البحوث والمقالات

(٦٦٠) سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) وارتباطه بالعقيدة المهدوية

سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) وارتباطه بالعقيدة المهدوية (1)

الشيخ عليّ الفياض

المقدَّمة:
يحاول البحث إيجاد العلاقة بين سلمان المحمّدي والقضيَّة المهدوية من خلال نصوص المعصوم (عليه السلام)، وتمَّ التمهيد له بمقدَّمتين:
المقدَّمة الأُولى كانت تعريفاً موجزاً بالشخصية العظيمة للإمام المهدي (عليه السلام)، والاعتقاد به مع اعطاء تعريف عامّ حول العقيدة المهدوية.
والمقدَّمة الثانية كانت تعريفاً موجزاً لسلمان المحمّدي (رضي الله عنه).
وأمَّا المبحث الأوَّل، فكان حول مسألة طول عمر سلمان المحمّدي وارتباط ذلك بطول عمر إمامنا المهدي (عليه السلام). وفيه تمَّ ذكر بعض المعمّرين من الأنبياء (عليهم السلام) وغيرهم، وتمَّ ذكر الأقوال في عمر سلمان المحمّدي (رضي الله عنه).
وأمَّا المبحث الثاني، فقد ذكرنا فيه علاقة سلمان المحمّدي بالرجعة، وأنَّه يرجع مع قائم آل محمّد (عليهم السلام)، وعثرنا على نصّين في ذلك:
أحدهما يقول فيه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) لسلمان المحمّدي في حقِّ القائم (عليه السلام): «يا سلمان، إنَّك مدرِكه ومن كان مثلك ومن تولّاه بحقيقة الإيمان»(2).
والمبحث الثالث كان في مرويّات سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) في الإمام المهدي (عليه السلام) التي وردت عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان مجموعها تسعة عشر نصّاً.
والخاتمة كانت في نتيجة البحث.
تعريف موجز بالإمام المهدي (عليه السلام):
1 - هو الإمام الثاني عشر من أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن ذرّية الإمام الحسين (عليهم السلام).
2 - اسمه محمّد بن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام(3).
3 - وُلِدَ الإمام المهدي (عليه السلام) في مدينة سامراء المقدَّسة سنة (255هـ)(4)، وتعدُّ مسألة الولادة من المسلَّمات التاريخية، وقد صرَّح بذلك أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام)، مضافاً إلى العديد من محدِّثي الجمهور.
4 - ألقابه (عليه السلام) كثيرة، أشهرها: المهدي، والقائم، والمنتظر. ومنها: الحجَّة، والخلف الصالح، وبقيَّة الله، والمنصور، وصاحب الأمر، ووليُّ العصـر، وصاحب الزمان، وقد أوصلها المحدِّث النوري(5) إلى (182) لقباً.
5 - يخرج آخر الزمان بعد أن تملأ الأرض ظلماً وجوراً، ليملأها قسطاً(6) وعدلاً.
6 - له غيبة صغرى حدثت سنة (260هـ) بعد شهادة الإمام العسكري عليه السلام(7)، وهناك قول ثانٍ: إنَّها ابتدأت منذ ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، وانتهت بوفاة السفير الرابع سنة (329هـ) لتكون (74) سنة(8). وقول ثالث: إنَّها وقعت بعد مولده (عليه السلام) بفترة وفي حياة الإمام العسكري عليه السلام(9).
7 - له أربعة سفراء(10) في الغيبة الصغرى، أوَّلهم: عثمان بن سعيد العمري، واستمرَّت سفارته حوالي خمس سنوات(11)، ثمّ بعده ابنه محمّد بن عثمان(12)، استمرَّت سفارته أربعين سنة، ثمّ الحسين بن روح النوبختي(13)، استمرَّت سفارته عشـرين سنة، ثمّ السفير الرابع(14) عليُّ بن محمّد السمري، استمرَّت سفارته (3) سنوات.
8 - قام الدليل القطعي على انقطاع السفارة بعد السفير الرابع، فلا يوجد سفير خامس.
9 - بدأت الغيبة الكبرى(15) - الثانية - سنة (329هـ)، وتنتهي بظهوره الشريف.
تعريف موجز بسلمان المحمّدي (عليه السلام):
1 - الأحاديث التي وصفت سلمان المحمّدي كثيرة(16) نكتفي بحديث جاء عن صادق أهل البيت (عليهم السلام)، حيث روى الشيخ الطوسي بسنده عن منصور بزرج، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ما أكثر ما أسمع منك يا سيِّدي ذكر سلمان الفارسي، فقال: «لا تقل الفارسي، ولكن قل: سلمان المحمّدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟»، قلت: لا، قال: «لثلاث خلال أعدُّها: إيثاره هوى أمير المؤمنين على هوى نفسه، والثانية: حبُّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة: حبُّه للعلم والعلماء. إنَّ سلمان كان عبدا صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين»(17).
2 - اسم سلمان هو مايه، ويقال: روزبه. وأمَّا ولادته فيقال: في شيراز، ويقال: في أصبهان، ويقال: في كازرون، ويقال: في رامهرز(18).
