البحوث والمقالات

(٧٣٦) السيدة نرجس (عليها السلام) - شبهات وردود

السيدة نرجس (عليها السلام) - شبهات وردود

الشيخ علي الفياض

المقدمة:
لا يخفى أن من الأساليب المتبعة لدى البعض في نقد عقيدتنا في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) هو إثارة التساؤلات والشكوك والشبهات حول أُم الإمام السيدة نرجس (عليها السلام)، فكان هذا البحث في الدفاع عن هذه السيدة الجليلة (عليها السلام).
وفي التمهيد ذكرنا الأقوال في أصلها، ورجحنا القول الأول وهو قدومها من بلاد الروم.
وحاولنا جمع كل ما أثير حولها (عليها السلام) من شبهات، فكان المهم منها عشرة، وقد ذكرنا الأجوبة التي قيلت وبشكل موجز ليناسب البحث.
وهناك تساؤلات أخرى لم نذكرها إمّا لأنها لا تستحق الرد، أو لأن الأسلوب المتَّبع في طرحها هو أسلوب السب والشتم والتهريج، وهي حرفة العاجز.
أصل السيدة نرجس (عليها السلام):
تختلف الروايات والآراء في بيان أصل السيدة نرجس (عليها السلام) ومن أين قدمت، أو أين كانت، وفي ذلك يمكن ذكر الأقوال التالية:
القول الأول: من بلاد الروم:
الرأي المشهور يقول إن السيدة نرجس (عليها السلام) أصلها من الروم، وهذا الرأي يعتمد على النصوص الواردة في هذا المجال، وأن اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، ذكر ذلك كل من الشيخ الصدوق(1)، والشيخ الطبري(2)، والشيخ الطوسي(3).
وتنص هذه الرواية المشهورة، على أنها (عليها السلام) جاءت من بلاد الروم عندما حصلت حرب بين المسلمين والروم ووقعت في الأسر، ومن ثم بيعت في سوق النخاسين ببغداد واشتراها بشر بن سليمان النخاس وهو الشخص الذي أرسله الإمام الهادي (عليه السلام) من سامراء إلى بغداد لهذا الغرض، ثم أخذها إلى سامراء حيث بيت الإمام الهادي (عليه السلام) وسلَّمها إلى السيدة حكيمة (عليها السلام) لتعلمها الأحكام الشرعية.
وأيضاً توجد رواية للفضل بن شاذان تنص على أن أصل السيدة نرجس (عليها السلام) من الروم(4).
القول الثاني: ولدت في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام):
وهذا الرأي يختلف عن سابقه حيث يصرح بولادة السيدة نرجس (عليها السلام) في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام)، وأول من نقل ذلك فيما نعلم هو الشيخ حسين عبد الوهاب في كتابه (عيون المعجزات) حيث يقول:
(قرأت في كتب كثيرة بروايات كثيرة صحيحة أنه كان لحكيمة بنت أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) جارية ولدت في بيتها وربَّتها، وكانت تسمّى نرجس، فلما كبرت دخل أبو محمد فنظر إليها، فقالت له عمته حكيمة: أراك يا سيدي تنظر إليها، فقال (عليه السلام): «إني ما نظرت إليها متعجباً، أما أن المولود الكريم على الله يكون منها»، ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن أباه (عليه السلام) في دفعها إليه، فقلت، فأمرها بذلك)(5).
وقال الشيخ الصدوق بسند ينتهي إلى محمد بن عبد الله الطهوي: (قصدت حكيمة بنت محمد (عليه السلام)... قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي... فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: «استأذني في ذلك أبي (عليه السلام)»،...)(6).
وهذه الرواية تدل على أن السيدة نرجس (عليها السلام) كانت في بيت حكيمة، وأنها ملك لها وإن كانت رواية الشيخ الصدوق لا تصرح بالولادة في بيتها.
وقال الشيخ المسعودي: (إن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) كانت لها جارية ولدت في بيتها وربَّتها تسمى نرجس، فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد (عليه السلام) فنظر إليها فأعجبته... ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه...)(7).
والرواية تصرح بالولادة في بيت حكيمة وأنها ربَّتها وأعطتها الإمام الهادي (عليها السلام) ووهبتها إلى الإمام العسكري (عليه السلام).
ونقل كلام المسعودي صاحب أعيان الشيعة قال: (قال المسعودي في كتاب إثبات الوصية: روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) كانت لها جارية ولدت في بيتها وربَّتها تسمى نرجس...)(8).
وروى المحدث البحراني في مدينة المعاجز نقلاً عن الطبري: (... وأنه كان عندي صبية يقال لها نرجس وكنت أربيها من بين الجواري ولا يلي تربيتها غيري...)(9)، وهو حياوي من جهة الولادة في بيتها، وإن كان فيه إشعار لذلك بملاحظة (كان عندي صبية) فهي منذ صغرها في بيتها.
القول الثالث: من النوبة في السودان:
إن القول بأن أُم القائم (عليه السلام) كان أصلها من بلاد النوبة في السودان هو قول ضعيف لأن من قال بذلك اعتمد على رواية القافة(10)، حيث ورد التعبير فيها: «... بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبة الطيبة المنتجبة الرحم...»، التي قد يفهم فيها أن المقصود هي أُم القائم (عليها السلام)، ولكن التحقيق أن الوصف هذا وارد في أُم الإمام الجواد (عليه السلام)، ولغرض التوضيح ننقل الرواية الطويلة بتمامها:
روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعاً، عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي قال: سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، فقال له الحسن: إي والله جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته، فقال علي بن جعفر: إي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن: جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم؟
قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قط حائل اللون(11)، فقال لهم الرضا (عليه السلام): «هو ابني»، قالوا: فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد قضى بالقافة فبيننا وبينك القافة، قال: «ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم».
فلما جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا (عليه السلام) وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاءوا بأبي جعفر (عليه السلام) فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب، ولكن هذا عم أبيه، وهذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذه عمته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن (عليه السلام) قالوا: هذا أبوه.
قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر (عليه السلام) ثم قلت له: أشهد أنك إمامي عند الله، فبكى الرضا (عليه السلام)، ثم قال: «يا عم، ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبية الطيبة الفم، المنتجبة الرحم، ويلهم لعن الله الأعيبس(12) وذريته، صاحب الفتنة، ويقتلهم سنين وشهوراً وأياماً يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً مصبرة، وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة، يقال: مات أو هلك، أي واد سلك، أفيكون هذا يا عم إلّا مني»، فقلت: صدقت جعلت فداك(13).
