(٧١١) تأسيس الغياب المهدوي وظهوره في ضوء الخطاب القرآني - قراءة في الدلالة الرمزية
تأسيس الغياب المهدوي وظهوره في ضوء الخطاب القرآني - قراءة في الدلالة الرمزية
محمد جعفر العارضي
المقدِّمة:
لم أشأ في البحث أن أقف على الآيات القرآنية المباركة التي أشتهر أنَّها في قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، بل اخترت أن أقف على ما يمكن أن يكون مسكوتاً عنه في النظر إلى هذه القضية بلحاظها القرآني من طريق الدلالة الإيحائية والرمزية؛ ذلك بأنَّ البحث ينصرف إلى التعاطي مع توظيفات لسانية قرآنية مخصوصة في ضوء المعطيات الدلالية الرمزية التي أنتج النظر فيها مقولات مهدوية بلحاظ التأسيس والظهور، وينصرف أيضاً إلى التعاطي مع ظواهر قرآنية خارجية؛ ليصل إلى دمج دلالاتها الرمزية بالقضية المهدوية.
ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث المرتبطة بإضافته أدلَة قرآنية جديدة تصدق أن تكون في مصاف الدوالِّ اللسانية المؤكَّدة على حقيقة الوجود المهدوي غياباً وظهوراً.
وكانت الدوالُّ الرامزة التي يشتغل عليها البحث ذات ارتباط بالوحي مرَّة، وبالعناصر الكونية مرَّة أخرى. وهذا ما قاد إلى أن يقوم البحث في مقارباته المهدوية الرمزية على فقرتين هما: (فتور الوحي والتمهيد للغياب المهدوي وظهوره) من خلال إشارات سورة الضحى، و(أقسام سورة الشَّمْس المباركة والظهور المهدوي)، وفيها كلام على (الشَّمْس والنفس في ضوء ثنائية الغياب والظهور)، و(حركية الأقسام وتجلِّيات الظهور والعدل والهدى). مع إشارة مركَّزة إلى (الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وضرورة غيبته) فكان هذا في فقرة تمهيدية.
ولا يخفى أنَّني اعتمدت في قراءة هاتين الفقرتين التحليليتين مجموعة من الرؤى الرمزية التي تنفتح على القضية الكبرى في الفكر الإنساني عامَّة، والفكر الإسلامي خاصَّة متمثِّلة بالاعتقاد بالمصلح الغائب الذي ينبغي أن يظهر يوماً؛ ليعمل على نشر الفضيلة والصلاح، معتمداً التحليل الدلالي الرمزي الذي يجنح نحو ضرورة تمثُّل الظهور المهدوي في النسق القرآني إن ظاهراً وإن رمزاً، من خلال استدعاء بعض عناصر الظاهرة القرآنية، وقراءتها في ضوء المعطيات المهدوية.
على أنَّني لست أغالي إذا ما قلت إنَّ القضية المهدوية أراها تمتزج بالمعطيات القرآنية كلِّها على نحو من الرمز. ومصداق هذا ما تجلَّى في سورتي (الضُّحَى) و(الشَّمس) المباركتين، ولاسيما ما يتَّصل برمزية (فتور الوحي)، ومنظومة القسم القرآني الكوني.
يظهر أنَّنا هنا أمام معالجة رمزية إيحائية تفتح الباب أمام التخييل، وظَّف لها سياق سورتي (الضُّحَى) و(الشَّمس) المباركتين ظاهرة كونية مألوفة، ومجموعة من الإمكانات النصية التي تتمتع بخلق انفتاح النص على طائفة من الرؤى والدلالات ذات المتطلبات الموضوعية والروحية؛ ما جعل حالة الانقطاع والإبطاء والغياب مألوفة، ومتَّسمة بالانفتاح والاستشراف، والتأسيس لواحدة من أهم عقائد الدين الإسلامي تلكم هي (الإمامة) إن حضوراً وإن غياباً. ونتكلم في ذلك ضمن النقاط التالية:
1- ضرورة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وكمال التأييد:
الإمام المهدي محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ولد في الخامس عشر من شعبان سنة (255 هـ). وهذا الإمام (عجّل الله فرجه) حقيقة تاريخية(1)، وضرورة يقتضيها التكامل الإنساني، وإظهار الدين.
وكانت للإمام (عجّل الله فرجه) غيبتان احتجب فيهما عن الناس، غيبة صغرى دامت (69) سنة تقريباً، وغيبة كبرى بدأت سنة (329هـ)(2) لازلنا نعيشها، وننتظر ظهوره (عجّل الله فرجه).
ولهاتين الغيبتين عواملهما وأسبابهما الموضوعية المرتبطة بظروف الملاحقة ومحاولات الفتك التي كانت تعمل عليه السلطة آنذاك(3)، فضلاً عن المقتضيات العقدية(4) التي تستلزمها. ومما لا شكَّ فيه (أنَّ الغيبة بعامَّة تخطيط استراتيجي لتنفيذ قيام دولة العدل الإلهي المستقبلية، وتمهيد لتحقيق مشروع خلافة المستضعفين في الأرض، بجعل الله تعالى لهم أئمة وجعلهم الوارثين)(5). وهذا مصداق لقوله تعالى: ﴿ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ﴾ (القصص: 5).