3 - كانت رحلته لطلب دين الله تعالى إلى الشام ثمّ الموصل فنصيبين فعمورية حتَّى سمع بأنَّ نبيّاً سوف يبعثه الله، فقصد بلاد العرب، فلقيه بنو كلب، فاستعبدوه وباعوه حتَّى وصل إلى المدينة المنوَّرة، فسمع بالإسلام، وقصد النبيَّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم(19).
4 - اختلف في تاريخ ولادته ومدَّة عمره، فقيل: عاش (350) سنة(20)، وقيل: أقلّ، وقيل: أكثر، وروي أنَّه أدرك عيسى عليه السلام(21). أمَّا وفاته فكانت سنة (36هـ)(22).
المبحث الأوَّل: طول عمر سلمان (رضي الله عنه) والمهدوية:
مسألة طول العمر للإمام المهدي (عليه السلام) من المسائل المهمَّة التي وقعت محلًّا للنزاع بين الإماميَّة وغيرهم، وقد طرحها علماؤنا في كتبهم، كالشيخ المفيد والسيِّد المرتضى وغيرهم(23).
ومن المناسب هنا أن نبحث طول عمر سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) ونجعله مؤشِّراً على إِمكانية طول عمر الإمام المهدي (عليه السلام) المولود سنة (255هـ). على أنَّ ظاهرة طول العمر لا تختصُّ بسلمان المحمدي (رضي الله عنه) وإنَّما هناك الكثير من المعمّرين في التاريخ سواء كان عمرهم أكثر أو أقلّ من عمر سلمان المحمّدي (رضي الله عنه).
بعض المعمّرين من الأنبياء عليهم السلام:
لنذكر على سبيل المثال لا الحصر هؤلاء المعمّرين:
1 - النبيُّ آدم (عليه السلام)، فقد عاش (930) عاماً، فعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدِّه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قال: «عاش أبو البشـر آدم تسعمائة وثلاثين سنة...»(24)، وهناك روايات ذكرت له من العمر أكثر من هذا التقدير.
2 - النبيُّ نوح (عليه السلام)، فقد عاش (2500) عاماً، فعن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «عاش نوح ألفي سنة وخمسائة سنة، منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يُبعَث، وألف سنة إلَّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء(25) فمصَّر الأمصار وأسكن ولده البلدان، ثمّ إنَّ ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال له: السلام عليك، فردَّ الجواب، فقال له: ما جاء بك يا ملك الموت؟ فقال جئت لأقبض روحك، فقال له: تدعني أخرج من الشمس إلى الظلِّ؟ فقال له: نعم، فتحوَّل نوح، ثمّ قال: يا ملك الموت كأنَّ ما مرَّ بي في الدنيا مثل تحوّلي من الشمس إلى الظلِّ، فامض لما أُمرت به»، قال: «فقبض روحه»(26).
3 - النبيُّ شيث (عليه السلام)، فقد عاش (712) عام، قال المسعودي: (وكان عمر شيث سبعمائة واثنتي عشرة سنة)(27).
4 - النبيُّ سليمان (عليه السلام)، فإنَّه عاش أيضاً (712) عاماً، فعن الإمام الصادق، عن أبيه، عن جدِّه (عليهم السلام)، عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم): «... وعاش سليمان بن داود سبعمائة واثنتي عشرة سنة»(28).
5 - الخضـر (عليه السلام)، فقد أخبرنا القرآن الكريم بقصَّته، وأنَّه كان في زمن النبيِّ موسى (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾ (الكهف: 65). وإنَّ الله تعالى مدَّ في عمر الخضـر ليكون دليلاً لطول عمر إمامنا المهدي (عليه السلام)، روى الشيخ الصدوق بسند عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... وأمَّا العبد الصالح - أعني الخضر - فإنَّ الله تبارك وتعالى ما طوَّل عمره لنبوَّة قدَّرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشـريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له. بلى إنَّ الله تبارك وتعالى لـمَّا كان في سابق علمه أن يُقدِّر من عمر القائم في أيّام غيبته ما يُقدِّر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوَّل عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلَّا لعلَّة الاستدلال به على عمر القائم، وليقطع بذلك حجَّة المعاندين، لئلَّا يكون للناس على الله حجَّة»(29).
الأقوال في العمر الشريف لسلمان المحمّدي:
ذكرت المصادر عدَّة أقوال في مدَّة بقاء سلمان المحمّدي نذكرها كالآتي:
1 - أنَّه عاش مائتين وخمسين عاماً(30).
2 - أنَّ عمره كان ثلاثمائة وخمسين عاماً(31).
3 - أنَّه عاش أربعمائة وأربع وعشـرين، قال البياضي: (ودور المشتري الأعظم أربعمائة وأربعة وعشرون، قيل: وهو عمر سلمان الفارسي)(32).
