(٥٣١) ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في أقوال الصحابة والتابعين
ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في أقوال الصحابة والتابعين
السيد أسد الله الهاشمي
لو غضضنا النظر عن القرن الذي نحن فيه، وعصر التضارب والتضاد والجدال والتمدّن - القرن الخامس عشر الهجري - وبحثنا المسألة في عصر الرسالة، لرأينا أنّ مسألة المهدوية وظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) خلال القرون الأربعة عشر الماضية كانت مطروحة بين جميع المسلمين وكبار صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتابعين وأتباع التابعين وباقي طبقات الرواة، منذ ذلك الزمان إلى يومنا هذا، والروايات المتعلقة به جاءت بكل صفاته وشمائله وعلاماته، وقد جمعها كبار العلماء والمحدّثين الإسلاميين وألَّف بعضهم كتباً مستقلة في هذا المجال.
إنّ كثيراً من الشخصيات العلمية والأدبية والسياسية المعروفة، أظهروا اعتقادهم وإيمانهم بهذه المسألة في أشعار وكتب وَثَّقوها في مناسبات عديدة، وألقوا فيها خطابات سجلت في كتب التاريخ لتصل إلى الأجيال المقبلة.
وفي هذه المسألة توجد لدينا دلائل كثيرة جداً في كتب الحديث والتاريخ والتفسير واللغة والجغرافية والرجال والكلام، وحتى الشعر والأدب العربي والفارسي، وهذه دلالة على أصالة المهدوية وحقيقة هذا الاعتقاد الإسلامي الكبير، وإليك بعض ما جاء منها:
- عن ابن عباس قال: (إنّي لأرجو أنْ لا يذهب الليل والنهار حتى يبعث الله منّا أهل البيت (عليهم السلام) من يقيم لهذه الأُمّة أمرها، فتى شاباً، لم تلبسه الفتن ولم يلبس الفتن... فقيل له: أعجزت عنه شيوخكم وترجوه لشبابكم؟ قال: إنّ الله (عزَّ وجلَّ) يفعل ما يشاء).
وربّما يقال إنّ ابن عباس لم يقصد بكلامه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، بل قصد شخصاً آخر غيره، ولكنّ الروايات الصريحة المنقولة عنه تكراراً تكشف عن أنّ مراده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
- ويقول عبد الله بن عمر: (المهدي، الذي ينزل عليه عيسى بن مريم (عليه السلام) ويصلّي خلفه عيسى).
- ويقول عثمان بن عفّان: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (إنّ الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنّا مهدي هذه الأُمّة، ومن تمسّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله، ومن تخلّى منهم فقد تخلّى عن الله).
- ويقول حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (ويح هذه الأُمّة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويطردون المسلمين... فإذا أراد الله تبارك وتعالى أنْ يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كل جبار عنيد - وهو القادر على ما يشاء - وأصلح الأُمّة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده).
- وعن طاووس بن اليمان، قال: (وددت لو أنّي لا أموت حتى أدرك زمان المهدي، يزاد المحسن في إحسانه، ويتاب على المسيء من إساءته، وهو يبذل المال، ويشتد على العمال، ويرحم المساكين).
- وعن ابن سيرين: (قد كان [المهدي (عجّل الله فرجه)] يفضّل على بعض الأنبياء (عليهم السلام)).
- وقال كعب الأحبار: (إنّي لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء، ما في حكمه ظلم ولا عنت).
وقال في موضع آخر: (إنّ القائم المهدي من نسل علي، أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسيماء وهيئة، يعطيه الله (جل وعز) ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضله).
- قال صعصعة بن صوحان: (إنّ الذي يصلّي خلف عيسى بن مريم (عليه السلام) هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي (عليه السلام)، وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام، فيطهّر الأرض، ويضع ميزان العدل، فلا يظلم أحد أحداً).
- ويقول زيد الشهيد: (بنا عرف الله، وبنا عُبد الله، ونحن السبيل إلى الله، ومنّا المصطفى والمرتضى، ومنّا يكون المهدي (عليه السلام) قائم هذه الأُمّة... وثم خروج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).