(٨٤١) القول النَّضِر في نقض أدلة منكري حياة الخضر (عليه السلام)
القول النَّضِر في نقض أدلة منكري حياة الخضر (عليه السلام)
علي الموسوي المشعشعي
تمهيد:
انتقد بعض مخالفينا إمكان بقاء (الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)) حياً لأكثر من ألف عام، فقالوا: (عمر بهذا الطول غير معهود في البشر)(1). وقد عُدَّ هذا من أقوى الاعتراضات على الشيعة(2).
فما كان من أصحابنا إلّا أن يحتجوا بتعمير من مضى من الأمم السالفة كالنبي نوح (عليه السلام) الذي عاش ألفين وخمسمئة سنة(3)، وغيره.
وقد أجيب: أن ذلك من خواص تلك الأُمم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن(4). حتى صارت أعمار هذه الأُمّة ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك(5).
لكننا وجدنا في مصادرنا أن السنة الجارية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من الخضر (عليه السلام) هي طول الغيبة(6)، أي إنه يُحتج على إمكان بقاء (الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)) حياً بالقياس على حياة الخضر (عليه السلام)(7). لأن الشيعة الإمامية وجمهور أهل السنة يؤمنون بحياته إلى الآن. وقد صنف بعض علمائهم في إثبات ذلك:
1 - إرشاد الإخلاص لحياة الخضر وإلياس (عليهما السلام) - محمد بن أبي الخير القزويني (المتوفى 620هـ).
2 - جزء في حياة الخضر (عليه السلام) - عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي (المتوفى 768هـ).
3 - رسالة في الخضر (عليه السلام) وحياته - محمد بن إمام الكاملية (المتوفى 874هـ).
4 - رسالة في حياة الخضر (عليه السلام) - عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى 911هـ).
5 - رسالة في حياة الخضر (عليه السلام) - نجم الدين بن محمد الغيطي الاسكندري (المتوفى 981هـ).
6 - الحذر في أمر الخضر (عليه السلام) - علي بن (سلطان) محمد، القاري (المتوفى 1014هـ).
7 - رسالة في حياة الخضر وإلياس (عليهما السلام) - عبد الله بن مصلح الدين النوري (المتوفى 1061هـ).
8 - القول الدال على حياة الخضر (عليه السلام) - نوح بن مصطفى الرومي (المتوفى 1070هـ).
وأمّا من شذَّ من الحنابلة فقد استندوا في إنكار حياة الخضر (عليه السلام) إلى استنتاجات توهموا أنها أدلة عقلية ونقلية، ولا أعلم أحداً من أصحابنا تصدى لردها، لذا خطر في البال أن أفرد لها بحثاً يُجمع فيه أدلة المنكرين ونقضها.
ومن هؤلاء الذين صنفوا في إنكار حياة الخضر (عليه السلام):
1 - جزء في أخبار الخضر - أبو الحسين أحمد بن جعفر أبن المنادي (المتوفى 336هـ).
2 - عجالة المنتظر في شرح حال الخضر - عبد الرحمن بن علي الجوزي (المتوفى 597هـ).
3 - رسالة في موت الخضر - أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (المتوفى 728هـ).
كتاب (جزء في وفاة الخضر) - محمد بن علي بن عبد الواحد النقاش (المتوفى 763هـ).
4 - الزهر النضر في حال الخضر - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى 852هـ)
5 - الروض النضر في حال الخضر - محمد بن محمد الخيضري (المتوفى 894 هـ).
وسيتم ترتيب البحث ضمن فصول وكل فصل ضمن نقاط:
الفصل الأول: هوية الخضر (عليه السلام):
النقطة الأولى: اسمه ونسبه:
قد اختلف في اسمه ونسبه:
قيل اسمه: خضرون بن قابيل بن آدم(8).
وقيل: المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد(9).
وقيل: خضرون بن عمياييل بن اليفز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم(10).
وقيل: أورميا بن خلقيا سبط هارون بن عمران(11).
وقيل: بليا بن ملكان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن نوح(12).
(قلنا): وهذا أرجح الأقوال عند الفريقين، وقولهم في ذلك:
أمّا عندنا فلما قاله الشيخ محمد بن علي الصدوق، (المتوفى سنة 381 هـ)، قال: والصحيح أن اسمه بليا بن ملكان(13).
