(٧٨٨) شرح دعاء الافتتاح (٤)
شرح دعاء الافتتاح (4)
الشيخ محمد تقي مصباح يزدي
فَكَم يا إلهي مِن كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها وَهُمومٍ قَد كَشَفتَها وَعَثرَةٍ قَد أقَلتَها وَرَحمَةٍ قَد نَشَرتَها وَحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَكَكتَها
بقاء النِّعم بيد الله:
إن نعمة الهداية ونعمة معرفة الله والأئمة المعصومين (عليهم السلام) هي من الله أيضاً، كما إن بقاءها وحفظها هو بيده سبحانه.
فينبغي أن يكون هناك عون دائم من الله لتبقى هذه النعم.
وإن السرّ في ضرورة أن نقول كل يوم في صلواتنا عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم ونطلب أن تبقى نعمة الهداية هذه، لأنه إذا لم يشأ الله هذه الهداية، فلن يبقى هناك أي ضمانة لبقائها، لهذا وإن كنا نعرف (إن شاء الله) الطريق المستقيم ونتحرك على أساسه، لكن مجرد المعرفة للطريق الصحيح لا تكفي، بل إن هذه المعرفة يجب أن تبقى وتستمر، وما لم نحصل على دعم ومدد من الله لأجل ذلك، فإن هذه المعرفة ستزول.
لهذا، يجب أن نسأل الله دوماً أن يهدينا الصراط المستقيم وأن يعيننا للبقاء عليه.
لقد كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يتحركون على الصراط المستقيم لكنّهم ابتلوا بالمعاصي.
كان هناك معصية واحدة ثم اثنتان ثم ثلاثة وبعدها اعتادوا على المعاصي وانحرفوا، فهو تعالى من يحفظ الإنسان ويبعده عن المعاصي، وفي بعض الأحيان قد يهمّ الإنسان بالمعصية ويهيأ مقدّماتها، لكنّ الله بلطفه ومحبّته بعبده يمنعه من ارتكابها.
فكل هذه الموارد والحالات من لطف الله ومن نعمه، فلو أدرك الإنسان قيمة هذه النعم، فإن الله سيديمها عليه، وإلا ترکه بحاله وأوكله إلى نفسه.
بناء عليه، إذا كانت أرضية المعصية مساعدة ولم تُبتَل بذلك، فلا ينبغي أن نمنّ على ربنا، بل يجب علينا أن نشكره ونُدرك منّته إذ جنّبنا ارتكاب هذه المعصية.