ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
العربية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » الانتظار والمنتظرون
الانتظار والمنتظرون

(٧٤٤) هل المقصود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أم غيره؟

ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدّم هذا الأمر أو تأخر... إلى آخر الحديث.
سؤالي هو:
إذا كان الإمام المقصود في هذا الحديث الشريف هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فكثير من غير الشيعة يعرفونه أفضل من كثير من الشيعة، لأن معرفته تتطلّب الاطلاع على الأحاديث الواردة حوله، وبهذا يموت شيعة جهلة ويموت غيرهم عارفين ولا يضرهم شيء، وهذا مخالف لدين الله والأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وإذا كان المقصود هو غير الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهلا بينتم لنا من هو؟


بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: ورد هذا المعنى في روايات عديدة، ومنها: عن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله، قال: من عرف هذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم كان له مثل أجر من قُتِلَ معه. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص460، ح474]
وعن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾، فقال: يا فضيل، اعرف إمامك، فإنَّك إذا عرفت إمامك لم يضـرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا، بل بمنزلة من قعد تحت لوائه. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص371، باب أنَّه من عرف إمامه لم يضرّه تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ح2]
وعن زرارة، قال: قال أبو عبد الله: اعرف إمامك، فإنَّك إذا عرفت لم يضرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص371، باب أنَّه من عرف إمامه لم يضـرّه تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ح1]
وعن فضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر يقول: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضـرّه تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص371 و372، باب أنَّه من عرف إمامه لم يضـرّه تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ح6]

ثانيًا: ليس المقصود من المعرفة هو مجرد الاطلاع على الروايات الواردة في الإمام، وإنما المقصود منها معنى مركب من التالي:
1/الاعتقاد الجازم بأن الإمام المهدي هو الإمام المفترض الطاعة من الله تعالى وهو الإمام الثاني من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وأنه ابن الإمام العسكري (عليه السلام)، وأنه الذي وُلد يوم 15 شعبان من عام 255 للهجرة، وأنه الغائب اليوم، وأنه الذي يخرج بأمر الله تعالى في الوقت المعلوم لديه جل وعلا... إلى آخر الاعتقادات التي نؤمن به تبعاً للدليل القطعي.
2/العمل وفق الاعتقاد السابق، وانتظار الإمام بالمعنى الذي ذكرته الروايات الشريفة، والتمهيد لظهوره كلٌ من موقعه.
فهذا هو المعنى المقصود من المعرفة، وهل يُعقل أن يكون شخص شيعياً بمجرد اطلاعه على الروايات الواردة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
وهل إذا كتب مسيحي كتاباً في الإمام (عجّل الله فرجه) نحكم عليه بأنه مسلم شيعي مثلاً؟
ومنه يتضح: أن المقصود هم خصوص شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الذين التزموا بالمعرفة الحقة كما بيّنّاه لكم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

الانتظار والمنتظرون : ٢٠١٩/١١/٢٧ : ٣.٨ K : ٠
: علي سالم : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.