وأمّا عندهم فلما جاء عن عمر بن على ابن عادل الحنبلي (المتوفى:880 هـ)، قال: والصحيح ما ثبت في التَّواريخ، وصحَّ عن النبي [(صلّى الله عليه وآله وسلّم)] أنَّه الخضر، واسمه بليا بن ملكان(14). كما وذكر ابن حجر الأسماء وقال: والأول أثبت - ابن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح -(15).
النقطة الثانية: كنيته ولقبه:
اختلف في سبب لقب العبد الصالح (بليا) بالخضر:
فقد قيل: (سمي لأنه يجلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء)(16).
وقيل: (كانت آيته أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة، ولا أرض بيضاء إلّا أزهرت خضراً، سمي خضراً لذلك)(17).
وقيل: (سُمّي خَضِراً لحُسنِه وإشْراق وجْهه)(18).
وقيل: (لأنه كان إذا صلّى اخضرَّ ما حوله)(19).
وأمّا كنيته: ذكروا أن الخضر كنِّيَ بأبي العباس، وأبي محمد(20).
النقطة الثالثة: نبوته وولايته:
اختلف فيه هل هو نبي أم ولي أم ملك.
قيل: إنه نبي غير مرسل(21).
وقيل: (إنه ليس بنبي)(22).
وقيل: (إنه ولي من أولياء الله)(23).
وقيل: (إنه من الملائكة)(24).
والراجح: كما ذهب أكثر العلماء إلى أنه ليس بنبي وحكي عن ابن تيمية(25) وابن كثير(26) ذلك.
وما روي عن طرقنا عن أبي جعفر وابنه أبي عبد الله الصادق (عليهما السلام)، أنه ليس بنبي(27).
الفصل الثاني: في أدلة النافين لحياة الخضر (عليه السلام) العقلية:
الدليل الأول: قالوا: الَّذِي يَقُولُ إِنَّهُ وَلَدُ آدَمَ لِصُلْبِهِ فاسد... أَنْ يَكُونَ عُمْرُهُ الآنَ سِتَّةَ آلافِ سَنَةٍ وَمِثْلُ هَذَا بَعِيدٌ فِي العَادَاتِ أَنْ يَقَعَ.
ويجاب:
1 - إن كونه من صلبه هو قول ابن عباس الذي رواه الدارقطني وهذه الرواية مجروحة بـ:
أ - (رواد بن الجراح) ذكره الدارقطني(28) في المتروكين(29).
ب - وفي الخبر أيضاً: (مقاتل بن سليمان) ذكره الدارقطني في المتروكين وقال يكذب(30).
ج - وكذلك فيه: (الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ) لم يلق ابن عباس(31).
2 - لا نسلم أن الخضر (عليه السلام) ابنٌ لآدم من صلبه، إنما هو من أعقاب النبي نوح (عليه السلام)، وسيأتي ذكر أنه من أعقاب النبي نوح (عليه السلام)، وبالتالي لا وجه لهذا الاعتراض.
3 - الله تعالى قادر على كل مقدور وإبعاد ذلك تقييد لقدرة الله (عزَّ وجلَّ)! وطول العمر ممكن مقدور له تعالى.
الدليل الثاني: قالوا في الصحيحين: (خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن)(32). وما ذكر أحد أنه رأى الخضر (عليه السلام) على خلقة عظيمة(33).
ويجاب:
1 - لا نسلم أن الخضر (عليه السلام) من أقدم الناس، إنما هو من أعقاب سام بن نوح النبي وهو: (بليا) بْن ملكان بْن فالغ بْن عابر بْن شالح بْن أرفخشد بْن سام بْن نوح(34).
وهذا مختارنا نحن الإمامية وبعض مخالفينا(35).
2 - في الحديث (لم يزل الخلق ينقص) فلم ير الخضر في خلقة عظيمة لأن بينه وبين آدم تسعة عشر أب. أي أنه كان بعمر (ساروغ) والد جد النبي إِبْرَاهِيم بْن تارخ بْن ناحور بْن ساروغ بْن أرغو بْن فالغ بْن عابر بْن شالخ بن قينان بن أرفخشد بْن سام بْن نوح (عليه السلام)(36).
ولم يكن في ذاك الزمان الإنسان عظيم الخلقة.
الدليل الثالث: قالوا: إن كان الخضر (عليه السلام) قبل نوح لركب معه السفينة وأنه لما نزل من السفينة مات من كان معه، ولم يبق غير نسل نوح. وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح(37).