وبعد ذكر الرواية يتَّضح أن المقصود بـ«النوبية الطيبة» هنا، هي أُم الإمام الجواد (عليه السلام)، وأمّا المقصود بالابن فيمكن القول إن فيه احتمالان هو الابن المباشر وهو الإمام الجواد (عليه السلام) وهذا يتناسب مع سياق الرواية.
والثانية الابن بواسطة وهو الإمام القائم (عجَّل الله فرجه) وهو يتناسب مع الفقرة البعدية من الرواية «ويقتلهم سنين»، وتكون أُم الإمام الجواد (عليه السلام) أمًّا للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) باعتبارها جدة.
قال في معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه): (المقصود بـ(ابن خيرة الإماء النوبية) الإمام الجواد (عليه السلام) الذي ورد في وصفه أنه يميل إلى السمرة...)(14).
وقال في المعجم الموضوعي: (... ورد في تعبير (ابن خيرة الإماء) في حق الإمام المهدي (عليه السلام) وفي حق جده الإمام الجواد (عليه السلام) وأُمّه نوبية سوداء ݣ...)(15).
وقال العلامة المجلسي مضعفاً هذا القول، أي إن للقائم أُمًّا سوداء بقوله: (بيان قوله (عليه السلام): «ابن أَمَة سوداء» يخالف كثيراً من الأخبار التي وردت في وصف أُمِّه (عليه السلام) ظاهراً، إلّا أن يحمل على الأُم بالواسطة أو المربية)(16).
القول الرابع: من المدينة المنورة:
وهذا الرأي ضعيف أيضاً وهو يفترض أن أُم القائم (عجَّل الله فرجه) هي مريم بنت زيد العلوية أخت محمد بن زيد والحسن بن زيد الداعي بطبرستان وهما من المدينة المنورة، فيكون أصلها وولادتها في المدينة المنورة.
قال الشهيد الأول(17)، في الدروس: (أُمُّه صقيل، وقيل: نرجس، وقيل: مريم بنت زيد العلوية)(18).
وإذا رجعنا إلى المصادر التي قبل وقت الشهيد الأول لم نجد ذكراً لهذا الاسم إلّا من الخصيبي في كتابه (الهداية الكبرى) المتوفى سنة (334هـ)، حيث ذكر ذلك وضعَّفه، وذكر أن الصحيح في اسم السيدة هو (نرجس)، قال: (وأُمُّه صقيل، وقيل: نرجس، ويقال: سوسن، ويقال: مريم ابنه زيد أخت حسن ومحمد بن زيد الحسيني الداعي بطبرستان، وأن التشبيه وقع على الحواري أُمّهات الأولاد والمشهور الصحيح: نرجس...)(19).
وأمّا الحسن بن زيد فهو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني الزيدي الملقب بالداعي الخارج بطبرستان، ولد ونشأ في المدينة ثم أقام بالعراق فضاقت عليه الأمور هناك، فقصد بلاد الديلم وأسلم على يده جماعة وسكن الري، ولما كثر ظلم محمد بن أوس البلخي في طبرستان كتب هو إلى الحسن يبايعونه على أن يحكم فيهم بالعدل والإنصاف ويسير بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي (عليه السلام)، فجاءهم وزحف بهم فاستولى على طبرستان وكثر جيشه، فملك جرجان ونواحيها، ثم دخل الري بعد هزيمة جيوش المستعين العباسي ودعا إلى الرضا من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، واستمر ملكه عشرين سنة وتوفي بطبرستان سنة (270هـ)(20).
وأمّا أُم الحسن بن زيد، فهي آمنة بنت عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين (عليه السلام)(21).
والمفروض أن مريم بنت زيد العلوية هي بنت لها وفي حدود تتبعنا لم نعثر في المصادر على بنت لآمنة أو لزيد بهذا الاسم، وهذا يضعف هذا الرأي كون أُم القائم (عجَّل الله فرجه) هي مريم بنت زيد، وقد ذكر أيضاً في المصادر أن ختن الحسن بن زيد الداعي الكبير هو أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم(22)، والختن(23) هو زوج البنت أو زوج الأخت.
فلو كان الإمام العسكري (عليه السلام) ختنا للحسن بن زيد لذكرته المصادر التاريخية ولم تهمله، وكيف تهمل مثل هكذا شرط ولم تنقله، وهذا يجعلنا في اطمئنان أن مريم بنت زيد - إنْ وجدت - فهي ليست أُمًّا للقائم (عجَّل الله فرجه).
الخلاصة:
وأنه يوجد أربعة أقوال في أصل السيدة نرجس (عليها السلام):
الأول: المشهور أنه من بلاد الروم وهو الراجح لاشتهار رواية محمد بن بشر الشيباني واعتضادها بروايتين للفضل بن شاذان.
وأمّا الثاني: هو كونها ولدت في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام)، فيأتي في المرتبة الثانية لتضعيفه من قبل المتقدمين كما ذكرنا.
وأمّا الثالث: وكونها من النوبة فقد تقدمت مناقشته.
وكذا الرابع: القائل بأنها مريم بنت زيد العلوية لا يمكن المصير إليه لما تقدم.
الشبهات والإشكالات المثارة حول السيدة نرجس (عليها السلام):
الإشكال الأول:
إن إسلامها (عليها السلام) وزواجها كان في عالم الرؤيا(24)، وهو مما لا يمكن الاعتراف بشرعيته وقانونيته.
الجواب:
إن هذا الحديث وإن كان يشير إلى حصول الخطبة والزواج في عالم الرؤيا، إلّا أنه بنفسه - أي الحديث - يذكر أنه تحقق في الواقع وأنها أصبحت مسلمة في عالم اليقظة، لاحظ حوارها مع الإمام الهادي (عليه السلام) حيث يقول: «... كيف أراك الله عزَّ الإسلام وذل النصرانية، وشرف أهل بيت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)»؟
قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟(25).
فإن تصريح الإمام (عليه السلام) بأن الله أراها الإسلام واعترافها هي برسالة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدل على إسلامها(26)، وأمّا زواجها فقد تم بإنشاء الإمام الهادي (عليه السلام) حيث يقول لأخته السيدة حكيمة: «... يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلِّميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد وأُم القائم (عليه السلام)...»(27).
الإشكال الثاني:
إن حديث بشر النخاس دال على تساقط الصلبان والأعمدة من دون سبب ظاهر(28).
