البحوث والمقالات

(٧٢٢) لَتُفْسِدُنَّ.. مرّتين

لَتُفْسِدُنَّ.. مرّتين

السيد باسم الصافي

قال الله تعالى: ﴿وَقَضَيْنا إلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً﴾ (الإسراء: 4-8).
مقدمة:
عُرف بنو إسرائيل عبر تاريخهم بعنادهم للحق وتمرّدهم على الله (عزَّ وجلَّ) وعلى أنبيائه ݜ فحاربوهم وآذوهم وقتلوا منهم من قتلوا كما قال الله تعالى عنهم:
﴿لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ﴾ (آل عمران: 181).
﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إلّا قَلِيلاً﴾ (النساء: 155).
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾ (البقرة: 87).
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة: 91).
﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ (غافر: 28).
واليهود يتصفون بحالة من العُجب بالنفس والغرور والحسد، ولا سيما في الأمور الدينية، فلا يحبون أن يلتزم بالدين أحدٌ غيرهم، أو أن يأتي نبيٌ إلّا منهم وعلى نهجهم، وإلّا يتصدّون له حرباً حتّى القتل، ومن ثم يبذلون كل الجهد ويستعملون أشد المكر في تحريف ما جاء به من دين إلهي حق، هذا ما فعلوه مع رسول الله عيسى (عليه السلام) الذي فضحهم ورفض سلطتهم الدينية المنحرفة، فحاربوه بشتّى الوسائل حتّى قدّموه للصلب والقتل كما اعتقدوا، قال الله تعالى:
﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً﴾ (النساء: 157).
ثم ترصدوا النصرانية وحاولوا تحريفها من الداخل عن طريق اليهودي شاؤول (بولس) الذي أدخل فيها ما أدخل وحرّف فيها ما حرّف حتّى غيّرها عن حقيقتها:
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) في ذلك: «... وبولس الذي نصر النصارى...»(1).
وقال الامام الصادق (عليه السلام) عنه: «... بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة...»(2).
وقال التاريخ: تواصلت مطاردة الرومان واليهود لوصيّه شمعون الصفا وبقية الحواريين والمؤمنين واضطهدوهم، حتّى جاء بولس بعد ثلاثين سنة وادَّعى أن عيسى (عليه السلام) ظهر له من السماء في حوران، فكثر أتباعه ثم تبنت الدولة الرومانية مسيحية بولس وواصلت اضطهادها للحواريين وأتباعهم، حتّى انقرضوا(3).
وقال البغوي: وكان في اليهود رجل شجاع يقال له بولس قتل جماعة من أصحاب عيسى (عليه السلام) ثم قال لليهود: إن كان الحق مع عيسى فقد كفرنا به والنار مصيرنا، فإني أحتال وأضلّهم حتّى يدخلوا النار... وأظهر الندامة ووضع على رأسه التراب فقال له النصارى: من أنت؟ قال: بولس عدوّكم، فنوديت من السماء: ليست لك توبة إلّا أن تتنصّر، وقد تبت.
فأدخلوه الكنيسة ودخل بيتاً سنة لا يخرج منه ليلاً ولا نهاراً حتّى تعلّم الإنجيل ثم خرج وقال: نوديت أن الله قبل توبتك، فصدّقوه وأحبّوه، ثم مضى إلى بيت المقدس واستخلف عليهم نسطورا وعلّمه أن عيسى ومريم والإله كانوا ثلاثة، ثم توجه إلى الروم وعلّمهم اللاهوت والناسوت وقال: لم يكن عيسى بإنس ولا بجسم ولكنه ابن الله...(4).
وهذا الخبث والمكر الذي مارسه اليهود عبر التاريخ ومع المسيحيين تقودهم فيه مؤسسة طاغية من رجال يتلبّسون بلباس الدين، ويستأكلون الناس به، ويحكمونهم، ويكتمون ما أنزل الله من الحق ويحرّفون الكلمَ عن مواضعه، قال الله تعالى عنهم:
﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 146).
﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بألسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إلّا قَلِيلاً﴾ (النساء: 46).
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (المائدة: 41).
