(٢٣٧) أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (٢)
أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (2)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
للمغرب العربي دور كبير في نشر الإسلام والدفاع عنه وسيشهد دوراً آخر عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما شهد ولقرون طويلة سيادة الدولة العلوية هناك، ومن بين أفاضل أهل المغرب الشيخ (أحمد بن محمد بن الصديق أبو الفيض الغماري الأدريسي الحسني الشاذلي الدرقاوي الأزهري الشافعي المغربي) المولود في 1901م والمتوفى 1960م، يعد هذا الشيخ من كبار المحدثين وفضلاء أهل المغرب في العصر الحاضر وعبر عنه (عمر كحالة) بأنه محدث حافظ من أهل المغرب الأقصى، كان مالكي المذهب وعندما توجه إلى مصر انتسب إلى الشافعية، ثم ترك التقليد واتبع الدليل حيث يقول : على ما نقل عنه (كنت في بداية أمري مالكياً فلما رأيت الشافعي لا يذكرون مسألة إلا بدليلها إنتقلت إلى مذهب الشافعية ثم بعد هذا منّ الله علينا فنبذنا التقليد جملة وتفصيلا وما بقينا نعتبر مذهباً من المذاهب أصلا)، وله قول آخر: (أن مذهبه الاجتهاد والعمل بالتقليد سواء وافق أحد المذاهب أو لم يوافقه)، نقل ذلك عنه في (البحر العميق).
له مؤلفات كثيرة من بينها (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون أو المرشد المبدي لفساد طعن بن خلدون في أحاديث المهدي عليه السلام)، وهذا الكتاب مطبوع في مطبعة الترقي بدمشق عام 1347 للهجرة, يتحدث هذا الشيخ الجليل والمحدث الفاضل في كتابه هذا يقول فيه (وإن من أعلام الساعة وأشراطها الثابتة الصحيحة ظهور الخليفة الأكبر والإمام العادل الأشهر الذي يحيي الله به ما درس من آثار السنة النبوية ويميت به ما شاع من ضلالات أهل البدع وذاع وانتشر ويملأ الأرض عدلا كما ملأت بظلم من جار وفجر ويحثي المال حثيا ولا يعده عدّا لكل من صلح وبر إمام العترة الطاهرة المصطفوية محمد بن عبد الله (هذا بحسب معتقد أهل السنة) المنتظر فقد تواترت بكون ظهوره من أعلام الساعة وأشراطها الأخبار وصحت عن رسول الله في ذلك الآثار وشاع ذكره وانتشر خبره من الكافة على مر الدهور والإعصار، فالإيمان بخروجه واجب واعتقاد ظهوره محتم لازم كما هو مدون في عقائد أهل السنة والجماعة من سائر المذاهب ومقرر في دفاتر علماء الأئمة على اختلاف طبقاتها والمراتب)، ثم قال بعد أن ذكر أسانيد أحاديث المهدي (عليه السلام) ومن ذكره وخرج له وقد أضجع القول فيه ابن خلدون في مقدمة تأريخه حيث قال (يحتجون في الباب باحاديث خرجها الأئمة وتكلم فيها المنكرون وربما عارضوها ببعض الأخبار إلى آخر ما قال وليس كما ينبغي فإن الحق الأحق بالإتباع والقول المحقق عند المحدثين المميزين بين الدار والقاع إن المعتبر في الرواة رجال الحديث أمران الضبط والصدق إلى أن يقول: وأحاديث المهدي بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام إلى أن يقول:
وما أتى في النص من أشراط ** فكله حق بلا شطاط
منها الإمام الخاتم الفصيح ** محمد المهدي والمسيح
إلى أن يقول :
وما من الأشراط قد صح الخبر ** به عن النبي حق ينتظر
وخبر المهدي أيضا وردا ** ذا كثرة في نقله فاعتضدا
فهذه جمل من أقوال هذا المحدث الفاضل تدل بوضوح على عمق العقيدة المهدوية وكونها من المخزونات العقائدية والمعرفية والمخزونات الشرعية التي لا يمكن التفكيك بينها وبين سائر العقائد والأحكام.