(١١٨٠) هل شيعة الإمام (عجّل الله فرجه) لا تجتمع قلوبهم في الوفاء؟
ورد عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا...
هل جملة (اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد) هذه تعتبر إحدى شروط الظهور؟
وهل شيعة الإمام (عجّل الله فرجه) لا تجتمع قلوبهم في الوفاء إلى أن يظهر الإمام (عجّل الله فرجه)، فقبل ظهوره تجتمع قلوبهم في الوفاء بالعهد فيكون الظهور؟
هل هكذا تقرأ عبارة الإمام (عجّل الله فرجه) أم هنالك تفسير آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا ريب أن الطاعة والالتزام بالشريعة كما يريدها الله تعالى هي أحد أسباب تعجيل الفرج وظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، وأن المعاصي والذنوب قد تكون سبباً في تأخير ذلك، كما ورد في التوقيع الشريف عنه (عجّل الله فرجه): ولو أنّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقِّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص325]
والتعبير بـ(أشياعنا) بدلاً من (شيعتنا) يوحي بشكوى الإمام (عجّل الله فرجه) من الخلافات والانقسامات التي تحصل بين أتباعه ومحبيه والتي قد تكون سبباً في تأخير الظهور المبارك، باعتبار أن وجود الأنصار والقواعد المؤمنة التي تتحد جميعاً نحو هدف واحد وغاية محددة هي شرط من شرائط الظهور، بل وتعجيله أيضاً، والذي يظهر من الأخبار أن تلك الخلافات سوف تزداد في الفترة التي تتاخم عصر الظهور وتكون من محطات التمييز والتمحيص لغربلة المؤمنين عمّن سواهم، فقد سأل أحدهم الإمام الصادق (عليه السلام): فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم، إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص211]
وروى النعماني: عن مالك بن ضمرة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا، وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض، فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير؟ قال: الخير كله عند ذلك يا مالك، عند ذلك يقوم قائماً، فيقدم سبعين رجلاً يكذِبون على الله وعلى رسوله فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد. [الغيبة للشيخ النعماني: ص214]
ويبدو أن هذه الفتنة بين نفس الشيعة ستمثل المحطة والحلقة الأخيرة من محطات الغربلة، ومن خلالها يظهر من يتمسك بخط أهل البيت (عليهم السلام) ممن ينقلب على عقبيه، والناجحون فيها هم الذين يمثلون القاعدة الأساس التي يعتمد عليها الإمام (عجّل الله فرجه) دون غيرهم.
عصمنا الله تعالى وجميع المؤمنين من مضلات الفتن وجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه تحت راية الإمام القائم (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سجاد اللامي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)