ويجاب:
1 - تقدم أن الخضر من نسل نوح، وهذا يبطل كل اعتراض متعلق بنوح النبي (عليه السلام)، لذا لا نكرر الجواب.
2 - أمّا الاستدلال بقوله تبارك اسمه: ﴿وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقِينَ﴾ (الصافات: 77).
فالخضر (عليه السلام) من ذريته الباقين. وقد ذكرنا أنه: بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن نوح (عليه السلام)(38).
الدليل الرابع: قالوا: وبعضهم سلَّم أنه بعد نوح (عليه السلام)، إلّا أنه ذهب إلى موته حيث إنه لو كان حياً لكان جهاده الكفار ورباطه في سبيل الله ومقامه في الصف ساعة(39) وحضوره الجمعة والجماعة.
ويجاب:
عدم العلم ليس علماً بالعدم، ثم أن الخضر (عليه السلام) متواري عن الأنظار فلا يراه إلّا من أراد الله أن يريه إياه كالأنبياء والأولياء، وقد حصل لموسى (عليه السلام) قوله تعالى: ﴿فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾ (الكهف: 65).
بتقريب أن: الآية لم تذكر اسم الخضر ومكان اللقاء وزمانه، والسنة الشريفة هي من عرفتنا أنه الخضر(40).
قال القرطبي: الخضر نبي معمر محجوب عن الأبصار(41).
وقد دلَّت الأحاديث من طرق الخاصة والعامة على أن الخضر (عليه السلام) محجوب عن أنظار عامة الناس.
فأخرج الصدوق بسنده: عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)، قال أحمد: فما السنة الجارية في المهدي من الخضر؟ فقال: «طول الغيبة يا أحمد»(42).
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية(43) ومن طريق حماد بن زيد عن شيب بن الحجاب، قالا: كَانَ الخضر عبداً لا تراه الأعين، إلّا منَ أراد الله أنَّ يريه إياه، فلم يره مِنَ القوم إلّا موسى، ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين خرق السفينة(44).
الفصل الثالث: في أدلة النافين لحياة الخضر (عليه السلام) النقلية:
الأدلة القرآنية:
الأول: قالوا: الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الخَضِرَ لَيْسَ بِبَاقٍ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ: القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ(45).
أَمَّا القُرْآنُ فَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَـرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ﴾ (الأنبياء: 34)، فَلَوْ دَامَ الخَضِرُ كَانَ خَالِداً(46)، والتخليد لا يكون لبشر(47).
ويجاب:
1 - لم يقل أحد إن الخضر باقٍ لا يفنى ولا يموت! ولفظ: (بشر) من الآية ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَـرٍ﴾ نكرة في سياق النفي شاملة لكل بشر، فيدخل الخضر (عليه السلام) بهذا العموم لأنه (بشر) ويموت، وإنما يراد بالخلد دوام البقاء وعدم الموت(48). ويدل عليه قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ﴾ (آل عمران: 185؛ الأنبياء: 35؛ العنكبوت: 57). وقوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ﴾ (الرحمن: 26).
2 - نحن نذهب إلى طول إقامته، ثم يكون الموت بعدها.
3 - وبالنقض، فلو أريد بـ(الخلد) البقاء إلى يوم القيامة فالدجال خالد!
وكذلك عيسى بن مريم (عليه السلام). قال القاري: وليس المراد به(49) طول العمر، فإن عيسى كان قبل نبينا وقد طال عمره بإجماع الأنام(50).
الثاني: ومنها أن الله تعالى قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرُنَّهُ﴾ (آل عمران: 81).
قالوا: الخضر إن كان نبياً أو ولياً فقد دخل في هذا الميثاق، فلو كان حياً في زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه يؤمن بما أنزل الله عليه وينصره(51).
ويجاب:
أولاً: أمّا كونه نبياً فقد حكى ابن كثير ذهاب كثيرين إلى أنه لم يكن نبياً، بل كان ولياً(52).
وكذا شيخه ابن تيمية الحراني ذهب إلى أن أكثر العلماء على أنه ليس بنبي(53).
وقال: الجمهور على أنه ليس بنبي(54).
ثانياً: وأمّا كونه ولياً فنعم، وليس هناك ما يدل على عدم إيمان الخضر (عليه السلام) بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونصرته له، إذ إنه مستتر عن الأنظار حتّى في قصته مع موسى الكليم (عليه السلام)، لم يذكر فيها اسمه ومكان اللقاء وزمانه.
