البحوث والمقالات

(٦٩١) دور المرأة في القيام المهدوي

دور المرأة في القيام المهدوي

الشيخ محمد رضا الساعدي

توطئة:
إن المتتبع لحياة المرأة على مر العصور يجد الكثير من المواقف والتحركات والأدوار التي مارستها النساء والتي هي مدعاة للإجلال والتقدير والافتخار، وهذا ينبع من حجم وجود نساء مخلصات قادرات على ممارسة أدوار مهمة من جهة، وحجم وجود دور كبير يمكن أن تمارسه النساء وتبدع به وتخرج فيه منتصرة وناصرة للحق وأهله من جهة أُخرى.
والمستقرئ لحياة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) يجد دوراً واضحاً وبكافة الأصعدة مارسته النساء في مؤازرة تلك الحركات والإصلاحات، فكُنَّ خير عون في حركة الإصلاح والإرشاد الإلهي، وهذا واضح لمن تتبع تلك الأدوار والممارسات.
والبحث في تلك الأدوار يحتاج لوقفات طويلة، ولكننا نقف على بعض النماذج كمقدمة للبحث كان للمرأة فيه الدور المهم في الدعوة الإلهية.
مقدمة البحث:
قاد المصلحون حركة الإصلاح وكانت مجموعة من النساء مؤازرات لتلك الحركة بكافة إرهاصاتها ومخاضاتها.
فبرز بذلك مجموعة من النساء تحلَّيْنَ بالصبر والعزيمة والإخلاص واستطعن أن يقدمن نموذجاً يقتدي به الرجال فضلاً عن النساء.
والقرآن الكريم والأحاديث والتاريخ ذكرت لنا نماذج إيمانية كان لها أدوار جهادية في الصبر وتحدي التيارات الظالمة والوقوف بوجهها نصراً للحق وأهله، وهنا نذكر بعض الشواهد:
النموذج الأول: السيدة أم موسى (رضوان الله عليها):
دور السيدة أم موسى (رضوان الله عليها) وصبرها في تحمل البطش الفرعوني وتوكلها على الله وإيمانها بحفظ السماء لمولودها المدَّخر المنقذ وتحملها لحماية المولود والتشدد بإخفائه ثم إلقاؤه في البحر -بالرغم من عاطفة الأمومة- وإيمانها ببشارة إرجاعه لها، والقرآن يحكي بعض مضامين القصة: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ... وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ... فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (القصص: 7-13).
وفي تفسير القمي قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى﴾: بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إنه لمّا حملت به أمّه لم يظهر حملها إلّا عند وضعها له وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظنهن وذلك أنه كان لمّا بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون: إنه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده فقال فرعون عند ذلك: لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس. فلما وضعت أم موسى بموسى نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت وقالت: يذبح الساعة فعطف الله (عزّ وجل) قلب الموكلة بها عليه فقالت لأم موسى: ما لك قد اصفر لونك؟ فقالت أخاف أن يذبح ولدي فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه أحد إلّا أحبه وهو قول الله: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ [طه: 39] فأحبته القبطية الموكلة بها وأنزل الله على أم موسى التابوت، ونوديت ضعيه في التابوت فألقيه في اليم وهو البحر ﴿وَلا تَخافِي ولا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ﴾ [القصص: 7]» فوضعته في التابوت وأطبقته عليه وألقته في النيل...»(1).
النموذج الثاني: دور السيدة آسية (عليها السلام):
دور السيدة آسية بنت مزاحم (عليها السلام) التي صبرت على أذى فرعون وكانت مصدر إشعاع للإيمان في بيت الشرك والتكبر لتطفئ جبروت وتغطرس ذلك الطاغية المدّعي للربوبية، فكانت مثلاً سامياً لكل من يقول كلمة الحق ويتحدّى بها السلطان الجائر خصوصاً بعد كون السلطان وليَّها الخاص وهو في ذات الوقت يدّعي الربوبية والألوهية، فاستحقت أن يضرب بها القرآن الكريم مثلاً للمجتمع الإيماني برجاله ونسائه، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم: 11).
فصبرها كان من جهتين:
الصبر على ما تحب: وهو الصبر على ترك الرفاه والنعم المادية والجاه العريض الدنيوي داخل البيت الفرعوني وكونها سيدة مصر الأولى.
الصبر على ما تكره: وهو الصبر على العذاب والقتل الذي تعرضت له من قبل الجبروت الفرعوني الذي عذبها أشد التعذيب وربطها على جذوع النخل(2).
وَروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَخَذَ فِرْعَوْنُ امْرَأَتَهُ آسِيَةَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ إِسْلَامُهَا يُعَذِّبُهَا لِتَدْخُلَ فِي دِينِهِ فَمَرَّ بِهَا مُوسَى وهُوَ يُعَذِّبُهَا فَشَكَتْ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهَا فَدَعَا الله مُوسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهَا فَلَمْ تَجِدْ لِلْعَذَابِ أَلَماً وإِنَّهَا مَاتَتْ مِنْ عَذَابِ فِرْعَوْنَ فَقَالَتْ وهِيَ فِي الْعَذَابِ ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ﴾ [التحريم: 11] وأَوْحَى الله إِلَيْهَا أَنِ ارْفَعِي رَأْسَكِ فَرَفَعَتْ فَرَأَتِ الْبَيْتَ فِي الْجَنَّةِ بُنِيَ لَهَا مِنْ دُرٍّ فَضَحِكَتْ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ انْظُرُوا إِلَى الْجِنَانِ [إلى جنونها (ن.خ)] الَّتِي بِهَا تَضْحَكُ وهِيَ فِي الْعَذَابِ. وقِيلَ إِنَّهَا كَانَتْ تُعَذَّبُ بِالشَّمْسِ وإِذَا انْصَرَفُوا عَنْهَا أَظَلَّتْهَا المَلَائِكَةُ وجَعَلَتْ تَرَى بَيْتَهَا فِي الْجَنَّةِ(3).
لذا كانت مثالاً شامخاً للصبر واستحقت أن تقرن بسيدات النساء بل وحتى بسادات الرجال(4).
النموذج الثالث: العذراء مريم (عليها السلام):
دور السيدة العذراء مريم بنت عمران (عليها السلام) وصبرها على التهم التي تمس شرفها وخدرها وكرامتها وصبرها على شتى صور الأذى من قومها ومؤازرتها لحركة مولودها المسيح (عليه السلام) وتحمل الأسى لأجل الرسالة، وهذا الدور والصبر جعل القرآن ينظر إليها بعين التبجيل ويصفها بأروع الصفات ويجعلها سيدة نساء زمانها وفي مصاف النساء الكاملات.
وإليك بعض الآيات فيها:
﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ (التحريم: 12).
﴿إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 42).
وغيرها من الآيات الدالة على عظيم شأنها بالإضافة للروايات.
النماذج الإسلامية:
أولاً: السيدة خديجة (عليها السلام):

السيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام) التي كانت السيدة المرموقة في المجتمع المكي وصاحبة الثراء والجاه والتجارة والرأي تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت نعم الزوجة (عليها السلام) والمؤازِرة له في الدعوة إلى الله ، أعلمها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدعوة الإسلامية فما كان منها إلّا أن آزرته وآمنت به وصدّقته وبذلت كل ما لديها لنصرته من مال وجاه ولاقت من صنوف العذاب والأذى على امتداد عشر سنوات من حياتها المقدسة ودخلت معه الشِعب (شِعب أبي طالب) وتحملت معاناة الحصار الذي دام ثلاث سنوات فكانت من أعظم النساء الأربعة «فاطمة وخديجة وآسية ومريم (عليهن السلام)» وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمدحها دائماً ويبين فضلها وعظم شأنها ففي حوار مع أحد زوجاته حول السيدة خديجة (عليها السلام) رد عليها قائلاً: «ما أبدلني الله خيراً منها كانت أُم العيال وربة البيت آمنت بي حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقتُ منها الولد وحُرمتُ من غيرها»(5).
ثانياً: السيدة الزهراء (عليها السلام):
فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين أمُ أبيها فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها»(6).
وسُئل مرة: يا رسول الله أي أهلك أحب إليك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «فاطمة بنت محمد»(7).
ومدحها الحديث القدسي وبيّن عظمتها «لولاك ما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما»(8) وذكرها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وقال «نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا»(9).
فالزهراء (عليها السلام) هي قطب الرحى الكوني وأم الرسالة والإمامة، فكانت نعم المؤازرة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى سمّاها أم أبيها لأنها طالما كانت الملجأ الروحي والعاطفي له وخاضت معه إرهاصات الرسالة وتفاصيلها.
وكانت نِعْمَ المناصرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) عندما انحرفت الأمة عن مسارها الصحيح وانقادت إلى من ليس أهلاً للزعامة والخلافة فوقفت مناصِرة للحق وخطبت بهم مذكِّرة ومنذرة وهادية ومطالبة بحقها وحقه(10).
ثالثاً: السيدة زينب (عليها السلام):
حتّى جاء دور السيدة زينب بنت أمها وجدتها (عليهن السلام) في الصبر والمؤازرة للحق والدين. فسارت على نهجهما في مؤازرة المصلحين وتحمُّل أعباء تلك المهمة التي عجز عن حملها أكثر أهل الأرض.
فمارست دوراً مهمة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الإصلاحية بل أصبحت الشخصية الثانية في حجم إنجاح واستمرار الثورة بعد شخصية قائد الثورة الأول الإمام الحسين (عليه السلام)، وكانت القائدة لما بعد الثورة وسطَّرت مواقفاً قلَّ نظيرها في التاريخ البشري عندما فضحت السلطة الجائرة بخطبة غراء: فقال لها ابن مرجانه: الْحَمْدُ الله الَّذِي فَضَحَكُمْ وقَتَلَكُمْ وأَكْذَبَ أُحْدُوثَتَكُمْ. قَالَتْ: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) وطَهَّرَنَا تَطْهِيراً إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ ويَكْذِبُ الْفَاجِرُ وهُوَ غَيْرُنَا» فَقَالَ كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ الله بِأَهْلِ بَيْتِكِ؟ قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وسَيَجْمَعُ الله بَيْنَكَ وبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وتُخَاصَمُ فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ هَبَلَتْكَ أُمُّكَ يَا بْنَ مَرْجَانَة...»(11).
