البحوث والمقالات

(٤٠٧) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) معه مواريث الأنبياء (عليهم السلام)

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) معه مواريث الأنبياء (عليهم السلام)

السيد محمد الشوكي

المستفاد من مجموع الروايات الواردة في موضوع ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، إن ظهوره (عجّل الله فرجه) المبارك يكون على أساس قدرة الله تعالى غير المحدودة، حيث يسخّر الله تبارك وتعالى لوليه الأعظم (عجّل الله فرجه) كل وسائل وإمكانات الغلبة والنصر، ومنها أن يكون بمعيته مواريث أنبياء الله العظام: كخاتم سليمان (عليه السلام)، وقميص النبي آدم (عليه السلام)، وعصا موسى (عليه السلام)، وسيف وقميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وباقي مواريث أنبياء الله (عليهم السلام).
علماً بان هذه الآلات والإمكانات المحيرة للعقول والتي تفوق تصور الإنسان لن تكون عند أحد، بل هي منحصرة بالإمام المعصوم (عليه السلام) المذخور لإصلاح العالم كالخاتم الأعظم لسليمان (عليه السلام) الذي كان مفتاح سيطرته (عليه السلام) على العالم وعلى كل الموجودات.
ولإيضاح المطلب إليك بعض الروايات:
- فعن حذيفة بن اليمان أنّ النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال حول بعض فتوحات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): ويستخرجون منها حلي بيت المقدس، والتابوت الذي فيه السكينة، ومائدة بني إسرائيل، ورضاضة الألواح، وعصا موسى (عليه السلام)، ومنبر سليمان (عليه السلام)، وقفيزين من المنّ الذي انزله الله تعالى على بني إسرائيل، أشد بياضاً من اللبن.
- وعن سليمان بن عيسى، قال: بلغني: أنه على يدي المهدي (عليه السلام) يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية، حتى يحمل فيوضع بين يديه (عليه السلام) ببيت المقدس، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلاّ قليلا منهم.
مع التنبيه: إلى ان جواهر بيت المقدس هي من أعظم وأثمن نفائس العالم، مخفية تحت الأرض، ويستخرجها بقية الله الأعظم (عجّل الله فرجه). أما تابوت السكينة فيمكن القول أنه من الأسرار الإلهية، وقيل: إنه كلّما حملوه إلى مدينة حرقها، وإلى أي دولة حملوه يدرسها ويعدمها من الوجود، مثله كمثل القنابل الذرية والهيدروجينية والنيترونية اليوم بل هو أشد منها فتكاً وتدميراً، وهكذا يجهّز الله تبارك وتعالى حجته بعصا موسى (عليه السلام)، وتابوت السكينة، حتى لا تثبت أسلحة القرن الحاضر أمامهما.
- وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ضمن حديث: همهمة همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام (عليه السلام) عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان (عليه السلام)، وعصا موسى (عليه السلام).
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً في خطبة طويلة بعد ذكر أصحاب القائم (عجّل الله فرجه): ويسير نحو الكوفة على سرير النبي سليمان (عليه السلام)... وبيمينه عصا موسى (عليه السلام)، وجليسه الروح الأمين وعيسى ابن مريم (عليه السلام)، متشحا ببرد النبي، متقلداً بذي الفقار، ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله، يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، على رأسه تاج من نور.
- قال الإمام الباقر (عليه السلام) عن عصا النبي موسى (عليه السلام): كانت عصا موسى لآدم (عليه السلام)، فصارت إلى شعيب (عليه السلام)، ثم صارت إلى موسى بن عمران (عليه السلام)، وإنها لعندنا، وأن عهدي بها آنفاً وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدّت لقائمنا (عليه السلام)، يصنع بها ما كان يصنع موسى (عليه السلام)، وإنها لتروع وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به.
- وقال (عليه السلام) في حديث له: إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخاتم سليمان (عليه السلام)، وحجر موسى (عليه السلام) وعصاه.
- وفي حديث آخر يخبر به (عليه السلام) عن اسم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): إنما سمي المهدي مهدياً، لأنّه هدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله (عزَّ وجل) من غار بأنطاكية، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن.
- وعن يعقوب السراج، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى فرج شيعتكم؟ قال (عليه السلام): إذا... وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقلت: ما تراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال (عليه السلام): سيف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ودرعه، وعمامته، وبرده، وقضيبه، ورايته، ولامته، وسرجه، حتى ينزل مكة، فيخرج السيف من غمده، ويلبس الدرع، وينشر الراية والبردة والعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره.
نعم، الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يظهر بمواريث الأنبياء (عليهم السلام)، وبها يتم الحجة على جميع امم الدنيا المختلفة والمسلمين، ولا يترك عذراً لأهل الأديان حتى يدخل الجميع الإسلام، ولا تبقى بقعة في الأرض إلا نودي عليها بـ (لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/٠٩/٢١ : ٤.٥ K : ٠
: السيد محمد الشوكي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.