(٣٦٤) دور المؤسسات العلمية كالجامعات في عملية التمهيد؟
بينتم جواب سؤالنا عن دور الحوزات فجزاكم الله خيراً لذلك، وسؤالنا التالي عن دور المؤسسات العلمية الأخرى كالجامعات ما هو دورها في عملية التمهيد إن كانت في دولة إسلامية تعيش الفكر المهدوي؟ هذا سؤالنا الأول.
السؤال الثاني: كل حركة إصلاحية تواجه في مسيرتها ما يتسبب بإعاقتها عن التقدم، فما هي المعوقات التي تواجه الممهدين خلال مسيرتهم الإصلاحية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن دور المؤسسات العلمية، حيث إنها تضم بين جنباتها الكثير من الأفراد، خصوصاً فئة الشباب، دورٌ مهم جداً، حيث إن الفرصة مؤاتية لها في زرع المفاهيم الأساسية للإسلام عموماً من خلال البحوث المطلوبة، والمحاضرات الملقاة، وغيرها.
ودورها غير خافٍ على أحد في عملية بث المفاهيم المهدوية -لو كانت في دولة إسلامية حسب مفروض السؤال-.
إلّا أن المشكلة تكمن في أن هذه المؤسسات حيث إن مناهجها غير ممنهجة بشكل صحيح، وغير موضوعة للقضية المهدوية بالخصوص، فإنها في الوقت الذي يرجى منها أن تكون وهج الشعلة للتمهيد، وإذا بها تمثل عائقاً وعقبةً كؤوداً لعملية التمهيد.
فمناهج الجامعات بل والمدارس اليوم أغلبها مبنية على فرضيات غربية بعيدة عن الإسلام.
وعلى أسس خاطئة في تفسير القرآن الكريم أو طرح المفاهيم الإسلامية، ولم تخلُ من الدسائس السياسية التي يُقصَد منها توجيه الأفكار نحو أمر معين ولو من طرف خفي.
إن واضعي المناهج الدراسية في بلداننا الإسلامية لم يأخذوا بنظر الاعتبار وفي غالب الأحيان الوضع الاجتماعي المعاش للمجتمع، فجعلوا يبثون الأفكار المسمومة بألفاظ معسولة كحرية الرأي، وحرية المرأة، وحوار الحضارات، وتلاقح الأفكار، من دون وضع الأسس العلمية لمعرفة الفكرة الصحيحة من السقيمة.
إن الكلام عن هذا الأمر طويل الذيل، ونظرةٌ فاحصةٌ للواقع تكشف الكثير من الحقائق في هذا المجال.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: بنت الهدى الاحسائية : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)