إنها ألهمت النساء العزيمة والصمود وهونت عليهن الخطب -على مر التاريخ- لأنها المرأة الأكثر تضحية في يوم عاشوراء لأنها فقدت الأخوة والأبناء وأبناء الأخوة وبالرغم من ذلك كانت تكرر مقالة الإمام الحسين (عليه السلام): «هون ما نزل بي أنه بعين الله...» وقالت عندما رأت الحسين (عليه السلام) صريعاً: «اللهم تقبل منا هذا القربان...»(12).
بالإضافة إلى نساء أخريات ذكرن وكان لهن أدوار عظيمة.
عرض البحث:
وهنا يأتي تساؤل، هل للنساء دور في الحركة المهدوية؟
وهل هناك نساء من جملة الأعداد الخاصة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فتكون لها أهمية ودور واضح كأن تكون من جملة الأصحاب الـ(313) أو غيرهم؟
وهنا نعرض جوابان:
الجواب الأول:

جواب عام (بحسب القواعد العامة):
لا شك بوجود دور للمرأة في حياة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وحركته أسوة بالحركات الإصلاحية التي ذكرناها، وهذا الأمر ثابت حتى لو لم ترد فيه روايات خاصة، نعم الروايات الخاصة تضفي تميزاً ودوراً أكبر.
ويقرب الدور بوجوه:
الأول: الإصلاح الشمولي يحتاج لكل فئات المجتمع:

إنَّ حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حركة إصلاحية عامة وهكذا حركة لابد أن يشارك بها كل فئات المجتمع كل بحسب موقعه وصفته وجنسه لكي تأخذ الثورة أبعادها على كل المستويات، وحيث إنَّ بعض المستويات تدخل المرأة فيها بشكل مباشر كالمستوى التربوي والإعدادي والاجتماعي لذلك كان دورها ضرورياً وواضحاً في تلك الثورة وذلك التغيير الشامل الذي يعز به الأولياء ويذل به الأعداء وينشر به العدل في الطول والعرض.
الثاني: إنَّ مشاركة المرأة من السنن التاريخية:
يقول علماء الاجتماع: إن التاريخ لا يمشي صدفة بل يمشي طبق سنن تتكرر من جيل لآخر ومن هذه السنن وجود نسوي فاعل في حياة المصلحين.
إنَّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وحركته ليست مغايرة تغايراً تاماً لحركات الأنبياء والأوصياء من حيث المضامين العامة والموارد البشرية الداعية لله، وكما بينا في المقدمة أنَّ الأنبياء والأولياء كثير منهم كانت إلى جانب حركاتهم توجد نساء مصلحات ومؤازِرات يقمْنَ بأدوار مهمة في الدعوة الإلهية.
وكأنَّ هذا سُنة تاريخية ماضية في الأولين والآخرين من وجود عنصر نسوي مخلص لأجل إتمام الدعوة.
الثالث: إطلاقات أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقتضي مشاركتها:
إنَّ إطلاقات وعمومات أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرة واضحة في أنَّ الرجل والمرأة (المؤمن والمؤمنة) يكمل بعضهم بعضاً في عملية الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما نطقت الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: 71).
فهذه الفريضة الإصلاحية لا تتم بكليتها إلَّا بمشاركة الطرفين كل بحسبه ومن موقعه وإمكانيات ومناطق نفوذه.
الرابع: قاعدة الاشتراك:
من جملة القواعد الفقهيّة المشهورة بين الفقهاء قاعدة الاشتراك، والتي مفادها في أحد معانيها: (اشتراك المكلّفين في الأحكام الشرعية رجالاً ونساءً إلى قيام يوم القيامة، سواء كانت أحكاماً إلزامية، كالوجوب والحرمة، أو غير إلزامية، كالاستحباب والكراهة، إلّا في الموارد التي ثبت خصوصية للرجل أو المرأة فيها؛ فتكون خارجة عن القاعدة تخصيصاً)(13).
وبما أنَّ القيام المهدوي قيام عام وشامل وتكليف إلهي كبير يتوجه إلى جميع المكلفين رجالاً ونساء، فيقتضي مشاركة الجميع به ذكوراً وإناثاً طبقاً لقاعدة الاشتراك القاضية بممارسة الدور الإصلاحي على كلا الجنسين.
فيتحصل:
إنَّ أصل وجود دور للمرأة في عصر الظهور أمر واضح ولا غبار عليه وأنَّها تشارك جزء المجتمع الثاني في الحركة المباركة للإمام (عليه السلام) على كل المستويات وبالأخص الأدوار التي تناسبها.
الجواب الثاني: جواب خاص (بحسب الأدلة الخاصة)
بعد ثبوت أصل الدور الذي تمارسه المرأة في زمن الظهور، فنبحث الآن عن وجود دور خاص لها من خلال ما ورد من روايات عديدة دالة على الحضور النسوي الخاص في الحركة المهدوية.
الرواية الأولى:
ما ورد في تفسير العياشي: «...ويجيء، والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاٌ كقزع الخريف(14) يتبع بعضهم بعضاً وهي الآية التي قال الله تعالى ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148] فيقول رجل من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي القرية الظالمة أهلها ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام...»(15).