4 - أكثر من خمسمائة سنة، حيث ذكر الشيخ المفيد بأنَّ سلمان أدرك عيسى (عليه السلام)، وحيث إنَّ بين نبيِّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وبين عيسى (عليه السلام) قرابة الستمائة سنة، وأنَّ سلمان أدرك النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لذا يكون سلمان عاش أكثر من خمسمائة سنة، وإليك نصّ كلام الشيخ المفيد، قال: (وأكثر أهل العلم يقولون بأنَّه رأى المسيح وأدرك النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وعاش بعده، وكانت وفاته وسط أيّام عمر بن الخطّاب)(33). وقال الشيخ الطوسي: (وروى أصحاب الأخبار أنَّ سلمان الفارسي (رضي الله عنه) لقي عيسى بن مريم (عليه السلام) وبقي إلى زمان نبيِّنا (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وخبره مشهور)(34).
5 - أنَّه عاش خمسمائة أو أقلّ، حيث إنَّه أدرك وصيَّ عيسى (عليه السلام)، ففي رواية طويلة يذكرها الشيخ الصدوق في سبب إسلام سلمان عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، وفيها أنَّه وجد في بيته كتاباً فيه عهد يأمره بأن يأتي وصيَّ عيسى عليه السلام(35).
ومن هنا يتَّضح أنَّ سلمان المحمّدي كان من المعمّرين، وهذا يدلُّ بشكل طبيعي على أنَّ بعض الناس أعطاهم الله العمر المديد، فيكون ذلك مؤشِّراً على إمكان إعطاء العمر الطويل لإمام زماننا الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).
المبحث الثاني: سلمان المحمّدي والرجعة في زمان الظهور:
يظهر من بعض النصوص أنَّ سلمان المحمّدي يرجع في زمن الإمام المهدي (عليه السلام) لكي يكون من أنصاره وأعوانه والمجاهدين بين يديه.
1 - جاء في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا قام قائم آل محمّد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشـر من قوم موسى الذين يقضون بالحقِّ وبه يعدلون، وسبع من أصحاب الكهف، ويوشع وصيّ موسى، ومؤمن آل فرعون، وسلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر»(36).
وفي رواية الإرشاد عبارة: (من ظهر الكوفة)(37)، وليس من ظهر الكعبة، والرواية تُصـرِّح برجوع (27) شخصاً لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام)، ومنهم سلمان المحمّدي.
ويظهر من الروايات أنَّ سلمان المحمّدي ليس من الثلاثمائة والثلاث عشـر الذين يكونون مع الإمام المهدي (عليه السلام) بعضهم يأتي على السحاب وبعضهم مفقود عن فراشه، ولا نحتمل أنَّه من الأنصار العاديين، لذا قد يكون شأنه أعلى من هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر.
2 - الراوية الثانية: روى سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، قال: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلَّا جعل له اثني عشـر نقيباً»، فقلت: يا رسول الله، قد عرفت هذا من أهل الكتابين. فقال: «يا سلمان، هل علمت من نقبائي؟ ومن الاثني عشـر الذين اختارهم الله للأُمَّة من بعدي؟...»، إلى أن قال: «ثمّ ابنه محمّد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحقِّ الله»، ثمّ قال: «يا سلمان، إنَّك مدركه، ومن كان مثلك، ومن تولّاه بحقيقة المعرفة». قال سلمان: فشكرت الله كثيراً، ثمّ قلت: يا رسول الله، وإنّي مؤجَّل إلى عهده؟ قال: «يا سلمان، اقرأ: ﴿جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ [الإسراء: 5 و6]».
قال سلمان: فاشتدَّ بكائي وشوقي، ثمّ قلت: يا رسول الله، أبعهد منك؟ فقال: «إي والله، والذي أرسل محمّداً بالحقِّ منّي ومن عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين والتسعة، وكلُّ من هو منّا ومعنا ومضام فينا. إي والله يا سلمان، وليحضـرنَّ إبليس وجنوده وكلُّ من محض الإيمان محضاً ومحض الكفر محضاً حتَّى يؤخذ بالقصاص والأوتار، ولا يظلم ربّك أحد، ويُحقِّق تأويل هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5 و6).
قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو الموت لقيه(38).
والرجعة تعني رجوع جماعة قليلة من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورتهم التي كانوا عليها عند قيام المهدي عليه السلام(39)، وهذه الرواية تُصـرِّح بوضوح برجعة سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، كما وتُصـرِّح أنَّ الذين يرجعون هم من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً وبرجوع إبليس وجنوده، كما وتذكر أنَّ الغرض من الرجعة هو القصاص وإقامة العدل.
المبحث الثالث: مرويّات سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) في الإمام المهدي (عليه السلام):
وردت أحاديث كثيرة في الإمام المهدي (عليه السلام) عن طريق الصحابي الجليل سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، بعضها صريح في الإمام القائم (عليه السلام)، وبعضها عامٌّ في الأئمَّة (عليهم السلام) بما فيهم الإمام الثاني عشـر (عليه السلام)، ونحن ننقل ما عثرنا عليه من هذه المرويّات في المصادر الروائية:
1 - عن سُليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: دخلت على النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإذا بالحسين (عليه السلام) على فخذيه، وهو يُقبِّل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول: «أنت سيِّد ابن سيِّد، إمام ابن إمام، أبو الأئمَّة، ابن حجَّة، أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم»(40).
