الظرف الزماني والمكاني في الكرة الأرضية لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فان سير الأرض هو نحو امتلائها بالجور والظلم والعدوان والفساد حتى يأت (عجّل الله فرجه) ويملأها قسطاً وعدل، نعم إن العلامات كثيرة وكثيرة جداً على مستوى الرواية فيها روايات صحيحة، وفيها روايات غير صحيحة، فيها روايات كثيرة لم ترد من مصادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ووردت في مصادر الإخوة من أهل السنّة، وهناك روايات صحيحة ومعتبرة ومستفيضة الروايات حول العلامات الحتمية الخمس التي هي علائم ظهوره (عجّل الله فرجه) مثل الصيحة والسفياني والخسف بالبيداء واليماني وقتل النفس الزكية.
وهناك العديد من الكتب التي اعتنت بهذا التراث ومن قبل علمائنا ومذهبن، وهناك أيضاً العديد من علماء السنّة صنفوا في هذا القبيل، وكتاب بشارة الإسلام في علامات المهدي (عجّل الله فرجه) من تأليف السيد مصطفى آل السيد حيدر الكاظمي (قدس سره) فانه إضافة إلى عنايته بإيراد ما ورد في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يحفل بأبوابه الكثيرة من أبواب الفتن والملاحم مثل علامات الظهور وإخبار الدجال، ونزول عيسى بن مريم (عليه السلام) وصلاته خلف الإمام وسيرته (عجّل الله فرجه)، والملاحم بين المسلمين والروم والترك والنار التي تسوق الناس وخروج الدابة إلى غير ذلك من الأهوال التي تسبق قيامه (عجّل الله فرجه).
لا شك ان إنكار الأئمة (عليهم السلام) أو واحد منهم وبالأخص إمام الزمان (عجّل الله فرجه) يلزم منه الكفر كما جاء في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبإجماع من علمائه، فأنهم لايقولون بكفر أحد ممن يتشهد الشهادتين من المسلمين، إلا إذا كان نصب العداء لأهل البيت (عليهم السلام) أو كان من الخوارج.