الجواب:
يمكن استظهار سببين معقولين على هذه الحادثة:
أحدهما: استنكار بقاء هؤلاء على الدين المسيحي، مما يستدعي حصول هذا التساقط كإنذار لهم.
ثانيهما: استنكار زواج هذه المرأة من ابن عمها، فإنها مقدَّرة في علم الله تعالى أن تكون زوجة للإمام العسكري (عليه السلام) وأُمًّا لصاحب الزمان (عجَّل الله فرجه)(29).
ومن الراجح أن يكون زلزال القصر قد حدث كرامةً وإعجازاً للسيدة نرجس (عليها السلام) وليس كنتيجة طبيعية لوقوع زلازل في عدة مدن، على أننا وإن استظهرنا وجود سبب مادي للحادثة، فهذا لا يعني الجزم به، وليس العجز عن تفسير حادثة تساقط الصلبان الأعمدة بضار فيما نعتقده في أمر أُم الإمام (عجَّل الله فرجه).
الإشكال الثالث:
وجود تنافي في الرواية، فإنها تنص في أولها على أن الإمام الهادي (عليه السلام) هو الذي كتب الكتاب حيث يقول بشر النخاس: (... فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت عليه... فكتب كتاباً ملصقاً بخطٍ رومي ولغةٍ رومية، وطبع عليه بخاتمه...)(30)، بينما تدل بعد ذلك أن كاتبه هو الإمام العسكري (عليه السلام) حيث قالت الرواية: (... فدخل عليهم محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع فتية وعدة من بنيه، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول: يا روح الله إني جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد صاحب هذا الكتاب...)(31).
الجواب:
أولاً: أن الرواية دلَّت على أن الكاتب هو الإمام الهادي (عليه السلام) ولكن الجارية كانت تتوهم أن كاتبه هو الإمام العسكري (عليه السلام)(32).
وثانياً: أن رواية الشيخ الطوسي لا يوجد فيها هذا التنافي بل فيها تصريح أن صاحب الكتاب هو الإمام الهادي (عليه السلام) حيث ورد في الفقرة الثانية: (وأومأ بيده إلى أبي محمد (عليه السلام) ابن صاحب هذا الكتاب)(33).
الإشكال الرابع:
هو إشكال على رواية محمد بن بحر الشيباني(34) ويقول الإشكال: إن الرواية تضمنت علم الإمام الهادي (عليه السلام) بالغيب مع أن الغيب لا يعلمه إلّا الله تعالى.
الجواب:
لا ندَّعي أن الإمام يعلم بالغيب مباشرة ومن دون تعليم إلهي، ولكن إذا أراد أن يعلم شيئاً أعلمه الله تعالى، وقد نطقت بذلك الأخبار، فعلم المعصوم يأتي في طول العلم الإلهي لا في عرضه لكي يستلزم محذور الاستقلالية، أي أن الإمام (عليه السلام) لا يعلمه بنفسه ولكن بتعليم منه تعالى، يدل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ (الجن: 26-27).
ومن الروايات ما ورد عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإمام، يعلم الغيب؟ فقال: «لا، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك»(35).
الإشكال الخامس:
إن الإيمان بمضمون الرواية يتوقف على الإيمان بالأحلام ومما لا شك.
الجواب:
إن الخرافة هي الفكرة القائمة على مجرد التخيلات دون الحصول في الواقع وأن ما ذكر في الرواية صار مطابقاً للواقع فالمدار ليس على ما في الحلم وإنما على التحقق الخارجي.
ثانياً: يمكن القول إن البعض من الرؤيا تكون صادقة ولا بأس أن نذكر هنا بعضاً من الروايات الواردة حول الرؤيا الصادقة:
1 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءاً من أجزاء النبوة»(36).
2 - عن معمر بن خلاد، عن الرضا (عليه السلام) قال: «إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا»(37)،(38)، وفيها دلالة على أهمية الرؤيا وكون البعض منها صادقاً.
3 - عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رجل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قول الله تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ [يونس: 64]، قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه»(39).
4 - عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله تعالى للمؤمن، وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام»(40).
ثالثاً: الرؤيا في الرواية يمكن حملها على نحو من الرمزية والإشارة إلى الإلهام بقرينة الانطباق السريع والدقيق الحاصل بعد ذلك.
إشكالات الدكتور جاسم حسين:
ذكر الدكتور جاسم حسين في كتابه الغيبة(41)، عدة إشكالات حول رواية محمد بن بحر الشيباني(42) خصوصاً الجزء الأخير منها ننقلها هنا مع جوابنا عليها.
الإشكال السادس:
لا توجد معركة كبيرة بين العباسيين والبيزنطيين بعد سنة (242هـ)، وأيضاً لا توجد مؤشرات في المصادر على أن إمبراطور الروم أراد أو قام بتحرير حفيدته.
وهذا الإشكال يحتوي على نقطتين:
النقطة الأولى: نفى حصول معركة كبيرة بعد سنة (242هـ).
النقطة الثانية: لا توجد مؤشرات على أن الإمبراطور أراد أو قام بتحرير حفيدته من العباسيين.
ونقدم الإجابة على النقطة الثانية.
فنقول:
1 - إن عدم العثور في المصادر على مؤشرات أن إمبراطور الروم قام بطلب الفداء لحفيدته نرجس، هذا لا يعني عدم وجود ذلك، فكما يقال عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
فالدكتور جاسم حسين لم يعثر على مؤشر، ولكن من قال لا يوجد أي مؤشر؟
ومن قال إنه استقصى جميع المصادر التاريخية؟
2 - لو تنزلنا وقلنا: لا يوجد مؤشر على طلب الفداء، وأن ملك الروم لم يطلب، وربما يكون هذا لأسباب وموانع من قبيل أنه كان يراها قتلت، أو لأجل مانع لا نعلمه وعلى أي حال أن الطعن في الرواية من هذا الجانب نراه ضعيفاً جداً.
والآن نرجع إلى النقطة الأولى: وقد حققنا وقوع معارك بين الروم والعباسيين ووجدنا وقوع معركة في التاريخ المذكور.
متى وقعت المعركة؟
ينفي الدكتور جاسم حسين وقوع حرب كبيرة بعد (242هـ)، وفي مقام الإجابة نقول لا يشترط أن تكون الحرب كبيرة وعظيمة حتى يحصل فيها أسر، بل يمكن من وقوع بعض الغزوات حصول ذلك، وعلى أي حال توجد في المصادر التاريخية عدة غزوات ومعارك ومناوشات حصلت بين المسلمين من جهة وبين الروم البيزنطيين من جهة أخرى، وليس بالضرورة أن تقع الحرب بعد سنة (242هـ)، فيمكن أن تكون قبل ذلك، ويقع الأسر غايته سوف تكون فترة بقاء السيدة نرجس (عليها السلام) في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام) فترة طويلة، وهذا لا يشكل مانعاً.