تقريب الدلالة:
فإنَّ الرواية صريحة بأصل وجود (50) امرأة من جملة القادة الأساسيين المبايعين للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والذين لهم دور فاعل في حكم الأرض في زمن الإمام (عليه السلام) كما سنبيِّن من صفاتهم وأدوارهم.
وهل هذه الـ(50) امرأة من جملة الـ(313) أو أنّ الخمسين غير الـ(313)، غاية الأمر يكون خروجهن مزامناً لهم؟
قبل بيان الحال نقول:
إنَّ الرواية تعطي ميزة كبيرة لهذه النسوة سواء ثبت أنَّهم من ضمن الـ(313) أو لم يثبت، مما يقلل أهمية البحث في دخولهم أو غيرهن من هذا العدد، وإنْ كان دخولهن فيه تعطي تميزاً أكبر لما يتصف به هذا العدد من خواص كما يلي:
وقفة مع صفات الـ(313):
الروايات الواردة عن آل البيت (عليهم السلام) أعطت تميزاً واضحاً لأصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عموماً ولعدد معين خصوصاً، وهذه الروايات حددت دوائر عديدة لأصحابه تختلف سعة وضيقاً كدائرة الـ(10 آلاف)، الـ(12 ألفاً) أو غيرها، ومن أهم الدوائر المميزة دائرة الـ(313) التي تمثل نخبة أنصاره وقيادات حركته، ومن المعلوم أنَّه كلَّما قلَّ العدد كانت الصفات فيهم أميز وأعظم والإخلاص والقوة أكبر وأشد، فالشيء كلَّما كثرت قيوده قلَّ وجوده.
وإليك جملة من الروايات المبينة لبعض صفاتهم:
1. روى النعماني في غيبته: قال أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): «أَمَا لَوْ كَمُلَتِ الْعِدَّةُ المَوْصُوفَةُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ كَانَ الَّذِي تُرِيدُونَ وَلَكِنْ شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَلَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ(16) وَلَا يَمْدَحُ بِنَا مُعْلِناً(17) وَلَا يُخَاصِمُ بِنَا قَالِياً(18) وَلَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَلَا يُحْدِثُ لَنَا ثَالِباً(19) وَلَا يُحِبُّ لَنَا مُبْغِضاً وَلَا يُبْغِضُ لَنَا مُحِبّاً» فَقُلْتُ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الشِّيعَةِ المُخْتَلِفَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ يَتَشَيَّعُونَ؟ فَقَالَ: «فِيهِمُ التَّمْيِيزُ وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ يَأْتِي عَلَيْهِمْ سِنُونَ تُفْنِيهِمْ وَسَيْفٌ يَقْتُلُهُمْ وَاخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ(20) إِنَّمَا شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَهِرُّ هَرِيرَ الْكَلْبِ وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ بِكَفِّهِ وَإِنْ مَاتَ جُوعاً» قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ المَوْصُوفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ؟ فَقَالَ: «اطْلُبْهُمْ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ الْخَفِيضُ عَيْشُهُمُ(21) المُنْتَقِلَةُ دَارُهُمْ الَّذِينَ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا وَإِنْ خَطَبُوا لَمْ يُزَوَّجُوا وَإِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا أُولَئِكَ الَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ يَتَوَاسَوْنَ وَفِي قُبُورِهِمْ يَتَزَاوَرُونَ وَلَا تَخْتَلِفُ أَهْوَاؤُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ بِهِمُ الْبُلْدَانُ»(22).
وهذه الرواية تبيِّن الصفات الخاصة لهذه الثلة المتميزة من أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) الذين لهم دور أساسي في حياة الظهور وإرهاصاته ودولته، وهي ذكرت الـ(313) بلا وصفهم بالرجال والنساء، وإطلاقها شامل للطرفين، ولو قيل بعمومية الرواية لكل شيعة أمير المومنين (عليه السلام) فإن ذلك لا يضر لانطباق هذه الصفات على هؤلاء الثلاثمائة وبضعة عشر.
2. كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر: «يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَدَدُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَقَاصِي الْأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ الله (عزّ وجل) ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148] فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَهِيَ عَشَرَةُ ألف [آلَافِ] رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ الله فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ الله حَتَّى يَرْضَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(23).
وهذه الرواية تجعل عدَّتهم عدَّة أهل بدر الـ(313) وهم من مقتضيات وشروط الظهور المقدس فإذا اكتملوا كان بعدهم الدائرة الثانية من أنصار الإمام (عجّل الله فرجه) وهم الـ(10000) شخص، والظاهر أنَّهم من شروط القيام.
3. كمال الدين وتمام النعمة: «يَجْمَعُ الله (عزّ وجل) لَهُ مِنْ أَقَاصِي الْبِلَادِ عَلَى عَدَدِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً مَعَهُ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ فِيهَا عَدَدُ أَصْحَابِهِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَصَنَائِعِهِمْ وَكَلَامِهِمْ وَكُنَاهُمْ(24) كَرَّارُونَ مُجِدُّونَ فِي طَاعَتِه»(25).
