(١١٤٥) أعمال وأذكار توفق العبد في إدراك زمن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)...
هل يوجد أعمال وأذكار توفق العبد في إدراك زمن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ونصرته غير دعاء العهد؟ حيث إن دعاء العهد كما ورد من قرأه أربعين صباحاً جعله الله من أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فهل هنالك دعاء آخر أو زيارة أخرى تؤدي نفس المطلوب وهو التقرب والتوفيق لأن يكون العبد من أنصاره (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الأخبار أن كل من محض الإيمان محضاً سوف يدرك نصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ولو بالرجعة بعد الموت، وهذا مؤشر مهم لقيمة الإيمان كعمل يستدعي منا المحافظة عليه والارتقاء به لكونه سبباً للتوفيق الإلهي للالتحاق بنصرة الإمام (عجّل الله فرجه)، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم (عليه السلام) من محض الإيمان محضاً. [تصحيح الاعتقادات للشيخ المفيد: ص90]، ونفس هذا المعنى جاء في حديث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) مع سلمان الفارسي: يا سلمان، إنّك مدركه، ومن كان مثلك، ومن تولاّه على هذه المعرفة. [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص449]
وقبل ذلك بطبيعة الحال هو أن يحمل الإنسان النية الخالصة حقيقة وواقعاً التي تشده وتدفعه نحو نصرة الإمام (عجّل الله فرجه)، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن الله تعالى يعطي على النية ما لا يعطي على العمل. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج2، ص524]
وينطبق هذا المعنى الكلي بوضوح على ما تسألون عنه، فقد جاء تصديقه وتأكيده فيما رواه النعماني في كتاب الغيبة عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص335]
وأمّا على مستوى الأذكار والآيات القرآنية، فقد ورد أن الصلاة على النبي وآله والتعجيل لهم بالفرج، من جملة الأذكار المستحبة التي ينبغي المحافظة عليها، ويؤمل لمن داوم عليها أن يكون من أنصار الإمام (عجّل الله فرجه) والمدركين لظهوره الشريف، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): من قال بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة الظهر: اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم، لم يمت حتى يدرك القائم من آل محمد (عليهم السلام). [مصباح المتهجِّد للشيخ الطوسي: ص368]
وروي كذلك عنه (عليه السلام): ما من عبد قرأ سورة بني إسرائيل (سورة الإسراء) في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السلام) ويكون من أصحابه. [ثواب الأعمال للشيخ الصدوق: ص107]
وورد كذلك عن الإمام الباقر (عليه السلام): من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السلام)، وإن مات كان في جوار النبي (صلّى الله عليه وآله). [الكافي للشيخ الكليني: ج2، ص620]
وقد ذكروا في محله أن السور المسبحات هي السور التي تفتتح بتسبيح الله (عَزَّ وجَلَّ) فتكون أول كلمة في الآية الأولى منها تشتمل على التسبيح كـ(سَبَّحَ) أو (يُسَّبِحُ) أو (سَبَّحَ لله) أو (سبحان الله) أو (سبِّح اسم ربك)، وقيل إن سورة الإسراء منها أيضاً لأنها تبتدأ بـ(سبحان الذي)، وهذه السور هي بحسب ترتيبها في المصحف الشريف كالتالي: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: دنيا : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)