ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
العربية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » الانتظار والمنتظرون
الانتظار والمنتظرون

(٩٣٠) ما هو الأمر الذي نتمسك به؟ وكيف نتمسك بالأمر الذي عليه؟

ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): يأتي على الناس زمان يغيب عنهم أمامهم. فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال (عليه السلام): يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم.
ما هو الأمر الذي نتمسك به؟
وكيف نتمسك بالأمر الذي هم عليه؟


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المعنى ورد في عدة روايات، فقد نقل الصدوق في كمال الدين عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها أمام هدى، ولا علماً يرى، ولا ينجو منها إلّا من دعا دعاء الغريق. فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلاً فكيف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدركه، فإذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص349]
وروى النعماني في الغيبة عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قلت له: إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زمانا فكيف نصنع عند ذلك؟ قال: تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص163]
وروى ابن بابويه القمي عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم. فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال: يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم. [الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي: ص135]
وكل هذه الروايات بصدد بيان المنهج العملي الذي لا بد أن يسلكه ويتبناه الشيعة في مواجهة الفراغ الكبير الذي ستتركه غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وما يتولّد وينتج عنها في الواقع الشيعي من مستجدّات وحوادث لا جذور أو أصول لها في تراث الأئمة الأطهار (عليهم السلام) والتي يمكن أن تحرف المؤمنين عن الأسس التي أرساها الأئمة الأولون فيما روي عنهم ووصل إلى أتباعهم ومواليهم من دين الله عقيدةً وشريعة، وعدم الانكفاء والتقهقر أمام الدعوات والأفكار التي قد تتلبس أحياناً بشعارات الحداثة والتجديد لتخلق بعد ذلك روحاً انهزامية في نفوس المؤمنين خشية الوصم والتهمة بالرجعية أو الارتداد للماضي البعيد، كما قد نلاحظه جلياً في واقعنا المعاصر من قبل المنكرين للعقيدة المهدوية ومحاولاتهم الدؤوبة لإسقاطها في وجدان المنتظرين للإمام القائم (عجّل الله فرجه)، مضافاً إلى ذلك ترسم هذه الروايات المنهج والوظيفة التي لا بد أن يعتمدها المؤمنون أمام تيارات الانحراف والتزييف التي تحاول خطف العقيدة المهدوية واستغلالها من قبل بعض الدجالين لإنزالها في غير موضعها الذي أراده الله تعالى وأوصى به الأئمة (عليهم السلام) من خلال عدم الاستعجال بتصديق كل طارئ أو مدعٍ، ولذلك جاءت هذه الروايات لتبين أن مِلاك السلامة والموقف الحكيم الواعي إنما يرتكز على عنصر اليقين والوضوح وهو الأمر الذي تكفلت به السماء للإعلان عن خروج الإمام (عجّل الله فرجه) سواء من جهة علامات الظهور أم المعجزات والكرامات التي ستظهر على يديه الشريفتين، ولذلك ركزت الروايات كثيراً على هذا المعنى بعدة ألفاظ ومفردات (حتى يبين لكم، حتى يتضح الأمر، حتى يتبين لكم)، ولذا جاء هذا التحذير والتنبيه من قبلهم (عليهم السلام) وصيةً وإرشاداً منهم لشيعتهم، حتى لا يقعوا في مواطن الغفلة والخداع.
فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): فإن أمركم ليس به خفاء إلّا إنها آية من الله (عزَّ وجل) ليست من الناس إلّا إنها أضوء من الشمس لا يخفى على بر، ولا فاجر أتعرفون الصبح؟ فإنه كالصبح ليس به خفاء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص208]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

الانتظار والمنتظرون : ٢٠٢١/٠٣/١٨ : ٢.٦ K : ٠
: يوسف : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.