(٣٢٥) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والطاقة الأسمائية
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والطاقة الأسمائية
لطيف عبد النبي يونس
يمتلك الجسم الإنساني هالة نورانية تحيط وتمتلك ألواناً تضعف وتشتد تبعاً للحالة النفسية والمعنوية للإنسان، وهذه الهالة في حالة اشتدادها يعطيه قدرات هائلة من الفعالية والاتصال والنشاط العقلي والبدني والروحي والتأثير في الواقع على مستويات متعددة.
من الأجهزة الكمبيوترية الحساسة المتطورة في هذا المجال جهاز الأورا الحساس (biosensor) وهو يكشف حجم الهالة وألوانها.
يقول الشيخ رضوان سعيد فقيه مؤلف كتاب الاستشفاء بالطاقة القرآنية: تعرفت أنا وعائلتي على إحدى المتخصصات في هذا المجال وكانت تتحدث معنا عن هذا الجهاز ودقته، فطلبنا منها تجربة من باب الفضول على زوجتي وبناتي، فكانت تشرح لي عن انسداد الطاقة وبعض الأمراض، وهذا فعلاً أنا أعرفه لدى عائلتي. فطلبت منها أن أجري تجربة لقياس الطاقة لدي، فاستجابت لي وظهرت الهالة الخاصة بي في الشاشة بلمعانها وألوانها، فقالت عندك الهالة صغيرة ووضحت ذلك وبعد أن انتهت قلت لها: أريد أن أقوم بتجربة ثانية فلبت طلبي، وعندما ظهرت الصورة في الشاشة قالت لي: ماذا فعلت؟ قلت لها: ما المسألة؟
قالت: كل شيء تغير سواء حجم الهالة أو ألوانها، فماذا فعلت وأصرت على المعرفة، فقلت لها: لقد قرأت آية النور: ﴿اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ...﴾ وهذا يدل على أن للقرآن نوراً خفياً لا تراه العيون ولكنه فعال في ذاتنا وهو الذي ينور به قلوبنا وأرواحنا وأعضائنا وأعصابنا وباطننا، وبه نستطيع أن نغير الكثير من الأمور في ذواتنا وخارج ذواتنا.
فإذا كان إنسان عادياً قرأ آية من كتاب الله وهي آية النور تغيرت هالته النورية إلى أضعاف ما كانت عليه، فكيف من هو القرآن الناطق؟ وكيف بمن هو لا يفارق القرآن ويلازمه دوماً وأبداً؟ وكيف بمن هو خليفة الله في الأرض؟ يقيناً سيكون هو أعلى طاقة وأكبر طاقة كونية، وبالتالي هو المسير على زمام مسارات الطاقة الكونية.
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والطاقة الأسمائية:
المتفق عليه عند المسلمين - سنة وشيعة - أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو آخر الخلفاء الاثني عشر، وهو المنصّب من الله تعالى، وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
فإذا كان كذلك، فهو يقيناً ينطبق عليه الحديث المتواتر عند السنة والشيعة «عبدي أطعني تكن مثلي أنا أقول للشيء كن فيكون وأنت تقول للشيء كن فيكون»، وأن من يمتلك القدرة على إقامة الدولة العالمية الكبرى التي سعى لها كل الأنبياء، لا شك ولا ريب أنه يمتلك الطاقة الأسمائية الكاملة، فالمثلية لله سبحانه وتعالى يقيناً ليست بالذاتية وإنما بما تتجلى فيه من أسمائه وصفاته، ومن هنا فإن نظرية الإنسان الكامل التي يقول بها الشيعة الإمامية هي متمثلة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما كانت في آبائه وجده المصطفى (عليهم صلوات الله أجمعين).
والمثلية أيضاً تتجلى في أنّه (عجّل الله فرجه) نور الله (عزَّ وجلَّ) في الأرض، فكما أن الله نور السماوات والأرض، فتشير النصوص المهدوية أن دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تتخطى الأرض لتصل إلى السماوات، فالنصوص تؤكد أن السفر إلى الكواكب سيكون من السهولة كما هو السفر بين بلدان الأرض، وأنه يسخّر له الصعاب حتى يرتقي في الأسباب وهي أسباب السماوات والأرض، إذن دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ستنفتح على أقطار السماوات أيضاً، ولولا أنه يمتلك هذه النورية الإلهية لما استطاع أن يصل إلى هذا الفعل الكوني، وهناك إشارة إلى أن ذي القرنين امتلك هذا الفعل ولكنه ليس كاملاً، كما أن سليمان (عليه السلام) كان مسخر له الكثير من القوانين الإلهية وحتى الجن.
ولو أردنا أن نوضح الطاقة الأسمائية للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم تكفنا أوراق، لأن أسماء الله (عزَّ وجلَّ) لا تحصى كذلك تجلياتها في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وثانياً أنّى لنا أن نصل إلى ما سيكون وما يحدث من أفعال الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ولولا الإشارات التي وصلت إلينا لما تكلمنا بهذا الشأن.