وهذا نصٌّ واضح في إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبقيَّة الأئمَّة بما فيهم الإمام المهدي (عليه السلام) الذي هو الخاتم، ويُصـرِّح النصُّ أنَّه من ذرّية الحسين (عليه السلام)، وليس من ذرّية الحسن (عليه السلام) كما هو معتقد الجمهور، فإنَّهم اعتمدوا على حديث أخرجه أبو داود السجستاني في سننه بسند عن أبي إسحاق، قال: قال عليٌّ (عليه السلام) - ونظر ابنه الحسن -، فقال: «إنَّ ابني هذا سيِّد كما سمّاه النبيُّ، وسيخرج من صلبه رجل يُسمّى باسم نبيّكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق»(41)، فإنَّه لا يمكن الاستناد إليه لمعارضته بأحاديث كثيرة من طرق أهل السُّنَّة تُصرِّح بأنَّ المهدي (عليه السلام) من ولد الحسين عليه السلام(42).
2 - رواية سلمان (رضي الله عنه) عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) في رجوعه مع المهدي (عليه السلام)، وقد تقدَّمت حيث ذكرناها في المبحث الثاني، وهي الرواية الثانية، وتشتمل على مطالب مهمَّة ومفيدة في بحث الرجعة أشرنا إليها إجمالاً.
3 - عن سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، قال: خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة، فذكر الفتنة وقربها، ثمّ ذكر قيام القائم (عليه السلام) من ولده، وأنَّه يملأها عدلاً كما مُلِئَت جوراً، قال سلمان (عليه السلام)، فأتيته خالياً، فقلت: يا أمير المؤمنين متى يظهر القائم (عليه السلام) من ولدك؟ فتنفَّس الصعداء، وقال: «لا يظهر حتَّى يكون أُمور الصبيان، وتضيع حقوق الرحمن، ويتغنّى بالقرآن بالتطريب والألحان، فإذا قتلت ملوك بني العبّاس أُولي العمى والالتباس أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس(43)، وخربت البصـرة، وظهرت العشـرة»، قال سلمان: قلت: وما العشـرة يا أمير المؤمنين؟ قال: «منها خروج الزنج، وظهور الفتنة، ووقائع بالعراق، وفتن الآفاق، والزلازل العظيمة، مقعدة مقيمة، ويظهر الحندر(44) والديلم بالعقيق والصيلم(45)، وولاية القصاح(46) بعقب الفم الجناح، وظهور آيات مقرّبات في النواحي والجنبات، وعمران الفسطاط بعين العرب والأقباط، ويخرج الحائك الطويل بأرض مصـر النيل»، قال سلمان: قلت: وما الحائك الطويل؟ قال: «رجل صعلوك ليس من أبناء الملوك، تظهر له معادن الذهب، ويساعده العجم والعرب، ويأتي له من كلِّ شيء حتَّى يلي الحسن، ويكون في زمانه العظائم والعجائب، وإذا سار بالعرب إلى الشام، وداس بالبرذون(47) أرحام، وداس جبل الأُردن واللكام(48)، وطار الناس من غشيته، وطار السيل من جيشه، ووصل جبل القاعوس(49) في جيشه، فيجرُّ به بعض الأُمور فيسـرع الأسلاف، ولا يهنيه طعام ولا شراب حتَّى يعاود بأيلون(50) مصـر، وكثرة الآراء والظنون...»، قال سلمان رضي الله عنه: ثمّ انضجع ووضع يده تحت رأسه وهو يقول: «شعار الرهبانية القناعة»(51).
والرواية اشتملت على علامات غيبية مستقبلية كثيرة أخبر بها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، وبعض هذه العلامات غير مرتبط بخروج الإمام المهدي (عليه السلام)، مثل ثورة الزنج، وبعضها مرتبط بظهوره ويكون علامة كخراب البصـرة واضطراب الشام وغيرها. ومن الملاحظ صعوبة الألفاظ الموجودة في الرواية، وقد يبدو عليها بعض الاضطراب، ولعلَّه من الناسخ.
4 - عن سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: ﴿كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ﴾ (الرعد: 43)، فقال: «أنا هو الذي عنده علم الكتاب، وقد صدَّقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصيَّة، ولا تُخلى أُمَّة من وسيلة إليه إلى الله، فقال: ﴿يا أَيـُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]»(52).
وواضح أنَّ قول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «ولا تُخلى أُمَّة من وسيلة» إشارة إلى وجود الإمام المهدي (عليه السلام) في زماننا، وهذه الفقرة نفسها تشير إلى ولادته (عليه السلام).
5 - عن سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر: 75]، «فكان رسول الله يعرف الخلق بسيماهم، وأنا بعده المتوسِّم، والأئمَّة من ذرّيتي المتوسِّمون إلى يوم القيامة»(53).
