(٣٠٨) نهاية التاريخ والإنسان الأخير في نظرية المفكر الأمريكي (فرانسيس فوكوياما)
نهاية التاريخ والإنسان الأخير في نظرية المفكر الأمريكي (فرانسيس فوكوياما)
مرتضى علي الحلي
حينما تقرأ كتاب (نهاية التاريخ وخاتم البشر): الإنسان الأخير: للمفكر الاستراتيجي الأمريكي (فرانسيس فوكوياما) وهو شخصية معاصرة تعمل في مركز التخطيط الاستراتيجي في أمريكا المعاصرة التي تتبنى مبدأ (النظام العالمي الجديد) تجد ثمة نزعة معاصرة في فلسفة التاريخ يغلب عليه، طابع القراءة السياسية البرجماتية (النفعية) التي تؤسس لتحقيق سيادة أمريكا في العالم اليوم سياسيا وثقافيا واقتصديا، لذا سعت هذه القراءة البرجماتية إلى وضع أمريكا على عرش التاريخ البشري.
وزعم (الأمريكي) فرنسيس فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ وخاتم البشر) في ص61: (انه ليست هناك ايديولوجية ما يمكن أن تحل محل التحدي الديمقراطي التقدمي، فالملكية بأشكالها المتعددة قد اضمحلت على نطاق واسع مع بدايات القرن العشرين، والفاشية والشيوعية لم يصدقا في طرحهما السياسي والاقتصادي والاجتماعي).
وهنا نلاحظ النفي الفكري لاطروحة المهدوية الأممية التي قرأها هذا المستشرق الأمريكي (فرنسيس) بإمعان وطبق إسقاطاتها على الديمقراطية الليبرالية الحديثة، زاعماً أن التاريخ البشري قد وصل إلى مثله الأعلى في الديمقراطية الليبرالية الحديثة وقد حسن نزاعه الفكري في معترك الحياة، وهذا ما أراد قوله والتأسيس له فكريا في كتابه (نهاية التاريخ) بقوله أعلاه: (إنه ليست هناك ايديولوجية ما يمكن أن تحل محل التحدي الديمقراطي التقدمي).
وهناك مؤيد آخر من نفس الكتاب يحاول فيه هذا المفكر الأمريكي التقليل من جاذبية الإسلام عالمياً، وحصر فكر وثقافة الإسلام في محيطه فيقول: (إن هذا الدين (إشارة منه إلى الإسلام) ليس له جاذبية خارج المناطق ذات الثقافة الإسلامية).
(أنه بات ممكنا اختراق العالم الإسلامي على المدى الطويل بالأفكار التحررية).
وأخيراً يقول هذا المفكر وبصراحة: (إذا كنا وصلنا الآن إلى نقطة حيث لا يمكننا أن نتخيل عالماً بديلاً يختلف عن عالمنا الذي لا يقدم لنا طريقا واضحا للحصول على مستقبل أفضل لذا يجب أن نأخذ في الاعتبار إمكانية أن يكون التاريخ نفسه بالمثل قد انتهى).
وهنا نقول لكل من يعتقد بهذه الأفكار إذا كانت هذه هي نهاية التاريخ البشري بتقدميتكم الاقتصادية والتقنية فهي إذن نهاية غير طيبة وغير مرضية تماما لأغلب الشعوب البشرية المستضعفة اليوم والمقهورة عسكريا بقوة المثل الأعلى المزعوم للنظام العالمي الجديد، فأين الجانب الروحي والمعنوي في مثلكم الأعلى المزعوم هذا الذي هدر كرامة الإنسان وحقوقه عمليا وهتك حرمة الفضائل الأخلاقية علنا؟
هذه الاطروحة الاحادية المرتكز، والمادية الأطراف المتمثلة بنهاية التاريخ عند فرنسيس فوكو ياما تمثل انبهاراً مزيفاً بواقع عاشه في مجتمعه المادي فراح يعمم فرحته هذه بنهاية التاريخ على السذج من المتأثرين بثقافة البرجماتية الذين لا يؤمنون بالحقائق إلا إذا درت عليهم بالنفع الوافر وخاصة المادي منه.
وتناسى هذا المسكين إرادة الله تعالى حتى عند شعوب المسيح في أمريكا وأوربا في حتمية التغير العادل والمرضي لكل الشعوب البشرية.
والنقطة الجديرة بالالتفات هي مدى حسد المفكرين الأجانب من غير المسلمين لثقافة الإسلام العالمي النهضة والتغيير، والخاتم للفكر الإلهي القويم.
وهذا يعطينا تحفيزاً قوياً في الدفاع عن فكرة المهدوية العالمية وعدم السماح للآخرين بسرقة مفاهيمها، أو تطبيقها التطبيق السلبي على أرض الواقع زاعمين أنفسهم رواداً للتغيير ومثلا أعلى للبشر.