البحوث والمقالات

(٤٢٠) الله تعالى يظهر بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) دين الإسلام على جميع الأديان

الله تعالى يظهر بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) دين الإسلام على جميع الأديان

السيد هادي عيسى الحكيم

قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿هُوَ الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَدينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ...﴾.
ولا شك في أنّ هذا المعنى القرآني - إظهار دين الله على كل الأديان - من الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وشيعتهم، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أكّد وبكل وسائل التأكيد أنّ الله سبحانه وتعالى سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) على الدّين كلّه، بحيث تختفي كلّ الأديان التي تبعها الناس ويعتقدون بها وتتلاشى ولا يبقى منها إلاّ دينه، دين الإسلام، كما جاء في (ينابيع المودة) ص423، و(منتخب الأثر) للرازي ص 294، وهذه المعلومة عند أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وأوليائهم من المسلّمات التي لا يختلف فيها اثنان، لأن المهدي (عجّل الله فرجه) ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل أقاليم الكرة الأرضية،...
وستكون المنظومة الحقوقية الإلهية المتكوّنة من القرآن الكريم والسنّة النبوية هي القانون الأوحد والنافذ في هذه الدولة الإلهية المحمدية المهدوية، وسيكون دين الإسلام هو الدين الرسمي والفعلي لرعايا ومواطني تلك الدولة كافة، حيث ستتزامن عملية بناء الدولة العالمية مع عملية نشر الإسلام وهدي الناس إليه وقد ذكر ذلك كتاب (الإرشاد) ص364 وكتاب (روضة الواعظين) ج2 ص537، إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيصنع كما صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث سيعدم أمر الجاهلية كله ويستأنف الإسلام جديداً.
وأكّد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذا المحتوم بقوله: أمّا والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء، ويردّ الله الحق إلى أهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيّه فأبشروا ثم أبشروا.
والثابت بأن عيسى بن مريم (عليه السلام) سينزل ويظهر في زمن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) سوف يؤمّ المسيح ابن مريم (عليه السلام) في الصلاة، مما يعني أنّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الشرعي والرئيس الفعلي لأمّته ورعاياه في العالم كله.
ويفهم بوضوح من الأحاديث والأخبار التي عالجت هذه الناحية بأنّ السيد المسيح (عليه السلام) مكلّف بمهام معينة تساعد على تمكين أمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهزيمة أعدائه، وأنّ الاثنين يشكّلان فريقاً واحداً برئاسة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ينصبّ هدفه بالدرجة الأولى والأخيرة على إنقاذ الجنس البشري وهدايته إلى الصراط المستقيم والعمل معاً لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة أعداء الله هي السفلى ويتوحّد العالم كلّه ليكون دولة واحدة بدين واحد هو دين الله (الإسلام).
وقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: كأنّي بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه وهو يفرّق الجنود في البلاد.

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/٠٩/٢١ : ٤.٢ K : ٠
: السيد هادي عيسى الحكيم
التعليقات:
لا توجد تعليقات.