والمتوسِّمون هم الذين يتفرَّسون حقائق الأشياء وأسبابها وآثارها، ويتفكَّرون في مباديها وعواقبها حتَّى يعرفها بسيمائها كما ينبغي(54). والمراد هن(عليهم السلام)، ومنهم الإمام المهدي (عليه السلام)، ووصفتهم الرواية بأنَّهم باقون إلى يوم القيامة دلالةً على الوجود الشـريف للإمام القائم (عليه السلام).
6 - عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: «معاشر الناس، إنّي راحل عن قريب، ومنطلق إلى المغيب، أُوصيكم في عترتي خيراً، وإيّاكم والبدع فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة، والضلالة وأهلها في النار... ثمّ قال (عليه السلام): «إنَّهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمَّة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى»، قلت: فسمِّهم لي يا رسول الله. قال: «أوَّلهم عليُّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي، وبعدهما عليّ زين العابدين، وبعده محمّد بن عليٍّ الباقر علم النبيِّين، والصادق جعفر بن محمّد، وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران، والذي يُقتَل بأرض الغربة ابنه عليّ، ثمّ ابنه محمّد، والصادقان عليّ والحسن، والحجَّة القائم المنتظر في غيبته، فإنَّهم عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي»(55).
والحديث يُصـرِّح بأنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) هو تاسع الأئمَّة، وأنَّ له غيبة، وأنَّه ينتظره المنتظرون، وأنَّ المؤذي له لا يستحقُّ شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم).
7 - عن سلمان، قال: قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «الأئمَّة بعدي اثنا عشـر، عدد شهور الحول، ومنّا مهدي هذه الأئمَّة، له غيبة موسى، وبهاء عيسى، وحلم داود، وصبر أيّوب»(56).
والحديث يُركِّز على الاعتقاد بالإمام المهدي (عليه السلام) حيث ذُكِرَ باسمه من دون ذكر بقيَّة الأئمَّة، ويُصرِّح بغيبته، ويذكر شباهته للأنبياء (عليهم السلام).
8 - عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «الأئمَّة بعدي اثنا عشـر»، ثمّ قال: «كلُّهم من قريش، ثمّ يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين، ألَا إنَّهم أعلم منكم فلا تُعلِّموهم، ألَا إنَّهم عترتي من لحمي ودمي، ما بال أقوام يؤذوني فيهم؟ لا أنالهم الله شفاعتي»(57).
والحديث يشير إلى أنَّ الفرج والراحة للمؤمنين تكون بخروج الإمام المهدي (عليه السلام)، فتشفى الصدور به، كما ويشير إلى علم الإمام المعصوم، وأنَّه أعلم الناس.
9 - عن سلمان الفارسي (عليه السلام)، قال: دخلت على رسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعنده الحسن والحسين يتغدّيان والنبيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) يضع اللقمة تارةً في فم الحسن وتارةً في فم الحسين، فلمَّا فرغ من الطعام أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ثمّ قال: «يا سلمان، أتُحِبُّهم؟»، قلت: يا رسول الله، كيف لا أُحِبُّهم ومكانهم منك مكانهم؟ قال: «يا سلمان، من أحبَّهم فقد أحبَّني، ومن أحبَّني فقد أحبَّ الله»، ثمّ وضع يده على كتف الحسين (عليه السلام) فقال: «إنَّه الإمام ابن الإمام، تسعة من صلبه أئمَّة أبرار، أُمناء معصومون، والتاسع قائمهم»(58).
والحديث يُوضِّح علاقة سلمان (رضي الله عنه) بالحسن والحسين عليهما السلام، كما ويُصـرِّح بأنَّ الإمام القائم هو من ذرّية الإمام الحسين (عليه السلام)، ويصفه بأنَّه من الأبرار والأُمناء، وأنَّه قائم الأئمَّة (عليهم السلام).
10 - عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «الأئمَّة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وكانوا اثني عشـر»، ثمّ وضع يده على صلب الحسينعليه السلام وقال: «تسعة من صلبه، والتاسع مهديهم، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً، فالويل لمبغضيهم»(59).
والحديث يُصـرِّح بأقامة العدل في دولة الإمام المهدي (عليه السلام)، وانتهاء الجور والظلم، ويتوعَّد المصير المشؤوم لمبغضي آل محمّد.
11 - قال سُليم: سمعت سلمان الفارسي (رضي الله عنه) يقول: كنت جالساً بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قُبِضَ فيه، فدخلت فاطمة عليها السلام، فلمَّا رأت ما برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من الضعف خنقتها العبرة حتَّى جرت دموعها على خدِّيها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يا بنيَّة، ما يُبكيكِ؟»، قالت: «يا رسول الله، أخشى على نفسـي وولدي الضيعة من بعدك ... ومنّا - والذي نفسـي بيده - مهدي هذه الأُمَّة الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت ظلماً وجوراً...»(60).
والرواية تشتمل على مطالب كثيرة في الإمامة، وفي فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وتُصرِّح بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) آخر الزمان.