الاحتمال الأول: أن المعركة وقعت سنة (242هـ):
ذكر الطبري في أحداث سنة (242هـ) قال: (خرجت الروم من ناحية شمشاط بعد خروج علي بن يحيى الأرمني(43)، من الصائفة حتى قاربوا آمد ثم خرجوا من الثغور الجزرية فانتهبوا عدة قرى وأسروا نحواً من عشرة آلاف إنسان، وكان دخولهم من ناحية إبريق قرية قربياس ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم فخرج قربياس وعمر بن عبد الله الأقطع وقوم من المتطوعة في إثرهم فلم يلحقوا منهم أحداً، فكتب إلى علي بن يحيى أن يسير إلى بلادهم شاتيا)(44).
الاحتمال الثاني: أنها وقعت سنة (245هـ):
قال الطبري في أحداث سنة (245هـ): (وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا وسبوا نحواً من خمسمائة وغزا علي بن يحيى الأرمني والصائفة)(45)،(46).
وكذلك قال ابن الجوزي في أحداث سنة (245هـ)(47).
وأيضاً ابن الأثير قاله في حوادث (245هـ)(48).
وكذا نقل الذهبي في أحداث نفس السنة(49).
وقال ابن خلدون: (وفي سنة خمس وأربعين أغارت الروم على سميساط فغنموا، وغزا علي بن يحيى الأرميني بالصائفة كركرة وانتقض أهلها على بطريقهم فقبضوا عليه وسلموه إلى بعض موالي المتوكل فأطلق ملك الروم في فداء البطريق ألف أسير من المسلمين)(50).
الاحتمال الثالث: أنها وقعت سنة (246هـ):
قال الطبري في تاريخه: (ثم دخلت سنة (246هـ)... فمن ذلك غزو عمر بن عبد الله الأقطع الصائفة فأخرج سبعة آلاف رأس وغزوة قربياس، فأخرج خمسة آلاف رأس، وغزو الفضل بن قارن بحراً في عشرين مركباً فافتتح حصن أنطاكية، وغزوة بلكاجور فغنم وسّبى، وغزو علي بن يحيى الأرمني الصائفة فأخرج خمسة آلاف رأس ومن الدواب والرمك والحمير نحواً من عشرة آلاف...)(51).
وقال ابن الأثير في أحداث (246هـ): (وفيها غزا عمرو بن عبد الله الأقطع الصائفة فأخرج سبعة عشر ألفاً...)(52).
وقال ابن الجوزي قبل ذلك(53).
الاحتمال الرابع: أنها وقعت سنة (248هـ):
قال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة (248هـ): (في هذه السنة أغزى المنتصر وصيفاً التركي إلى بلاد الروم وكان سبب ذلك... وأمر وصيفاً أن يوازي ثغر ملطية... كتب إليه المنتصر يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين يغزو في أوقات الغزو منها... وفيها غزا الصائفة وصيف وكان مقيماً بالثغر الشامي فدخل بلاد الروم فافتتح حصن فرورية)(54).
وقال في موضع آخر: (ووصل إلى إفريقية خفاجة بن سفيان أميراً على صقلية، فوصل في جمادى الأولى سنة (248)، فأول سرية أخرجها سرية فيها ولده محمود فقصد سرقوسة(55)، فغنم وخرب وأحرق وخرجوا إليه فقاتلهم فظفر وعاد فاستأمن إليه أهل رغوس)(56).
الاحتمال الخامس: أنها في سنة (249هـ):
ذكر ابن الأثير في حوادث سنة (249هـ): (في هذه السنة غزا جعفر بن دينار الصائفة فافتتح حصناً ومطامير واستأذنه عمر بن عبيد الله الأقطع في المسير إلى بلاد الروم، فأذن له، فسار في خلق كثير من أهل ملطية، فلقيه الملك في جمع عظيم من الروم بمرج الأسقف، فحاربه محاربة شديدة قتل فيها من الفريقين خلق كثير.
ثم أحاطت به الروم وهم خمسون ألفاً، وقتل عمر وممن معه ألفان من المسلمين في منتصف رجب، فلما قتل عمر بن عبيد الله خرج الروم إلى الثغور الجزرية وكلبوا عليها وعلى أموال المسلمين وحرمهم فبلغ ذلك علي بن يحيى وهو قافل من أرمينية إلى ميافارقين في جماعة من أهلها ومن أهل السلسلة، فنفر إليهم فقتل في نحو من أربعمائة رجل وذلك في شهر رمضان)(57).
وقال اليعقوبي في تاريخه في أحداث سنة (249هـ): (وولى المستعين علي بن يحيى الأرمني أرمينية في هذه السنة... وأغارت الروم وتوسطت بلاد المسلمين... فلقي عسكر الروم، فقاتل قتالاً شديداً، فقتل، وأخذ الروم بدنه، وعدوه فتحاً عظيماً لما كان قد أشجاهم)(58).
وقال المسعودي (ت 346هـ) في مروج الذهب: (وكانت وفاة عمرو بن عبيد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني في سنة واحدة...، وذلك في (249هـ) في خلافة المستعين بالله... وقد كان عمرو بن عبيد الله غازياً في تلك السنة في الملطيين، فلقي ملك الروم في خمسين ألفاً)(59).
الاحتمال السادس: أنها في سنة (250هـ):
قال الطبري في تاريخه في حوادث سنة (250هـ): (وغزا الصائفة فيها بلكاجور...)(60).
الاحتمال السابع: أنها في سنة (251هـ):
قال الطبري في تاريخه في حوادث سنة (251هـ): (وفيها كانت لبلكاجور غزوة فتح فيما ذكر فيها مطمورة أصاب فيها غنيمة كثيرة وأسر جماعة من الأعلاج وورد بذلك على المستعين كتاب تاريخه يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة 251هـ...)(61).
الاحتمال الثامن: أنها في سنة (252هـ):
قال ابن الأثير في الكامل: (وفي سنة 252 سار خفاجة إلى سرقوسة ثم إلى جبل النار... ففتحها وسبى أهلها)(62).
الاحتمال التاسع: أنها في سنة (253هـ):
قال ابن الأثير: (وفي سنة 253 سار خفاجة من بلرم إلى مدينة سرقوسة وقطانية... وسارت سراياه إلى أرض صقلية فغنموا غنائم كثيرة...)(63).