ومع الإسلام بدأت مكائدهم من قبل ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأنهم كانوا يعلمون بولادة نبيٍ آخر الزمان من خلال تراث أنبيائهم السابقين ومن بشارة عيسى (عليه السلام) به كما قال الله تعالى:
﴿وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (الصف: 6).
فبعثوا وفداً منهم إلى الحجاز ومكة يتربّصون ولادة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويراقبون النجوم لتشخيص وقتها كما ورد عندهم من علامات للولادة المباركة، وقد علم بذلك عمّه أبو طالب في طريق تجارته إلى الشام من الراهب بحيرى حيث رأى الراهب الغيمة تظلله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأخبر عمّه بأمر اليهود وتربّصهم به ليقتلوه، ونصحه بالعودة به إلى مكة ليكون في مأمن منهم ومن غدرهم(5).
وبعد البعثة النبوية المباركة ونزول القرآن الكريم كان لهم الدور الخبيث المخرّب بالتعاون مع المشركين والمنافقين في مكة والمدينة، وحتّى بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سعوا - كما فعلوا مع النصرانية - لأجل حرف الإسلام والمسلمين عن طريق الحق بواسطة رهبان منهم كوهب بن منبّه وكعب الأحبار وابن جريج وعبد الله بن سلام فقد ادَّعوا الدخول في الإسلام وتظاهروا به وقاموا ببث أخبار وروايات لتحريف الدين الاسلامي سُمّيت بالإسرائيليات، ولولا وجود النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة ݜ من بعده لنجحوا في مؤامرتهم ولم يبق للإسلام الحق من وجود.
الإفسادان:
إن الآيات الكريمة في بداية البحث تذكر إفسادين كبيرين لليهود قادمين في مستقبل الأيام بعد الإخبار، مع توعّد الله (عزَّ وجلَّ) لهم بالإفشال والعقوبة الإلهية لهم فيهما، قال الله تعالى:
﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مرّتين وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾.
قوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل﴾ أي أعلمناهم وأخبرناهم بما سيحصل - كما ذكر بعض المفسرين(6) - ﴿فِي الكِتَابِ﴾ وهو القرآن الكريم - أو التوراة كما ذكر البعض(7) - أنكم ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مرّتين وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ وهذا سيكون زمنياً بعد نزول سورة الإسراء في مكة إذا كان الإخبار ﴿فِي الكِتَابِ﴾ يراد منه القرآن الكريم - كما هو الأقرب -، أمّا إذا كان المراد من ﴿الكِتَابِ﴾ التوراة فيصدق أيضاً كإخبارٍ متقدّم منذ زمن موسى (عليه السلام) والمراد به زمن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بقرينة المعاقِبين الذين ذكرهم الله (عزَّ وجلَّ) في الآيات الكريمة كما سيأتي ذلك في تفسير القمّي.
لقد ذكر المفسّرون آراءً عديدة في تفسير الإفسادين لبني إسرائيل والعقوبتين فيهما والمعاقِبين، وفي ما ذكروا اختلاف وتضارب وإشكالات، ومن أشهر ما أوردوا(8) السبي الذي تعرّض له بنو إسرائيل على يد الملك نبوخذ نصّر(9).
وتوقّف بعضهم في تطبيق وصف الله تعالى عليه وعلى جنده بقوله (عزَّ وجلَّ): ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا﴾ وهو ليس من المؤمنين، وحاول الإجابة عن ذلك(10) بأنه مجازاة وتسليط للكفار على أمثالهم، كما وذكر بعضهم أن الإفسادين يتعلقان ببيت المقدس والمسجد الأقصى(11).
وقد ورد في تفسير القمّي تفسيرٌ تطبيقيٌّ عامٌّ لآيات البحث، إلّا أن في جزءٍ من هذا التفسير ما يشير إلى أن العقوبة الأولى كانت على يد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وعلي (عليه السلام)، والعقوبة الثانية على يد القائم (عجَّل الله فرجه) وأصحابه.
قال علي بن إبراهيم القمّي في مقطع من تفسيره للآيات: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ﴾ يعني القائم وأصحابه ﴿لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ﴾ يعني يسوّدون وجوههم ﴿وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ يعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وأمير المؤمنين (عليه السلام) ﴿وَلِيُتَبِّرُوا﴾ أي يهلكوا علوّهم وطغيانهم(12).
