البحوث والمقالات

(٨١٢) الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الأصول الرجالية / القسم الأول

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الأصول الرجالية / القسم الأول

الشيخ محمد رضا الساعدي

مقدمة:
لا شك أن القضية المهدوية تشكل أهمية عقائدية كبيرة عند المسلمين عامة وعند أتباع أهل البيت (عليهم السلام) خاصة، إذ هي الجزء المهم من قضية إمامة أهل البيت (عليهم السلام) من جهة، وتمثل البعد المستقبلي لقيادة المعمورة من جهة أخرى وإرساء معالم الحق فيها.
لذا بُحثت على كل المستويات وكتب بها علماء العقيدة والفقه والحديث والاجتماع والسياسة والتاريخ وغيرهم بمختلف توجهاتهم الدينية والمذهبية، وبذلوا جهوداً كبيرة في ذلك نتج منها آلاف المجلدات وصدر بعضها على شكل موسوعات.
ولكن مع ذلك فإن هناك نقصاً في استيعاب تلك القضية من جانب موضوعي، فإن كثيراً من الحقائق التي تخص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وقضيته لازالت مدفونة في الكتب القديمة التي هي مقاربة لعصره سواء أكانت سابقة أم لاحقة، وأعني بتلك الكتب، الكتب التي لم تخصص للكتابة بقضيته وإنما ذكرته استطراداً بمناسبة أو بأخرى.
وإذا سبرنا كتب الحديث - غير المختصة بالقضية المهدوية - أو كتب الرجال - الأصول الرجالية - أو كتب التاريخ أو كتب السير العامة والتراجم أو كتب الفقه أو غيرها مما قارب عصر الإمام (عجّل الله فرجه) لوجدنا فيها معلومات كثيرة قد لا تتوفر حتى في الكتب التي ألّفت في القضية المهدوية ذاتها.
فمثلاً هناك ذكر للإمام المهدي وقضيته في الأصول الحديثية الأربعة (الكافي والتهذيب والاستبصار والفقيه) لابد من سبرها والوقوف عليها سواء على مستوى الأحاديث أم التعليق الذي عليها.
وهناك ذكر للإمام في كتب التاريخ والسير القريب من عصره سواء أكان من مؤرخين مسلمين أم غير مسلمين، وهكذا في كتب الفقه والعقائد وباقي العلوم الدينية والأدبية.
ومن الكتب القريبة نسبياً عن عصر الإمام والتي تناولت قضيته استطراداً أو ضمناً الأصول الرجالية الأربعة: (رجال الكشي، فهرست الطوسي، رجال الطوسي، رجال النجاشي).
وهو ما تكفلنا بجمعه في هذه الوريقات كما أشار إليَّ أحد الفضلاء - أعزه الله تعالى - مع التعليق كما سنشير بالتوطئة.
وبالنتيجة يمكن تجميع ذلك التراث وتكوين موسوعة بما كتب استطراداً في القضية المهدوية في شتى العلوم والمعارف.
نسأل الله أن يعجل فرج مولانا صاحب الأمر ليعز الأولياء ويذل الأعداء ويجعلنا من أنصاره وأعوانه المستشهدين بين يديه والحمد لله أولاً وآخراً.
توطئة:
إن الكتب الرجالية الأربعة لها أهمية تاريخية بالغة في كونها قريبة عن عصر حضور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، بل بعضها كتب في زمن الغيبة الصغرى، فعندما تذكر القضية المهدوية فإن في ذلك بعدين:
الأول: البعد العلمي والمعرفي، وما تضمنت من قضايا علمية تخص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
الثاني: البعد التاريخي، إذ إنها تمثل مستنداً تاريخياً للقضية المهدوية يضاف إلى المستندات الأخرى.
فبالرغم من أن موضوع هذه الكتب الأربعة الرجالية بحث أحوال الرجال من أصحاب النبي وأهل البيت (عليهم السلام) إلّا أنها تناولت ضمناً الإمام المهدي وبعض ما يتعلق بقضيته، وقد أحصيت (71) مورداً ذكرت فيه القضية المهدوية.
وهذه الموارد الواحد والسبعون توزعت كالتالي:
1 - رجال الكشي (6) موارد.
2 - فهرست الشيخ (21) مورداً.
3 - رجال الشيخ (4) موارد.
4 - رجال النجاشي (40) مورداً.
ولم أذكر مفردة الإمامة لأهل البيت (عليهم السلام) وما ألف فيها في تلك الكتب الأربعة بالرغم من شمولها للإمام المهدي وإمامته، لأنها بحث عام في كل الأئمة غير مختصة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإذا أضفناها تعددت الموارد إلى الضعف أو أكثر، كما ستكون هذه الكتب الأربعة كل كتاب في فصل مستقل على حدة مع توضيح لكل كتاب ومؤلفه وبيان وتعليق لكل مورد من تلك الموارد، فيكون الكلام في أربعة فصول، والله ولي التوفيق.
الفصل الأول: رجال الشيخ الكشي (رحمه الله):
وفيه نقطتان:
النقطة الأولى: تعريف موجز بالكشي ورجاله:
هويته الشخصية:
هو محمد بن عمرو بن عبد العزيز المعروف بـ(الكشي) نسبة إلى (كش) مدينة في سمرقند سابقاً التي هي أوزبكستان حالياً (آسيا الوسطى) ولم يضبط تاريخ ولادته.
وهو من كبار علماء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في القرن الثالث والرابع الهجري، وعليه فهو عاش في زمن الغيبة الصغرى للإمام الحجة أرواحنا له الفداء، وهذا يعطي أهمية تاريخية لما كتبه عن القضية المهدوية.
وهو من طبقة الشيخ الكليني والعياشي صاحب التفسير المشهور، كما أنه تلميذ الأخير، وأستاذ ابن قولويه صاحب كامل الزيارات.
كلام المقاربين لعصره:
ذكره أساطين الرجال المقاربين لعصره في كتبهم، فقال عنه الشيخ النجاشي: (محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي أبو عمرو، كان ثقة، عيناً، وروى عن الضعفاء كثيراً وصحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه وفي داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم، له كتاب الرجال، كثير العلم، وفيه أغلاط كثيرة. أخبرنا أحمد بن علي بن نوح وغيره، عن جعفر بن محمد، عنه بكتابه)(1).
وقال عنه الشيخ الطوسي في رجاله: (محمّد بن عمر بن عبد العزيز، يكنى أبا عمرو الكشّي، صاحب كتاب الرجال، من غلمان العيّاشي [ثقة] بصير بالرجال والأخبار، مستقيم المذهب)(2).
