(٣٨٧) نسب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولادته ومختصاته
نسب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولادته ومختصاته
الشيخ كاظم جعفر المصباح
ذكرت كتب العامة والخاصة تاريخ ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأجمعت أنّ ولادته كانت مع فجر الخامس عشر من شعبان سنة 255 هـ.
- قال الشيخ عبد الله بن محمد الشافعي في كتابه (الإتحاف بحب الأشراف): الحجّة الإمام قيل: هو المهدي المنتظر، ولد الإمام محمد الحجّة ابن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنه بسرَّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، قبل موت أبيه بخمس سنين، وكان أبوه قد أخفاه حين ولد وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء، فإنّهم كانوا في ذلك الوقت يتطلّبون الهاشميين ويقصدونهم بالحبس والقتل، ويريدون إعدام الإمام (عليه السلام).
- وفي (نور الأبصار) قال الشبلنجي: محمد بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
أمّه أم ولد يقال لها: نرجس وقيل: صقيل، وقيل: سوسن، وكنيته أبو القاسم، ولقّبه الإمامية بالحجة، والمهدي، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي.
- وفي (تاريخ ابن الوردي) ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين...
- وقال الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب): أبو محمد حسن العسكري بن علي الهادي مولده بالمدينة، إلى أنْ قال: ودفن في داره بسرَّ من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه، وخلّف ابنه الإمام المنتظر (عليه السلام).
- وقال سراج الدين الرفاعي في كتابه (صحاح الأخبار): وأمّا الإمام علي الهادي (عليه السلام) ابن الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ولقبه التقي، والعالم والأمير، والدليل، والعسكري، والنجيب، ولد في المدينة سنة اثنتي عشرة ومائتين من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسمّ في خلافة المعتز العباسي يوم الاثنين بسر من رأى لثلاث خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان له خمسة أولاد: الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والحسين، ومحمد، وجعفر، وعائشة. فالحسن العسكري (عليه السلام) أعقب صاحب السرداب الحجّة المنتظر ولي الله الإمام محمد الهادي (عليه السلام).
- وقال ابن حجر الهيثمي في (الصواعق): ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكنْ أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى أبو القاسم المنتظر...
ولا نطيل المقام بذكر هذه النصوص الواردة من الفريقين وإنما نكتفي بما ذكرناه، لأن خلاصة هذه ونتيجتها واحدة، حيث أجمعت على أنّ الإمام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري وأمّه أم ولد يقال لها: نرجس أو صقيل، ولد في الخامس عشر من شعبان سنة 255 للهجرة في بيت أبيه بسر من رأى، ويكنّى بأبي القاسم ويلقّب بالحجّة والقائم والمنتظر وصاحب الزمان، وأشهر هذه الألقاب لقب (المهدي).
خصائص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ومختصاته:
من خصائص الإمام العصمة المطلقة، وليست هذه عقيدتنا نحن فحسب، بل هذا ما أقّره علماء المسلمين أيضاً.
فهذا ابن العربي يذكر خصائص الإمام في (الفتوحات المكية) بقوله: يقفو أثر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يخطئ له ملك يسدّده من حيث لا يراه...
وقال في مكان آخر من كتابه: ...لأنّه خليفة مسدّد يفهم منطق الحيوان...
وفي كتاب (الفتن) روى عن عبد الله بن بشير بن كعب قال: المهدي خاشع لله كخشوع النسر (ينشر) جناحيه.
ومن خصائصه ومختصاته: أنّ جميع الدنيا تكون عنده (عجّل الله فرجه) بمنزلة كفه فيسطح له جميع أعالي الأرض وأدانيها وبحارها وجزرها، فيكون باستطاعته (عجّل الله فرجه) أن يرى جميعها دون ستر وحجاب. وهذا ما أكدته جملة من الروايات:
منها: عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: القائم منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض... .
ومنها: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنّه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض، وخفض له كل مرتفع حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟
ومنها: أنّه يركب السحاب ويرقى في الأسباب: ففي كتاب (الاختصاص) للشيخ المفيد (قدس سره)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال (عليه السلام): أمّا إنّ ذا القرنين قد خيّر السحابتين فاختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، قال: قلت: وما الصعب؟ قال (عليه السلام): ما كان من سحاب فيه رعد أو صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه، أما أنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب، أسباب السماوات السبع والأرضين السبع... .
وفي (إلزام الناصب) ذكر عن الإمام الرضا (عليه السلام) بعض خصائصه: ...وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل...
هذه بعض خصائص المهدي (عجّل الله فرجه) ومختصاته كالعصمة المطلقة والولاية التكوينية وتسخير جميع مفردات الكون له، وتسهيل الصعاب له، وطي الأرض والمشي على الماء، وغيرها مما لا يسع المجال لذكرها هنا، والذي يطلب المزيد فعليه مراجعة كتاب (الإمام المهدي حقيقة لا خيال).