البحوث والمقالات

(٥١٦) إنجازات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الكوفة

إنجازات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الكوفة

الشيخ علي الدهنين

يقوم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالعديد من المهام في مدينة الكوفة، وذلك بعد أنْ يدخلها ويستتب له الأمر فيها، ومن ذلك:
أولاً: يبني مسجداً له ألف باب في ظهر الكوفة:
فعن مفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، وربما استغنى الناس (من ضوء الشمس)، ويعمَّر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى، ويبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة، حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها».
ثانياً: يعلِّم الناس تأويل القرآن:
فعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن على ما أنزل الله سبحانه وتعالى، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنه يخالف فيه التأليف»، فما هو موجود عندنا اليوم من تفسير للقرآن الكريم هو عبارة عن كشف ظاهري لمعاني القرآن، ولكن الإمام (عجّل الله فرجه) يعلّم الناس التفسير الواقعي ويزيد في تعميق المعرفة.
ثالثاً: يحكم بحكم الله الغيبي، لا يطلب من أحد شهوداً:
فعن سعدان بن مسلم، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «بينا رجل على رأس القائم يأمره وينهاه، إذ قال (عليه السلام) أديروه، فيديرونه إلى قدامه، فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شيء إلّا خافه»، لأنّه بحسب معايير الناس الظاهرية فإنّ هذا الشخص يصلي ويصوم، وشاهر سيفه لخدمة الإمام (عجّل الله فرجه) فكيف يأمر بقتله!؟
- وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمد (عليه السلام) حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بيّنة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسّم»، ولذلك قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي»، ومن أمثلة الأمر الخفي أنّه يقتل حسب الموازين الموجودة عنده (عجّل الله فرجه)، وليس بحسب الموازين التي يفهمها الناس، بدليل ما جاء في ذيل رواية الإمام الباقر (عليه السلام): «يهدي لما في صدور الناس، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شيء قتله».
- والقرآن الكريم هيّأ المؤمنين لقبول هذه الفكرة بسرد قضية الخضر مع موسى (عليه السلام)، فالخضر (عليه السلام) قتل الغلام بما جرى عليه خط التكليف واعترض عليه موسى (عليه السلام)، وكان فعل الخضر صحيحاً واعتراض موسى صحيح أيضاً، لأن هناك ميزانين: ميزان للشريعة الظاهرية، وميزان للعلم اللدني. وهذا المثال القرآني يفيدنا في قضية ارتباطنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فالإمام إذا خرج سيرينا أفعالاً شبيهة بأفعال الخضر (عليه السلام)، بل وأخطر وأدهى وأخفى منها.
رابعاً: أحكام جديدة:
بعد أنْ يدخل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الكوفة سيطبّق أحكاماً لم تطبّق من قبل، منها: أنّه يورث الأخ من أخيه لا في الولادة بل في الأظلة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام، فلو قد قام قائمنا أهل البيت ورّث الأخ الذي آخى بينهما في الأظلة، ولم يورث الأخ في الولادة».
إذن هناك أحكام جديدة سيعلنها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ولهذا يتبادر للذهن تساؤل هو: هل سيأتي الإمام (عجّل الله فرجه) بشريعة جديدة، بقرآن جديد، وبسنّة جديدة!؟ الجواب: نعم، لكن ليس قرآناً غير قرآن جدّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وإنّما القرآن هو نفسه الموجود بين أيدينا اليوم إلّا أنّ الإمام (عجّل الله فرجه) يرتب آياته بحسب النزول، ويشرح مطالبها ويستخرج مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام).

البحوث والمقالات : ٢٠١٤/٠١/٠٥ : ٤.٣ K : ٠
: الشيخ علي الدهنين
التعليقات:
لا توجد تعليقات.