(٣١٤) الاسلام دين دولة الامام المهدي عليه السلام
الإسلام دين دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
السيد هادي عيسى الحكيم
من الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وشيعتهم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد أكد وبكل وسائل التأكيد بأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) - على الدين كله - بحيث تختفي كل الأديان وتتلاشى ولا يبقى إلا دين الإسلام، كما دلت على ذلك الروايات الواردة إلينا وبينتها الكتب الحديثية مثل (ينابيع المودة) و(منتخب الأثر) للرازي.
وهذا الأمر الثابت عند أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أصبح عند أوليائهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، أن المهدي (عجّل الله فرجه) ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل أقاليم الكرة الأرضية، وستكون المنظومة الحقوقية الالهية المتكونة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) هي القانون الأساس والنافذ في هذه الدولة، وسيكون دين الإسلام هو الدين الرسمي والفعلي لرعايا ومواطني تلك الدولة كافة، حيث ستتزامن عملية الدولة العالمية مع عملية نشر الإسلام، وسيدعو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الناس جميعاً ويهديهم إلى أمر قد فضّله الله على غيره وميزه.
جاء في كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد وكتاب (روضة الواعظين) و(أعلام الورى) وكتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) و(إثبات الهداة) أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيسير على سيرة جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وسيصنع كما صنع، حيث سيهدم أمر الجاهلية كله، ويستأنف الإسلام جديداً.
وقد أكد الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلم)، هذا المحتوم بقوله: (أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلى أهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فابشروا ثم ابشروا).
وجاء في كتابي (التهذيب) و(الكافي) وحيثما حل المهدي وحيثما ارتحل يفتح معاهد العلوم الإسلامية لتعليم الناس القرآن على ما أنزل الله، فمع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) القرآن والمسائل الشرعية كافة، فضلا عن إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بوصفه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين اختارهم الله لقيادة العالم قد ورث علمي النبوة والكتاب، ولا يخفى عليه من أمرهما شيء وأنه يوجه الحركة العلمية بحيث تأتي منسجمة مع ما في الكتاب وما ورثه عن النبوة، ولتكون متفقة مع المفهوم الشرعي.
ومن الثابت أن عيسى بن مريم (عليه السلام) الذي يتفق مع هذين العلمين -النبوة والكتاب- سينزل ويظهر في زمن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأنه -أي المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)- سوف يؤم المسيح بن مريم (عليه السلام) في الصلاة، وأنه بعد أن ينزل المسيح تكون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) دولته المستقرة وحكومته المنظمة، وجيشه القائم، ونفوذه الواسع، وصيته المنتشر في أرجاء المعمورة، مما يعني أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الشرعي للأمة الإسلامية التي هي أمة الدنيا كلها آنذاك.
وبذلك تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة أعداء الله هي السفلى، ويتوحد العالم كله لتكون دولة واحدة وديناً واحداً هو دين الله -الإسلام- ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.