مع لحاظ أنَّ الخفاء والغيبة لا يتنافيان مع كمال حجِّية الإمام (عجّل الله فرجه) فهما من السنن التاريخية ذات الارتباط بمسيرة الأنبياء والمصلحين(6)؛ ذلك بأنَّ الغيبة تأتي لتكون (خطَّة تدريجية لإحكام المشروع الإلهي في إقامة الدولة الكبرى حتَّى تمامية الشرائط بظهوره)(7) بلحاظ أنَّها لا تتنافى مع الوظائف الإصلاحية ومسؤولياتها ومهامِّها(8) التغييرية؛ فلا ينبغي أن يخطر ببال أنَّها (انسحاب من ميدان العمل)(9)، بل هي (تدبير وتكتيك من النشاط في السطح المعلن إلى النشاط الخفي كي يفسح له المجال بشكل أرحب وأوسع ليمارس أداء دوره)(10).
وهي من جهة أخرى حالة من حالات الاستعداد لقيادة شاملة تتوخَّى تغييراً كونيّاً عامّاً يكون الإنسان فيه أداة وهدفاً؛ إذ إنَّها بطبيعة الحال في مفهومها العام (مفهوم حضاري قرآني يستعرضه لنا القرآن الكريم في المصلحين الإلهيين والحجج الموعود ببعثهم لإنقاذ البشرية)(11).
وغير بعيد عن هذا ما كان قد شهدته الساحة النبوية من تدبير وتنظيم من دون لحاظ الهوية؛ فإنَّ غير واحد من الأنبياء (عليهم السلام) قد مارس حضوراً فعليّاً مؤثِّراً في مجتمع ما مع غياب هويته النبوية، أو انسحابه النسبي عن واقع الإدراك الحسي واعتزاله(12)؛ إذ إنَّ (ستار الخفاء يعطي كمال الحيوية وكمال الحرية في الحركة والنشاط والقيام بأتمِّ ما يمكن من المسؤولية)(13).
ومن ثَمَّ فإنَّ غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) تمثِّل ضرباً من (التدبير الإلهي الذي يوصله درجة فدرجة إلى منصَّة الظهور)(14) فالشهود، وعلى هذا أنَّ الإمام (عجّل الله فرجه) ينعقد بينه وبين الأنبياء (عليهم السلام) شبه كبير في بلورة الفكر الإنساني في طريق التغيير(15) والإصلاح؛ ليكون ذلك في نسق من متطلبات تنفيذ البرامج الإلهية متصل.
ومن الضرورة بمكان تأكيد أنَّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليس فكرة مجرَّدة، أو أملاً يداعب المشاعر المسلمة، فيستريح عنده المسلمون من حالات توتُّرهم النفسي عندما تتكالب عليهم المحن، بل المهدي (عجّل الله فرجه) إنسان حي يعيش مع الناس ويشهد همومهم وآلامهم، ويترقَّب مثلهم اليوم الموعود. غير أنَّ حركة التاريخ ومتطلبات التغيير الحضاري الشامل هي ما دعت إلى أن يكون غائباً ذا عمر طويل؛ ذلك بأنَّ هذا العمر المتمادي، والانتظار الطويل يتطلَّبه الدور التاريخي الفريد الذي ينتظر هذا الإمام، فينبغي أن يكون مسلَّحاً بشعوره النفسي الكبير، متوغِّلاً في التاريخ كي تتيسَّر له فرصة هذا التغيير الحضاري الشامل، وتصغر أمامه الكيانات والحضارات(16)؛ فينطلق لتأسيس حضارة قوامها العدل والتكافل الإنساني.
أمَّا ظهوره فحتمية عقلية، فضلاً عن أنَّه ضرورة فلسفية؛ ذلك بأنَّه ممثِّل الفيض الإلهي الذي لا ينبغي أن ينقطع أو يتخلَّف عن عالم الإنسان، ولاسيما ما يتَّصل بانتشاله من الضلالة إلى الهدى(17). ومن جهة أخرى تمثِّل قضية غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مردوداً إيجابيّاً يتجسَّد في تأكيدها عدم مرغوبية الظلم، وضرورة الاستعداد وامتلاك المقومات لمكافحته، فضلاً عن أنَّ القضية المهدوية تعمل على إنتاج الشدِّ إلى فكرة العدل والاستقامة، ووجوب تحقُّقهما على الأرض(18).
2- فتور الوحي والغياب المهدوي وظهوره:
تتضمَّن سورة (الضُّحَى) المباركة إشارة إلى (فتور الوحي)، وتتضمَّن أيضاً الدلالة الرمزية على مظاهر التكيُّف النبوي مع هذه الفترة من خلال توظيف عناصر الكون في المنظومة القسمية التي تحفل بها هذه السورة(19)؛ لإنتاج غرضها العالمي إنتاجاً رمزيّاً مكثَفاً.
يُروى أنَّ الوحي القرآني قد انقطع عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد نزول أوائل سورة (العلق) المباركة فترة من الزمن، ما كان منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غير أن يلازمه في هذه الفترة حزن شديد(20). وكانت سورة (الضُّحَى) المباركة هي ما نزل به الروح الأمين بعد ذلك(21).