الأدلة من السنة:
الأول: حَدِيثَ «أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ»(55). فهذا الحديث يقتضي أن الخضر (عليه السلام) لم يعش بعد مئة سنة فيكون الآن مفقوداً لا موجوداً لأنه داخل في هذا العموم(56).
ويجاب:
1 - هذا حديث قد أسقط منه (منكم) أو أنهم لم يسمعوه من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيكون لفظه: أنه قال: «لا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ منكم مِمَّنْ هُوَ اليَوْم»(57)، ويدل عليه:
أولاً: قول ابن عمر: (فوهل الناس)(58). أي غلطوا في تأويل كلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يفهموه بوجهه الصحيح(59).
بيان: كلام ابن عمر يدل على توهم الصحابة أن لفظة (منكم) لم يسمعوها، فيخرج الخضر من ذلك العموم.
ثانياً: كان جماعة الصحابة يظنون أن المراد أن الدنيا تنقضي بعد مائة سنة(60). وهو قول أبي مسعود عقبة بن عمرو، قال سمعت رسول الله يقول: «لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف». فرده علي (عليه السلام): «إنما قال ذاك لمن حضره يومئذٍ»(61).
2 - وهذا ما دفع عبد الله بن عمر أن يفسر كلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنه: يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن(62).
وقالوا: إن آخر من بقي من الصحابة هو أبو الطفيل عامر بن واثلة، فقد كانت وفاته سنة عشر ومائة من الهجرة وذلك عند رأس مائة سنة من وقت تلك المقالة(63).
وأيضاً ابن عمر قد يكون وهِمَ كما وهِمَ غيره(64).
2 - لا دليل على أن الخضر كان حاضراً يومئذٍ ليكون مشمولاً لحديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
الثاني: قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم بدر: «اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ العِصَابَةَ، لَا تُعْبَدُ بَعْدَهَا فِي الأَرْضِ». فلو كان الخضر موجوداً لم يصح هذا النفي(65).
ويجاب:
1 - كيف لا تقع عبادة لله في الأرض إن هلك أهل بدر مع وجود أشخاص آخرين.
مثل عُثْمَان وَطَلْحَة وغيرهم خلق كثير! فكيف صح النفي مع وجود هؤلاء دون الخضر (عليه السلام)!
قالوا: إنما المراد المسلمين كلهم(66).
قلنا: ذكر ابن القيم أنه سئل ابن تيمية فأجاب: كانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم(67).
2 - اضطروا لدفع هذا المشكل إلى اتِّهام الرواة بالوهم، فإن من عَادَة الرواة ذكر الحديث بالمَعْنى وَقد يغلطون فِيه(68). وقد احتجوا باختلاف الفَاظه، فَرَوَاهُ البُخَارِي فِي أَفْرَاده من مُسْند ابْن عَبَّاس ومُسلم فِي أَفْرَاده من حَدِيث أنس بن مَالك أَن النَّبِي قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّك إِن تشأ لَا تعبد فِي الأَرْض»(69).
والحديث أولوه بأنه: لا يعبد في الأرض بهذه الشريعة(70).
قالوا: استعمل (إن) مكان (ما) فيكون معناه: ما تهلك هذه العصابة(71).
قلنا: وهذا المعنى لا يدل على نفي حياة الخضر (عليه السلام).
الثالث: قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيّاً مَا وَسِعَهُ إِلّا أَنْ يَتْبَعَنِي»(72). فَكَيْفَ يَكُونُ الخضر (عليه السلام) حَيّاً وَلا يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(73)؟
ويجاب:
1 - الحديث ضعيف سنداً، فإن فيه مجالد بن سعيد، كان يحيى القطان يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه عن الشعبي(74). وسئل أحمد بن حنبل عن مجالد، فقال: ليس بشيء.
وكان يحيى بن معين يقول: مجالد ضعيف، واهي الحديث.
2 - الحديث جاء من طرق أخرى(75)، منها: جاء عمر إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: مَرَرْتُ بأخٍ لي من يهود قُريظة، فكتَب لي جوامعَ من التوراة، ألا أَعْرِضُها عليك؟
فتغيَّر وجهُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، أَنْتُمْ حَظِّي مِنَ الأُمَمِ، وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ»(76).
ثم قال: «لَوْ كَانَ مُوسَى حَيّاً مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي».