12 - عن سُليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «ألَا أُبشِّـركم - أيّها الناس - بالمهدي؟»، قالوا: بلى، قال: «فاعلموا أنَّ الله تعالى يبعث في أُمَّتي سلطاناً عادلاً وإماماً قاسطاً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً، وهو التاسع من ولد ولدي الحسين، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي. ألَا ولا خير في الحياة بعده، ولا يكون انتهاء دولته إلَّا قبل القيامة بأربعين يوماً»(61).
والرواية فيها بشارة مهمَّة من الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) بولده القائم (عليه السلام) واسمه، وأنَّ اسمه نفس اسم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكنيته نفسها أبو القاسم، وأنَّ دولته تستمرُّ إلى نهاية الدنيا إلَّا قبل القيامة بأربعين يوماً.
13 - سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: دخلت على رسول الله، فلمَّا نظر إليَّ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «يا سلمان، إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) لن يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلَّا وله اثنا عشـر نقيباً»...والرواية تقدمت.
14 - عن سلمان الفارسي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، فذكر المهدي القائم (عليه السلام): «والله ليغيبنَّ حتَّى يقول الجهّال: ما بقي لله في آل محمّد من حاجة، ثمّ يطلع طلوع البدر في وقت تمامه والشمس في وقت إشراقها، فتقرُّ عيون وتُعمى عيون»(62).
وفي هذا الحديث تأكيد من أمير المؤمنين على غيبة الإمام المهدي (عليه السلام)، وإشعار بأنَّ هناك من يُنكِرها إنكاراً شديداً وخصوصاً الجهلة الذين يقولون بأن لا حاجة في آل محمّد (عليهم السلام).
15 - عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) ممَّا آثره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه ذكر المهدي (عليه السلام) وقال: «إنَّه لقاتل الظالمين، ويقتل الزنادقة، ولا يقبل منهم توبة، ولا يأخذ منهم جزية، ولا يدع في الأرض أحداً على غير دين الإسلام إلَّا قتله، ويُهلِك الترك والخزر والديلم والحبش، ويؤتي بملوك الروم مصفدين في الحديد، ولا يدع يهودياً ولا نصـرانياً، ولا يوجب لهم ذمَّة، ويرد الناس جميعاً على ملَّة إبراهيم ومحمّد»(63).
وواضح أنَّ ما جاء في الرواية هو مصداق لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْـرِكُونَ﴾ (التوبة: 33).
16 - عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، ومن ذلك ممَّا آثره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: «لا بدَّ من قائم من ولد فاطمة يقوم من المغرب، يقتل الزنادقة، ويملك الترك والخزر والديلم والحبش، ويُؤتى بملوك الروم مصفدين في الحديد، ولا تقوم راية إلَّا راية الإيمان»(64).
والحديث فيه حتمية ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وأمَّا فقرة (يقوم من المغرب) فهي مخالفة لما دلَّ أنَّ ظهوره (عليه السلام) من المشـرق، وربَّما تكون انعكاساً لما يعتقده صاحب الكتاب القاضي النعماني المغربي من الأحداث التي قام بها المهدي الفاطمي.
17 - عن سلمان الفارسي أنَّه قال: (لا بدَّ من قائم من ولد فاطمة يقوم من المغرب فيكسـر شوكة المبتدعين ويقتل الظالمين)(65).
ويدلُّ على حتمية ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، ونفس المناقشة في الرواية السابقة تأتي، ولعلَّها نفس الرواية السابقة.
18 - عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) أنَّه قال: (لا ينفكُّ المؤمنون حتَّى يكونوا كمواة المعز، لا يدري الخابس على أيّها يضع يده، ليس فيهم شرف يشرفونه، ولا سناد يسندون إليه أمرهم)(66).
أوردها النعماني في كتابه الغيبة، وجعلها تحت عنوان غيبة الإمام المهدي (عليه السلام)، ولعلَّ دلالتها في الغيبة غير واضحة، وإنَّما هي في الفتن.
19 - عن سلمان الفارسي: (فإذا فقدتم الفرقدين فتمسَّكوا بالنجوم الزاهرة)، ثمّ قال: (وأمَّا النجوم الزاهرة فهم الأئمَّة التسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديهم)(67).
وفيها تصريح بأنَّ المهدي من ذرّية الحسين (عليه السلام)، وأنَّه تاسع الأئمَّة (عليهم السلام).

الخاتمة والنتيجة:
يمكن تلخيص نتيجة البحث ضمن النقاط التالية:

1 - تمَّ إثبات طول عمر الصحابي الجليل سلمان المحمّدي (رضي الله عنه)، حيث إنَّه يصل في بعض الأقوال إلى أكثر من خمسمائة سنة، وهو طريق إلى إثبات إمكان طول عمر الإمام المهدي (عليه السلام).
2 - وجود رجعة لسلمان المحمّدي (رضي الله عنه) مع الإمام المهدي (عليه السلام)، ويحتمل أن تكون منزلته أعلى من الثلاثمائة والثلاث عشر الذين يقاتلون مع الإمام القائم (عليه السلام).