الاحتمال العاشر: أنها في سنة (254هـ):
قال ابن الأثير: (وفي سنة 254 سار خفاجة... وسير ابنه محمد على الحراقات وسّير سرية إلى سرقوسة فغنموا وأتاهم الخبر أن بطريقاً قد سار من القسطنطينية في جمع كثير فوصل إلى صقلية فلقيه جمع من المسلمين فاقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم الروم وقتل منهم خلق كثير وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة ورحل خفاجة إلى سرقوسة...)(64).
الاحتمال الحادي عشر: أنها في سنة (255هـ):
قال ابن الأثير: (وفي سنة 255 سير خفاجة ابنه محمد إلى مدينة طبرسين (صقلية)... وشرعوا في السبي والغنائم)(65).
أي الاحتمالات أرجح:
بعد ذكر الاحتمالات حول السنة التي وقعت فيها الحرب بين المسلمين والروم ومن ثم تأسير السيدة نرجس (عليها السلام) يمكن القول بترجيح الاحتمال الخامس، أي وقوع الحرب سنة (249هـ) فإنه أقرب الاحتمالات للأسباب التالية:
1 - إنها حرب شديدة وقد قتل فيها خلق كثير ومقتل عمر بن عبد الله الأقطع.
2 - إن ملك الروم كان حاضراً في المعركة وهذا يتطابق مع رواية محمد بن بحر الشيباني التي يفهم منها بحضوره في المعركة(66).
3 - إن هذه السنة تتناسب مع كون عمر السيدة نرجس (عليها السلام) في سن الزواج أو قبل هذا السن بقليل حيث إن تاريخ زواجها من المحتمل أنه سنة (254هـ) على أبعد التقادير أو بدايات سنة (255هـ)، وذلك لأن عادة النساء الوضع والولادة بعد سنة بناءً على أن ولادة الحجة (عجَّل الله فرجه) حصلت سنة (255هـ) كما هو الأشهر.
الإشكال السابع:
الرواية لم يشر إليها القمي(67) والنوبختي(68) والكليني والمسعودي المعاصرون للراوي محمد بن بحر الشيباني(69) إضافة إلى اتهام الشيباني بالغلو من قبل الكشي والنجاشي وابن داود(70).
الجواب: ضمن نقاط:
1 - أمّا أن الرواية لم يذكرها سعد بن عبد الله الأشعري القمي فإنه من علماء الكلام وكتابه يتحدث عن الفرق والاعتقادات، وليس هو كتاب حديث لتذكر فيه الروايات كما هو حال كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق الذي نقل الرواية، وليس من دأب علماء الكلام نقل الروايات سيما إذا كانت طويلة.
2 - إن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، وهل عدم نقل القمي لها، يعني أنها مكذوبة.
3 - أمّا الشيخ الكليني الذي اهتم بنقل الأصول والفروع فعدم نقله لهذه الرواية ربما يكون بسبب عدم وصولها إليه وليس كل شيء لم يذكره فهو غير صادر، فبعض الروايات لم ينقلها الشيخ الكليني، ومع ذلك فإذا ثبتت من خلال الكتب الأخرى تكون حجة يؤخذ بها.
4 - وأمّا المسعودي فإنه من المؤرخين وعدم ذكره للرواية لا يدل على عدم مجيء السيدة نرجس من تلك البلاد كما هو واضح، نعم المسعودي نقل رواية أخرى في ولادة السيدة نرجس وأنها ولدت في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام) وقد تقدم ذكر ذلك وبيان وجه الحال فيه.
5 - وأمّا اتِّهام الشيباني بالغلو فيمكن الإجابة عنه بما يلي:
أ - فإن الغلو هو تجاوز الحد والخروج عن القصد قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ (النساء: 177)، يطلق على من يقول في النبي والأئمة (عليهم السلام) بالألوهية أو أنهم شركاء في الخلق والرزق.
وله إطلاقات أخرى فيطلق على من يقول بنفي السهو عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكذا على الراوي الذي يبالغ في نقل معجزاتهم (عليهم السلام) وهذان الإطلاقان مقبولان، أي لا يشكلان مشكلة عقائدية، قال السيد الخوئي (قدّس سرّه): (على أن بعض أنواع الغلو يمكن القول به كما في نفي السهو عن الأئمة (عليهم السلام)).
ويظهر أن إطلاق الغلو على محمد بن بحر الشيباني كان بسبب نقله فضائل الأئمة (عليهم السلام) وقوله بتفضيلهم على الأنبياء والملائكة على الأنبياء، وإذا كان هذا السبب فهذا ليس فيه مشكلة عقائدية ولا يؤدي إلى ضعف في الراوي.
ب - إن ظاهر عبارة النجاشي إن الاتِّهام عليه بالغلو من البعض، وليس من النجاشي بل يظهر أن النجاشي يجيب عنها بأن رواياته وأحاديثه قريبة من السلامة، أي لا يوجد فيها غلو أو ارتفاع(71)، أو تفويض(72)، وأمّا ما رماه به الكشي من الغلو في ترجمة زرارة بن أعين فيبدو أن السبب هو تفضيله الأئمة (عليهم السلام) على الملائكة في الرسالة التي أوردها الشيخ الصدوق في العلل ونقلها الشيخ المجلسي في بحاره، وكيف ما كان، فإن الظاهر من كلمات الرجاليين أنه غير متهم بالكذب والخيانة فيصح الاعتماد عليه(73).
الإشكال الثامن:
إنها كانت تدين بالمسيحية وأن والديها مشركان؟
الجواب:
يمكن ذكر عدة أدلة على إسلامها (عليه السلام)(74) منها:
الدليل الأول: عبادتها:
تصرح النصوص الشريفة أن السيدة نرجس (عليها السلام) كانت تمارس العبادة الإسلامية من وضوء وصلاة وغيرها كما أنها تعلمت الأحكام الواجبة وغيرها من السيدة حكيمة (عليها السلام)، وهذا يدل على أنها كانت مسلمة، جاء في كمال الدين: (ثم قامت فصلت...)(75)، وفي كتاب الغيبة: (... ثم عادت فصلَّت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر...)(76)، وقال الإمام الهادي (عليه السلام) للسيدة حكيمة: «يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلِّميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عليه السلام)»(77).