وقبل مناقشة ذلك نشير إلى أهميّة تفسير علي بن إبراهيم القمّي فيما أورد من روايات تفسيرية، وكذلك فيما ذكر من مقاطع تفسيرية للآيات تنطق عموماً عن الروايات - وإن كنّا لم نعتمد ما أورده في تفسير هذه الآيات كاملاً، بل اكتفينا بما نعتقده دقيقاً في تفسيرها - حيث قيل فيه وفي تفسيره:
1 - إن هذا التفسير أصلُ أصولٍ للتفاسير الكثيرة.
2 - إن رواياته مرويّة عن الصادقين (عليهما السلام) مع قلّة الوسائط والإسناد....
3 - مؤلّفه كان في زمن الإمام العسكري (عليه السلام).
4 - أبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابياً للإمام الرضا (عليه السلام).
5 - إن فيه علماً جمّاً من فضائل أهل البيت ݜ التي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن الكريم.
6 - إنه متكفّل لبيان كثير من الآيات القرآنية التي لم يُفهم مُرادها تماماً إلّا بمعونة إرشاد أهل البيت ݜ التالين للقرآن(13).
وقال السيد الخوئي (قدس سره) عن المؤلّف في مُعجم رجاله: علي بن إبراهيم بن هاشم: قال النجاشي: (علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنّف كتباً، وأضرّ في وسط عمره. وله كتاب التفسير...)(14).
المناقشة:
إن الإفسادين المذكورين هما من علم الغيب الذي قضاه الله (عزَّ وجلَّ) إعلاماً لبني إسرائيل في الكتاب، وهو التوراة - كما قيل - أو القرآن الكريم وهو الأظهر، وأخبرهم بسابق علمه بما سيفعلونه من إفسادين في الأرض كبيرين، وبما أعدّ لهم من عقابين كبيرين أيضاً.
ومع ملاحظة عموم الفساد والإفساد في تاريخ بني إسرائيل يكون هذان الإفسادان كبيرين وليسا من الذنوب والمعاصي الفردية والجماعية العامة الشائعة في حياتهم، ويكون أثرهما التخريبي في أعلى درجات الضرر الشامل، كأن يكون محاربة لرسولٍ لله في بعثته أو وصيٍّ لرسول، ومنعاً للهداية العامة للناس، وصدّاً كبيراً عن سبيل الله تعالى، فما هاذان الإفسادان؟
الإفساد الأول:
إن لمعرفة هذا الإفساد لبني إسرائيل المذكور في الآية الكريمة والعقوبة الموعودة، علينا تشخيص تاريخه وطبيعته وملاحظة ما حملته الآية الكريمة من إشاراتٍ وأوصافٍ للمعاقِبين لهم، فنقول:
أولاً: أن هذا الوصف للإفساد الأول وعقوبته لا يمكن أن ينطبق في تاريخ اليهود على محاربتهم لنبي الله زكريا أو يحيى أو عيسى ݜ - إن كان المراد بالكتاب التوراة - وذلك لعدم تحقق العقوبة الموعودة على الإفساد الأول المذكورة في قوله تعالى:
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾.
فبعد محاربتهم لزكريا ويحيى (عليهما السلام)، وأيضاً لعيسى (عليه السلام) ومحاكمته وصلبه بزعمهم استمرّوا في حياتهم وشأنهم من دون عقوبة كبرى يُجاس فيها خلال ديارهم، ممّا يجعل ذلك بعيداً عن تأويل وتطبيق الآية الكريمة.
ثانياً: ينطبق الوصف المذكور للإفساد الأول وبوضوح على تصدّي اليهود لبعثة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودولته في المدينة المنورة - فضلاً عن ترصّدهم لولادته ومحاولة قتله في أول حياته لما كانوا يعرفون من علامات زمانه ووقت ولادته - فإن الآيات الكريمات مورد البحث هن من سورة الإسراء المكّية فيكون الإفسادان في الزمن اللاحق ما بعد نزولها.