ومن اللازم أن أذكر أنَّ هذا الانقطاع يصح أن يقوم دليلاً على إلهية الخطاب القرآني؛ فيكون من الردود(22) الواقعية(23) على مقولات بشرية الظاهرة القرآنية(24)؛ ذلك بأنَّ هذا الوحي لو كان من نفسه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو علَّمه إياه أحد لما انقطع عنه وهو يريده ويعيش حالة الألم لفراقه والشوق إليه(25).
تعالج هذه السورة المباركة ظاهرة (فتور الوحي) بتوظيف القسم، واللفت إلى الظاهرة الطبيعية الكونية المتمثِّلة بتعاقب الليل والنهار، وانتظام حركتهما، وتواليهما من دون أن يُحدث هذا اضطراباً في النظام الكوني، واختلالاً في حركته من جهة، والحياة الإنسانية المرتبطة بهذا النظام من جهة ثانية، إذ تحرص السورة المباركة حرصاً شديداً على إخبار الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّ ما يحدث من (فترة الوحي) ورجوعه يمثِّلان ظاهرة طبيعية(26) أيضاً، ينبغي التعاطي معها على نحو من الاطمئنان كبير(27). يقول تعالى: ﴿والضُّحَى * واللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى﴾ (الضحى: 1-3).
وهنا (يُقسم الله سبحانه بهذين الآنين الرائقين الموحيين، فيربط بين ظواهر الكون ومشاعر النفس. ويوحي إلى القلب البشري بالحياة الشاعرة المتجاوبة مع هذا الوجود الجميل الحي، المتعاطف مع كل حي)(28)؛ لتتأكَّد الدلالة في هذا السياق الحاني على (أنَّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عزيز مكرم عند ربِّه لا يهمله ولا يجفوه، وأنَّ صَيِّب تكريم الله ما يزال يتوالى فيضه فيرتقي به في درجات القرب ويوالي عليه نعمته حتَّى يحصل له الرضا)(29).
ومن الملاحظ أنَّه (تظهر الموافقة الدلالية والإيحائية التعبيرية أوّلاً في هذا القسم بين المُقسَم به (الضُّحَى)، و﴿اللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ والمُقسَم عليه ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾؛ فتخلق السورة المباركة بهذه الموافقة ترابطاً حسيّاً بين القسم وجوابه)(30)؛ لغرض خلق حالة من حالات خطاب الذات بما يبعث على التأمُّل، وإعادة إنتاج هذه الظاهرة الكونية فكريّاً، بما ينسجم مع أدوات التحوُّل الحياتي المستشرِف لما يأتي من مراحل المسيرة الرسالية.
معنى هذا أنَّنا أمام دعوة للذات لاستلهام ما يمكن استلهامه من الدمج بين (فتور الوحي) والظاهرة الطبيعية التعاقبية من جهة، والاستعداد لاستدعاء هذا الدمج التطميني وقراءة ما سيحدث مستقبلاً في ضوئه من جهة ثانية.
يظهر أنَّ القسم في سورة (الضُّحى) المباركة يأتي ليُمثِّل منظومة متماسكة تكون مصداقاً وميداناً لملاحظة عناصر الحوار المتفاعل بين السماء والأرض، من خلال صياغة الخاصَّة القرآنية في هذا السياق على نحو متفرِّد يحقق معطيات حدث (فتور الوحي) والأثر المبتغى من توظيفه توظيفاً سياقيّاً قرآنيّاً ينفتح على مظاهر حياتية وفكرية متنوعة.
ومن أهمِّ هذه المظاهر في هذا السياق مسألة انفتاح ذلك على امتداد الخطِّ النبوي، ولفت الانتباه إلى أنَّ هذا الامتداد قد يكون مألوفاً ظاهراً، وقد يتجلَّى في حالة الغياب من خلال آثاره الوجدانية والعقائدية بلحاظ انتظار الخلاص به، وما يخلقه غيابه من حالة التفاؤل بضرورة تحقق الإصلاح. ويكون ذلك على نحو من البشرى، وتأكيد الانتفاع من الغياب(31)، وتأثير ذلك في الإشارة إلى استقرار الحياة بلحاظ دمج ثنائية القسم النهاري بالليلي(32).
ويمكن النظر في انقطاع الوحي أو غيابه المرحلي على أساس أنَّه تمهيد لانتظار غياب آخر يكون في مستقبل الأيام، أو توقُّع غياب مرحلي أيضاً يدخل في صلب تركيب العملية الرسالية والعقدية. بمعنى أنَّ هذا الانقطاع يؤسِّس لحالة كبرى ومهمَّة، ويريد أن يؤكِّد قضية مفادها أنَّ الغياب بوصفه ظاهرة سيكون مظهراً أصيلاً ورئيساً من مظاهر العقيدة ومسيرة التغيير والإصلاح. مع لحاظ أنَّ الغياب بحد ذاته (يحقق حالة من المران والتفكُّر)(33)، والرغبة في كنه أسرار الغياب فضلاً عن الغائب، ناهيك عن أنَّه يستلزم انتظاراً بما يشبه المشاركة في إنتاج الظهور على نحو الاعتقاد به مرَّة، والترويج والتمهيد له مرَّة أخرى.
