(٢٥٣) المشاهدون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
المشاهدون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
علي محمد علي دخيل
جاءت النصوص عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) متواترة على إمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبيان صفته، وغيبته، وعلائم ظهوره ودولته، كذلك تواترت الأخبار عن ثقات الأمة وعلمائها بمشاهدته (عجّل الله فرجه) والاجتماع بخدمته.
وهناك معاجم وكتب كثيرة بأسماء من رآه، وها نحن نذكر بعض الأمثلة على ذلك، أسماء وشواهد:
- ابو غانم الخادم، قال: ولد لأبي محمد (عليه السلام) مولود فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: (هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً).
- أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن اسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض.
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، فقال (عليه السلام): يا أحمد بن اسحاق لولا كرامتك على الله (عزَّ وجل) وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه والذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن اسحاق أن مثله في هذه الأمة مثل الخضر (عليه السلام) ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله (عزَّ وجل) على القول بإمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل الفرج.
قال أحمد بن اسحاق: فقلت يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، ولا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن اسحاق، قال أحمد بن اسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً.
- أحمد بن عبد الله الهاشمي -من ولد العباس- قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) بسر من رأى يوف توفي، فأخرجت جنازته ووضعتها ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر حتى خرج علينا غلام عشاري حافٍ، عليه رداء قد تقنع به. فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه، فصلى فمشى، ودخل بيتا غير الذي خرج منه.
- محمد بن أيوب بن نوح، عن جعفر الفزاري عن محمد بن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه (عليه السلام) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً، فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، أما إنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا.
قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (عليه السلام).
- أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري (رضي الله عنه) - السفير الثاني - قيل له: رأيت صاحب الأمر؟
قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني.
وقال: رأيته (عليه السلام) متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم بين من أعدائك.
وشاهده في حياة أبيه العسكري (عليه السلام) ومعه أربعون رجلاً، منهم محمد بن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح.