(٢٦٥) أم الإمام المهدي (عليهما السلام) والبشارة
أم الإمام المهدي (عليهما السلام) والبشارة
الشيخ محمود شريعة زاده الخراساني
هي السيدة نرجس الرومية، ولها عدة تسميات أخرى مثل (مليكة، سوسن، ريحانه، مريم، سبيكة، صقيل).
جاء في كتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي وفي كمال الدين، بسندهما عن بشر الأنصاري النحاس، قال: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) يدعوك إليه، فأتيته فلما جلست بين يديه قال لي (يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها شأو الشيعة في الموالاة (بها) بسّر أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة فكتب كتاباً ملصقاً بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه وأخرج شستقة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى زواريق السبايا وبرزن الجواري منها ستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صيفيقتين تمتنع من العرض، ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم إنها تقول: وا هتك ستراه.
إلى أن يقول:
فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه، ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمل منه من أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاءً شديداً وقالت لعمر بن يزيد: (بعني من صاحب هذا الكتاب...)
إلى أن قال:
فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن (عليه السلام) فقال: كيف أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف محمد وأهل بيته (عليهم السلام) قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أنت أعلم به مني؟: قال (عليه السلام): فإني أريد أن أكرمك فأيما أحب إليك، عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بل البشرى بولد لي قال (عليه السلام) لها: فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قالت ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله له ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قال لها... ممن زوجك المسيح ووصيه قالت من ابنك محمد؟ قال: فهل تعرفينه؟ قالت: وهل خلوت ليلة لم يرني فيها منذ الليلة الأولى التي أسلمت على يد سيدة النساء أمه: قال (بشر): فقال أبو الحسن (عليه السلام):
(يا كافور ادعُ لي أختي حكيمة: فلما دخلت قال لها: ها هيه فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها مولانا:
(يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عليه السلام)).