إن الإفساد الأول كان تحالفهم مع المشركين والمنافقين في المدينة المنورة للقضاء على الرسالة الإسلامية بالأكاذيب والتكذيب والتصدّي العقائدي والنفسي.
وكان أخطرها الخيانة العسكرية عندما تعاونوا مع المشركين في معركة الأحزاب الكبيرة متآمرين ومخالفين في ذلك العهود والمواثيق التي قطعوها مع النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدفاع المشترك عن المدينة وأهلها.
وقد قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام علي (عليه السلام) والأصحاب بالقضاء على فتنتهم وطردهم من المدينة بعد غدرهم الفاضح ذاك ونقضهم المعاهدة بتحالفهم مع المشركين ومساندتهم لهم في معركة الخندق الكبيرة.
ثالثاً: أن من القرائن على صحّة ما ذكرناه من تشخيص للإفساد الأول وعقوبته وأن المبعوثين لمعاقبة بني إسرائيل حينها هم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام علي (عليه السلام) والأصحاب قوله تعالى في العقوبة: ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ﴾ حيث إن البعث - بمعنى من يرسله الله تعالى من العباد لأمرٍ- ورد في القرآن الكريم في الأعم الأغلب في ما يكون فيه المبعوث نبياً أو وصياً، كقوله تعالى:
﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالبَيِّنَاتِ﴾ (يونس: 74).
﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا﴾ (يونس: 75).
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً﴾ (النحل: 36).
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً﴾ (الفرقان: 51).
﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ (البقرة: 213).
﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ (آل عمران: 164).
رابعاً: ويؤيد التفسير المذكور أيضاً في أن المبعوثين لعقوبة بني إسرائيل في الإفسادين هم نبي أو وصي، قوله تعالى في آية البحث: ﴿عِبَاداً لَنَا﴾.
فكثيراً ما ورد الوصف لأنبياء الله (عزَّ وجلَّ) وأوصيائهم بنسبتهم ونسبة عبوديتهم لله (عزَّ وجلَّ) كقوله تعالى:
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: 105).
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾ (الفرقان: 63).
﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ﴾ (الصافات: 171).
﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ﴾ (ص: 45).
وبالتالي يكون الأقرب في التطبيق والتأويل في قوله تعالى في وصف المعاقِبين: ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا﴾ أنهم بإمرة نبي أو وصي وتحت راية حق، وهم هنا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وعلي (عليه السلام).
خامساً: ويؤيد أيضاً أن المعاقِبين هم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام علي (عليه السلام) والأصحاب، وصف العقوبة والهجوم على المفسدين من بني إسرائيل في الإفساد الأول الكبير بقوله تعالى:
﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ أي هجموا على ديارهم، وفتشوا عن مقاتليهم، ولم يتركوا منهم أحداً، وهذا ينطبق على ما حدث من هجوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه - وعلى رأسهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) - في بني قريظة وبني قينقاع وبني النظير وخيبر وذلك بعد نكثهم العهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في معركة الأحزاب.
الإفساد الثاني:
ذكر القرآن الكريم الإفساد الثاني وعقوبته المنتظرة بعد وصف استعادة قوة بني إسرائيل وكرّتهم على العباد الذين عاقبوهم في الإفساد الأول بما يعني استمرار وجود اليهود بعد العقوبة الأولى وأيضاً استمرار المعاقِبين في الإفساد الأول في وجودهم وصفاتهم ودينهم وقيادتهم الربانية المتمثلة بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام علي (عليه السلام) وامتدادهما وهم الأئمة الاثني عشر ݜ الممثلين لهما كمعاقِبين في الإفساد الثاني.
إن هذه الكرّة لبني إسرائيل في قِبال نفس المعاقِبين وامتدادهما ستكون بكثرة المال والأولاد والأنصار لهم من غيرهم من الشعوب الذين يحشدونهم في نفيرهم وإفسادهم كما قال الله تعالى:
﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾.