وهذه الرواية تركز صفات أُخرى لهؤلاء المقدسين وأنَّهم معدودون ومعروفون وتعطيهم تميزاً خاصاً من خلال الصفات التي يتمتعون بها من أنهم كرارون ومجدون في طاعة الله تعالى وطاعة أولي الأمر.
4. تفسير العياشي «...ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كلها، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم، فلا يتعايون(26) في فضاء ولا تبقى أرض إلَّا نودي فيها شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً رسول الله»(27).
وهذه الرواية تبيّن أنَّ هؤلاء الأفذاذ هم القادة الأساسيون للعالم والمبعوثون إلى الأقطار للحكم والعدل بين الناس والدعوة إلى الله تعالى.
5. تفسير العياشي أيضاً: قال أبو جعفر (عليه السلام): «لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، أمدّه الله بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ حتى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبَّدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله»(28).
6. تفسير العياشي أيضاً: قال أبو جعفر (عليه السلام): «هو والله المضطر في كتاب الله، وهو قول الله ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ﴾ [النمل: 62] وجبرئيل على الميزاب في صورة طائر أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة العشر رجلاً»، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «فمن ابتلي في المسير وافاه في تلك الساعة، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه»، ثم قال: «هو والله قول علي بن أبي طالب (عليه السلام): المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً﴾ [البقرة: 148] أصحاب القائم الثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً»، قال: «هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ﴾ [هود: 8] قال: يجمعون في ساعة واحدة قزعاً كقزع الخريف»(29).
7. الإختصاص: «إِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَيُّهَا النَّاسُ قُطِعَ عَنْكُمْ مُدَّةُ الْجَبَّارِينَ وَوُلِّيَ الْأَمْرَ خَيْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَالْحَقُوا بِمَكَّةَ فَيَخْرُجُ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ وَالْأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَعَصَائِبُ الْعِرَاقِ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ فُيَبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَام»(30).
وهذه الرواية وإن لم تذكر الـ(313) إلَّا أنَّها تحمل عليهم بقرينة مبايعتهم للإمام (عجّل الله فرجه) بين الركن والمقام -كما ذكرت الرواية الأولى- وأنَّ عناصرهم الأساسية من دول ثلاثة مصر وسوريا والعراق بلا انطباق على المسميات الموجودة اليوم كتيارات أو أحزاب لأنَّ هؤلاء الـ(313) هم أشخاص لا جهات ولا أحزاب، كما لا انحصار لهؤلاء الـ(313) بالدول الثلاثة لوجود روايات تدل على أنَّ هناك من دول أُخَر غاية الأمر أن هذه البلدان حاوية لأكثر هؤلاء.
8. تفسير القمي: عن هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام)، عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ﴾ [هود: 8] قَالَ (عليه السلام): «الْأُمَّةُ المَعْدُودَةُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةٍ وَالْبِضْعَةَ عَشَر»(31).
9. الغيبة للنعماني: عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عليه السلام) قَالَ: «أَصْحَابُ الْقَائِمِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا أَوْلَادُ الْعَجَمِ بَعْضُهُمْ يُحْمَلُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَنَسَبِهِ وَحِلْيَتِهِ وَبَعْضُهُمْ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَيُوَافِيهِ فِي مَكَّةَ(32) عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ»(33).
خلال تتبعي لمفردة العجم وجدت أنها تطلق على غير العربي فيكون من جملة الـ(313) من غير العرب، ولكن قد تطلق العجمة ويراد بها العربي غير الفصيح وقد تطلق ثالثة ويراد بها الشدة والقوة(34).
عرض الاحتمالين:
الاحتمال الأول: إن الخمسين امرأة خارجه عن الـ(313).
الاحتمال الثاني: إن الخمسين امرأة داخله في الـ(313).
الصحيح هو الاحتمال الثاني وهو كون الخمسين من جملة الـ(313) لعدة أمور تشكل قرينة مجتمعة على ترجيح هذا الاحتمال:
القرينة الأولى: تعبير الرواية -فيهم- «ويجيء، والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاٌ فيهم خمسون امرأة...».
والتعبير «فيهم» ظاهر في كون الـ(50) من ضمن الـ(313) ولا نخرج عن هذا الظهور إلّا بقرينة صارفة ولا قرينة في المقام.
القرينة الثانية: أن هذا هو الفهم السائد للرواية وعليه أجيال العلماء، وكأنه واضح ومرتكز عند الأعلام القدامى الذين هم أقرب لفهم النص.
القرينة الثالثة: إمكان إطلاق كلمة رجال على النساء ولو مجازاً أو كناية، وذلك تعبيراً عن القوة والتحمل لا في مقابل الأنثى بل بما يشمل الجنسين.
وهذا ظاهر بعض اللغويين:
ففي تاج العروس من جواهر القاموس: (وفي المُحْكَمِ: وقد يكونُ الرجُلُ صِفَةً يعْنِي به الشدَّةَ والكَمَالَ)(35).
وفي التحقيق في كلمات القرآن الكريم (ورجل رجلا من باب تعب: قوى على المشي والرجلة اسم منه، وهو ذو رجلة: أي ذو قوّة على المشي)(36).