الدليل الثاني: الوضوح عند الإمامية:
هناك وضوح عند الإمامية على إسلام أُمِّ الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فلم يثبت عندهم مخالف في هذه المسألة، فالإمامية لم يعهد عنهم أنها (عليها السلام) بقيت على نصرانيتها أو أنها مشركة، ولو كان هذا الأمر معروفاً لكان بائناً.
الدليل الثالث: طهارة أرحام أُمَّهات الأئمة (عليهم السلام):
ما دلَّ على أن أُمَّهات الأئمة (عليهم السلام) أرحامهم طاهرة حيث ورد في زيارة أئمة البقيع (عليهم السلام): «... لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب المطهرين وينقلكم في أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، و لم تشرك فيكم فتن الأهواء، طبتم وطاب منبتكم»(78)، فإن الفقرات «أصلاب المطهرين» و«أرحام المطهرات» و«لم تدنسكم» و«طاب منبتكم»، تدل على طهارة أُمَّهات الأئمة (عليهم السلام) من الكفر وكذا السفاح.
ويمكن القول إنها تدل على إسلامها ولو بالمعنى الأعم، أي بمعنى ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ (الحج: 78)، وقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (البقرة: 131)، فيدل على إسلام السيدة نرجس (عليها السلام) ولو بالمعنى الأعم للإسلام.
وأيضاً ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): «... أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها...»(79)، وقوله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ (الشعراء: 219)، حيث نقل عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: «ونقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية»(80)، وقد اختلف في تفسير معنى الطهارة فقيل بأنها تنزيه الأمهات عن السفاح، وقيل بأنها تنزيه الظهور والبطون عن الشرك(81)، إذ لو كان أحد الآباء مشركاً لما استحق أن يوصف بالطهارة لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ (التوبة: 28).
وأيضاً يدل على ذلك قول الإمام الباقر (عليه السلام): «... ثم أودعنا بذلك النور صلب آدم (عليه السلام)، فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام من صلب إلى صلب...»(82)، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «... ثم قذفنا في صلب آدم ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر...»(83).
وأيضاً ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ما زلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات...»(84).
الدليل الرابع: استحباب اختيار المرضعة المسلمة:
يستحب للإنسان المسلم أن يختار لوليده المرضعة المسلمة، كما صرَّح بذلك الأصحاب، ومن البعيد جداً أن المعصوم - وهنا الإمام العسكري (عليه السلام) - أن يختار مرضعة غير مسلمة، لذا لابد أن تكون المرضعة التي اختارها - وهي زوجته السيدة نرجس (عليها السلام) - مسلمة، وهذا خير دليل على إسلامها (عليها السلام). وتشير الرواية إلى انحصار المرضعة في السيدة نرجس (عليها السلام) ولم تكن للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) مرضعة غيرها.
قالت السيدة حكيمة (عليها السلام): (... فتناولته أُمُّه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمد (عليه السلام) والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها، فقال له: «احمله واحفظه وردّه إلينا في كل أربعين يوماً»، فتناوله الطير وطار به في جو السماء وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: «أستودعك الله الذي أودعته أُم موسى، موسى»، فبكت نرجس فقال لها: «اسكتي فإن الرضاع محرَّم عليه إلّا من ثديك، وسيعاد إليك كما ردّ موسى إلى أُمّه، وذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾»(85).
ولننقل هنا بعض كلمات الأصحاب التي صرَّحت باستحباب اختيار المرأة المسلمة للرضاعة:
1 - قال العلامة الحلي في تذكرة الفقهاء: (يستحب ارتضاع العفيفة العاقلة المسلمة الوضيئة الحسنة. لما رواه محمد بن مروان عن الباقر (عليه السلام)، قال: قال لي: «استرضع لولدك بلبن الحسان، وإياك والقباح، فإن اللبن قد يعدى»(86).
2 - قال العلامة الحلي في تبصرة المتعلمين: (ويستحب اختيار المسلمة الوضيئة العفيفة العاقلة للرضاع)(87).
3 - قال الشهيد الثاني في الروضة البهية: ((ويستحب في) الاسترضاع (اختيار) المرضعة (العاقلة المسلمة العفيفة الوضيئة) الحسنة (للرضاع)، لأن الرضاع مؤثر على الطباع، والأخلاق، والصورة...)(88).
الدليل الخامس: الدفن في بيت الإمامين العسكريين (عليهما السلام):
من الأحكام المجمع عليها هو أنه لا يجوز دفن غير المسلم في مقبرة المسلمين، ومن الثابت تاريخياً أن السيدة نرجس (عليها السلام) دفنت في بيت الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام)، فلو كانت غير مسلمة فلم يصح دفنها في هذه البقعة الطاهرة.
قال في أعيان الشيعة: (وكان طريق السرداب ودرجه من داخل حرم العسكريين (عليهما السلام) قريباً من قبر نرجس أُم المهدي (عجَّل الله فرجه))(89).
ولننقل هنا نماذج من كلمات الفقهاء والدالة على عدم جواز دفن غير المسلم في مقبرة المسلمين:
1 - قال العلامة الحلي: (ولا يدفن في مقبرة المسلمين غيرهم إلّا الذمية الحامل من المسلم، فيستدبر بها القبلة)(90).
2 - وقال الشهيد الأول: (أجمع العلماء على أنه لا يجوز أن يدفن في مقابر المسلمين كافر لئلا يتأذى المسلمون بعذابهم، ولأنها إن كانت وقفاً ففيه إخراج له عن شرطه ولأنه أنسب بتعظيم المسلم)(91).
3 - وقال المحقق الكركي: (لا يجوز أن يدفن في مقبرة المسلمين غيرهم من الكفار على اختلاف أنواعهم، كما لا يجوز تغسيلهم وتكفينهم...)(92).
الدليل السادس: ولادتها في بيت السيدة حكيمة على قول:
بناءً على من يقول إن السيدة نرجس (عليها السلام) ولدت في بيت السيدة حكيمة (عليها السلام)، فإن مسألة إسلامها تكون واضحة، إذ تكون قد ولدت في بيت من بيوتات أولاد الأئمة (عليهم السلام).
الدليل السابع: وجودها في بيت ثلاثة من الأئمة (عليهم السلام):
إن السيدة نرجس (عليها السلام) عاشت في بيت ثلاثة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهم الإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ومن البعيد جداً أن تكون غير متأثرة بأجواء هذا البيت ولا تكون مسلمة.