وقال عنه في فهرسته: (محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي، يكنّى أبا عمرو، ثقة، بصير بالأخبار وبالرجال، حسن الاعتقاد، له كتاب الرجال)(3).
أقول: من خلال كلام أساطين علم الرجال المقاربين لعصره يتبين أن هذا الرجل على درجة عالية من الصفات العلمية والعملية وأنه مرجعٌ ومرتعٌ لعلماء أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، ويدل على مرجعيته العلمية كثرة تلاميذه وتنوعهم كما سيأتي ويكفي أن يكون الشيخ الكبير ابن قولويه منهم.
أساتذته:
ينقل الكشي الرواية عن أكثر من خمسين شيخاً وراوياً، ومن أبرزهم من يلي:
آدم بن محمد القلانسي وإبراهيم بن نصير الكشي وأحمد بن إبراهيم القرشي وأحمد بن يعقوب البيهقي وجعفر بن محمد أبو عبد الله الرازي وحسين بن الحسن بن بندار وعبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن أحمد بن شاذان، ولعل أبرزهم محمد بن مسعود العياشي فقد أكثر عنه.
تلاميذه:
1 - جعفر بن محمد بن قولويه القمي مؤلف كتاب كامل الزيارات.
2 - هارون بن موسى التلعكبري.
3 - أبو أحمد عيسى بن حيان النخعي.
4 - حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي.
وغيرهم.
مؤلفاته:
لم يصل إلينا من مؤلفاته إلّا هذا الكتاب - معرفة الرجال - الذي اختاره الشيخ الطوسي وأسماه (اختيار معرفة الرجال) والأصل مفقود، وقد أسماه الشيخ بذلك مهذباً له وملخصاً ثم أملاه الشيخ على تلاميذه في حوزة النجف الأشرف سنة (456هـ)، وقيل إن عنوان كتابه: (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين).
مميزات الكتاب:
يتميز هذا الكتاب بأمور:
1 - إنه يبحث تاريخ رجال الحديث والرواة من خلال ذكر الروايات الواردة فيهم قدحاً أو مدحاً بلا إبداء لرأيه الشخصي حتى لو تعارضت الروايات في شخص الراوي، وهذه الخصوصية مفقودة في باقي كتب الرجال.
2 - إنه تميز بنقل بعض آراء القدماء وبعض آراء أساتذته التي لم تصل إلينا كتبهم الرجالية مع كونها منصوص عليها في كتب الفهارس، كنقل آراء أستاذه العياشي ونقل آراء علي بن الحسن بن فضال والفضل بن شاذان ويونس بن عبد الرحمن وغيرهم.
3 - إنه ألفه على منهج الطبقات المعاصر تقريباً، فابتدأ بأصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وختم بأصحاب العسكري (عليه السلام).
4 - احتوى على روايات وأقوال بلغت 1151 رواية وقولاً وفي هذا كمٌّ مهم من الروايات والمعلومات يجعله مصدراً روائياً.
5 - أشار إلى ترجمة أكثر من 500 راوٍ من رواة الحديث.
6 - احتوى على فوائد عقدية وفي تاريخ الفرق الشيعية ونشأتها وظهور بعض الفرق الضالة كالغلاة.
إلى غيرها من المميزات.
وفاته:
لم تحدد سنة وفاة الشيخ الكشي بالدقة، ولكنه عاش في زمن الغيبة الصغرى، ورجح صاحب مستدرك سفينة البحار(4) أنه توفي سنة 328 ورجح الزركلي في أعلامه أن وفاته 340 وتحديدهما متقارب، ويفيد الاطمئنان بأنه عاش في نهاية القرن الثالث وبداية الرابع، أي في زمن الغيبة الصغرى.
النقطة الثانية: الموارد التي ذكرها الكشي:
ذكر الشيخ الكشي مجموعة موارد (روايات) تخص الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وقضيته وبلغ عددها (ستة موارد):
المورد الأول:
قال (رحمه الله): (وبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ الفُضَيْلِ الرَّسَّانِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ وهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الكَعْبَةِ: أَنَا جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ لِمَنْ عَرَفَنِي وأَنَا أَبُو ذَرٍّ لِمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَنِي فِي الأُولَى وفِي الثَّانِيَةِ فَهُوَ فِي الثَّالِثَةِ مِنْ شِيعَةِ الدَّجَّالِ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي لُجَّةِ البَحْرِ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ!)(5).
الشرح:
والكلام فيه في مقامين:
المقام الأول: بيان سند الحديث:
قوله - وبهذا الأسناد - إشارة إلى الأسناد في الرواية السابقة والتي جاء فيها: (حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد الحنفي عن فضيل الرسان...).
وسند الحديث فيه عدة رجال نترجمهم إجمالاً:
1 - حمدويه بن نصير: فهو حمدويه بن نصير الشاهي، وهو ثقة بلا ريب ومن المستقيمين علماً وعملاً، وثَّقه الطوسي في رجاله قائلاً: (حمدويه بن نصير بن شاهي، سمع يعقوب بن يزيد، روى عن العيّاشيّ، يكنى أبا الحسن، عديم النظير في زمانه، كثير العلم والرواية، ثقة، حسن المذهب)(6).
2 - إبراهيم بن نصير: فهو ثقة بلا ريب كأخيه حمدويه، قال عنه الشيخ: (ثقة مأمون كثير الرواية)(7).
3 - أيوب بن نوح: فهو أيوب بن نوح بن دراج الثقة الورع، وثقه الشيخ النجاشي قائلاً: (أبو الحسين كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، عظيم المنزلة عندهما، مأموناً، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة، وكان صحيح الاعتقاد، وأخوه جميل بن دراج)(8).
4 - صفوان بن يحيى: فهو فوق التوثيق جلالة وقدراً، وهو صفوان بن يحيى البجلي بياع السابري - والسابري هو نوع من القماش الفاخر مثل الحرير الناعم -. وثّقه النجاشي فقال: (صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي بياع السابري، كوفي، ثقة ثقة، عين. روى أبوه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وروى هو عن الرضا (عليه السلام)، وكانت له عنده منزلة شريفة. ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى (عليه السلام)...)(9).
ووثَّقه الشيخ الطوسي في الفهرست قائلاً: (أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث وأعبدهم...)(10).
كما وثَّقه في رجاله وذكر الكشي روايات مادحة له تدل على وثاقته وجلالته.
