(٢٦٨) ما هي أوصاف أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه)
ما هي أوصاف أصحاب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن أن نقسم الأصحاب بحسب الفترة الزمنية إلى قسمين:
القسم الأول: الأصحاب في زمن الغيبة الكبرى.
القسم الثاني: الأصحاب بعد الغيبة الكبرى أي عصر الظهور.
أمّا القسم الأول فهم الأبدال، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): لابد لصاحب هذا الأمر من عزلة، ولابد في عزلته من قوة، وما بثلاثين من وحشة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص153]
وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبادة بن الصامت، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: الأبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً. [مسند أحمد: ج5، ص322]
وقد وصف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأبدال ببعض الصفات، منها ما يلي:
1) إن قلوب الأبدال كقلب إبراهيم الخليل (عليه السلام) فروى عبادة بن الصامت عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله: الأبدال ثلاثون رجلاً، قلوبهم على قلب إبراهيم (عليه السلام). [فرائد السمطين: ص69]، ولعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أراد بهذا التشبيه أن هؤلاء لشدّتهم وصلابتهم وصبرهم ومقاومتهم ضد الباطل، كإبراهيم (عليه السلام)، حيث إنه قد وقف ضد الباطل وأظهر الصلابة.
2) الرضا بالقضاء: ومن المميزات أيضاً ما قاله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في شأنهم: الرضا بالقضاء والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله. [فردوس الاخبار: ج2، ص84]
3) المواساة والإحسان والعفو: من جملة الأمور التي يتحلّى بها الأبدال ما ذكرها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً بأنهم: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما أتاهم الله (عزَّ وجلَّ). [حلية الأولياء: ج1، ص8]
وهذه الرواية وإن لم تكن نصاً في المرافقين للإمام (عجّل الله فرجه)، ولكن لأنهم (ثلاثون) ورواية (وما بثلاثين) فيحتمل أنهم هم.
أمّا القسم الثاني: وهم الأصحاب في عصر الظهور الذي يبدأ الإمام (عجّل الله فرجه) معهم نهضته فهم الـ(313) شخصاً فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) للمفضل بن عمر: كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكام الله في أرضه على خلقه. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص326]
الذين وصفتهم الروايات بأوصاف عالية، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ... ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون بآياتهم بلدة إلّا خربوها، كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحرب، ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحق. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص307]
ولكن لابد أن يعلم أن هؤلاء الأصحاب هم الذين نُصّ عليهم بالروايات والصفات الخاصة، وهذا لا يعني اقتصار الأصحاب والأنصار في عصر الظهور على هؤلاء، بل وردت روايات ذكرت الأنصار بنحو العموم تحت عنوان شيعة أهل البيت (عليهم السلام) والمنتظرين لصاحب الأمر والمؤمنين به بعد ظهوره.
ومعه فيمكن أن يقال: إن عنوان الأصحاب عنوان مشكك أي له عدة مراتب فمرتبة منهم هم أصحاب الألوية الـ(313)، وهناك مرتبة أخرى لها وظيفة أخرى وهكذا، وكذلك الأنصار فإنّ لهم مراتب متعددة فمرتبة منهم هم أيضاً أصحاب الألوية وهناك مراتب أخرى.
ومن الواضح أن الأنصار يمكن أن يكونوا هم الأصحاب وكذلك العكس والخلاصة أن بينهما عموماً وخصوصاً من وجه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الزهرة الربيعي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)