الإشكال التاسع:
هناك تناقض بين كونها أَمَة سوداء، وبين كونها رومية؟
الجواب:
وهنا ننقل جواب العلامة المجلسي ݥ وهو يعلق على رواية الشيخ النعماني(93)، حيث يقول: (قوله (عليه السلام): «ابن أمة سوداء» يخالف كثيراً من الأخبار التي وردت في وصف أُمِّه (عليه السلام) ظاهراً، إلّا أن يحمل على الأُم بالواسطة أو المربية)(94).
ولعل المقصود بالأُم بالواسطة هي السيدة خيزران(95) أُم الإمام الجواد (عليهما السلام)(96).
الإشكال العاشر:
إن السيدة نرجس (عليها السلام) حملت بالإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ولكن كان حملها في الجنب، وليس في البطن وأنه (عجَّل الله فرجه) ولد من الفخذ(97).
الجواب:
هذا الإشكال مأخوذ من الرواية القائلة على لسان الإمام العسكري (عليه السلام): «... إنّا معاشر الأوصياء، لسنا نحمل في البطون وإنما نحمل في الجفون، ولا نخرج من الأرحام، وإنما نخرج من الفخذ ولا يمكن من أمهاتنا لأننا نور الله لا تناله الدانسات...»(98).
1 - هذه الفقرة من الرواية وردت كزيارة تفرد بها الحسين بن حمدان الخصيبي ولم تذكر في رواية كمال الدين.
2 - ورد أن السيدة مريم (عليها السلام) أيضاً أنها ولدت عيسى (عليه السلام) من الفخذ(99)، فإذا قبلناه هناك فلنقبله هنا.
3 - يوجد تعليل في الرواية يذكر السبب، وأن سبب الولادة من الفخذ لكي لا يدنسوا (عليهم السلام) بالنجاسات، حيث إن الولادة الطبيعية تكون مصحوبة بالدم الذي هو نجس ظاهراً، ولأنهم أنوار الله تعالى فلا يمكن أن ينجسهم دم الولادة.
4 - الرواية تنص على حصول معجزة من الله تعالى كرامة لهذا المولود الطاهر، لذا من الممكن مخالفة العادة والقوانين لأنها معجزة.
5 - لو سلَّمنا عدم الأخذ بهذه الرواية فإنه لا يترتب عليه أثر، فالولادة حاصلة على كل حال.

الهوامش:

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 417.
(2) دلائل الإمامة: 492.
(3) الغيبة للشيخ الطوسي: 208.
(4) مختصر إثبات الرجعة: ج9، ح11، المطبوع في مجلة تراثنا العدد15/211-212.
(5) عيون المعجزات: 127.
(6) كمال الدين وتمام النعمة: 426-430.
(7) إثبات الوصية: 272.
(8) أعيان الشيعة: 6/217.
(9) مدينة المعاجز 8/34.
(10) القافة: جمع القائف وهو الذي يعرف الآثار والأشياء ويحكم بالنسب.
(11) الحائل: المتغير اللون.
(12) (ويلهم) أي ويل لبني العباس، و(الاعيبس) مصغر الأعبس وهو كناية عن العباس لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس أو هو من باب القلب والمستتر في تقتلهم للذرية (راجع كتاب الوافي 2/380).
(13) الكافي: ج2، ص322-323.
(14) معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه): ج4، ص158.
(15) المعجم الموضوعي: ص774.
(16) بحار الأنوار: ج51، ص219.
(17) محمد بن مكي العاملي (734-786) هو المحقق الجليل المتضلع في الفقه المعروف بإمام الفقه، من مصنفاته كتاب (الذكرى) و(الدروس الشرعية في فقه الإمامية) و(غاية المراد في شرح نكت الإرشاد) و(اللمعة الدمشقية) وغيرها (موسوعة طبقات الفقهاء (المقدمة): ج2، ص330).
(18) الدروس الشرعية في فقه الإمامية: ج2، ص16.
(19) الهداية الكبرى: ص328.
(20) موسوعة طبقات الفقهاء: ج3، ص185.
(21) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب - ابن عتبه: ق828/316.
(22) عمدة الطالب: 96.
(23) قال في لسان العرب: 13/138.
(24) تقول السيدة نرجس (عليها السلام): (... إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقواد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهو ملكه عرشاً مسوغاً من أصناف الجواهر إلى صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض، وتقوضت الأعمدة فانهارت إلى القرار، وخرَّ الصاعد من العرش مغشياً عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة، وارتعدت فرائصهم... فأريت في تلك الليلة كان المسيح والشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي... فدخل عليهم محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع فتية وعدة من بنيه فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول: يا روح الله إني جئتك خاطباً... - إلى أن يقول: - وخطب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وزوجني وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد بنوا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والحواريون، فلما استيقظت من نومي...). [كمال الدين وتمام النعمة: 420].
(25) كمال الدين وتمام النعمة: 423.
(26) هنا نشير فقط إلى عناوين الأدلة على إسلامها (عليها السلام)، وللمزيد من التفصيل يمكن مراجعة مقالة (تمام الكلام في إسلام أُم الإمام (عجَّل الله فرجه)) للشيخ حميد الوائلي، أما الأدلة فهي:
أ - الوضوح عند الإمامية.
ب - عبادتها من صلاة وغيرها.
ج - طهارة أرحام أُمَّهات الأئمة (عليهم السلام).
د - استحباب اختيار المرضعة المسلمة.
هـ - دفنها في بيت الإمامين العسكريين (عليهما السلام).
و - وجودها في بيت ثلاثة من الأئمة: الإمام الهادي والعسكري والمهدي (عليهم السلام).
(27) كمال الدين وتمام النعمة: 423.
(28) المصدر السابق.
(29) تاريخ الغيبة الصغرى: ص252 (ذكرناه مختصراً).
(30) كمال الدين وتمام النعمة: 419.
(31) المصدر نفسه: 421.
(32) تاريخ الغيبة الصغرى: ص253 (ذكرناه مختصراً).
(33) الغيبة للشيخ الطوسي: 211.
(34) في الرواية أن الإمام الهادي (عليه السلام) يخبر بشر النخاس بأمور مستقبلية غيبية: «... واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا وبرزن الجواري منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فاشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية، فاعلم أنها تقول: واهتك ستراه...» [كمال الدين وتمام النعمة: 419].
(35) الكافي 1/257.
(36) الكافي 26/546.
(37) تقول السيدة نرجس (عليها السلام): (... فرأيت أيضاً بعد أربع ليال كأن سيدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد (عليه السلام)، فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت لي سيدة النساء (عليها السلام): إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى، وهذه أختي مريم تبرأ إلى تعالى من دينك، فإن ملت إلى رضا الله (عزَّ وجلَّ) ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمد إياك فتقولي: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن - أبي - محمداً رسول الله، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها فطيبت لي نفسي...) [كمال الدين وتمام النعمة: 422].