فعلى التطبيق المذكور للإفساد الأول والمعاقِبين عليه تكون كرّتهم في قبال نفس المسلمين المعاقِبين لهم حينها مع كثرة عددهم نسبة إلى عددهم عند الإفساد الأول، وأيضاً مع كثرة أموالهم وكثرة من يناصرهم من المسيحيين والدول الغربية حشداً ونفيراً وإعلاماً في قِبال المسلمين، وهو الحادث فعلياً بقضية فلسطين وما يرافقها من إفساد وحرب مختلفة الأوجه وبلا هوادة يشنّها اليهود على بقية الشعوب والدول الإسلامية، قال الله تعالى في الإفساد الثاني:
﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.
وهنا يأتي الحديث عن موعد الإفساد الثاني وعقوبته، وعن المعاقِبين والمنفّذين لأمر الله (عزَّ وجلَّ) في ذلك، ووصف العقوبة وشدّتها، وذكر علامة فعليّة تدخل في سياق تلك الأحداث وهي دخول المسجد، فنقول:
أولاً: وصف القرآن الكريم مجيء الوعد الثاني للعقوبة - المرتبط بالإفساد الثاني المُشار إليه بإشارةٍ واختصارٍ بلاغيٍ رائع - ذاكراً حالهم عند العقوبة المسمّاة بوعد الآخرة بقوله تعالى:
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ﴾.
إنه الوعد الثاني بالقضاء على إفسادهم الثاني الكبير في الأرض، وهو الأخير في شأنهم وشرّهم بما يشير إلى شدّة العقوبة الموعودة أخيراً وحسمها لأمرهم بما يسوء وجوههم ويفضحهم وبما يحل بهم من دمار وعقوبة شاملة في قبال قوتهم ونفيرهم.
ثانياً: أشارت الآية الكريمة إلى المعاقِبين لليهود في الإفساد الثاني بواو الجماعة في قوله تعالى: ﴿لِيَسُوؤُوا﴾ وهو ضمير عائد على قوله تعالى: ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾.
أي سيسوّد أولئك العباد لله المبعوثون لعقوبة بني إسرائيل في الإفساد الأول وجوههم في العقوبة الثانية على الإفساد الثاني بقتلهم وإخافتهم ووضع نهاية لأمرهم وفسادهم وطغيانهم مع فضيحة وسقوط أمام العالم والتاريخ ﴿لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ... وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾ أي ليهلكوهم بعلوّهم واستكبارهم في الأرض ويدمّروا طغيانهم تدميراً شاملاً.
ومع وجود الفاصلة الزمنيّة بين الفسادين الأول والثاني لليهود ذكر القرآن الكريم اتِّحاد المعاقِبين والعباد لله (عزَّ وجلَّ) في العقوبتين، وهذا يبطل كلّ تفسير لا يُثبت الاتحاد في الصفات والشأن بين المعاقِبين، وهم هنا المسلمون بأئمّتهم ݜ وقيادتهم الربانيّة.
وهذا يؤكد ما ذكره القمي في تفسيره بأن المعاقِبين لبني إسرائيل في إفسادهم الثاني هم القائم المهدي (عجَّل الله فرجه) وأصحابه، فهو عبدٌ لله ووصيٌ للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعصومٌ وذو بأسٍ شديد في ذات الله جلّ وعلا وعمله امتدادٌ لعمل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن معه والإمام علي (عليه السلام) المعاقِبون لبني إسرائيل في إفسادهم الأول.
وفي عقوبة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) لليهود في إفسادهم الثاني سيقضي على شرّهم كاملاً، وستبدأ دولة العدل والحق الإلهية على الأرض كلّها، وينزل المسيح (عليه السلام) من السماء لمساعدة الإمام في هداية المسيحيين وما تبقّى من اليهود غير المحاربين.
ثالثاً: يؤيد ويؤكد أن المراد من المعاقِبين في الإفساد الثاني هو الامتداد لنفس المعاقِبين في الإفساد الأول والمتحدين معهم في الوصف والشأن قوله تعالى في وعد الآخرة:
﴿وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.
فمن ذكر أن المسجد في الآية الكريمة هو المسجد الأقصى لا يستطيع الإجابة باطمئنان عن الدخولين لهذا المسجد من قبل نفس العباد المعاقِبين لبني إسرائيل في الإفسادين.
في حين ذكر تفسير القمّي أن الدخول الأول للمسجد هو من قبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وعلي (عليه السلام)، وهو دخول مكة وفتحها المؤذن ببداية نصرٍ على الأعداء - بما فيهم اليهود المفسدون في الافساد الأول - وانتشار للإسلام في الجزيرة العربية مقدّمة للانتشار في العالم.