تظلُّ في هذا السياق إشارة (الضُّحَى) إلى رسالة النبي الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تأتي بلحاظ مضامينها الإنسانية الخالدة التي هي مضامين تتناغم مع المعطيات الحياتية. أمَّا ما يتصل بمفهوم (اللَّيْل) فهو ظرف موحش عندما يدلُّ على انقطاع مصدر الهدى، ومظهره الأرضي من جهة، وقد يدلُّ على ابتعاد البشرية من مسلمين، وغير مسلمين عن روح الهدي النبوي، وجوهر الدين الإلهي الحق، وانشغالهم بفهم بشري للدين قد يكون مشوَّهاً من جهة أخرى. ومن الضروري تأكيد أنَّ هذه الإشارة هي ما يتناسب مع معطيات التحليل الدلالي الموسَّع من جهة، ومع تقنيات التوظيف القرآني الساعي إلى خلق أجواء من الثراء الدلالي المرتبط بمعطيات التوسع الفكري، الذي ينظر في العملية اللغوية بلحاظ تداولي لا ينفصل عن الحدث المجتمعي، وإنتاجه بما يحقق تمهيداً لسانيّاً مطلوباً لقضية الإسلام الكبرى، تتكفَّل به اللسانية القرآنية في أطوارها الأولى من جهة أخرى.
ولمَّا وظَّف - النص - العناصر الطبيعية السماوية للدلالة على المعادل الأرضي فإنه يشير إلى الانتقال من الحالة الفردية إلى الحالة الجماعية ذات الأفق العالمي؛ إذ تظهر (آفاق التفاعل مع الآخر الإنساني على نحو حياتي. من دون أن يغيب تفاعلها الكوني، وأثرها في إنتاج التكامل الإنساني)(34).
من هنا ألحظ القضية الكبرى التي أحسب أنَّها الهدف المغزوي المستقبلي الذي أرادته سورة (الضُّحى) المباركة متمثِّلاً بغياب ممثِّل الفكر النبوي؛ فوظَّفت له الحدث الآني متمثِّلاً بانقطاع الوحي عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم). وكان ذلك ضرباً من تحضير النفوس لمثل هذا الغياب وصولاً إلى الإيمان به والتمهيد لظهوره، على مستوى المستقبل البشري، في السعي إلى التغيير من خلال ظهور ما كان غائباً ليمارس قيادته وفعله الحياتي المؤثِّر على نحو علني ومباشر.
ومن جهة أخرى -وهي على غاية كبرى من الأهمية- فإن هذا يكون توثيقاً قرآنيّاً لحدث بحجم حدث الغياب المهدوي وظهوره. ولأنَّه ضرورة من ضرورات الدين قرنه الخطاب القرآني رمزاً بالوحي وفتوره في أوائل الدعوة إلى الدين؛ ليضمن الإشارة العقدية الكبرى إلى ارتباط الدين به بلحاظه المستقبلي، وليحرص من خلال هذه الإشارة على ضرورة مداومة النظر العقلي في آيات الخطاب القرآني لتوخِّي الدلالة الرمزية على القضية المهدوية هنا أو هناك.
3- أقسام سورة (الشَّمْس) والظهور المهدوي:
يشغل القسم القرآني السورة المباركة ليتضمَّن مجموعة من الإشارات والرموز؛ إذ يمثِّل القسم في سياق هذه السورة المباركة نسقاً دلاليّاً مكثَّفاً ومتراكباً. واللافت أنَّ سورة (الشَّمْس) المباركة قد امتلأت بالقسم، وهيمن على نسقها. يقول تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحاها * وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها * وَالسَّماءِ وَما بَناها * وَالْأَرضِ وَما طَحاها * وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها﴾ (الشمس: 1-8).
ولعلَّ إقامة مقاربة رمزية بين أجواء السورة وأقسامها من جهة، والظهور المهدوي ومعطياته من جهة ثانية يمكن العمل عليها من خلال قراءة العلاقة الرمزية التضافرية بين (الشَّمْس) و(النَّفْس) في سياق السورة المباركة، وقراءة الحشد الفعلي الحركي في أقسامها، وذلك من خلال التالي:
أ - الشمس والنفس وثنائية الظهور والغياب:
يأتي الاقتران بين الشمس والنفس في موضع واحد في الخطاب القرآني، ذاك هو ما كان من توظيفهما في سياق سورة (الشَّمْس) المباركة. ويظهر واضحاً أنَّ القسم في هذا السياق كان بعناصر بصرية؛ ما يخلق صورة حركية ذهنية محسوسة. مع لحاظ أنَّ السياق يتحوَّل بهذه العناصر الطبيعية إلى عناصر معنوية. بمعنى أنَّ القسم يكسبها بعداً روحيّاً، ويجعل منها قابلة للترميز والإيحاء.
يبدو أنَّ القسم بهذه العناصر بلحاظ وجودها الكوني النظامي. وبلحاظ إحالتها إلى الفعاليات الحياتية التي تتضمَّنها يأتي ليمثِّل تمهيداً للقسم بالنفس من جهة، واستثماراً لمهمَّة عبادية(35) من جهة ثانية. والمقسِم بها عارف بها وبأسرارها محيط بدقائق أمورها؛ فهو خالقها من جهة، وهي دالَّة على أنَّ مصدر هذا الكلام وهذه المعرفة ليس بشريّاً، وهذا إعجاز ودعوة إلى التوحيد والإيمان.
