البحوث والمقالات

(٤٣٤) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) / السيرة

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)/ السيرة

محمد رضا حكيمي

سيرته السياسية:
إنّ المتتبع لسيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يجد أنها مسيرة مثل ونموذج خلاص يقتدى بها وتتخذ نبراساً للمؤمنين، ومن صور هذه السيرة المباركة، فحينما يأتي دور حكم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يُنهي دور حكم الجبابرة والمستكبرين ويحول دون النفوذ السياسي للمنافقين والخائنين.
وتضحى مدينة (مكة) قبلة المسلمين مركزاً لحركته (عجّل الله فرجه) الثورية، يجتمع رجال نهضته الأول في هذه المدينة ويلتحقون به فيها.
يبعث (عجّل الله فرجه) بعثاً لقتال الروم فينهي نفوذ اليهود والمسيحية في العالم، ويستخرج تابوت السكينة من غار انطاكية، والتوراة التي أنزلها الله على موسى (عليه السلام) والإنجيل الذي أنزل على عيسى (عليه السلام)، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، ويدعو اليهود إلى التوراة فيسلم على يديه جماعة كثيرة.
يقاتل (عليه السلام)، ولا يصمد أمامه أي رجل قوة ونهجاً (سواء أكان من أهل الكتاب أو من أتباع المناهج الأخرى)، ولا يبقى أثر لتطبيق أيّ نهج سياسي وأيّ لون من ألوان الحكم في العالم سوى حكم الحق ومنهج السياسة القرآنية العادلة.
وفي هذا الضوء تمتد حكومة المهدي (عجّل الله فرجه) على شرق العالم وغربه.
ينزل عيسى (عليه السلام) من السماء، فيصلّي خلف المهدي (عجّل الله فرجه) وينادي (افتحوا باب بيت المقدس) فيفتحون، وإذا بالدجال وسبعين ألف يهودي مسلّح معه. وحيث يعلم الدجال أنّ عيسى قاتله يولّي هارباً حينما يراه، فيقول عيسى (عليه السلام): إنّ لي فيك ضربة لن تفوتني بها فيدركه فيقتله، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلّا أنطقه الله (عزَّ وجلَّ)، لا حجر ولا شجر ولا دابة، إلّا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فاقتله، فيطّهر العالم من وجود اليهود الملوّث.
أجل فإذا قام القائم (عجّل الله فرجه) لا تبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله.
سيرته التربوية:
إبّان حكم المهدي (عجّل الله فرجه) يؤتى الناس العلم والحكمة حتى أنّ المرأة تقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ولدى هذه الفترة تتوفر القدرة العقلية للجماهير على مركزية ونباهة، وتبلغ كمالها بالتأييد الإلهي، وتظهر الحكمة في الجميع.
وإذا قامت دعائم حكمه (عجّل الله فرجه) أذهب الله (عزَّ وجلَّ) العاهة عن الشيعة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً، ويكونون حكام الأرض وسنامها.
سيرته الاجتماعية:
حيث يأتي المهدي (عجّل الله فرجه) - وعلى أثر متاعب وحروب تقع - يسحق الظلم والعدوان ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ولا يبقى محل في الأرض إلّا وهو مستفيض بعدله وإحسانه فينتعش بالحياة حتى النبات، وتتوفر الأحياء الأخرى أيضاً على هذا الإحسان والعدل والقسط.
ويعم الغنى والمكنة - زمن المهدي (عجّل الله فرجه) - كل أفراد الأُمة.
تبلغ عدالة المهدي حدّاً بحيث لا يمس الظلم أي إنسان في أي موقف وبأي شكل.
سيرته المالية:
تجمع إليه أموال الدنيا كلّها، ما في بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: (تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء، وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله).
(... تؤتى الأرض أكلها، ولا تدّخر منها شيئاً، والمال يومئذٍ كدوس. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ).
يقسّم الأموال بين الناس بالسوّية دون تفضيل لأحد على أحد.

البحوث والمقالات : ٢٠١٣/١٠/٠٨ : ٤.٦ K : ٠
: محمد رضا حكيمي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.