5 - عاصم بن حميد: فهو ثقة بلا ريب ونُصّ على ذلك، حيث وثَّقه النجاشي صريحاً حيث قال: (عاصم بن حميد الحناط الحنفي أبو الفضل، مولى، كوفي، ثقة، عين، صدوق، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب)(11).
6 - الفضيل الرسان: وهو الفضيل بن الزبير الرسان، من رجال الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، وقيل بمجهوليته والأصح حسنه، بل وثاقته على التحقيق لقرائن عديدة منها:
القرينة الأولى: ما روي فيه من أن الإمام الصادق (عليه السلام) أدخله جوف بيته وخصه بكلام لا يقال إلّا للثقات عادة لما فيه من خطورة أمنية على الإمام (عليه السلام)، وهذا يكشف عن قربه للإمام (عليه السلام). ففي الرواية: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) بعد ما قتل زيد بن علي، فأدخلت بيتاً جوف بيت، فقال لي: «يا فضيل قتل عمّي زيد»، قلت: جعلت فداك، قال: «رحمه الله، أما إنه كان مؤمناً، وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً(12)، أمّا إنه لو ظفر لوفى، أمّا إنه لو ملك لعرف كيف يضعها»(13).
وفي خاتمة المستدرك: (وعلق الكشي على هذا الخبر قائلاً: وهو خبر شريف يدلّ على إماميّته، وورعه، وتقواه، واختصاصه به (عليه السلام)، وعطوفته عليه)(14).
القرينة الثانية: أنه من جملة الخارجين مع زيد الشهيد وقد ترحم الإمام الصادق (عليه السلام) على من قتل معه.
قال المحقق المامقاني: في ترجمة زيد - أيضاً - أنّ من جملة الخارجين معه الفضيل الرسّان، وأنّه قتل ستّة نفر، وأنّ الصادق (عليه السلام) قال له: «لعلّك كنت شاكاً في قتلهم؟» فقال: لو كنت شاكاً لما قتلتهم، فقال: «أشركني الله في تلك الدماء»، ثمّ قال: «رحم الله عمّي زيداً».
القرينة الثالثة: روايته للروايات التي فيها ولاء لآل البيت (عليهم السلام) وبيان لقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، منها رواية مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ فِي كِتَابِ الغَيْبَةِ بإسناد عن فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: «مِنَ المَحْتُومِ الَّذِي لَا تَبْدِيلَ لَهُ عِنْدَ اللهِ قِيَامُ قَائِمِنَا- فَمَنْ شَكَّ فِيمَا أَقُولُ: لَقِيَ اللهَ وهُوَ بِهِ كَافِرٌ ولَهُ جَاحِدٌ».
القرينة الرابعة: ورد في كامل الزيارات بناء على كبرى وثاقة من ورد في إسناده كما بنى عليه جملة من الأعلام منهم السيد الخوئي (قدّس سرّه) في أكثر حياته العلمية.
القرينة الخامسة: ورد في تفسير القمي بناء على كبرى وثاقة من ورد في إسناده كما بنى على ذلك السيد الخوئي (قدّس سرّه).
7 - أبو عمر أو أبو عميرة: أبو عمر أو أبو عمرة الفارسي المسمى بـ(زاذان) من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلم يرد فيه توثيقٌ خاصٌ إلّا أن القول بحسنه، بل بوثاقته هو الصحيح لعدة قرائن:
الأولى: أنه من خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) كما نقل ذلك العلامة في الخلاصة عن البرقي(15).
الثانية: رواية كتاب الخرائج والجرائح:
روى سعد الخفّاف عن زاذان أبي عمرو، قال: قلت له: يا زاذان، إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته، فعلى من قرأت؟ فتبسّم ثمّ قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّ بي وأنا أنشد الشعر، وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي، فقال: «يا زاذان فهلا بالقرآن»؟ قلت: يا أمير المؤمنين وكيف لي بالقرآن، فو الله ما أقرأ منه إلّا بقدر ما أصلّي به، قال: «فادن منّي»، فدنوت منه، فتكلّم في أذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول، ثمّ قال: افتح فاك، فتفل في في، فو الله ما زالت قدمي من عنده حتّى حفظت القرآن بإعرابه وهمزه، وما احتجت أن أسأل عنه أحداً بعد موقفي ذلك، قال سعد: فقصصت قصة زاذان على أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «صدق زاذان، إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذي لا يرد»(16).
وفي الرواية دلالة واضحة على الحسن، بل الوثاقة، وأنه صاحب منزلة جليلة وأهل للأسرار.
الثالثة: الروايات والأحداث التي رويت عنه وشهوده حرب صفين، وشهادته على حب علي (عليه السلام) على يد الخوارج، وقول الإمام له إنه البر المسلم وغيرها من القرائن.
8 - حذيفة بن أسيد: قال الشيخ في رجاله: حذيفة بن أسيد الغفاري، أبو سريحة، صاحب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهو ابن أميّة.
وفي الكشي بالطريق المذكور في حجر بن زائدة: أنّ حذيفة بن أسيد من حواريي الحسن (عليه السلام)(17).
وروى الصدوق بأسناده، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «يا حذيفة، إنّ حجة الله عليكم (عليك) بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك به شك في الله، والإلحاد فيه إلحاد في الله، والإنكار له إنكار لله، والإيمان به إيمان بالله، لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم، وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محب غال ومقصّر، يا حذيفة لا تفارقن علياً فتفارقني، ولا تخالفن علياً فتخالفني، إنّ علياً مني وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن أرضاه فقد أرضاني»(18).
وغيرها من الروايات الدالة على جلالته قدره، فالصحيح وثاقة الرجل.
9 - أبو ذر: فهو جندب بن جنادة الغفاري أبو ذرّ (رحمه الله)، وقيل: جندب بن السكن، وقيل: اسمه برير بن جنادة، مهاجري، مات في زمن عثمان بالربذة. وهو غني عن التعريف، بل هو فوق الوثاقة وفي أعلى درجات العدالة.
نتيجة الرواية سنداً:
إن الرواية صحيحة السند أو حسنة على أقل التقادير.
المقام الثاني: شرح دلالة الحديث:
قال المحقق الداماد في التعليقة في شرح هذا الحديث:
(قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): مَنْ قاتلني في الأولى والثانية وهو في الثالثة من شيعة الدجال)...، يعني بالطبقة الأولى من بارزه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمقاتلة في زمانه، وبالطبقة الثانية من قاتل علياً (عليه السلام) بعده (صلّى الله عليه وآله وسلّم). لقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام): «يا علي حربك حربي»، ولقوله: «منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله»(19)، وعني به علياً، فمن قاتل علياً (عليه السلام) فهو كمن بارز النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمقاتلة.