ثم قال: (يطلق الرجل على الذكر من الأناسيّ، فإنّه من يستبدّ برأيه ويقوم بقدمه ويستند إلى رجله ويمشي لتأمين معاشه ومعاش عائلته وهو قويّ على العمل والحركة والسير).
ثم قال: (وبهذا يظهر أنّ استعمال كلمة الرجل أو الرجال في القرآن الكريم: إنّما هو في موارد يلاحظ فيها خصوصيّات المادّة من الاستقرار والاستبداد والاستناد على نفسه، ولو ادّعاء أو تقديراً أو تلقيناً... ﴿وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾ [الجن: 6] تدلّ الآية الكريمة على أنّ مفهوم الرجل يصدق على من كان من الإنس أو الجنّ، فيستفاد أنّ الرجوليّة توجد في الجنّ أيضاً).
أقول: يظهر من كلمات اللغويين:
إن كلمة رجل تطلق على القوة والبأس والقدرة وهذا موجود في الـ(313) بلا شك لأن لهم منزلة كبيرة ودوراً عظيماً في الحركة المهدوية فلابد أن يتمتعوا بقوة عالية ورباطة جأش ورجولة سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً وسواء كانوا إنساً أم جناً.
ما يشهد للقول الأول:
وقد يشهد للقول الأول بخروج الـ(50) امرأة من الـ(313) بقرائن:
القرينة الأولى:
إنَّ الروايات صرَّحت كثيراً بأنَّ الـ(313) من الرجال دون ذكر النساء وهذا يبعد كون النساء منهم، وإلَّا لما ذكرت كلمة رجل.
دفعها:
إنَّ رواية «والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة» قرينة على دخول الخمسين فيهم فهي مبينة لتفاصيل الـ(313) من حيث جنسهم، وكون باقي الروايات لم تذكر لا يعني إلغاء هذا التفصيل، وأمَّا كلمة (رجل) الواردة في الروايات فنحملها على التغليب.
ويؤيد ذلك ورود أكثر الخطابات الشرعية بصيغ الرجال دون النساء وهي محمولة على الاشتراك بينهما وليست خاصة بالرجال إلَّا ما خرج بدليل، فما نحن فيه من هذا القبيل أيضاً.
الرواية الثانية:
ما روي في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات؛ وبإسناده عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «يكن مع القائم (عجّل الله فرجه) ثلاث عشرة امرأة»، قلت: وما يصنع بهن؟ قال: «يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» (الحديث) وفيه ذكر أسمائهن(37)، (38).
فهذه الرواية تعطي تميزاً خاصاً لطبقة من النساء تمارس الأعمال اللوجستية والإعدادية كالأعمال الطبية كما مثَّلت الرواية، ولا يمكن حمل الرواية على الحصر في المقام وإنَّما نحملها على التمثيل فحسب وهو أنَّ أحد وظائف المرأة في زمن الظهور هو كونها كادراً طبياً وعلاجياً.
ولا يعني إلغاء دورها في مجالات أُخرى كما دلَّت الروايات الكثيرة بأنَّ لها دوراً قيادياً وريادياً كما دلَّت روايات الـ(313) وكذلك غيرها من الروايات، بالإضافة إلى القواعد العامة والأدلة العامة الدالة على عظيم دورها كما مر بيانه في الجواب العام في صدر البحث.
الرواية الثالثة:
ما روي في دلائل الإمامة(39) بإسناد عَنِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ -وهي نفس الرواية السابقة ولكن بتفصيل- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: «يُكَرُّ(40) مَعَ الْقَائِمِ (عجّل الله فرجه) ثَلَاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً»(41)، قُلْتُ: وَمَا يَصْنَعُ بِهِنَّ؟ قَالَ: «يُدَاوِينَ الْجَرْحَى، وَيَقُمْنَ عَلَى المَرْضَى، كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)»، قُلْتُ: فَسَمِّهِنَّ لِي. فَقَالَ: «الْقِنْوَاءُ بِنْتُ رُشَيْدٍ(42)، وَأُمُّ أَيْمَنَ(43)، وَحَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ(44)، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ(45)، وَزُبَيْدَةُ(46)، وَأُمُّ خَالِدٍ الْأَحْمَسِيَّةُ(47)، وَأُمُّ سَعِيدٍ الْحَنَفِيَّةُ(48)، وَصُبَانَةُ(49) المَاشِطَةُ، وَأُمُّ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّةُ»(50).
وهذه الرواية تبين مجموعة من أسماء النساء اللواتي لهن دور خاص في حركة الظهور، ولعلهن غير الخمسين المذكورات في روايات الـ(313).
النتيجة:
مما تقدم يتبيّن أن الحركة المهدوية كباقي الحركات التي قام بها الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ومن حيث إشراك المرأة في حركاتهم الإصلاحية والتغييرية باعتبارها تمثل الجزء الآخر من المجتمع فالتحرك في كل المجالات المشتركة لابد من إشراكها مع الرجل فإن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها صور عديدة منها الأمر بالمعروف السياسي والنهي عن المنكر السياسي والأمر بالمعروف الثقافي والنهي عن المنكر الثقافي وهكذا باقي المجالات التربوية والإعلامية وغيرها.
