البحوث والمقالات

(٨٢٤) الشعائر المهدوية

الشعائر المهدوية

منتظر الحسيني

قد يتساءل البعض عن سبب تركيز شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء الشعائر الحسينية وديمومة ذكر الحسين (عليه السلام) على مدار العام، وكيف أن أغلب الجهد منصب باتجاه قضية الحسين (عليه السلام) بكل أبعادها.. في حين أن علينا توجيه هذا الاهتمام نحو إمام زماننا الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه) تطبيقاً لحديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (من ماتَ ولم يعرفْ إمامَ زمانه ماتَ ميتة جاهلية)، فهو إمام العصر والزمان، والأولى بالاهتمام الأكبر؟!
والرد على هذا التساؤل يأتي من إمام زماننا (عجّل الله فرجه)، فبالإضافة إلى أن التركيز على القضية الحسينية هو منهج ليس من اختيارنا، بل خطه لنا أئمة اهل البيت (عليهم السلام) من خلال الكمّ الكبير من الروايات التي أكدت على ذلك، فإن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) هو بنفسه من يحثّ شيعته على صبّ الاهتمام الأكبر على ذكر جده الحسين (عليه السلام) حين يقول: (لأندبنَّك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).
وهو أيضاً من سيتجه نحو الطف خلال ظهوره الشريف، ليعلن مظلومية الحسين (عليه السلام) أمام كل العالم، حاملاً الطفل الرضيع وهو يقول: يا أهل العالم ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه.
أما أهم دليل على ارتباط الشعائر الحسينية وذكر الحسين (عليه السلام) بمعرفة إمام زماننا، فيتجسد بشعار الثورة المهدوية وهو (يا لثارات الحسين) والذي سوف يرفع رايته الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه) لإقامة دولته العظمى، مما يؤكد على أن زيادة الوعي والاهتمام بالقضية الحسينية هو المفتاح للدخول في ساحة إمام زماننا (عجّل الله فرجه)، والذي تعتبر ولادته الشريفة في هذه الأيام المباركة، وتزامنها مع زيارة ملايين الشيعة لجدّه الحسين (عليه السلام) دليل يحمل في طيّاته الكثير من الرمزية التي تشير إلى الارتباط الوثيق بين القضيتين؛ لذا كان ذكر الحسين (عليه السلام) وإحياء شعائره المترسخة في عقيدة الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) هي في حقيقتها العملية والواقعية شعائر مهدوية المضامين والأهداف، وأفضل وسيلة للتقرب من إمام زماننا (عجّل الله فرجه).

البحوث والمقالات : ٢٠٢٢/٠٨/٢٨ : ٤.٩ K : ٠
: منتظر الحسيني
التعليقات:
لا توجد تعليقات.