وعند الجمع بين مجموع الأحاديث يتحصل: (لو كان موسى حياً لاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي ومَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي)، مفاد الحديث تعريض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بفعل عمر وتودد عمر لليهود وبيان أفضليته على موسى (عليه السلام)، ومع ذلك لو كان حياً لاتّبعتموه وتركتموني!
ويؤيده ما جاء عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ بِكَتِفٍ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَ: «كفى بقوم ضلالاً أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم فأنزل الله (عزَّ وجلَّ) ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت: 51]»(77). فليس في الحديث ما يدل على موت الخضر (عليه السلام) إنما غاية ما يدل عليه قبح فعل عمر من أنه قد اتخذ (أخاً) له من اليهود من بني قريظة يكتب عنه كتب اليهود حتى قال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا بْنَ الخَطَّابِ»(78).
و(التَّهَوُّكُ) في اللغة التَّهَوُّر وقلة مُبالاة(79).
3 - لو سلِّم، فمن قال إنه لم يتبع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يره أحد، ولا ملازمة بين الاتّباع والصلاة خلف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بل نجزم باتّباعه له (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
الفصل الرابع: استدلال النافين لحياة الخضر (عليه السلام) بالإجماع:
قالوا: إِجْمَاعُ المُحَقِّقِينَ مِنَ العُلَمَاءِ أَنَّ الخَضِرَ مَاتَ(80).
ويجاب:
يمكن النقاش في أصل دعوى إجماع المحققين فإن جمهور الإمامية(81) قاطبة وأكثر أهل السنة(82) يقولون ببقائه حياً إلى الآن، خلا جماعة من الحنابلة شذّوا.
الفصل الخامس: استدلال النافون لحياة الخضر (عليه السلام)، ببعض الأقوال:
القول الأول: فَقَدْ ذُكِرَ عَنِ البُخَارِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا أَنَّ الخَضِرَ مَاتَ(83).
ويجاب:
1 - نقل أَبُو بَكْرٍ النقاش (المتوفى 351هـ). في تفسيره (شفاء الصدور)، مخطوط عن البخاري أن الخضر مات. وما نقله النقاش عنه (المتوفى 256هـ). منقطع فإنه ولد سنة 266هـ، أي بعد وفاة محمد بن إسماعيل البخاري بـ(11).
وقد فتشنا في مصنفات البخاري ولم نجد تلك النسبة في كتبه!
2 - ما نقله النقاش عن علي بن موسى (توفي 203 هـ). منقطع فإنه ولد سنة 266هـ أي بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) بـ(63) عاماً. وقال ابن حبان: كأنه كان يهم ويخطئ(84).
والثابت عندنا عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: «إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور»(85).
القول الثاني: وَمِمَّنْ قَالَ إِنَّ الخَضِرَ مَاتَ الحَرْبِيُّ(86).
ويجاب:
1 - إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي (المتوفى 285هـ). قد ذكر الحافظ ابن حجر في (الزهر النضر) نقل أحمد بن جعفر ابن المنادي (المتوفى 336هـ ). في كتابه (جزء في أخبار الخضر) عن إبراهيم الحربي أن الخضر مات(87).
وقد طلبنا جزء ابن المنادي فلم يقع بأيدينا، لكننا راجعنا بعض المصادر فوجدنا ابن الجوزي نقل في كتابه: (الموضوعات) عنه قَالَ: وَأَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا عَن إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ أَنه سُئِلَ عَن تعمير الخضر فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ: هُوَ متقادم المَوْت(88).
2 - هذا النقل بواسطة رجل مجهول! وقد فتشنا في كتب (الحربي) فلم نجد تلك النسبة فيها.
القول الثالث: وَابْنُ المُنَادِيُّ كان يقبح قَوْلَ إِنَّهُ حَيٌّ(89).
ويجاب:
1 - أَحْمَد بْن جَعْفَرِ بْن المنادي (المتوفى 236هـ)، ذكره ابن أبي يعلى الفراء (المتوفى 526هـ) في طبقات الحنابلة(90). وقد ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه (الزهر النضر) أنه جمع جزءاً في أخبار الخضر (عليه السلام) واعتمده في إعداد مصنفه هذا(91).
2 - قد كان شديد التعصب للحنابلة فكان يقول: (إن أول عقدة تحل من الزندقة أن يكون الخضر نبياً)(92). بحجة أن الأشاعرة المتصوفة يرون أن الولي أعظم منزلة من النبي، وبالتالي اضطر ابن المنادي لأن يقول بنبوة الخضر.
