(٢٩٨) أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (٧)
أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (7)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
الشيخ يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي المتوفي سنة 685 والي القضاء في دمشق يحدثنا عن سبب تأليفه لكتابه القيم (عقد الدرر في أخبار المنتظر) إذ يقول في حديث طويل في مقدمة كتابه، أخذنا منه (انّه جرت مذاكرة في حضرة بعض الأخوان من ظهور الفساد في البر والبحر... وعمّت الأنام الحيرة والذلة... وتقطعت السبل وانسدت المسالك فقلنا كيف السبيل والخلاص... ولعلّ زواله يكون عند خروج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)... فيملك الأرض... ويملؤها قسطاً وعدلاً... ولعل ظهوره في هذه السنين قد يقع، فكل أمر إذا أفاق اتسع، ثم ذكر من ينكر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وردّ عليه، ثم قال: فجمعت ما تيسر وحضر من الأحاديث الواردة في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)... وسميته (عقد الدرر في أخبار المنتظر) وجعلته مشتملاً على اثني عشر باباً... وقد ترجم له السبكي في (طبقاته) قائلاً في الكبرى منها: وكان فقيهاً فاضلاً مفتياً، متوقد الذهن، سريع الحافظة، مناظراً محجاجاً، أخذ العلوم عن القاضي كمال الدين التفليسي وعن والده، وقيل: وكان أفضل من أبيه... سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي وغيره. ثم حكى عن الذهبي فيه إطراء كثيراً قد بالغ في الثناء عليه.
ويعتبر كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر من أبرز الكتب المؤلفة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تحت هذا العنوان إذ يعكس لنا هذا المؤلف سبب التأليف ويعكس لنا العنوان قضية الانتظار وأنها حالة ممارسة إذ لا معنى لانتظار شخص غير مولود ويذكر هذا الشيخ أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويخرجها ومن بين ما يذكره من الأحاديث حديث لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة وحديث ملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأن المهدي من أهل البيت (عليهم السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام).
وهذه الأحاديث تدل بشكل واضح على حتمية وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولزوم انتظاره والإيمان به، وتعكس لنا من جانب آخر أن القضية لم تأتِ من فراغ، أو هي ناجمة عن خلفيات مذهبية ضيقة أو أسباب اجتماعية أو سياسية حدت بالمعتقدين أن يبرزوها لأجل التخلص من ضيق نتيجة ما يواجهونه من ظلم وتنكيل واستخفاف.
إنما هي عقيدة متجذرة سطرتها أنامل العلماء في كتبهم مدونة بذلك أوضح حقيقة تعيشها البشرية لتحقيق أهدافها.