وأمّا من قاتله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الطبقة الثالثة فهم الذين يقاتلون المهدي من آل محمد (عليهم السلام) في آخر الزمان، وهم من شيعة الدجال، ففي الصحيفة المكرمة الرضوية بأسناده عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله وتسليماته: من قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتلنا للدجال. قال الأستاذ أبو القاسم الطائي: سألت علي بن موسى الرضا عمن قاتلنا في آخر الزمان قال: من قاتل صاحب عيسى بن مريم وهو المهدي (عليه السلام)).
وقال في البحار: (بيان: لعل المراد بالثانية الخروج على أمير المؤمنين (عليه السلام))(20).
أقول: الرواية تبين الامتداد الطبيعي لمسيرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الحروب الإصلاحية ضد جبهة الكفر والانحراف المتمثلة بالحرب الأولى معه والحرب الثانية مع خليفته أمير المؤمنين (عليه السلام) والحرب الثالثة مع حفيدة ولي الأمر (عجّل الله فرجه)، وأن المشاركين بتلك الحروب أصحاب مبدأ واحد وامتداد واحد وهم شيعة الدجال وأنهم سيرجعون يقاتلون معه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
كما أن أصحاب النبي وأمير المؤمنين (عليهما السلام) الذين قاتلوا معهما هم أصحاب مبدأ واحد وأنهم سيرجعون يقاتلون مع المهدي (عجّل الله فرجه) شيعة الدجال كما يظهر من بعض الروايات كما سيأتي في ذيل الكلام.
ومن المعلوم أن الدجال هو أبرز الجهات التي تقاتل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بغض النظر عن كونه شخصاً أو حركة أو حزباً أو دولة أو تحالفاً دولياً.
فالروايات تبين أن هناك أناساً يرجعون لمقاتلة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لأنهم من شيعة الدجال وهم فئات من الناس كانت تؤمن بعقائد فاسدة معادية لمنهج النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومنهج أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنها قاتلتهم أو رضيت بأفعال أعدائهم كما في الناكثين والقاسطين والمارقين، ومن رضى بفعلهم أو أنهم كانوا يكذبون على أهل البيت وهذا ما أشارت له جملة من الروايات.
ومن هذه الروايات:
1 - روى البرقي بسند عن مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ البَيْتِ بَعَثَهُ اللهُ يَهُودِيّاً، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وإِنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا احْتَجَبَ بِهَاتَيْنِ الكَلِمَتَيْنِ عَنْ سَفْكِ دَمِهِ أَوْ يُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ وهُوَ صَاغِرٌ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ البَيْتِ بَعَثَهُ اللهُ يَهُودِيّاً، قِيلَ: وكَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ»(21).
2 - في الأصول الستة عشر قَالَ جَابِرٌ: وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا مِنْ كَافِرٍ يُدْرِكُ الدَّجَّالَ إِلَّا آمَنَ بِهِ، وإِنْ مَاتَ ولَمْ يُدْرِكْهُ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ، ومَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُدْرِكُ الدَّجَّالَ إِلَّا كَفَرَ بِهِ(22)، وإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ كَفَرَ بِهِ فِي قَبْرِهِ، وإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيِ الدَّجَّالِ مَكْتُوبٌ: كَافِرٌ يَعْرِفُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ»(23).
وكذلك بيَّنت الروايات أن بعض من يقاتل شيعة الدجال هم من قاتل الناكثين والمارقين مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنهم سيرجعون يقاتلون بجانب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما قاتلوا بجانب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن رجوعهم كرجوع من قاتل أمير المؤمنين فإنه سيرجع يقاتل المهدي (عجّل الله فرجه) مع الدجال.
فقد روى الشيخ المفيد في الكافئة بسنده عن الأجلح عن عمران، قال: قال حذيفة: (من أراد منكم أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل أهل الناكثين وأهل النهروان)(24).
المورد الثاني:
حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن زرارة، ومحمد بن قولويه والحسين بن الحسن؛ قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني هارون بن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين، عن عبد الله بن زرارة، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «عَلَيْكُمْ بِالتَّسْلِيمِ والرَّدِّ إِلَيْنَا وانْتِظَارِ أَمْرِنَا وأَمْرِكُمْ وفَرَجِنَا وفَرَجِكُمْ، ولَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا وتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُنَا ثُمَّ اسْتَأْنَفَ بِكُمْ تَعْلِيمَ القُرْآنِ وشَرَائِعِ الدِّينِ والأَحْكَامِ والفَرَائِضِ كَمَا أَنْزَلَهُ الله عَلَى مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لَأَنْكَرَ أَهْلُ البَصَائِرِ فِيكُمْ(25) ذَلِكَ اليَوْمَ إِنْكَاراً شَدِيداً، ثُمَّ لَمْ تَسْتَقِيمُوا(26) عَلَى دِينِ الله وطَرِيقِهِ إِلَّا مِنْ تَحْتِ حَدِّ السَّيْفِ فَوْقَ رِقَابِكُمْ، إِنَّ النَّاسَ بَعْدَ نَبِيِّ الله (عليه السلام) رَكِبَ الله بِهِ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَغَيَّرُوا وبَدَّلُوا وحَرَّفُوا وزَادُوا فِي دِينِ الله ونَقَصُوا مِنْهُ، فَمَا مِنْ شَيءٍ عَلَيْهِ النَّاسُ اليَوْمَ إِلَّا وهُوَ مُنْحَرِفٌ(27) عَمَّا نَزَلَ بِهِ الوَحْيُ مِنْ عِنْدِ الله، فَأَجِبْ رَحِمَكَ الله مِنْ حَيْثُ تُدْعَى إِلَى حَيْثُ تُدْعَى، حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ يَسْتَأْنِفُ بِكُمْ دِيْنَ الله اسْتِئْنَافاً...»(28).
الشرح:
الكلام في مقامين:
الأول: بيان سند الرواية:
وفيه طريقان بحسب الظاهر:
الطريق الأول: وفيه جماعة...
1 - حمدويه:
فقد مرَّ الكلام بوثاقته في الرواية الأولى.