3 - ليس ببعيد أنه يرى موت الخضر (عليه السلام) لما علم أن كتب الشيعة الحديثية تنص أن للمهدي (عجّل الله فرجه) غيبة طويلة، وبالتالي يردون على منكر حياته للأكثر من ألف عام قياساً عليه، ووجه عدم بُعد ذلك تعصبه الأعمى على الشيعة.
القول الرابع: الأَحَادِيثُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الخَضِرُ وَحَيَاتُهُ كُلُّهَا كِذْبٌ وَلا يَصِحُّ فِي حَيَاتِهِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ(93).
ويجاب:
1 - دعوى (لا يصح حديث واحد) مردودة بورود العديد من الأحاديث في حياته، ونحن نكتفي بما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي (المتوفى 277هـ) في (تاريخه). قال: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً يُمَاشِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ مُعْتَمِداً عَلَى يَدَيْهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ جَافٍ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مُعْتَمِداً عَلَى يَدِكَ آنِفاً؟ قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا رِيَاحُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. مَا أَحْسَبُكَ إِلَّا رَجُلاً صَالِحاً، قَالَ: ذَاكَ أَخِي الخَضِرُ بَشَّرَنِي أَنِّي سَأَلِي وَأَعْدِلُ)(94).
قال الذهبي: رواها يعقوب الفسوي في تاريخه عن محمد بن عبد العزيز عن ضمرة وإسناده جيد(95). وقال ابن حجر: هذا أصلح إسناد وقفت عليه في هذا الباب(96).
2 - الأخبار الواردة في حياة الخضر (عليه السلام) كثيرة جداً حتى بلغت حد التواتر المعنوي، لأن كَثْرَة الناقلين للْأَخْبَار الدَّالَّة على استمراره، حتى لو كانت أسانيدها واهية، فإنها متواترة.
قال الحافظ ابن حجر: ربما عرفت شبهة من جهة كثرة الناقلين للأخبار الدالة على استمراره فيقال: هب أن أسانيدها واهية إذ كل طريق منها لا يسلم من سبب يقتضي تضعيفها فماذا يصنع في المجموع فإنه على هذه الصورة قد يلتحق بالتواتر المعنوي(97).
الهوامش:
(1) هذا مقال بقلم علي حسين السائح أستاذ كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا، بمجلة الكلية، في العدد العاشر الصادر سنة 1993، في ص213، بعنوان (تراثنا وميزان النقد).
(2) نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثني عشرية: ص411.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: ص531.
(4) صحيح البخاري: ج3، ص1210، ح3148.
(5) منهاج السنة: ج4، ص93.
(6) روى شيخ المحدثين الصدوق بسنده عن أحمد بن إسحاق الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: «يا أحمد بن إسحاق، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ولا يخليها إلى يوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض».
قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك؟
قال: «ابني هذا، إنه سميُّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيُّه، يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر ومثل ذي القرنين...»، فقلت: فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال (عليه السلام): «طول الغيبة يا أحمد...». [كمال الدين وتمام النعمة: ص385، باب 38 ما روي عن أبي محمد العسكري من وقوع الغيبة بابنه القائم وأنه الثاني عشر من الأئمة، ح1.
(7) تراثنا وميزان النقد: ص213.
(8) ذكره أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (المتوفى 248هـ) في كتابه المعمرون والوصايا: ص1، عن أبي عبيدة، وأبي اليقظان، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهم.
(9) ذكره ابن عساكر الدمشقي (المتوفى 571هـ) في كتابه تاريخ دمشق: ج13، ص399، عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد.
(10) البداية والنهاية: ج1، ص326.
(11) تاريخ الطبري: ج1، ص225، هذا القول قيل بناءً على أن الخضر غير صاحب موسى الواردة قصته في القرآن الكريم، ونحن نرفض هذا القول، وإنما ذكرناه في سياق عرض الأقوال.
(12) ذكره عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى 276هـ) في كتابه المعارف: ج1، ص9، عن وهب بن منبه.
(13) كمال الدين وتمام النعمة: ص392.
(14) اللباب في علوم الكتاب: ج1، ص3445.
(15) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج6، ص433.
(16) رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة: ج3، ص1284، ح3221.