بل هناك حجم تأثير تملكه المرأة قد لا يملكه الرجال وهو تأثيرها على المجتمع النسوي خاصة إذ أنها أعرف بمتطلباتها النفسية والبدنية. وكذلك تأثيرها على الرجل لأنها الأم والزوجة والبنت والأخت فلها دور في رفع معنوياته وتحفيزه على الجهاد ونصرة الإمام (عجّل الله فرجه) وعدم الانحراف عن مسيرته والتضحية من أجله.

الهوامش:
(1) تفسير القمي: ج2، ص135.
(2) جامع البيان في تفسير القرآن: ج28، ص110.
(3) النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين (للجزائري): ص261.
(4) الخصال: ج1، 174 فقد روى بإسناده عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ثَلَاثَةٌ لَمْ يَكْفُرُوا بِالْوَحْيِ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُؤْمِنُ آلِ يس وعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ».
(5) إسعاف الراغبين: ص96، على هامش نور الأبصار.
(6) مسند أحمد: ج4، ص5؛ وخصائص النسائي: ص25.
(7) ذخائر العقبى للطبري: ص36.
(8) مستدرك سفينة البحار: ج3، ص169.
(9) الأسرار الفاطمية للشيخ محمد فاضل المسعودي.
(10) الاحتجاج: ج1، ص96.
(11) مثير الأحزان: ص90.
(12) حياة الإمام الحسين (عليه السلام) للشيخ باقر القرشي: ج2، ص301.
(13) أنظر: القواعد الفقهية للسيد البجنوردي: ج٢، ص٥٣.
(14) قال الجزري في النهاية: ومنه حديث علي «يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف» أي قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقاً غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.
(15) ج1؛ ص65.
(16) الشحناء: الحقد. أي لا يضر شحناؤه غيره ولا يتجاوز نفسه.
(17) في بعض النسخ «عالياً» يعني ظاهراً.
(18) أي مبغضاً والقلاء: البغض. وفي بعض النسخ «لا يخاصم بنا والياً».
(19) الثالب فاعل من الثلب، وثلبه ثلباً أي عابه أو اغتابه أو سبَّه، أي لا يتحدث مع الساب لنا.
(20) في بعض النسخ «يبيدهم» أي يهلكهم.
(21) أي كانوا سهل المؤونة، من الخفض أي الدعة والسكون.
(22) الغيبة للنعماني: ص203.
(23) كفاية الأثر في النصّ على الأئمة الإثني عشر: ص281.
(24) في بعض النسخ «وحلاهم وكناهم».
(25) كمال الدين وتمام النعمة: ج1، ص268.
(26) تعاياه الأمر: أعجزه.
(27) تفسير العيّاشي: ج2، ص60.
(28) تفسير العيّاشي: ج2، ص59.
(29) تفسير العيّاشي: ج2، ص59.
(30) الإختصاص: ص208.
(31) تفسير القمي: ج1، ص323.
(32) في بعض النسخ «فيرى في مكّة» وفي بعضها «فيوافونه بمكّة على غير ميعاد».
(33) الغيبة للنعماني: ص315.
(34) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي: ج2، ص 395؛ ومجمع البحرين: ج6، ص111.
(35) ج14، ص263.
(36) ج4، ص 68.
(37) دلائل الإمامة: 484 ح480/ 84.
(38) الشيخ الحر العاملي في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: ج5، ص203.
(39) ص484.
(40) في«ط»: يكن. هذه الرواية تتم في المقام بناء على ورود كلمة (يكن) بدل (يكر) وأمّا بناءً على الأخيرة فلا تنفع في المقام وإنما تكون دلالتها على الرجعة بالمعنى الأخص، نعم لو قلنا إن الكر في الرواية بمعنى مطلق الرجوع بعد الغيبة فتنفع في المقام.
(41) المعدود في الحديث تسع نساء ولعل الباقيات (الأربعة) لم يذكرهن الإمام (عليه السلام) لأنهن متأخرات عن عصره فعدم ذكرهن لكي تتنافس النساء بعد زمانه على دخولهن في هذا العدد، وقال بعض -(والمعدودات في هذه الرواية تسع نساء، فالظاهر أنّ الأربع الأخريات هنّ اللواتي بعثهن الله لخديجة عند ولادة فاطمة (عليها السلام)، وهنّ: آسية بنت مزاحم، وسارة، ومريم بنت عمران، وكلثوم بنت عمران أخت موسى بن عمران، ولعلهنّ لم يذكرن لمعروفيّتهن)- ولكنه بعيد عن ظاهر الرواية فالأرجح ما احتملناه.
(42) القنواء بنت رشيد هو اسم لامرأتين، الأولى: بنت رشيد الهجري، والثانية: بنت رشيد الزيات وهي زوجة الراوي المعروف داوود الرقي، والأولى أشهر ولعلها هي المقصودة.