2 - محمد بن عيسى بن عبيد: وقع الكلام في وثاقة ابن عبيد الذي ذكره علماء الرجال بألقاب هي اليونسي واليقطيني والعبيدي، فقد ذهب الشيخ النجاشي في رجاله(29) إلى وثاقته فقال: (جليل في(30) أصحابنا ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف...)، ولكن أصر الشيخ الطوسي (رحمه الله) على تضعيفه في كتبه، فذكر في الفهرست(31) تضعيفه قائلاً: (محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، ضعيف، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه من رجال نوادر الحكمة، وقال: لا أروي ما يختص برواياته، وقيل إنه كان يذهب مذهب الغلاة). وذكره أيضاً في رجاله ثلاث مرات حكم في إحداها بضعفه وأهمله في موردين، فقال في رجال الإمام الهادي (عليه السلام): (محمد بن عيسى اليقطيني، يونسي، ضعيف على قول القميين)(32). وذكره مهملاً في رجال الإمام الرضا والإمام العسكري (عليهما السلام). كما ضعفه في موارد من الاستبصار(33) فقال: (محمد بن عيسى بن عبيد فهو ضعيف...).
فإذا تعارض القولان تساقطا، ولكن ذهب أكثر المحققين إلى ترجيح قول النجاشي في الحكم بوثاقة ابن عبيد، وذلك لأن الشيخ الطوسي ضعَّف الرجل بناءً على استثناء ابن الوليد لابن عبيد من رجال نوادر الحكمة وقد تبع ابن الوليد على ذلك الشيخ الصدوق (رحمه الله).
والظاهر أنهما لم يناقشا في ابن عبيد نفسه، بل ناقشا في روايته التي يرويها عن يونس بإسناد منقطع، أو فيما ينفرد برواياته عن يونس، أمّا غير ذلك فلم يظهر من ابن الوليد والصدوق ترك العمل مطلقاً برواياته، إذ إن الصدوق روى عنه في المشيخة أكثر من ثلاثين موضعاً فيما لو كانت الروايات عن غير يونس. وما فهمه الشيخ الطوسي من عبارات ابن الوليد والصدوق غير سديد، بل يمكن القول: إن ابن الوليد كان في مقام نقد روايات ابن عبيد لا نقد نفس الراوي.
لذا ذهب السيد الخوئي في معجم رجال الحديث(34) إلى توثيقه وتبعه على ذلك بعض المعاصرين منهم: الشيخ الأستاذ هادي آل راضي في محضر درس خمس العروة الوثقى.
فما ذهبوا إليه وجيه إذ إن الرجل جليل القدر، ثقة، عين، كما عبر النجاشي.
فالتحقيق: أن العبيدي ثقة.
3 - يونس بن عبد الرحمن فهو ثقة، وذلك:
1 - وثقه الطوسي صريحاً قائلاً: (من أصحاب أبي الحسن موسى (عليه السلام)، مولى علي بن يقطين، طعن عليه القميون، وهو عندي ثقة)(35).
2 - وردت روايات في حقه تمدحه مدحاً يساوق التوثيق، منها: روى عبد العزيز ابن المهتدي، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عمن أخذ معالم ديني؟ فقال: «خذ عن يونس بن عبد الرحمن»(36).
وغير ذلك من وجوه توثيقه مذكورة في محلها من كتب الرجال.
فلا إشكال في جلالته ووثاقته.
4 - أمّا عبد الله بن زرارة:
وثقه النجاشي صريحاً، فقال: (الشيباني روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ثقة، له كتاب يرويه علي بن النعمان)(37).
الطريق الثاني:
1 - محمد بن قولويه فهو ثقة كما يظهر من النجاشي، وذكره الشيخ بلا قدح، وهو والد جعفر بن قولويه صاحب كامل الزيارات، وقد أكثر عنه الرواية ابنه، ووثقه العلامة في الخلاصة، وصرح جملة من الأعلام بوثاقته كصاحب المدارك والمعالم والوجيزة.
2 - الحسين بن الحسن فهو مجهول الحال، ولا يضر في المقام لكفاية وثاقة أحد الثلاثة في المقام.
فالطريق الأول: تام بلا ريب.
3 - سعد بن عبد الله: فهو من أجلاء أصحابنا وعيونهم وثقه النجاشي والطوسي بلا مزيد عليه، وقع في أكثر من 1140 مورداً في الكتب الأربعة فقط.
4 - هارون بن الحسن بن محبوب: فهو ثقة بلا ريب وثقه النجاشي قائلاً: ثقة صدوق روى عن أبيه.
5 - محمد بن عبد الله بن زرارة: فهو ثقة بلا ريب، فقد روى عنه في كامل الزيارات ونقل النجاشي في ترجمة الحسن بن علي بن فضال قول ابن الريان: (وكان والله محمد بن عبد الله بن زرارة أصدق عندي لهجة من أحمد بن الحسن، فإنه رجل فاضل دين)، وعلي بن الريان ثقة والطريق تام.
ووثَّقه المجلسيان في الروضة والوجيزة.
6 - ابناه (الحسن والحسين) فهما مجهولا الحال ولا يضر بالسند لتمامية أبيهما.
7 - عبد الله بن زرارة فقد مرت ترجمته.
فالطريق الثاني تام أيضاً.
الثاني شرح المتن:
الرواية تبين مجموعة من الحقائق التي تكون في زمن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأنه إذا ظهر يبيِّن حقائق القرآن والسنة بلا تحريف وتزييف كما فعل المحرفون.
المورد الثالث:
عن آدم بن محمد البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق، قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تفسير جابر، فقال: «لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أما تقرأ في كتاب الله (عزَّ وجلَّ) ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: 8]، إن منا إماماً مستتراً فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه، فظهر فقام بأمر الله»(38).
الشرح:
والكلام فيه في مقامين:
المقام الأول: بيان سند الحديث:
وفيه عدة رجال:
1 - آدم بن محمد البلخي: أكثر الأعلام على تضعيفه كالعلامة، وابن داوود وصاحب الوجيزة، وقيل إنه يقول بالتفويض، كما ذكر الشيخ الطوسي فهو مجهول الحال.
2 - علي بن الحسن بن هارون: مجهول الحال.
3 - علي بن أحمد: فهو مجهول الحال.
4 - علي بن سليمان: فهو مهمل في كتب الرجال.
5 - الحسن بن علي بن فضال: واقفي ثقة بلا إشكال، وردت بحقه التوثيقات الخاصة والعامة، منها:
وثقه الطوسي في رجاله قائلاً: (الحسن بن علي بن فضال، مولى لتيم الرباب، كوفي، ثقة).