تتوزَّع السورة المباركة وهي سورة قَسَميَّة على قصرها بين عناصر الضياء والظلمة المادية والمعنوية. وتنتظم في علاقات حميمية أو تسببية مع مضمون القسم في صدر السورة المباركة.
إنَّ هذه النَّفْس يريدها الخطاب القرآني أن تكون شمساً تُضيء مسيرة الحياة الإنسانية، تتمثَّل فيها قيم الصلاح والإصلاح والعلم والتسامح والأمل والنظام والعدل، فالشَّمْس في حركتها عادلة منتظمة. وهذه الشَّمْس يريدها الخطاب القرآني للعالم، وهذه النَفْس للعالم أيضاً؛ ما يعني أنَّ الأرض بلحاظ المغزى لا يمكن أن تخلو من ممثِّل السماء فيها، حيث المصلح الذي يتمثَّل جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ فتكون هذه السورة المباركة من السور التي تتكلَّم على قضية الإسلام الكبرى التي تتمثَّل في نشر العدل، والإصلاح، وإزاحة الجور، والظلم العالمي، وإحلال العدل العالمي الذي ينهل من العدل الإلهي. وهذا يقارب ما تعمل عليه الشمس في نشرها الضياء.
من هنا يظهر أنَّ هذه السورة المباركة ترمز - من بين ما ترمز إليه - إلى تلكم القضية الكبرى، ورسم ملامح الشخصية التي تنهض بأعباء التغيير وإقام العدل.
نحن أمام عناصر ضياء سماوية وعناصر ظلمة أرضية، فيريد الخطاب القرآني أن يبدِّد الظلمة الأرضية، ويستبدل بها نوراً سماويّاً إلهيّاً تشرق الأرض كلُّها بنوره وتزدهر الحياة.
واللافت أنَّ العناصر الضيائية النورية تتخذ من الشَّمْس مركزاً لها تستمدُّ منه ضياءها. وكأنَّ هذا يشير إلى أنَّنا نتطلَّع إلى شخصية (شمسية) منقذة تختزل - ويجب أن يكون تطلُّعنا لمثل هذه الشخصية حسب - فيها كلُّ رغبات الإصلاح والتغيير، شخصية مركزية في مسيرة حياة الإنسانية على هذه الأرض التي بدأت مشرقة بالإنسان وأضحت مظلمة به، وستعود به مشرقة إشراقة تؤهِّلها للإشراق الأخروي.
الشمس والأرض والإنسان هذا المثلَّث المعارفي المتصل المنفصل. هذا المثلَّث الطيفي الذي هو في حقيقته مؤلَّف من أجزاء متقابلة مفارقة لكنَّها متحدة متسقة متناسقة الأدوار والمراحل. تظهر الأرض وهي تتوق إلى الشمس، والأرض تتوق إلى الإنسان (النَّفْس).
والحياة التي يسعى إلى إنتاجها الخطاب القرآني حياة تفيض إشعاعا وهدى ورحمة ونفعاً؛ فيتحوَّل الإنسان إلى مصدر إشعاع فكري في الحياة والحبِّ والشجاعة والوفاء والتضحية، وتتحوَّل إلى محطَّة وحدة تتوحَّد عندها الإنسانية.
تتضمَّن السورة المباركة مشروع الصلاح والإصلاح وتقدِّم أدواته الفكرية؛ إذ تهيأت النفس لتكون جزءاً من مشروع السماء في الأرض، ولتكون أداة من أدوات تحقيق هذا المشروع النهضوي الإنساني العامِّ بعد أن تمثَّل الإنسان مشروع النهضة الخاصَّة، فنهض بذاته وهذَّبها ودرَّبها وزهَّدها بمجموع الممارسات الروحية والرياضات الأخلاقية، وتلقِّي العلم النافع، وجعل العقل يتولَّى الزمام؛ فصار مؤهَّلاً أن يقوم مقام الأمَّة فيستخلص همومها وعذاباتها فيصلح واقعها بفعله اليومي، وفعله الفكري، وفعله الموقفي المفصلي الذي تفرضه اعتبارات المرحلة، وما يصطكُّ فيها من صراعات ونزعات تروم الجنوح عن الجادَّة أو جنحت فعلاً.
ومن الإشارة أنَّ السياق القرآني في هذه السورة المباركة (أقسم هنا بشيء من العالم العلوي والعالم السفلي)(36) من جهة، وجاء أيضاً القسم من جهة ثانية (بما هو آلة التفكُّر في ذلك وهو النفس)(37) بلحاظ وجودها العبادي(38). ولعلَّ الفحوى في الجمع بين هذين القسمين تتمثَّل في (لفت الانتباه إلى الظاهرة الكونية التي تجسِّد معنى الإنسان ودلالة وجوده في الحياة، متمثِّلة في كونه يمارس تجربة العمل العبادي في وجوده ضمن الظاهرة الكونية، وهذه التجربة هي كونه يحمل نفساً أو قلباً أو عقلاً أو دوافع ذات قابلية على تمييز الحقائق)(39)؛ فتظهر الدلالة الكبرى في هذا السياق على (تحديد مسؤوليتنا حيال الوجود)(40).