(38) الوافي 26/547.
(39) الوافي 26/547 - 548.
(40) الوافي 26/ 548.
(41) الغيبة - د. جاسم حسين: ص64.
(42) يقول بشر النخاس: (... وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمد (عليه السلام) ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه...) [الغيبة للشيخ الطوسي: 213].
(43) علي بن يحيى الأرمني أبو الحسن: قائد من الأمراء في العصر العباسي، أصله من الأرمن، استعرب أبوه، فنشأ في بيئة عربية، وولي الثغور الشامية ثم أرمينية وأذربيجان ومصر، وكان شديد الوطأة على الروم، له فيهم غزوات وفتوح، وقتل في إحدى وقائعه معهم بالثغور الجزرية. (الأعلام غير الدين الزركلي 5/31).
(44) تاريخ الطبري 7/ 380 والصائفة هي الغزوة في الصيف (لسان العرب 9 / 201) وتطلق على غزوة الروم لانهم يغزون صيفا لمكان البرد والثلج.
(45) سميت غزوة الروم الصائفة لأن سنتهم أن يغزوا صيفاً ويغفل عنهم قبل الشتاء لمكان البرد والثلج (لسان العرب ابن منظور 9/202).
(46) تاريخ الطبري 7/378.
(47) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك/ ابن الجوزي 11/330.
(48) الكامل في التاريخ 7/89.
(49) تاريخ الإسلام 18/16.
(50) تاريخ ابن خلدون 3/278.
(51) تاريخ الطبري 7/388.
(52) الكامل في التاريخ 7/93.
(53) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك 11/340.
(54) الكامل في التاريخ7/11، وذكر هذا الاحتمال مركز الأبحاث العقائدية فراجع.
(55) مدينة في جزيرة صقلية.
(56) الكامل 7/106.
(57) الكامل 7/121.
(58) تاريخ اليعقوبي 2/496.
(59) مروج الذهب 4/125.
(60) تاريخ الطبري 7/434.
(61) تاريخ الطبري 7/476.
(62) الكامل 7/106.
(63) الكامل 7/106.
(64) الكامل 7/106.
(65) الكامل 7/106.
(66) يقول بشر النخاس مخاطباً السيدة نرجس (عليها السلام): (... فقلت لها: وكيف وقعت في الأسر؟ فقالت: أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسرب جيوشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا، ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم...) [كمال الدين وتمام النعمة: 422].
(67) يقصد بالقمي يعني سعد بن عبد الله الأشعري القمي المتوفى سنة (299هـ) أو بعدها بسنتين وهو صاحب كتاب المقالات والفرق وأسمائها وصنوفها (الذريعة 21 / 394).
(68) ويقصد بالنوبختي هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي المتوفى بعد الثلاثمائة وهو صاحب كتاب فرق الشيعة (الذريعة 16/179).
(69) محمد بن بحر الرهني أبو الحسين الشيباني ساكن نرماشير من أرض كرمان.
قال بعض أصحابنا: إنه كان في مذهبه ارتفاع، وحديثه قريب من السلامة.
ولا أدري من أين قيل ذلك.
له كتب، منها: كتاب البدع، كتاب البقاع، كتاب التقوى، كتاب الاتباع وترك المراء في القران، كتاب البرهان، كتاب الأول والعشرة، كتاب المتعة، كتاب القلائد، فيه كلام على مسائل الخلاف التي بيننا وبين المخالفين (رجال النجاشي: 384).
(70) الغيبة - د. جاسم حسين: ص65.
(71) الارتفاع هو التجاوز بالأئمة (عليهم السلام) إلى ما لا يجوز وهو قسم من الغلو.
(72) التفويض عبارة عن تسليم الأمر إلى الخلق ورده إليه وهو على وجهين أحدهما تفويض أمور الخلق إلى أنفسهم وهو الذي قال به القدرية، والوجه الثاني تفويض أمور الخلق إلى النبي والأئمة (عليهم السلام). (للمزيد راجع منهاج البراعة 4/358).
(73) مجموعة الرسائل للشيخ الصافي الكلبايكاني 2 /149.
(74) نقلنا الأدلة جلّها، ولكن بتصرف من مقالة (تمام الكلام في إسلام أُمِّ الإمام (عليهما السلام)) للشيخ حميد الوائلي.
(75) كمال الدين وتمام النعمة: 424.
(76) الغيبة للشيخ الطوسي: 235.
(77) كمال الدين وتمام النعمة: 423.
(78) الوافي: باب كيفية زيارة أئمة البقيع (عليهم السلام): 1376.
(79) مصباح المتهجد: 721.
(80) مستدرك سفينة البحار - الشاهرودي: ج1، ص42.
(81) عقيدة أبي طالب - السيد طالب الرفاعي: 93.
(82) بحار الأنوار: ج25، ص20.
(83) علل الشرائع: ج1، ص208-209.
(84) التفسير الكاشف: ج1، ص205.
(85) كمال الدين وتمام النعمة: 429.
(86) تذكرة الفقهاء: ج2، ص627.
(87) تبصره المتعلمين في أحكام الدين: 177.
(88) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: ج5، ص165.
(89) أعيان الشيعة: ج2، ص588.
(90) تبصرة المتعلمين في أحكام الدنيا: 31.
(91) ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة: ج2، ص42.
(92) جامع المقاصد: ج1، ص447.
(93) الغيبة للنعماني 166.
(94) بحار الأنوار 51/219.
(95) قد يظهر ذلك من رواية الكافي التي نقلناها في المقدمة في القول الثالث.
(96) ويرى البعض أن كلمة (سوداء) في نسخة النعماني زائدة (راجع معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه): ج3، ص239).
(97) متى يشرق نورك أيها المنتظر - عثمان الخميس: 152.
(98) بحار الأنوار: ج51، ص26، وقد نقل العلامة المجلسي هذه الرواية من كتاب الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي وهو المصدر الأصلي لهذه الرواية.
(99) الموقع الالكتروني لمركز الأبحاث العقائدية - الأسئلة العقائدية - النبي عيسى (عليه السلام) - رواية ولادته من الفخذ الأيمن.

البحوث والمقالات : ٢٠٢١/٠٥/٢٥ : ٦.٢ K : ٠
: الشيخ علي الفياض
التعليقات:
لا توجد تعليقات.