ووثقه في الفهرست وبيّن عقيدته: (الحسن بن علي بن فضال، كان فطحياً يقول بإمامة عبد الله بن جعفر ثم رجع إلى إمامة أبي الحسن (عليه السلام) عند موته ومات سنة أربع وعشرين ومائتين وهو ابن التيملي بن ربيعة بن بكر مولى تيم الله بن تغلبه، روى عن الرضا (عليه السلام) وكان خصيصاً به، كان جليل القدر، عظيم المنزلة، زاهداً ورعاً ثقة في الحديث وفي رواياته...).
ونقل النجاشي مدحه، وقال: أعبد من رأينا أو سمعنا به(39).
كما أنه ورد في تفسير القمي(40) بناءً على كبرى وثاقة كل من ورد فيه فهو ثقة.
ذكر بعض أنه من أصحاب الإجماع(41).
وعليه فرواياته تكون موثقة، لأنه ثقة في نفسه، وليس من الاثني عشرية، فلا توصف رواياته بالصحة.
6 - علي بن حسان: فهو مشترك بين الهاشمي الضعيف - إذ ضعفه النجاشي والكشي صريحاً - وبين الواسطي الثقة - كما وثقه ابن الغضائري والكشي ونفى الباس عنه الطوسي -، وهو هنا الواسطي الثقة لأن الهاشمي لم يروِ إلّا عن عمه عبد الرحمن بن كثير كما صرح ابن الشيخ.
وقيل باتحادهما لرواية الواسطي عن عبد الرحمن بن كثير في موضعين، كما جزم المجلسي الأول بذلك.
ولكن يبعد اتحادهما، وذلك لأن الشيخ النجاشي ذكرهما في رجاله بعنوانين مستقلين ضعف فيه الهاشمي صريحاً ونفى البأس عن الواسطي، كما أن أكثر الرجاليين القدامى ذكروا عنوانين لا عنواناً واحداً.
7 - المفضل بن عمر الجعفي: فهو ثقة على الأصح، وإن ورد فيه ذم وتضعيف إلّا أنه ورد فيه مدح وتوثيق، ومما ورد فيه:
1 - قال النجاشي: (أبو عبد الله وقيل أبو محمد، الجعفي، كوفي، فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به. وقيل إنه كان خطابياً. وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها(42).
2 - قال ابن الغضائري: (ضعيف، متهافت، مرتفع القول، خطابي)(43).
3 - روى الكشي روايات في ذمه والبراءة منه(44).
هذا ما يستفاد منه التضعيف، أمّا ما يفيد التوثيق فمنه:
1 - ورد في تفسير القمي في كلا القسمين(45).
2 - ما ذكره بسطام في كتاب طب الأئمة (عليهم السلام): (كان باباً للإمام الصادق (عليه السلام))(46) ولكن لا طريق لنا له.
3 - عدّه الشيخ المفيد في الإرشاد من شيوخ أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثقاته ومن الفقهاء الصالحين(47).
4 - وردت في حقه ومدحه روايات كثيرة منها صحيحة السند نقلها الكشي(48).
5 - عد ابن شهرآشوب المفضل بن عمر الجعفي من خواص أصحاب الصادق (عليه السلام)(49).
6 - روى عنه بعض الأجلاء مثل أبن أبي عمير(50)، وعثمان بن عيسى ونحوهما(51).
7 - ورد في أسانيد (نوادر الحكمة)(52).
التحقيق أن يقال: إن كلام النجاشي كان في ذم مذهبه وعقيدته خصوصاً في اعتقاد الأئمة (عليهم السلام) وليس ذماً له ولوثاقته، وجملة (مرتفع القول خطّابي) إشارة إلى هذه المسألة.
ومن خلال الجمع بين الذم والمدح له كما ورد في روايات الكشي، نقول بوثاقته في نفسه وإن كان له ارتفاع في مروياته، ويؤيد ذلك بكلام الشيخ المفيد المتقدم الدال على مدحه واعتباره في نفسه.
وأمّا كلام ابن الغضائري فلا ينهض أمام الروايات المادحة التي بلغت (26) رواية بعضها صحيحة السند(53).
النتيجة: الطعن في حديثه ومذهبه دون وثاقة شخصه، وإن صّرح ابن الغضائري بضعفه، وبالتالي تكون مروياته موثقة وهو ثقة في نفسه.
نتيجة الرواية: أنها ضعيفة السند.
نعم للرواية أسانيد أخرى غير سند الكشي، يمكن التعويل عليها أو تحقق دعوى الاستفاضة فيها.
المقام الثاني: شرح متن الرواية:
ورد في الرواية كلمة الناقور: والناقور فاعول من النقر بمعنى التصويت وأصله القرع الذي هو سبب الصوت، أي إذا نفخ في الصور. وقال العلّامة المجلسي: شبه قلب الإمام (عليه السلام) بالصور وما يلقى وينكت فيه بالإلهام من الله تعالى بالنفخ، ففي الكلام استعارة تخيلية، والنكت: التأثير في الأرض بعود وشبهه، و(نكتة) مفعول مطلق للنوع.
ثم علق على الرواية: بيان لعل المراد أن تلك الأسرار إنما تظهر عند قيام القائم (عجّل الله فرجه) ورفع التقية، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان عسر فهم تلك العلوم التي يظهرها القائم (عجّل الله فرجه) وشدتها على الكافرين كما يدل عليه تمام الآية وما بعدها(54).
وفي شرح الآيات الباهرة(55) بيان لتلك النقرة: روى عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قوله: ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾، قال: «﴿النّاقور﴾ هو النّداء من السّماء: ألا إنّ وليّكم فلان بن فلان القائم بالحقّ. ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم».
وقال المحقق الداماد: قوله (عليه السلام): «لا تحدث به السفلة»، السفلة: بفتح السين وكسر الفاء جمع وليس بواحد، يقال: قوم سفلة وفلان من السفلة، ولا يقال هو سفلة.
أقول: هذه الرواية تندرج في جملة أسرار آل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآيات الشريفة وتطبيقها على ظهور الإمام القائم (عجّل الله فرجه)، وأنها مما لا ينبغي إشاعته عند سفلة القوم.
المورد الرابع:
حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يحيى الحلبي، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم».
الشرح:
والكلام فيه في مقامين:
المقام الأول: بيان سند الحديث:
وفيها عدة رجال: وقد مر الكلام في جميعهم وأنهم ثقات، وبقي الكلام في يحيى الحلبي فقط:
أمّا يحيى الحلبي: فهو يحيى بن عمران بن علي الحلبي الثقة كما عبر عنه النجاشي (ثقة ثقة صحيح الحديث).
