(١٢٧٩) ... الدعاء بتعجيل الظهور المبارك مرتبة دانية من الانتظار...
ورد في جوابكم على السؤال رقم (1) العبارة التالي:
[ما يمكن أن يفعله المنتظِر في زمن الغيبة الكبرى هو أنْ يدعو بالفرج لمولاه، وهو بهذا منتظر انتظاراً إيجابياً إلّا أنه بمرتبة دانية، وهناك مراتب عالية كمن يسعى لتحقيق العدالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر].
كيف يكون الدعاء بتعجيل الظهور المبارك مرتبة دانية من الانتظار؟! هذا كلام غير دقيق وخالي من المعرفة.
بسم الله الرحمن الرحيم
توصيف الأشياء بالمراتب الدنيا والعليا إنما هي توصيفات نسبية ولا تعني بالضرورة التهوين أو التقليل من شأن تلك الأشياء في نفسها، بل هي كلها من معاني الخير والصلاح، ولكن إذا قارنا بعضها بالبعض الآخر سنجد أن منها ما يكون في مرتبة أعلى من الأخرى، وكمثال على ذلك لو سألك فقير مالاً أو حاجة واكتفيت بالدعاء له وبين أن تنهض بنفسك لسد حاجته وإعطائه، فحتماً الحالة الثانية هي أعلى وأعظم ثواباً من حالاتك الأولى، أو بين أن تدعو لمظلوم أن ينتصف من ظالمه وبين أن تضحّي بنفسك من أجل نصرته ورفع ظلامته، والأمثلة على ذلك كثيرة، وفي نفس هذا السياق فإن الدعاء للإمام (عجّل الله فرجه) بتعجيل الفرج والاكتفاء به فقط هو أقل مرتبة وثواباً من الدعاء للإمام (عجّل الله فرجه) بذلك منضماً إليه العمل بنشر العقيدة المهدوية والدفاع عنها والتبشير بها، فلعلك بذلك تسهم في إيجاد الأنصار الذين يتوقف ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) على وجودهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: كاظم العتابي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)