(17) رواه الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ج1، ص61، باب العلة التي من أجلها سمي الخضر خضراً، علل الشرائع: ج1، ص62، ح1.
(18) ذكره الخطابي غريب الحديث: ج1، ص177.
(19) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن الضحاك: ج16، ص402.
(20) تفسير روح المعاني: ج15، ص319.
(21) قال ابن عباس: إنه كان نبياً غير مرسل [الإصابة: ج2، ص116].
(22) أخرج الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر وأبي عبد الله الصادق (عليهما السلام) أنه ليس بنبي [الكافي: ج1، ص379، باب (في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة)، ح5.
(23) وهذا قول أبي القاسم القشيري في رسالته في التصوف: ص161؛ واليافعي في المحاسن الغالية: ص48.
(24) حكاه السهيلي عن قوم [فتح الباري: ج6، ص309].
(25) تفسير ابن كثير: ج5، ص187.
(26) مجموع الفتاوى: ج4، ص397.
(27) أصول الكافي: ج1، ص379، باب (أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى)، ح5.
(28) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص73.
(29) الضعفاء والمتروكون: ج2، ص153.
(30) الضعفاء والمتروكون: ج1، ص23.
(31) المراسيل لابن أبي حاتم: ج1، ص94.
(32) صحيح البخاري: ج11، ص484، باب خلق آدم وريته، ح3326.
(33) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص73.
(34) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: ج1، ص358.
(35) رواه شيخ المحدثين الصدوق في علل الشرائع: ج1، ص42، باب العلة التي من أجلها سمي الخضر خضراً، ح1، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
وذكره من مخالفينا عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى 276هـ) في كتابه المعارف: ج1، ص9، عن وهب بن منبه.
(36) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: ج1، ص258.
(37) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص73.
(38) ذكره عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى 276هـ) في كتابه المعارف: ج1، ص9، عن وهب بن منبه؛ وذكره شيخ المحدثين الصدوق (المتوفى 381 هـ) في علل الشرائع: ج1، ص42، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام).
(39) أي في الصف الأول عند المعركة.
(40) صحيح البخاري: ج4، ص1752، ح4451؛ الكافي: ج1، ص442، ح1، باب (أن الأئمة يعلمون علم ما كان ويكون).
(41) الجامع لأحكام القرآن: ج11، ص41.
(42) كمال الدين وتمام النعمة: ص65.
(43) أبو العالية الرياحي أحد علماء البصرة وأئمتها واسمه رفيع بن مهران. [تاريخ الإسلام للذهبي: ج2، ص1202].
وهو مجمع على توثيقه وثقة يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وآخرون. [تهذيب الأسماء للنووي: ج2، ص251].
وروى له البخاري ومسلم.
وقال: أبو بكر بن أبي داود في كتابه (شريعة القارئ): ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية. [تهذيب الكمال للمزي: ج9، ص218].
(44) تفسير ابن أبي حاتم: ج9، ص225.
(45) المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم: ج1، ص69.
(46) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص69.
(47) الموضوعات لابن الجوزي: ج1، ص199.
(48) الخُلْدُ في لغة العرب: البَقاءُ والدوامُ كالخُلودِ والجَنَّةُ [القاموس المحيط: ص357].
(49) يشير إلى قوله: ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَـرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ﴾ (الأنبياء: 34).
(50) الحذر في أمر الخضر: ص154.
(51) هذا القول لابن كثير الدمشقي ذكره في البداية والنهاية: ج2، ص266.
(52) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ج5، ص187.
(53) مجموع فتاوى ابن تيمية: ج4، ص397.
(54) مختصر الفتاوي المصرية لابن تيمية: ج2، ص23.
(55) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص70.
(56) نقله ابن كثير عن ابن الجوزي في البداية والنهاية: ج1، ص336.
(57) ذهب إلى هذا الرأي أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى 276هـ) في كتابه: تأويل مختلف الحديث: ج1، ص163.
(58) صحيح البخاري: ج1، ص261، باب (السمر في الفقه)، ح(576).
(59) قال ابن حجر: أي غلطوا أو توهموا [فتح الباري: ج2، ص75].
(60) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج10، ص556.
(61) مسند أبي يعلى: ج1، ص360.
(62) صحيح البخاري: ج1، ص261، باب (السمر في الفقه)، ح(576).
(63) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج11، ص363.