فالرواية تامة السند.
المقام الثاني: شرح متن الحديث:
الرواية تبين مورداً من موارد ما يقوم به الإمام (عجّل الله فرجه) حال قيامه.
وهو القتل لمن يكذب على النبي الأعظم وأهل البيت (عليهم السلام) والذي هو كذب على الله تعالى، وهو مساوق للإنكار والكفر، وأن مصداقاً من مصاديق هؤلاء الكاذبين والمكذبين هم ممن يدّعون التشيع لأهل البيت (عليهم السلام)، ولعل هذا الصنف من الشيعة هم المغالون بأهل البيت إلى حد الربوبية بقرينة جملة من الروايات، منها:
فقد روى الكشي بسند عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لعن الله عبد الله بن سبأ أنه ادَّعى الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا وأن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم»(56).
المورد الخامس:
حدثني خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك، إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شيء إلّا حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال لي: «وما هو»؟ قال سمعته يقول: «سابعنا قائمنا إن شاء الله»، قال: «صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر (عليه السلام)»، فازددت والله شكاً، ثم قال: «يا داود بن أبي خالد، أما والله لولا أن موسى قال للعالم ستجدني إن شاء الله صابراً، ما سأله عن شيء، وكذلك أبو جعفر (عليه السلام) لولا أن قال إن شاء الله لكان كما قال»، قال: فقطعت عليه.
الشرح:
والكلام فيه في مقامين:
المقام الأول: بيان سند الحديث:
وفيها عدة رجال:
1 - خلف بن حماد: وهو ثقة على الأصح لرواية صفوان عنه بسند تام، واستظهر جملة من الأعلام اتحاده مع خلف بن حماد بن ياسر الذي صرح الشيخ النجاشي بوثاقته فقال: (كوفي ثقة روى، سمع من الإمام موسى بن جعفر)، وتبنى الاتحاد جملة من الرجاليين المتقدمين كابن الغضائري والسيد الخوئي من المعاصرين.
2 - أبو سعيد فهو سهل بن زياد الآدمي: وقع الخلاف والكلام بين الأعلام في حال سهل، وهل أن الأمر فيه سهل أو ليس بسهل؟ عبر بعض الأعلام بأن الأمر في سهل سهل تعبيراً منهم على اعتباره، ولكن الصحيح ما عبر عنه السيد الخوئي رداً على من استسهل أمر سهل قائلاً: (ما ذكره بعضهم من أن الأمر في سهل سهل ليس بشيء، بل الأمر في سهل ليس بسهل).
الأقوال فيه:
القول الأول: أنه ضعيف(57).
القول الثاني: أنه ثقة(58).
القول الثالث: التوقف فيه - كما ذهب إليه السيد الخوئي في أبحاثه الفقهية(59)، ولكنه اختار في معجم رجال الحديث القول الأول فقال إنه: (ضعيف)(60).
أمّا الأدلة على ذلك ففي محلها وتفصيل الكلام فيها يخرجنا عن رسم البحث في هذه المقالة، والذي نذهب إليه أن أدلة التوثيق لا تصمد أمام صراحة التضعيف.
3 - الحسن بن محمد بن أبي طلحة: فهو مجهول الحال.
4 - داوود الرقي: فمختلف فيه بين الرجاليين قديماً وحديثاً، والأظهر وثاقته وجلالته ويحمل الطعن في عقيدته لا في شخصه فتكون رواياته موثقة.
المقام الثاني: شرح الحديث:
قال المحقق الداماد: قوله (عليه السلام): «سابعنا قائمنا إن شاء الله»، لعل المراد بقول أبي جعفر (عليه السلام): «سابعنا» سابع من بعده من الأئمة الاثني عشر الطاهرين. وأمّا كلام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فمغزاه: أنه ولو كان المراد سابع الاثني عشر المعصومين (صلوات الله عليهم)، فإنما سبيل قوله (عليه السلام): «قائمنا إن شاء الله» سبيل قول موسى على نبينا وعليه السلام: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله صابِراً﴾ (الكهف: 69) فليفقه(61).
المورد السادس:
حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك، ما فعل أبوك؟ قال: «مضى كما مضى آباؤه (عليهم السلام)».
قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة بن مهران، أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء: يحسد كما حسد يوسف (عليه السلام)، ويغيب كما غاب يونس، وذكر ثلاثة أخر؟
قال: «كذب زرعة، ليس هكذا حديث سماعة، إنما قال: صاحب هذا الأمر يعني القائم (عليه السلام) فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني».
الشرح:
والكلام فيه في مقامين:
المقام الأول: بيان سند الحديث:
وفيها عدة رجال:
1 - علي بن محمد بن قتيبة: فهو القتيبي المعروف، والأظهر وثاقته وجلالته وفاقاً لجملة من الأعلام كصاحب القاموس، وذلك لاعتماد الكشي عليه كثيراً، ولشهادة الطوسي له بالفضل، ولتعبير الكشي عنه في ترجمة إبراهيم بن عبده (حكي بعض الثقات بنيشابور...).
2 - الفضل: فهو ابن شاذان الثقة الجليل بلا غبار.
3 - محمد بن الحسن الواسطي: مجهول الحال.
4 - محمد بن يونس: ثقة بلا ريب.
5 - الحسن بن قياما الصيرفي: مجهول الحال.
المقام الثاني: شرح متن الحديث:
إن الرواية جاءت لتكذب دعوى الواقفة في الإمام الكاظم (عليه السلام) حيث رووا عن الإمام الصادق (عليه السلام) غيبة الإمام الذي بعده، إلّا أن الإمام الرضا (عليه السلام) ردَّ على هذه الدعوى الواقفية، وأن هؤلاء الواقفة كذبوا في الرواية على الإمام الصادق (عليه السلام) وأنه لم يشر إلى غيبة ولده، وإنما أشار إلى غيبة الإمام القائم (عجّل الله فرجه).
نعم الإمام لم يكذّب مشابهة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) القائمة لخمسة أنبياء فيما مروا فيه، والإمام ذكر مشابهته ليوسف (عليه السلام) في تعرضه للحسد ومشابهته ليونس (عليه السلام) في غيبته عن قومه، وهذا المعنى وارد في روايات عديدة مستفيضة تدل على مشابهته للأنبياء وإجراء بعض سننهم عليه.