وكذلك سيكون دخول الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وأصحابه إلى المسجد الحرام عند بداية الظهور المبارك له مقدمة حاسمة للقضاء على أعداء الدين وعلى رأسهم اليهود، وبما سيتبعه من إعادة الدين والحق والعدل في المنطقة الإسلامية والعالم، كالدخول الأول، لأن الإمام وأصحابه المعاقِبين لبني إسرائيل في إفسادهم الثاني هم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام علي (عليه السلام) وأصحابه المعاقبين لليهود في إفسادهم الأول.
وهكذا تكون الآيات الكريمة المحذّرة لليهود في زمان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والكاشفة لهم وللمسلمين وقوع الإفساد الكبير منهم مرّتين، وأن الله أخبرهم بذلك في التوراة أو في القرآن الكريم في مكة المكرمة، كاشفاً سير الأحداث ومبيّناً ما سيحلّ بهم أيام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى يديه ويدي الإمام علي (عليه السلام) والأصحاب، وما سيحلّ بهم أيام ولده ووصيّه الإمام الثاني عشر (عجَّل الله فرجه) في آخر الزمان عند إفسادهم الثاني المبني على كثرتهم النسبيّة وسيطرتهم على المال والاقتصاد العالمي وأيضاً حصولهم على الدعم الغربي الواسع في قِبال المسلمين.
أمّا قوله تعالى في آخر آيات البحث:
﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً﴾.
فالظاهر أنه يشير إلى مرحلة ما بعد العقوبة الربّانية على الإفساد الثاني لبني إسرائيل على يد الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) وأصحابه، حيث سينجو ويبقى المسالمون منهم، ويقوم الإمام (عجَّل الله فرجه) بهدايتهم ومحاججتهم بالتوراة الصحيحة، ويساعد الإمام (عجَّل الله فرجه) في هدايتهم وهداية المسيحيين نبي الله عيسى (عليه السلام) بعد نزوله من السماء إلى الأرض لهدايتهم، فيكون لهم قوله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ﴾ بهدايتكم.
ثم يتوعدهم الله (عزَّ وجلَّ) بعقوبة أخرى إن قاموا بإفسادٍ آخر بعد الإفساد الثاني بقوله تعالى: ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً﴾.

والحمد لله رَبِّ العالمين

الهوامش:

(1) ثواب الأعمال للصدوق: 399.
(2) كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه: 541.
(3) كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري: 8.
(4) تفسير البغوي 2: 284 - 285؛ وتفسير الآلوسي 10: 82.
(5) البداية والنهاية لابن كثير 2، فصل في خروجه (عليه السلام) مع عمّه أبي طالب إلى الشام.
(6) التبيان - الشيخ الطوسي 6: 448.
(7) تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي 2: 360؛ والكشاف للزمخشري 2: 438.
(8) التبيان - الشيخ الطوسي 6: 448.
(9) نبوخذ نصر كان أعظم ملوك الكلدانيين، وملك في بابل من سنة 604 إلى سنة 561 ق م، وقد وصف بالقوة والبأس، وعدّ من أبطال التاريخ في الشرق، وجاء ذكره في التوراة كثيراً لأنه عاقب الأُمم الغربية عقاباً شديداً، وهاجم اليهود - سكان مملكة يهوذا الصغيرة - هجوماً صاعقاً بعد أن أجلى أكثرهم إلى بابل ودمَّر عاصمتهم أورشليم تدميراً شديداً. [التوحيد - المفضل بن عمر الجعفي، هامش ص115].
(10) تفسير الميزان - السيد الطباطبائي 13: 39.
(11) تفسير الميزان - السيد الطباطبائي 13: 41.
(12) تفسير علي بن إبراهيم 2: 114.
(13) تفسير القمي 1: مقدمة المصحح 15.
(14) معجم رجال الحديث 12: 212.

البحوث والمقالات : ٢٠٢١/٠٥/٢٠ : ٤.٠ K : ٠
: السيد باسم الصافي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.