(64) إذ إنه أخطأ في نقله حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فكان يقول: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي».
فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله [(صلّى الله عليه وآله وسلّم)] على يهودية يبكى عليها، فقال: «إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها» [صحيح مسلم: ج6، ص93، باب (الميت يعذب ببكاء أهله عليه)، ح(1548)].
وقد سُئل: هل اعتمر النبي في رجب؟
قال ابن عمر: نعم. فقالت عائشة وابن عمر يسمع: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب. [صحيح مسلم: ج6، ص323، ح(2199)].
وذكر لعائشة قوله: «ما أحب أن أصبح محرماً أنضخ طيباً». فقالت: أنا طيبت رسول الله [(صلّى الله عليه وآله وسلّم)] ثم طاف في نسائه ثم أصبح محرماً. [صحيح البخاري: ج1، ص473، باب (من تطيب ثم اغتسل وبقى أثر الطيب)، ح(270)].
(65) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج6، ص434.
(66) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ج3، ص572.
(67) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص36.
(68) كشف المشكل من حديث الصحيحين: ج1، ص134.
(69) كشف المشكل من حديث الصحيحين: ج1، ص134.
(70) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج7، ص289.
(71) القائل هو يحيى بن هُبَيْرَة الذهلي (المتوفى 560هـ) في كتابه (الإفصاح عن معاني الصحاح): ج1، ص206.
(72) مسند أحمد: ج3، ص387، برقم (15195)، تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
(73) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص72.
(74) التاريخ الكبير للبخاري: ج8، ص9.
(75) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج13، ص525.
(76) مصنف عبد الرزاق: ج6، ص113؛ وعنه أحمد في المسند: ج3، ص470.
(77) مرسل رجاله ثقات، أخرجه أبو داود في المراسيل ص223، رقم (1)، وابن عبد البر في جامع بيان فضل العلم: ج2، ص50؛ والدارمي في مسنده: ج1، ص193، ح(485).
(78) مسند أحمد: ج3، ص387، برقم (15195)، تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
(79) لسان العرب: ج6، ص4722.
(80) المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم: ج1، ص69.
(81) قال شيخ الشيعة الطوسي: وهذا الخضر (عليه السلام) موجود قبل زماننا من عهد موسى (عليه السلام) عند أكثر الأمة وإلى وقتنا هذا باتفاق أهل السير لا يعرف مستقره ولا يعرف أحد له أصحاباً إلّا ما جاء به القرآن من قصته مع موسى (عليه السلام).
وما يذكره بعض الناس أنه يظهر أحياناً ويظن من يراه أنه بعض الزهاد، فإذا فارق مكانه توهمه المسمى بالخضر، ولم يكن عرفه بعينه في الحال، ولا ظنه فيها بل اعتقد أنه بعض أهل الزمان [الغيبة: ص109].
(82) قال أبو عمرو ابن الصلاح: وَأمّا الخضر (عليه السلام) فَهُوَ من الأَحْيَاء عِنْد جَمَاهِير الخَاصَّة من العلمَاء وَالصَّالِحِينَ والعامة مَعَهم فِي ذَلِك وَإِنَّمَا شَذَّ بإنكار ذَلِك بعض أهل الحَدِيث. [فتاوى ابن الصلاح: ج1، ص185].
قال النووي: قال الأكثرون من العلماء: هو حي موجود بين أظهرنا [تهذيب الأسماء: ج1، ص249].
(83) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص72.
(84) المجروحين لابن حبان: ج2، ص107.
(85) إكمال الدين وتمام النعمة: ص67.
(86) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص72.
(87) الزهر النضر في حال الخضر: ص122.
(88) الموضوعات: ج1، ص199.
(89) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص72.
(90) طبقات الحنابلة: ج2، ص3، في (ذكر الطبقة الثانية بَابُ الألف).
(91) قال ابن حجر: وكنت قد جمعت في ذلك مما صنف فيه بخصوصه من القدماء أبو الحسين بن المنادي [الزهر النضر في حال الخضر: ص85].
(92) قصة موسى والخضر (عليهما السلام): ص4.
(93) المنار المنيف في الصحيح والضعيف: ج1، ص67.
(94) المعرفة والتاريخ: ج1، ص577.
(95) تذكرة الحفاظ: ج1، ص90.
(96) الإصابة في تمييز الصحابة: ج2، ص278.
(97) الزهر النضر في حال الحضر: ص162.