من هذه الروايات:
البحار عن إكمال الدين بإسناد عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ: «فِي صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ أَرْبَعُ سُنَنٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِيَاءَ: سُنَّةٌ مِنْ مُوسَى، وسُنَّةٌ مِنْ عِيسَى، وسُنَّةٌ مِنْ يُوسُفَ، وسُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ)، فَأَمَّا مِنْ مُوسَى فَخَائِفٌ يَتَرَقَّبُ، وأَمَّا مِنْ يُوسُفَ فَالسِّجْنُ، وأَمَّا مِنْ عِيسَى فَيُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ ولَمْ يَمُتْ، وأَمَّا مِنْ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فَالسَّيْفُ»(62).

الهوامش:

(1) رجال النجاشي: رقم 1018.
(2) رجال الطوسي: 6288.
(3) فهرست كتب الشيعة: رقم 615.
(4) مستدرك سفينة البحار: ج9، ص119.
(5) رجال الكشي: ج1، ص115.
ورواها قبله صاحب شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار (عليهم السلام): ج2، ص512؛ ورواها الطوسي في الأمالي في المجلس16.
(6) رجال الطوسي: ص421.
(7) المصدر: 407.
(8) رجال النجاشي: ص102.
(9) رجال النجاشي - النجاشي: ص197 /524.
(10) الفهرست، الشيخ الطوسي: ص145 /1.
(11) رجال النجاشي: ص301.
(12) في المصدر: صادقاً.
(13) عدة الرجال: ج1، ص442.
(14) ج8، ص305.
(15) نقد الرجال للتفرشي: ج2، ص251.
(16) الخرائج والجرائح 1: 195/30، وما ذكر عن الخرائج حاشية من المصنّف في النسخ الخطيّة.
(17) رجال الكشّي: 9/20.
(18) أمالي الصدوق: مجلس 36.
(19) رواه جماعة من أعلام العامة بطرق مختلفة منهم أحمد بن حنبل في مسنده: 3/33 ط ميمنية بمصر والنسائي في الخصائص: 40؛ والحاكم في المستدرك: 3/122 ط حيدرآباد الدكن؛ وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1/67 ط مصر والطبري في رياض النضرة: 2/191 ط محمد أمين بمصر؛ وابن كثير في البداية والنهاية: 6/217 والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 173 وغيرها مما يطول ذكرها.
(20) بحار الأنوار (ط - بيروت): ج22، ص408.
(21) المحاسن (للبرقي): ج1، ص90.
(22) في (س) و(هـ): (إلّا وكفر به).
(23) الأصول الستة عشر (ط - دار الحديث): ص222.
(24) الكافئة في إبطال توبة الخاطئة: ص43.
(25) لعله منكم.
(26) لم تستقيموا- خ.
(27) محرف- خ.
(28) رجال الكشي: 139، لم أجد هذه الرواية في المصادر الحديثية القديمة كالكتب الأربعة وكل من نقل الرواية من المتأخرين فقد نقلها عن الكشي.
(29) ص333 ط مؤسسة النشر الإسلامي.
(30) من.
(31) ص216 ط دار الفقاهة.
(32) رجال الطوسي: ص401.
(33) ج3، ص568.
(34) ج17، ص117.
(35) رجال الطوسي - الشيخ الطوسي: ص368 / 5478 (2).
(36) رجال الكشي - الطوسي: ج2، ص779.
(37) كما ورد في كامل الزيارات: باب53، ح1.
(38) رجال الكشي... ورواه عنه في البحار.
وللحديث أسناد أُخر مع اختلاف يسير في ذيل الرواية:
في كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة؛ النص ص123 عن عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ الحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الخَطَّابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ القَاسِمِ، عَنِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَألتُ أَبَا عَبْدِ الله (علیه السلام) عَنْ تَفْسِيرِ جَابِرٍ؟ فَقَالَ: «لَا تُحَدِّثْ بِهِ السُّفَّلَ، فَيُذِيعُوهُ، أَمَا تَقْرَأُ فِي كِتَابِ الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً، فَإِذَا أَرَادَ الله (عزَّ وجلَّ) إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً، فَظَهَرَ وأَمَرَ بِأَمْرِ الله (عزَّ وجلَّ)».
ورواه النعماني في غيبته أيضاً: الغيبة للنعماني: النص ص187، عن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ القَاسِمِ، عَنِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (علیه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ الله (عزَّ وجلَّ) ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ قَالَ: «إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ الله عَزَّ ذِكْرُهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نَكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ الله (عزَّ وجلَّ)».
(39) رجال النجاشي - النجاشي: ص34 /72.
(40) تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي: ج1، ص29،133.
(41) رجال الكشي: ج2، ص830 /1050.
(42) رجال النجاشي - النجاشي: ص416 /1112.
(43) رجال ابن الغضائري - أحمد بن الحسين الغضائري الواسطي البغدادي: ص87 / 117.
(44) رجال الكشي: ج2، ص612،ح581.
(45) تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي: ج1، ص28، وج 2، ص253.
(46) طب الأئمة (عليهم السلام)، عبد الله وحسين بن سابور الزيات (ابني بسطام النيسابوري): ص116.
(47) الإرشاد - الشيخ المفيد: ج2، ص216.
(48) رجال الكشي: ج2، ص612، ح582،583.
(49) مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب: ج3، ص400.
(50) التوحيد - الشيخ الصدوق: ص80، ح36؛ الأمالي - الشيخ الطوسي: ص205، ح351.
(51) الكافي - الشيخ الكليني: ج2، ص165، ح1؛ ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق: ص257.
(52) تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي: ج5، ص440، ح1530.
(53) رجال الكشي: ج2، ص612.
(54) بحار الأنوار (ط - بيروت): ج2، ص71.
(55) تأويل الآيات الباهرة: 2/ 732، ح3.
(56) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي (مع تعليقات ميرداماد الأسترآبادي): ج1، ص324.
(57) رجال النجاشي - النجاشي: ص185/490؛ الفهرست - الشيخ الطوسي: ص142/4.
(58) رجال الطوسي - الشيخ الطوسي: ص387 /4.
(59) شرح العروة الوثقى، الطهارة (موسوعة الإمام الخوئي): تقرير بحث السيد الخوئي للغروي - ج3، ص87.
(60) معجم رجال الحديث - السيد الخوئي: ج9، ص356 /5637.
(61) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي (مع تعليقات ميرداماد الأسترآبادي): ج2، ص671.
(62) بحار الأنوار (ط - بيروت): ج51، ص216.

البحوث والمقالات : ٢٠٢١/١١/٢٩ : ٥.٠ K : ٠
: الشيخ محمد رضا الساعدي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.