وعلى الرغم من أنَّ النَّفْس في هذا السياق هي النفس التي (أنشأها وأبدعها مستعدِّة لكمالاتها)(41)، فإنَّ ذلك لا يمنع من أن تكون ذات إيحاء بنشرها الكمالات، وتبنِّيها لمشروع الصلاح والإصلاح. ولا سيما أنَّ الله تعالى قد خصَّها بالقسم هنا. وهي تحتمل أن تكون (إشارة إلى نفس معينة ذات أهمية)(42).
وتأتي هنا مسألة كبرى هي أنَّ القسم في السياق القرآني يتحوَّل إلى مظهر من مظاهر الدعوة إلى التوحيد وتكريس هذا في النَّفْس الإنسانية من خلال عرض مكنونات العالمين العلوي والسفلي والحثِّ على التفكُّر فيهما وصولاً إلى الخالق العظيم لهذه العوالم فالوصول إلى التوحيد(43).
ولعلَّ القسم هنا جاء للدلالة على كثرة الانتفاع بالمقسم به(44)، والشَّمْس هنا هي التي تجلِّي الظلمة(45). مع لحاظ (أنَّه أقسم بالنهار في أكمل حالاته)(46). والليل هو الذي يغشى الشَّمْس(47). ومن جهة أخرى يظهر (أنَّ الظواهر الكونية المذكورة تجسِّد الحياة بكل معطياتها المادية والجمالية التي يتمُّ تكيُّف الإنسان من خلالها)(48).
ومن الملاحظ أنَّ القسم بالشَّمْس بحد ذاته مثَّل التفاعل الحياتي وحالة التغيير المصاحبة لهذا التفاعل، إذ جاءت (هذه الأقسام بالشَّمْس في الحقيقة بحسب أوصاف أربعة ضوؤها عند ارتفاع النهار وقت انتشار الحيوان وطلب المعاش وتلو القمر لها بأخذه الضوء وتكامل طلوعها وبروزها وغيبوبتها بمجيء الليل)(49). مع إمكان دلالة (الشَّمْس) و(القَمَر) دلالة ذات انتشار معنوي كبير؛ ذلك بأنَّ لهذين المفهومين مجموعة من المصاديق التي إن لحظ مشروعها المعنوي(50)، فإنه يفتح الباب واسعاً أمام مقولة: إنَّ الآفاق المعنوية منظورة هنا، ولا سيما مظاهر الإصلاح والتغيير، وما يكتنفهما من معطيات وأدوات ظاهرة وباطنة.
والتعاطي الرمزي مع (الشَّمْس) و(القَمَر) في سياق السورة المباركة قد وصل بهما إلى الدلالة على ثنائية المعلِّم والتلميذ، وما يدور بينهما من فعل تعلُّم الحقيقة(51). وهذا من مظاهر الانتشار المعنوي التي يمكن أن تكوِّن مقاربة إصلاحية توعوية ذات أسس رمزية كبرى. غير أنَّها من المنظور الدلالي الذي لا يُعدم في لسانية الخطاب القرآني. ومن هنا تأتي قراءة آفاق التلازم الرمزي بين مظاهر الدلالة في السورة بوصفها الكلِّي ومهامِّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في نشر العلم والخير والعدل.
ومثلما ظهر في سورة (الضُّحَى) المباركة التحوُّل بعنصر الظلام إلى عنصر ضياء جاءت سورة (الشَّمْس) المباركة لتجعل من عناصر النور تشتغل لتضيء عنصراً واحداً هو الإنسان (النَّفْس). واللافت أنَّ عناصر الظلام هنا أقل فاعلية وأثراً. والجليل أنَّها تمثَّلت في عنصرٍ واحدٍ (اللَّيل) في حين تعدَّدت وتنوَّعت عناصر الضياء.
يظهر أنَّ مظاهر الإصلاح كلَّها تسعى إلى إصلاح النفس الإنسانية وتهذيبها؛ فعلى الإنسان أن يستجيب لإرادة هذه المظاهر التي تملأ عليه الآفاق، ويعيش هو بسببٍ منها، هذا من جهة. وتمثِّل هذه العناصر مخلوقات بديعة تدعو الإنسان إلى أن ينظر فيها نظر متفكِّر متأمِّل سائل من جهة أخرى؛ وصولاً إلى أنَّها لا تصدر إلَّا من خالق مبدع؛ ولمَّا كانت متسقة متكاملة الجمال والجلال فهي تصدر من خالق مبدع واحد.
و(الأَرْض) في سياق القسم تشير بلحاظ معنوي إلى العقل والنَّفْس(52)، ولا ينفكُّ اتصالها بلحاظ مادي بالشَّمْس، ولا يمكن أن يخطر ببال أحد أنَّها تستغني عنها؛ فتأتي إشارة النص إلى أنَّ الإنسان لا يمكن له أن يحيى بعيداً عن الله تعالى، بعيداً عن العدل، والحقِّ، والتفكُّر في ظهورهما وآليات انتظار تحقُّقهما في عالم الإنسان. وفي ملمح اجتماعي إشاري لا يمكن له أن يحيى بعيداً عن أخيه الإنسان، فكلٌّ يحتاج إلى الآخر، مثلما هي عناصر الكون تنتظم في منظومة متكاملة، فعلى الإنسان أن يتعلَّم منها درساً تنظيميّاً إداريّاً يتمثَّل في تكامله مع الآخرين، وتعاونه بعيداً عن الإقصاء، والإلغاء.