3 - أثبتنا عدداً غير قليل (19 رواية) من مرويات سلمان المحمّدي (رضي الله عنه) في قضيَّة الإمام المهدي (عليه السلام) تحتوي على فوائد مهمَّة في الإمامة بصورة عامَّة وفي الإمام المهدي بصورة خاصَّة في اسمه الشريف وكنيته، وكذا في علامات ظهوره.
4 - يمكن القول: إنَّ هذا البحث يُعطي نافذة جديدة ومفتاحاً للباحثين والمحقِّقين للتحقيق حول علاقة بعض الشخصيات الإسلاميَّة - سواء كانت الشخصية من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أو كانت شخصية علمائية - بقضيَّة الإمام المهدي (عليه السلام)، ومدى ارتباط هكذا شخصيات بالإمام (عليه السلام) موقفاً وفكراً وروايةً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


المصادر:
1 - القرآن الكريم.
2 - مقتضب الأثر: أحمد بن عبيد الله الجوهري/ مكتبة الطباطبائي/ قم.
3 - معجم ألفاظ الفقه الجعفري: أحمد فتح الله/ مطابع المدوخل/ الدمام/ ط1/ 1415هـ.
4 - سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني/ تحقيقق سعيد محمّد اللحاق/ دار الفكر/ ط1/ 1410هـ.
5 - كتاب سُليم بن قيس: سُليم بن قيس الهلالي الكوفي/ تحقيق محمّد باقر الأنصاري الزنجاني/ دليل ما/ نگارش/ ط1/ 1422هـ.
6 - مصباح الشـريعة ومفتاح الحقيقة: منسوب إلى الإمام جعفر بن محمّد الصادق/ الأعلمي/ ط1/ 1400هـ.
7 - الهداية الكبرى: الحسين بن حمدان الخصيبي/ مؤسَّسة البلاغ/ بيروت/ ط4/ 1411هـ.
8 - المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي: مركز الرسالة/ مهر/ قم/ ط1/ 1417هـ.
9 - كفاية الأثر: عليُّ بن محمّد الخزاز القمّي/ تحقيق عبد اللطيف الحسيني/ بيدار/ الخيّام/ قم/ 1410هـ.
10 - سلمان المحمّدي: عبد الواحد المظفَّر/ مكتبة الكلمة الطيِّبة/ بغداد/ ط1/ 1433هـ.
11 - أخبار الزمان: عليُّ بن الحسين بن عليٍّ المسعودي/ تصحيح لجنة من الأساتذة/ دار الأندلس/ بيروت/ ط2/ 1385هـ.
12 - طرائف المقال: عليّ البروجردي/ تحقيق مهدي الرجائي/ مكتبة آية الله العظمى المرعشـي النجفي العامَّة/ قم/ ط1/ 1410هـ.
13 - الصـراط المستقيم: عليُّ بن يونس العاملي النباطي البياضي/ تصحيح محمّد الباقر البهبودي/ المكتبة الرضوية/ الحيدري/ ط1/ 1384هـ.
14 - معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): عليّ الكوراني العاملي/ ط1/ 1426هـ.
15 - موسوعة طبقات الفقهاء: اللجنة العلمية في مؤسَّسة الإمام الصادق عليه السلام/ إشراف جعفر السبحاني/ اعتماد/ قم/ ط1/ 1418هـ.
16 - شرح الأخبار: القاضي النعمان المغربي/ تحقيق محمّد الحسيني الجلالي/ مؤسَّسة النشـر الإسلامي/ قم المشرَّفة/ ط2/ 1414هـ.
17 - أعيان الشيعة: محسن الأمين/ تحقيق حسن الأمين/ دار التعارف/ بيروت.
18 - دلائل الإمامة: محمّد بن جرير الطبري (الشيعي)/ تحقيق مؤسَّسة البعثة/ ط1/ 1413هـ.
19 - الأمالي: محمّد بن الحسن الطوسي/ مؤسَّسة البعثة/ دار الثقافة/ ط1/ 1414هـ.
20 - الغيبة: محمّد بن الحسن الطوسي/ مؤسَّسة المعارف الإسلاميَّة/ تحقيق الشيخ عباد الله الطبراني/ بهمن/ ط1/ 1411هـ.
21 - الفصول العشـرة: محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد)/ تحقيق الشيخ فارس الحسّون/ دار المفيد/ بيروت/ ط2/ 1414هـ.
22 - الكافي: محمّد بن يعقوب الكليني/ تصحيح عليّ أكبر الغفّاري/ دار الكتب الإسلاميَّة/ حيدري/ طهران/ ط3/ 1367ش.
23 - كمال الدين وتمام النعمة: محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق)/ تصحيح عليّ أكبر الغفّاري / مؤسَّسة النشر الإسلامي/ قم المشرَّفة/1405هـ.
24 - الغيبة: محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب (النعماني)/ تحقيق فارس الحسّون/ أنوار الهدى/ مهر/ قم/ ط1/ 1422هـ.
