(٢٥٨) أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (٤)
أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (4)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
هنا يأتي كتاب (المهدي حقيقة لا خرافة) جمع وترتيب الشيخ (محمد بن احمد بن إسماعيل) الملقب بالمقدم، من مواليد 1952 هـ مصر الاسكندرية ويكنّى أيضاً بأبي الفرج، فهو من المعاصرين، تأثر بابن تيمية وابن القيم والألباني وغيرهم من مروجي الحركة السلفية ويعتبر مؤسس المدرسة السلفية في مدينة الاسكندرية بمصر ومازال حياً إلى الآن.
ذكر المقدم في كتابه عدة أبواب، فالباب الأول الذي جعله في فصول ثلاثة، تناول في الفصل الأول منه الأحاديث الواردة في شأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وذكر أحد عشر حديثاً تناولت الشأن المهدوي بشكل عام، وبعض تفاصيله وما يحصل في زمن ظهوره، ومما ذكر من الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ...لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ أسمه أسمي.
وفي الفصل الثاني من الكتاب ذكر اهتمام العلماء بأحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وذكر أسماء الصحابة الذين رووا هذه الأحاديث، وذكر منهم واحداً وثلاثين صحابياً منهم الإمام علي (عليه السلام) وعبد الله بن مسعود والإمام الحسين (عليه السلام) وعمار بن ياسر وأبو أيوب الأنصاري وحذيفة بن اليمان وغيرهم، ثم ذكر أسماء الأئمة الذين خرّجوا أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من قبيل أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي وأحمد وابن حبان ونعيم بن حماد والدارقطني وغيرهم حيث ذكر ثمانية منهم، ثم ذكر العلماء الذين صححوا أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) واعتبروها وذكر منهم الترمذي والعقيلي والآبري والبهيقي والقاضي عياض والكتاني والسيوطي والصنعاني والألباني وابن باز وعبد المحسن العباد حيث ذكر في هذا البحث ثلاثة وستين عالماً.
ثم ذكر العلماء الذين صنفوا في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأفردوا له تصنيفاتهم منهم ابن أبي خثيمة ونعيم ابن حماد شيخ البخاري في (كتاب الفتن) وأبو داوود في كتاب (المهدي في سننه) والحافظ أبو نعيم في (صفة المهدي) وابن المنادي وابن كنج الشافعي والمقدسي الشافعي صاحب (عقد الدرر)، وقد ذكر ما يقارب واحداً وثلاثين عالماً صنفوا في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) متقدمين ومتأخرين وبذلك أنهى حديثه عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ويعتبر هذا التصنيف من التصنيفات المهمة التي تدحض القول بكون المهدوية خرافة، إذ لو كان كما يقولون لما صنف وكتب وألف وحقق وروي في هذه الخرافة هذا الكم الكبير من التأليفات والتصنيفات والروايات.
نعم يبقى قول لبعض السطحيين الذين يقولون أن مهدي الشيعة هو خرافة فقط دون مهدي السنة، وهذه في الحقيقة دعوى باطلة لا تمت إلى الواقع بصلة إذ أن التأليفات والتصنيفات والروايات التي وردت في مهدي الشيعة وتفاصيل ثبوته فاقت حد التواتر لكثرة ما كتب فيه وألف عنه، فلا يبقى لأصحاب هذا القول إلا الطعن في روايات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يستلزم الطعن في الدين، ولعلهم لا يلتفتون إلى ذلك، أو أنهم يلتفتون إليه ويتجاوزونه تعصباً، وأمثال هؤلاء لا حديث معهم.