ويمكن أن يقال في هذا السياق: إنَّ الضياء يثور على الظلام فكريّاً وماديّاً. ويظهر الرمز من خلال مقاربة ذلك إلى بناء الإنسان؛ فهذا البناء المادي يهدف إلى وضع نموذج للبناء الروحي من طريق إشارته إلى أنَّ النفس عليها أن تتمثَّل في البناء المحيط وتكتشف خفاياه وتنتفع به.
السورة المباركة تتكلَّم بلحاظ وحيها الدلالي على الذات التي تصنع المجد والتاريخ والنفع للعباد والبلاد، وتجعل ذلك متاحاً يوميّاً، فهي لا تقتصر في خطابها على إنسان يصنع التأريخ صنعاً مرحليّاً، بل تشير إلى إنسان يصنع التاريخ بفعله اليومي المعايش كما تفعل الشَّمْس فهي فاعلة في الحياة يوميّاً. وهذا ما يستلزم إنساناً يتمادّ عمره، ويعيش الحياة على نحو من الغياب يناسب هذا التمادي والطول وإن لم يكن يستلزمه، والتطلُّع إلى الظهور في كلِّ آن. ما يعني أنَّه في مسيرة حياة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) (كانت السرية هي غطاء لتأمين أداء دوره الفاعل وتأثيره)(53) في إدارة الحياة وإنتاجها على نحو جديد.
ب - حركية الأقسام وتجلِّيات الظهور والعدل:
يقود النظر في أقسام سورة (الشَّمْس) المباركة إلى أنَّها أقسام ذات خصائص أسلوبية دلالية حركية بامتياز. بمعنى أنَّها جاءت متلازمة مع منظومة فعلية تتكامل وتتضافر في إنتاج المعنى على المستوى العرفي والمستوى الرمزي. وما كان اسماً مقسماً به فقد استعمل والحركة ملحوظة فيه.
﴿والشَّمْسِ وضُحَاهَا﴾: ينظر القسم هنا إلى الشمس بلحاظ حركتها؛ ذلك بأنَّه يلفت إلى وقت من أوقاتها المعهودة. مع لحاظ إشارة هذا الوقت إشارة رمزية إلى الهداية والرحمة(54) والعدل.
﴿والقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾: في هذا المقطع من القسم يشير الخطاب القرآني إلى تلوِّ القمر للشمس، في حركة دائبة منتظمة. ولعلَّه يريد المرتبة (في الاستدارة وكمال النور)(55). ولا تُعدم الإشارة في هذه الحركة؛ ذلك بأنَّها تشير رمزاً إلى التعليم(56)، والهداية أيضاً. وهذه الإشارة الدلالية مرتبطة بطبيعة الحال بما للقمر من إشارة معنوية مرَّ ذكرها.
﴿والنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾: العلاقة بين النهار والشمس علاقة ظاهرة. غير أنَّ تجلية النهار للشمس تبعث على التأمُّل الذي يملك القياد الموصل إلى أنَّ التجلية للأرض(57) رمزاً إلى مقولات معنوية كالجهالة، والذنوب(58)، وانقطاع الأمل؛ فيكون الرمز بضرورة الانتظار وحتمية الظهور لمن يجلِّي هذه الظلامات وينشر العدل والنور.
﴿والَّليلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾: تتصاعد الدلالة الرمزية في استعمال ﴿يَغْشَاهَا﴾؛ لتصل إلى الدلالة على (غشيان الفجور الأرض)(59)؛ فيرتبط هذا بما يزيله في آخر الزمان على نحو من التبشير التمهيدي في ضوء ارتباطه بآيتي ﴿والنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾، و﴿والأَرْضِ ومَا طَحَاهَا﴾ ذات الدلالة رمزاً على بسط الخير والعدل.
ولعلَّ من مظاهر الحركية في هذه المنظومة القسمية الكبرى أنَّها مرتبطة في سياقها بالدلالة على (أنَّ العمل الصالح ومجاهدة النفس كي لا تسترسل مع هواها، هو طريق السلامة والنجاة، وأنَّ الارتخاء إلى الشهوة، والأَثرة، والعناد، هو طريق الشقاء)(60).
وهذه التجليات الحركية الهادية العادلة الرحومة بمجملها هي تجليات كبرى يكون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من أكبر مصاديقها وأعلاها؛ فهو يعيش حركة عمر مستمر يواكب فيه أحداث الحياة، وينتظر أن يفعل فعله الإصلاحي الكبير.
الهوامش:
(1) ينظر: الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، د. محمد حسين علي الصغير، ط1، مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 2009، ص18.
(2) ينظر: الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، ص43، 85.
(3) ينظر: الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، محمد السند، ط1، مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، مطبعة زيتون، النجف الأشرف 1431 هـ، ص26-33.
(4) ينظر: الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، ص41-45.
(5) الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، ص41.
(6) ينظر: الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص19-26.
(7) الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، ص88.
(8) ينظر: الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص83.
(9) الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) نُصب عينيك كأنَّك تراه، ص87.
(10) الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص307-308.