25 - مناقب آل أبي طالب: محمّد بن عليّ بن شهر آشوب/ تصحيح لجنة من أساتذة النجف الأشرف/ المكتبة الحيدرية/ 1376هـ.
26 - الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث العقائدية/www.Agaed.com/ الأسئلة العقائدية/ الرجعة/ مفهوم الرجعة.
27 - الخصال: محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي (الصدوق)/ تصحيح عليّ أكبر الغفّاري/ مؤسَّسة النشر الإسلامي/ قم/ 1403هـ.
28 - بصائر الدرجات: محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار/ تصحيح الحاجّ ميرزا حسن كوجه باغي/ الأعلمي/ الأحمدي/ طهران/ 1404هـ.
29 - شرح أُصول الكافي: محمّد صالح المازندراني/ تعليق الميرزا أبو الحسن الشعراني/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ ط1/ 1421هـ.

الهوامش:
(1) تمَّ إنجاز هذا البحث أروقة قسم الشؤون الفكرية - العتبة العلوية المقدَّسة.
(2) دلائل الإمامة: 447.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 235.
(4) راجع: الإرشاد 2: 339؛ الكافي 1: 514؛ الغيبة للطوسي: 238؛ كمال الدين: 430.
(5) النجم الثاقب 1: 265.
(6) بحار الأنوار 36: 359.
(7) كتاب الأربعين للماحوزي: 227.
(8) موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) 1: 143.
(9) الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة: 41.
(10) موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام): 143 و144.
(11) المصدر نفسه.
(12) المصدر نفسه.
(13) المصدر نفسه.
(14) المصدر نفسه.
(15) موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) 1: 144.
(16) سلمان المحمّدي للشيخ عبد الواحد المظفَّر: 49 - 51.
(17) أمالي الشيخ الطوسي: 133.
(18) سلمان المحمّدي للمظفَّر: 13.
(19) موسوعة طبقات الفقهاء 1: 117.
(20) أعيان الشيعة 7: 280.
(21) الغيبة للطوسي: 113.
(22) سلمان المحمّدي للمظفر: 78.
(23) راجع: الفصول العشرة للشيخ المفيد: 91 - 103؛ المقنع في الغيبة للسيِّد المرتضى: 54؛ كمال الدين: 126.
(24) كمال الدين: 523.
(25) أي غار.
(26) كمال الدين: 523.
(27) أخبار الزمان: 77.
(28) كمال الدين: 524.
(29) كمال الدين: 357.
(30) طرائف المقال 2: 604؛ أعيان الشيعة 7: 280.
(31) المصدر السابق.
(32) الصراط المستقيم 2: 245.
(33) الفصول العشرة 102.
(34) الغيبة للطوسي 113.
(35) كمال الدين 162.
(36) معجم احاديث الامام المهدي (عليه السلام) 5/122 عن تفسير العياشي ودلائل الامامة والارشاد وغيرها من المصادر.
(37) الإرشاد، الشيخ المفيد: ج2، ص386.
(38) دلائل الإمامة: 447 - 450.
(39) راجع: الموقع الالكتروني لمركز الأبحاث العقائدية، الأسئلة والأجوبة، الرجعة، مفهوم الرجعة.
(40) الخصال: 475.
(41) سنن أبي داود 2: 311.
(42) المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي: 64.
(43) جمع ترس، وهي قطعة يحملها المحارب بيده ليتَّقي بها الضربات. (معجم ألفاظ الفقه الجعفري: 107).
(44) الحندر: طائفة من الهنود يعبدون القمر. (نهاية الأرب في فنون الأدب 1: 57).
(45) الصيلم: الداهية، ويظهر من النصِّ أنَّه اسم لقوم، ولم نجده في المصادر.
(46) القصاح: لم نجده في اللغة.
(47) البرذون: هو التركي من الخيل.
(48) اللكام: جبل مشرف على أنطاكيا والمصيصة وطرطوس.
(49) القاعوس: لعلَّه تصحيف (القاعون) جبل شاهق في الأندلس.
(50) بأيلون: لعلَّه تصحيف (بابليون) اسم عامٌّ لديار مصر بلغة القدماء.
(51) دلائل الإمامة: 472 - 475.
(52) بصائر الدرجات: 263.
(53) بصائر الدرجات: 377.
(54) شرح أُصول الكافي 5: 288.
(55) كفاية الأثر: 40 - 42.
(56) كفاية الأثر: 43.
(57) كفاية الأثر: 44.
(58) كفاية الأثر: 45.
(59) كفاية الأثر: 47.
(60) والنصُّ يبدو فيه بعض الركاكة في التعبير.
(61) كتاب سُليم بن قيس: 132 - 134.
(62) كتاب سُليم بن قيس: 478.
(63) الهداية الكبرى: 361.
(64) شرح الأخبار 3: 375.
(65) شرح الأخبار 3: 376.
(66) شرح الأخبار 3: 395.
(67) الغيبة: 197.

البحوث والمقالات : ٢٠٢١/٠٣/١٢ : ٤.٤ K : ٠
: الشيخ علي الفياض
التعليقات:
لا توجد تعليقات.