البحوث والمقالات

(٦١٧) الاستفادة من أساليب ومناهج الدولة المهدوية الفاضلة

الاستفادة من أساليب ومناهج الدولة المهدوية الفاضلة

مجتبى السادة

مما أثبتته الكتب الحديثية برواياتها المتواترة أنّه إذا ظهر الإمام (عجّل الله فرجه) فإنّه سينشر العدل والقسط على أرجاء المعمورة كافة، وسيظهر خيرات الأرض، وستنعم البشرية بالرخاء والرفاهية.
هذا ما نظهره وما نؤكّد عليه في أبحاثنا وفيما ننشره ونقوله، ونحن حالياً بعيدون كل البعد عن أساليب الحكم والإدارة والتطور العلمي والتقني الذي سيطبقها الإمام (عجّل الله فرجه) في دولته، بل نحن لم نتعرف عليها أو حتى نفكر بها، فكيف بدراستها.. نحن ابعد من ذلك بكثير، فحتى الآن لم ننقل القضية المهدوية إلى مؤسساتنا الأكاديمية والتعليمية، فللأسف لا يوجد عندنا من الرسائل الجامعية (ماجستير و دكتوراه) حول القضية المهدوية إلا أعداد بسيطة تعد على أصابع اليد، وأغلبها تصبّ في جوانب العقيدة أي في خانة المربع الأول.
والسؤال المهم في مسيرة التمهيد هو: متى تصبح القضية المهدوية موضوعاً مهماً وجوهرياً في الدراسات الجامعية والأكاديمية لدينا؟ متى تحين الفرصة وننتقل إلى دراسة جميع أبعادها وجوانبها، فمثلاً: هل عرفنا وبحثنا ما سبب أنّ الإمام (عجّل الله فرجه) يحثي المال حثياً ولا يعدّه، وكذلك لا يجد المزكّي - في زمان ظهوره (عجّل الله فرجه) - من يأخذ منه الزكاة؟ هل درسنا كيف يُظهِر (عجّل الله فرجه) خيرات الأرض، وكيف يجعل الموارد الطبيعية الناضبة تكفي حاجة البشرية؟ وكيف يعيد صياغة أخلاق وسلوكيات كل البشر؟ هل تأملنا الأساليب الإدارية والسياسية لحكومة مركزية واحدة تسيطر على الأرض كافة، ومع ذلك فإنّها تنشر التوحيد والعدل والقسط.
إنّ نواحيَ عديدة في القضية المهدوية تحتاج من المؤمنين الممّهدين إلى دراستها والتأمل فيها، ولكن للأسف نحن غافلون ومقصرون عن ذلك، فكيف إذاً نمهّد للإمام (عجّل الله فرجه) ونساعده في بناء دولته الفاضلة، ونحن لم نفكر حتى في أساليب إدارته ومنهج حكمه، ولم نحاول تطبيق ابسط معالم دولته ومناهجها، حقّاً نحن مقصّرون جدّاً في مسيرة التمهيد والتوطئة المهدوية.
وخلاصة القول: إنّ المؤمنين الممهدين لظهور الإمام (عجّل الله فرجه) ومنذ مئات السنين ما زالوا في المراحل الأولى في مسيرة التمهيد المهدوي، فكان وما زال شغلهم الشاغل الأمور الفكرية والثقافية للعقيدة المهدوية، فحتى الآن لم يتقدّم المؤمنون خطوات وقائية وتحصينية، غناك عن الهجومية، في مواجهة خطط الأعداء الشرسة، بل ما زالوا متخذين موقف الدفاع، وليس التصدّي لتلك الخطط.
فهل يحق لنا أنْ نسمّى ممهدين، ونحن للأسف لم نسجّل أية خطوات تذكر للدعوة والتبشير لمنقذ البشرية لدى الشعوب غير المسلمة، حيث لا يوجد لدينا أي كتاب متخصّص، أو فلم سينمائي معدّ للترويج و التبشير بالقضية المهدوية.
وهل نمتلك القدرة والكفاءة للاستفادة من أساليب ومناهج الدولة المهدوية الفاضلة، وتطبيق بعض منها في وقتنا الحالي، أو نحن غافلون عن كل ذلك.
نحن ما زلنا نزحف وببطء شديد في مراحل التمهيد، وأمامنا طريق طويل غير ممهّد حتى نصل إلى أعتاب عصر الظهور، نعم قد نكون ركزّنا على أنفسنا ونسينا الآخرين، حاولنا أنْ نربّي أنفسنا على الاستعداد والتهيئة، وغفلنا عن المجتمع والعالم، علماً بأنّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مبعوث لكل البشرية.
نسأل الله أنْ يساعدنا ويوفّقنا في مسيرة التمهيد المهدوي، وأنْ يجعلنا من الممهّدين للظهور الشريف، وأنْ نكون واعين لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأهلاً لها، وأنْ نحظى بخدمته (عجّل الله فرجه) والعيش تحت ظل رايته الهادية.

البحوث والمقالات : ٢٠١٤/٠٨/٠٩ : ٤.٩ K : ٠
: مجتبى السادة
التعليقات:
لا توجد تعليقات.