(11) ينظر: الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص35.
(12) ينظر: الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص43-82، 307.
(13) الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص45.
(14) الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص74.
(15) ينظر: حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم - دراسة وتحليل، باقر شريف القرشي، تحقيق: مهدي باقر القرشي، ط1، دار جواد الأئمَّة، بيروت 2008، ص17.
(16) ينظر: بحوث في الإمام المهدي، محمد باقر الصدر، تحقيق: د. عبد الجبَّار شرارة، ط1، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، قم 1996، ص36 - 39، 59 - 87.
(17) ينظر: حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم - دراسة وتحليل، ص14-15.
(18) ينظر: روائع محاضرات الوائلي، مركز الإمام الحسن للتحقيق والدراسات، ط1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، لبنان، بيروت 2008، ص66.
(19) ينظر: التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، د. محمد جعفر العارضي، ضمن كتاب نظرية السياق بين التوصيف والتأصيل والإجراء، تحرير: د. محمد عبد العزيز عبد الدايم، د. عرفات فيصل المنَّاع، سلسلة لأن، ط1، مؤسسة السياب للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، لندن 2015، ص216-222.
(20) ينظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ناصر مكارم الشيرازي، ط1، مؤسسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 1413 هـ، ص20/ 251.
(21) ينظر: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ص4/ 263.
(22) هنالك ردود متنوعة يذكرها الدارسون. ينظر: علوم القرآن - دروس منهجية، رياض الحكيم، ط 2، دار الهلال، النجف الأشرف 2004، ص79-95.
(23) ينظر: التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص215.
(24) هذه من شبهات المستشرقين التي تصدَّى العلماء لردِّها. ينظر: علوم القرآن، محمد باقر الحكيم، ط1، مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي، النجف الأشرف 2005، ص176-190.
(25) ينظر: من هدى القرآن، محمد تقي المدرسي، ط 2، مكتبة العلَّامة محمد تقي المدرِّسي، ص18/ 168، الظاهرة القرآنية، مالك بن نبي، ترجمة: عبد الصبور شاهين، ط 3، دار الفكر، بيروت 1968، ص147.
(26) ينظر: التفسير البياني للقرآن الكريم، د. عائشة عبد الرحمن، ط 2، دار المعارف، مصر 1969. ص1/ 20.
(27) ينظر: التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص217.
(28) في ظلال القرآن، سيد قطب، ط11، دار الشروق، بيروت، ص8/ 56.
(29) القسم في اللغة وفي القرآن، محمد المختار السَّلامي، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1999، ص95.
(30) التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص217.
(31) ينظر: التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص223.
(32) ينظر: الأقسام في القرآن الكريم - دراسة منبسطة حول الأقسام الواردة في الكتاب العزيز، جعفر السبحاني، ط1، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، إيران 1420 هـ، ص176.
(33) التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص217.
(34) التفاعلية المعارفية بين مهيمنة فترة الوحي والسيرة النبوية - مقاربة سياقية في سورة الضحى المباركة، (بحث)، ص222.
(35) ينظر: التفسير البنائي للقرآن الكريم، د. محمود البستاني، ط1، مجمَّع البحوث الإسلامية، مشهد 1424هـ، ص5/ 352.
(36) البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، مكتبة ومطابع النهضة الحديثة، المملكة العربية السعودية، ص8/ 478.
(37) البحر المحيط 8/ 478.
(38) ينظر: التفسير البنائي للقرآن الكريم، ص5/ 352.
(39) التفسير البنائي للقرآن الكريم، ص5/ 351.
(40) التفسير البنائي للقرآن الكريم، ص5/ 352.
(41) تفسير أبي السعود، محمد بن محمد العمادي، وضع حواشيه: عبد اللطيف عبد الرحمن، ط1، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999، ص6/ 433.
(42) منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، محمد الصدر، تحقيق: مؤسَّسة المنتظر لإحياء تراث آل الصدر، ط1، دار ومكتبة البصائر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلام، بيروت 2012، ص2/ 156.
(43) ينظر: مفاهيم القرآن - دراسة الأمثال والأقسام في القرآن الكريم، جعفر سبحاني، ط3، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، إيران 1425 هـ، ص9/450.
(44) ينظر: التبيان في تفسير القرآن، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق: أحمد قصير العاملي، ط1، مكتب الإعلام الإسلامي، قم 1409هـ، ص10/ 356.
(45) البحر المحيط 8/ 478.
(46) البحر المحيط 8/ 478.
(47) البحر المحيط 8/ 478.
(48) التفسير البنائي للقرآن الكريم، ص5/ 350-351.
(49) البحر المحيط 8/ 478.
(50) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 145-146.
(51) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 146-147.
(52) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 155.
(53) الإمام المهدي والظواهر القرآنية - دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ص45.
(54) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 69، 145.
(55) تفسير أبي السعود، ص6/ 433.
(56) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 147.
(57) ينظر: تفسير أبي السعود، ص6/ 433.
(58) ينظر: منَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن، ص2/ 147.
(59) الميزان في تفسير القرآن، محمد حسين الطباطبائي، ط1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان 1997، ص20/ 297.
(60) القسم في اللغة وفي القرآن، ص98.