(43) أمّ أيمن ݣ مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحاضنته، اسمها: (بركة)، وكانت قد تزوجت من عيد بن زيد بن الحارث، فولدت له أيمن، واستشهد يوم خيبر فتزوجها زيد بن حارثة فولدت له أُسامة بن زيد. وفضائلها ݣ كثيرة. قال الشيخ المحقق النوري في خاتمة المستدرك: ج7، ص175(من أهل الجنّة، ومن شهود فدك، ومن شربت من دلو اُدْلِيَ إليها من السماء بين مكة والمدينة، ولها بعد ذلك فضائل أُخرى. وفي علل الشرائع: ج1، ص187 عن أبي عبد الله (عليه السلام): «قَالَ فَلَمَّا نُعِيَ إِلَى فَاطِمَةَ نَفْسُهَا أَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ وَكَانَتْ أَوْثَقَ نِسَائِهَا عِنْدَهَا وَفِي نَفْسِهَا فَقَالَتْ لَهَا يَا أُمَّ أَيْمَنَ إِنَّ نَفْسِي نُعِيَتْ إِلَيَّ فَادْعِي لِي عَلِيّاً فَدَعَتْهُ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ لَهُ يَا بْنَ الْعَمِّ أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَكَ بِأَشْيَاءَ فَاحْفَظْهَا عَلَيَّ فَقَالَ لَهَا قُولِي...».
(44) وهي من المعمرات وقد عاصرت سبعة من أئمة آل البيت (عليهم السلام) هم (أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم (عليهم السلام)) ففي رجال الكشي: ص114، مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنِي الْعَمْرَكِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ وَعَلِيِّ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ، قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعَبَايَةُ الْأَسَدِيُّ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ، فَقَالَ لَهَا عَبَايَةُ تَدْرِينَ مَنْ هَذَا الشَّابُّ الَّذِي مَعِي؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: مَهْ ابْنُ أَخِيكَ مِيثَمٌ. قَالَتْ: إِي وَالله إِي وَالله، ثُمَّ قَالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَبْدِ الله الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام)؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليه السلام) يَقُولُ: «نَحْنُ وَشِيعَتُنَا عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي بَعَثَ الله عَلَيْهَا مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وَسَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ»، وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَعَاشَتْ إِلَى زَمَنِ الرِّضَا (عليه السلام) عَلَى مَا بَلَغَنِي. وَالله أَعْلَمُ.
وقال في شعب المقال في درجات الرجال: ص254: (قال ابن داود حكاية عن الشيخ والكشّي: إنَّها ممدوحة، وهي صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت أدركت أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعاشت إلى زمن الرضا (عليه السلام)).
(45) وهي الصحابية المعروفة التي قتلت صبراً هي وزوجها من قبل مشركي قريش أبان إرهاصات الدعوة الإسلامية.
(46) في «ع، م»: زبيرة.
في سفينة البحار: ج3، ص438: أقول: في (تنقيح المقال) زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة هارون الرشيد أمّ محمد الأمين، قال الصدوق (رحمه الله) في المجالس أنّها كانت من الشيعة فلمّا عرفها أنّها منهم حلف بطلاقها. وقال ابن خلكان: لها معروف كثير وفعل خير، وقصتها في حجّها وما اعتمرته في طريقها مشهورة فلا حاجة إلى شرحها.
قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب (الألقاب): إنّها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار وأنّها أسالت الماء عشرة أميال بحطّ الجبال ونحت الصخور حتى غلغلته من الحلّ إلى الحرم وعملت عقبة البستان فقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة، فقالت: إعملها ولو كانت ضربة فأس بدينار، وأنّه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن ولكلّ واحدة ورد عشر القرآن وكان يسمع في قصرها كدويّ النحل من قراءة القرآن وأنّ اسمها أمة العزيز ولقّبها جدّها أبو جعفر المنصور زبيدة لبضاضتها ونضارتها.
أقول: وقد وجدت لها رواية في المحاسن (للبرقي) ج1، ص70: عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ زُبَيْدَةَ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله قَالَ: «مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ الله فِي الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَا إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ وَأَبَا عُبَيْدَةَ مِنْهُمْ».
(47) أم خالد الأحمسية: لم أجد لها ترجمة في الكتب التي تتبعتها ولكن يوجد ترجمة لأم سعيد الأحمسية عدّها الشّيخ في رجاله من أصحاب الصّادق (عليه السلام) وظاهر عدّه إيّاها من غير غمز فى مذهبها كونها إماميّة ويمكن استفادة حسنها بل وثاقتها من ابن أبي عمير عنها في كامل الزيارات، وروى عنها أيضاً يونس بن يعقوب وأبو داود المسترق وحسين الأحمسى وأحمد بن رزق الغمشاني عنها أيضاً عن الصّادق (عليه السلام).
(48) أم سعيد الحنفية: لم أجد لها ترجمة حسب تتبعي.
(49) في «ع»: صيانة. لم أجد لها ترجمة حسب تتبعي.
(50) أم خالد الجهنية: لم أجد لها ترجمة. ولعلها أم خالد العبدية، التي لها رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام)، سألت الصادق (عليه السلام) عن شرب النبيذ لقراقر في بطنها وقالت: قد قلّدتك ديني، فلم يأذن لها. قال بعض الأعلام معلقاً على هذه الرواية (ويظهر من هذه الرواية قوّة إيمانها وكمالها).

البحوث والمقالات : ٢٠٢١/٠٥/٠٩ : ٥.٢ K : ٠
: الشيخ محمد رضا الساعدي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.